بقلم : محمد حبوشة
في رسائله لأصدقائه وفي كتبه وقصصه أكد الكاتب الروسي العظيم (أنطوان تشيكوف) أن الموهبة هى (معركة دائمة بين الفنان وبين التخلف، سواء في نفسه أو في الوسط الذي يعيش فيه، وهى معركة ينبغي أن تكون جماعية، أي أن يدعو الفنان زملاءه إليها كما يدعو الجندي زملاءه في ساحة الحرب، ولهذا فالموهبة الناضجة لا تقتضي من الفنان تقويما فكريا فحسب، بل تقويما خلقيا في الوقت نفسه، أي أن على الموهوب أن يطرد من نفسه كل أثر للهمجية سواء في الفكر والسلوك، وعليه أن يكون مخلصا غاية الإخلاص وهو يبدع .. وأن يكون على علاقة وطيدة مع أعماقه، لأن أجمل ما في الفن الإخلاص والبساطة).
والموهبة عند ضيفنا هذا الأسبوع في باب (بروفايل) الفنان الكويتي القدير (محمد المنصور) الذي يجمع بين التقويم الفكري والخلقي، تعني الشجاعة، لأن الجبن لا ينتج فنا، بل يظل مرضا يلبس مسوح الفن، وإذا كانت الشجاعة تكلف الإنسان الكثير فإن الفن يتطلب من الفنان خصائص شخصية ممتازة، وتضحيات لا حصر لها، ويربط (تشيكوف) بين الموهبة والقيم الأخلاقية ربطا محكما، لأن الإبداع الأصيل والخلق هما جناحا الفنان الحقيقي ففي قصته (مشاعر حادة) يقول: إن الموهبة قوة أصلية كالغرائز.. كالإعصار.. تستطيع أن تسحق الصخر ترابا وأن تخلق كل شيء، وأن تدمر أي شيء، إن لم تصاحبها مشاعر إنسانية سامية، وتنمية القيم الأخلاقية مرادفة لتنمية المعرفة بالثقافة والحياة، دعامتان لا غنى لإحداهما عن الأخرى، تماما كماهو حال (المنصور) في تفاعله مع جوهر الفن الحقيقي الذي قدمه عبر مسيرة طويلة في المسرح والتليفزيون والسينما.
ولأن (محمد المنصور) فنان حقيقي، وإنسان متحضر، مهذب يكره الكذب كما يكره الطاعون، لا يتكلف في سلوكه سواء في فنه أو في حياته العامة، ولا يثير ضجة كبرى حين ينجز عملا فنيا مهما كانت درجة إبداعه في الأداء، ولا يطبل لنفسه كعادة الكثيرين، بل على العكس تماما فهو عادة يتجنب الأضواء بقدر الإمكان ويفضل أن يكون بين الجمهور، وفوق ذلك هو فنان واع بموهبته يعرف جيدا كيف يؤثر في الناس ويعلمهم، وفي هذا يظل مطالبا بتثقيف نفسه في كل ساعة من ساعات حياته، وذلك انطلاقا من إدراك يقيني بأن الموهبة هى التحرر من العواطف البدائية، ولهذا فالموهبة هى الحرية، والموهبة هى العمل، وفوق هذا وذاك هى قوة واحتمال، والموهوب حقا مثل (المنصور) لا يشتكي، لأن الشكوى هى انتقاص من القدرة على العمل وعلى الانتاج.
ولد (محمد عبدالله خليفة المنصور العرفج)، في الكويت ودرس في مدرسة (النجاح) الابتدائية، وعندما انتقلت الأسرة في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من منطقة شرق إلى الدسمة التي كان يطلق عليها سابقا منطقة (واو)، التحق بمدرسة الرشيد المتوسطة، ثم دخل مدرسة المتنبي فيما بعد، وبعد مرحلة التعليم الإعدادي التحق بمعهد المعلمين، وبعد تخرجه اتجه إلى التدريس، وقد درَّس مادة الموسيقى في عام 1969 و1970 في مدرسة المأمون في منطقة الشامية، وكان تخصصه الرئيسي في العزف على الآلات الموسيقية أهمها الآلة الوترية البيانو، وآلة موسيقية نفخية نحاسية هى الترومبيت.
وعلى الرغم من عشقه للموسيقى ومشاهدة الأفلام وبقية الفنون، لم يخطر بباله في تلك الفترة أن يتجه إلى عالم التمثيل، فقد كانت كرة القدم، هى عالمه وشغفه الأكبر في كل مراحله الدراسية، حيث كان يتدرب يومياً، سواء كان مع فريق المدرسة أو النادي العربي الرياضي، لكنه حين سافر إلى إنجلترا عام 1970-1971 في (باورموث) لدراسة اللغة، بدأت تتفتح مواهبة الفنية التي كان معهد المعلمين بمثابة محطة أساسية في تشكيلها، بل يعتبر هذه الفترة هى التي شكلت زاداً حقيقياً في رحلته الفنية، من غناء وعزف وأيضاً التعامل مع الموسيقى بجميع القطاعات، وبالطبع كانت رحلته إلى إنكلترا، من أجل دراسة التلفزيون التعليمي، هى الأخرى تمثل محطة أخرى مهمة وأساسية في حياته الفنية.
ويبدو أن دراسته المتخصصة للتلفزيون في معهد (سيدو) الشهير بانجلترا، والمتخصص في عالم التلفزيون وفنونه قد ساهمت في تفجير طاقته الإبداعية في الفن بصفة عامة، والتمثيل بصفة خاصة، ما دفعه للالتحاق بالمعهد العالي الفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1972، تخصص تمثيل وإخراج مسرحي، ثم بعد سنوات طويلة نال درجة الماجستير من (أكاديمية الفنون) في القاهرة عام 1995.
(محمد المنصور) من أكثر الفنانين حضورا في منطقة الخليج، حيث استطاع خلال مشواره الذي تجاوز 55 عاما أن يقدم أجمل وأرقى الأعمال المسرحية والسينمائية و التليفزيونية عبر مشوار حافل بالنجاحات والتميز.. وينتمي (المنصور) إلى عائلة فنية تتكون من شقيقه الأكبر الممثل ورائد مسرح الطفل ومؤسس مسرح الخليج العربي المخرج الراحل (منصور)، والمخرج وأول ماكيير كويتي الراحل (عبدالعزيز)، والممثل (حسين)، ومصمم الديكور (عيسى)، وكان والده غواصاً يحب السفر والبحر والفنون الشعبية، ويمتاز بشخصية قوية وبطيبة القلب في الوقت نفسه، وكان يصطحبه هو و منصور وعبدالعزيز في أيام الاستراحة إلى المنتديات الفنية والثقافية وحفلات السمر والسينما، في مرحلة الخمسينات وبداية الستينيات، وفي الأعياد أيضا، حيث تقام بعض الأهازيج الفنية الشعبية في عدة مناطق، فشاهدوا (العرضة، السنغني، الخماري الحدادي)، كل الفنون الشعبية سواء البرية أو البحرية.
وفي هذه الفترة من عمره شاهد (المنصور) بعض الاسكتشات التي يقدمها د. نجم عبدالكريم و(أمبيريج) أو (صالح حمد) ومعهم آخرون، وكانت تلك المشاهد والعرضة، تمثل فرجة بالنسبة له وهو صغير ولأهل الكويت بشكل عام، وقد راقه ذلك المشهد لاجتماع الناس وجلوسهم حول العرضة، وحينما ذهب إلى المسرح وجد الجمهور أمامه يتفاعل مع كل كلمة، ويقوم بتحية الفنانين واحترامهم ودعمهم، لذا بدأت كل أحاسيسه تتجه نحو المسرح والتفرغ له كلياً، لأنه فعلاً أبوالفنون، وقد لامس الفن السابع بحكم أنه كان يذهب مع والده إلى السينما الشرقية، وموقعها مقابل قصر دسمان، وحاليا خلف مركز السكري ومقابل السفارة البريطانية، ثم ارتاد لاحقاً سينما الحمراء والفردوس عند افتتاحهما عام 1958.
ومن أبرز الأفلام التي شاهدها (محمد المنصور) كانت كثيرا من الأفلام الهندية ومنها (أم الهند) الذي تم عرضه عام 1957، من بطولة (نرجس وسونيل دوت وراجندرا كومار وراج كومار)، والفيلم الجميل (سانغام)، من بطولة وإخراج النجم الراحل (راج كابور) في أول فيلم ملون عام 1964، وشاركه في التمثيل راجندرا كومار وفيجانتيمالا، ومن الأفلام العربية التي أثرت فيه كثيرا كان فيلم (عنتر وعبلة) الذي أنتج عام 1945، من بطولة سراج منير وكوكا وإخراج نيازي مصطفى، ومن الأفلام الأجنبية التي شاهدها وأبهرته (دكتور جيفاغو) إنتاج عام 1965 الحاصل على خمس جوائز أوسكار، من بطولة النجم العربي والعالمي الراحل (عمر الشريف، وجيرالدين تشابلن ابنة الفنان تشارلي شابلن، وجولي كريستي).
وبحكم هذا الانتماء إلى أسرة فنية عريقة (المنصور العرفج) فقد تتلمذ على يد شقيقه الأكبر الفنان والمخرج الراحل (منصور المنصور)، إذ استقطبه إلى فرقة مسرح الخليج العربي، ومثل أول أدواره على خشبة المسرح من خلال مسرحية (الأسرة الضائعة)، وذلك في أعقاب عودته من رحلة سفر إلى اليونان ودول أوروبية أخرى مع فريق الكشافة، حيث قال له أخوه الكبير (منصور) إنه وبالتعاون مع زملائه عملوا على تأسيس فرقة مسرح الخليج العربي، وأبلغنه بأنهم يريدون مشاركته في مسرحية (الأسرة الضائعة)، من تأليف مجموعة من مسرح الخليج، وكان وقتها يبلغ من العمر 15 عاما، وجسد من خلالها دور الولد الشقي الذي يسبب المشاكل دون مبال، وكان معه (زيد خلف، شقيق عبدالله خلف)، وكانوا يمثلون دور أبناء تلك العائلة التي تعاني الكثير من المشاكل الأسرية.
وخاض (محمد المنصور) غمار السينما مع أول فيلم روائي كويتي طويل كان بعنوان (بس يا بحر) مع المخرج خالد الصديق، الذي تم تصويره على مدى عامين متتاليين 1969 و1970، وهو من أهم التجارب البارزة في مسيرته الفنية، وقاموا بالتصوير في أماكن كثيرة في الشرق والشعيبة وفيلكا بالكويت القديمة، وشاركه في التمثيل بهذا الفيلم الفنانون (سعد الفرج وحياة الفهد وأحمد الصالح ومحمد المنيع وحمد ناصر ومكي القلاف وعبدالله خربيط ونوال باقر وأمل باقر)، وغيرهم من رواد المسرح الكويتي في هذا الوقت، وشارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينها مهرجان (طشقند) السينمائي الدولي، وحصد الفيلم جائزة المهرجان، ومهرجان دمشق السينمائي، ثم مهرجان طهران السينمائي، وكان (بس يا بحر) يحصد دائماً الجائزة الذهبية أو الفضية، وهو أمر شكَّل إضافة لرصيد السينما العربية والعالمية، وتواصلت رحلة المهرجانات مع الفيلم، حيث عرض في مهرجانات فينسيا ولندن وشيكاغو.
وبعد هذا الفيلم شارك (محمد المنصور) في فيلمه الشهير (القادسية) الذي يعد علامة بارزة في مشواره الفني، مع المخرج الكبير صلاح أبوسيف في بغداد، وشاركه في هذا العمل الكبير حشد بارز من النجوم، من بينهم (عزت العلايلي وسعاد حسني وليلى طاهر ومحمد حسن الجندي)، ومن المفارقات في (القادسية) أنه في البداية رشح لشخصية أحد القادة الفرس، (الهرمزان) الذي يقوم بضرب سعاد حسني في الفيلم، ووافق على القيام بهذا الدور على مضض، لكن المخرج صلاح أبوسيف كان قد شاهده أثناء مشاركته في مسرحية (عريس لبنت السلطان)، تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج صقر الرشود، ضمن الأسبوع الثقافي الكويتي في بغداد، ثم طلبه لتأدية شخصيته التي جسدها في الفيلم وكانت مثيرة للجدل، حتى أنه قد حقد عليه بعض الفنانين، على رأسهم فريد شوقي، لأنه كان طامعا في تجسيد الشخصية.
ويعد مسلسل (الحدباء) من إخراج محمد شرابي، هو أول عمل تليفزيوني لـ (محمد المنصور)، وكان أحد الأعمال البوليسية الجميلة، وفيه مسحة من الرعب، عرض في أواخر الستينيات، وحقق نجاحا من حيث متابعة الناس، وهذا العمل أحدث نقلة مهمة في مسيرته الفنية، وخاصة أن هذا المسلسل في وقت عرضه كان الجميع يجلسون في منازلهم لمشاهدة أحداثه المليئة بالغموض والأسرار والمفاجآت، ومن خلال هذا العمل تعرف عليه الجمهور أكثر وزادت شهرته، وهكذا حدث نفس الأمر بالنسبة للفنانة حياة الفهد التي أدت دور (الحدباء).
ومن أهم أعمال الفنية التي شارك بها الفنان والإعلامي (محمد المنصور) والتي بدأها بمسلسل (الحدباء)، والذي تم إنتاجه في عام 1968 ، ومن ثم بعده شارك في مسلسل (أجلح وأملح) ، والذي تم إنتاجه في عام 1970 ، وفي عام 1974 شارك في مسلسل (الوريث)، وفي عام 1978 شارك في مسلسل (رحلة عذاب)، وفي عام 1980 شارك في مسلسل (أشياء ضرورية) وفي عام 1983 شارك في مسلسل (الرحيل المر)، بالإضافة إلى مسلسل (مثلث الحب)، وفي عام 1989 قام الفنان بتقديم عدد من المسابقات الرمضانية، وفي عام 1992 شارك أيضاً في مسلسل (الملفوفة)، بالإضافة إلى مسلسل (الأشجار تموت واقفة)، وفي عام 1993 شارك في مسلسلي (جواهر، وسليمان الطيب)، وفي عام 1995 شارك في مسلسل (حوش المصاطب)، وفي عام 1996 قد مسلسل (بوهباش)، وفي عام 1997 شارك في مسلسل (القرار الأخير) ومسلسل (دارت الأيام)، وفي عام 1999 شارك بمسلسلي (دروب الشك، والعولمة).
أما في بداية الألفية الثالثة فقدم عام 2000 مسلسلي (النيران، وبيت بلا أبواب)، وفي عام 2001 شارك في مسلسل (القدر المحتوم)، وفي عام 2002 شارك في مسلسلي (ناس وناس، وسهم الغدر)، أما في عام 2005 شارك في مسلسلي (صحوة زمن، وعائلة معجب العربية)، و في عام 2010 شارك في مسلسلات (زوارة الخميس، الحب اللي كان، وشوية امب)، وفي عام 2012 شارك في مسلسلي (ريح الشمال، والملافع)، في عام 2015، شارك في مسلسلات (طربان، وجوه محرمة، وبنت وشايب) ، و في عام 2016 كان موعده مع مسلسل (قلوب لا تتوب).
ومن أبرز ما قدمه (المنصور) في الدراما عام 2006 جسد شخصية الشيخ مبارك الصباح? في مسلسل (أسد الجزيرة) وهو مسلسل ينتمي للسيرة الذاتية لحاكم الكويت وقد تم منعه من العرض وقتها رغم أنه يعتبرها أهم ما قدمت من الشخصيات، علما بأنه لم يجسد هذه الشخصية إلا بعد أن حصل على الموافقات الرسمية الكاملة، ولكن سارت الأمور بشكل مختلف، ولم يعرض العمل.
وبجانب المسرح والدراما كان لمحمد المنصور مشاركات سينمائية بأفلام منها (بس يا بحر، ذئاب لا تأكل اللحم، ظلال الصمت، هروب، غدا أمي قالت لي)، وشارك في أول فيلم سعودي (ظلال الصمت) للمخرج عبد الله المحسن والذي شارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان (كان) السينمائي، وفضلا عن كل ذلك فقد حظى مشواره بالعديد من الأعمال المسرحية، فشارك في مسرحية (الجوع)، وفي مسرحية (المخلب الكبير) ومسرحية (عنده شهادة) ليقدم أكثر من عشرين مسرحية منها أيضاً (شياطين ليلة الجمعة، رجال وبنات، عريس لبنت السلطان، حفلة على خازوق من تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج صقر الرشود ، عزل السوق، جنون البشر، علي جناح التبريزي وتابعه قفه)، تأليف ألفريد فرج، وإخراج صقر الرشود أيضاً.
وعن أهم البرامج التي قدمها، في منتصف التسعينيات قام بتقديم فقرة صباحية ضمن برنامج (صباح الخير يا كويت) على تليفزيون الكويت، وفي عام 1995 قدم برنامجاً للمسابقات بعنوان (هذه مهنتي) والذي تم عرضه على الفضائيات الكويتية، كما شارك في تقديم فقرة صباحية لبرنامج (صباح الخير يا كويت) في منتصف التسعينيات أيضاً، كما شارك في تقديم برنامج (المنصور وغادة على الهوا) في عام 2004، وبعدها وفي عام 2007 قدم برنامج (تو الليل) الذي عرض على قناة (الوطن) واستمر حتى عام 2010.
ونحن نستعرض بعضا من حياة الفنان القدير (محمد المنصور) لابد لي أن أذكر موقـفا لا يـزال محفورا في ذاكرته حتى الآن، عندما ذهب إلى دمشـق وحملوه علـى الأكتاف، وقت كانت أعمالـه تعـرض هناك، نظراً لما تحملـه مـن قيمة فنيـة وإبداعية، ومن ثم كان رد فعل الجمهور تقديرا واحتراما لفنه، وذلك التقدير والصـدق اختفـى هذه الأيام مع الأسف عند البشر – على حد تعبيره – متسائلا : هـل الجيل الحالي من الممثلين قد أساء لصورة الوسط الفني؟، أنا أعتب على المنتج الذي أنتج مثل هذه الأعمال الدرامية وسمحوا لمثل هؤلاء الممثلين أن يشـوهوا صورة الوسـط الفني الجميل، سواء من خلال سلوك أو مظهر أو غير ذلك من أعمال دون المستوى، ومن هنا يلفت (المنصور) النظر إلى أنه على المنتج أن ينتقي والأفضل ويقدمه للجمهور.
بعض المنتجين (يقول المنصور): يفضلون التعاون مع نجوم السوشيال ميديا على حساب النجوم لتسويق أعمالهم مع الأسف، بل إن كثير مـن المنتجين يتبعون اليـوم (الفاشينستا) لترويج أعمالهم، وأنا لا أعترف بهذا الأسلوب بتاتا، فالعمل الناجـح هو الـذي يقدم مادة قيمة للمشاهد يستفيد منها وليس لمجرد الاستعراض، وظني أن المنتجين إذا اعتمدوا على أعمالهم بوجود (الفاشينستا) بدلا من ممثل أكاديمي قادر على تقديم الدور بحرفية فأنا أقول على الفن السلام، وسوف ترى أعمالا فنية متواضعة لا ترتقي بذوق المشاهد، فالفنان الحقيقي صاحب موهبة وسلوك، كما يؤكد بأن (الفاشينستا) اليوم مجرد فقاعة صابون ستنتهي بالوسط الفني.
الفنان القدير (محمد المنصور) غير متابع للسوشيال ميديا إطلاقا، بل إنه يعتبرها عوار رأس على الفاضي، لذلك لا تجد عنده (انستجرام أو اسناب شات أو تويتر أو حتى فيسبوك) فهو مقاطع تماما وسائل التواصل الاجتماعي لأنها من وجهة نظره دمرت البيت العربي لما تحمله من أفكار مغلوطة وسلوكيات بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح بما نراه من بعض المشاهد والسلوكيات
خلال مشواره الفني استطاع (محمد المنصور) أن يحصل على العديد من الجوائز، وأن يشارك في مهرجانات عالمية ودولية أيضاً، ومن أهمها حصوله على جائزة الشارقه للإبداع المسرحي العربي تقديراً لمسيرته الفنية.
جدير بالذكر أن الفنان الكبير (محمد المنصور) أصيب بحالة من الحزن الشديد، بعد فقدان زوجته السيدة (أنيسة عبد الوهاب الماجد) وشقيقهتا في حادث مروري مروع في منطقة السرة بالكويت، وذلك في عام 2016 وقد حرص العديد من النجوم العرب على تقديم التعازي لمنصور، وبعدها عاد الحزن ليخيم عليه في بدايات عام 2019 بوفاة شقيقه الأصغر عيسى المرزوق، الذي مر بوعكة صحية شديدة وكان المنصور يرافقه في السفر للعلاج بالخارج .. تحية تقدير واحترام فارس الفن الكويتي والخليج الجميل في الأداء التمثيلي (محمد المنصور)، وذلك جراء رحلة من العطاء الفني الراقي التي تميز خلالها بخلقه القويم الذي يندر أن يتكرر مع نجوم اليوم.
ممناز
ممتاز
ممتاز
ممتاز-ممتاز-ممتاز
ممتاز