(سميرة أحمد).. كانت رمزاً للبنت الخجول المليئة بالحيوية وجسدت دور الأم وهى لديها 23 سنة!
* رضيت أن تكون كومبارس في أفلام نجمات شهيرات مثل (فاتن حمامة، وكاميليا، وشادية) وغيرهن
* اقتنع بها النجم (أنور وجدي) وقدمها أمامه كبطلة في فيلمين هما: (ريا وسكينة)، و(الأستاذ شرف)
* ظلت تقدم دور الفتاة الرومانسية، الهادئة جداً، طوال الخمسينات، حتي جاء (يوسف شاهين)، وأعطاها دور (الأم) في فيلم (رجل في حياتي)
* نجاح (سميرة أحمد) في دور (الخرساء) أعطاها الفرصة لتلعب دور البنت المصابة بعاهات خلقية نفسية في أفلام تالية
* بنت بديعة عرضها للكثير من الانتقاد، ودفع بها الي السفر للدول العربية للعمل في أفلام أخري سواء في تونس أو لبنان.
* المخرجون الذين عملت معهم (سميرة أحمد) دفعوها دوما للابتعاد عن دور الشر

بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
(سميرة أحمد) التى نحتفل بعيد ميلادها هذه الأيام هي واحدة من الممثلات اللائي جئن من صعيد مصر وتحديدا من أسيوط بحثاً عن فرص عمل بالسينما، جاءت بصحبة أختها الكبرى (خيرية).
وبدأت كل منهما البحث عن أدوار تقدمها كل واحدة، ورضيت (سميرة أحمد) أن تكون الممثلة الكومبارس في أفلام كثيرة أمام النجمات الشهيرات في تلك المرحلة مثل فاتن حمامة، وكاميليا، وشادية، وغيرهن.
ومن بين تلك الأفلام (شم النسيم)، الي أن أقتنع بها النجم (أنور وجدي) وقدمها أمامه كبطلة في فيلمين هما: (ريا وسكينة)، و(الأستاذ شرف).
وقد كانت رمزاً للبنت الخجول المليئة بالحيوية، وسرعان ما قفزت الي البطولة المطلقة أمام (إسماعيل ياسين) في أفلام منها: (إسماعيل ياسين في الجيش)، و(إسماعيل ياسين في دمشق).
كما قامت بالبطولة أمام محسن سرحان في فيلم (زنوبة)، وأمام عماد حمدي في (حب وإعدام)، وأمام شكري سرحان في (سجن العذاري).

رجل في حياتي أول دور أم
ظلت (سميرة أحمد) تقدم دور الفتاة الرومانسية، الهادئة جداً، طوال حقبة الخمسينات، حتي جاء المخرج (يوسف شاهين) في بداية الستينات، وأعطاها دور (الأم) في فيلم (رجل في حياتي).
والغريب أنه أسند إليها دور الأم لشاب ناضج جداً لعله يماثلها في السن، بما يعني أن (سميرة أحمد) كانت في حاجة الي أن تضع مكياج أبيض يجعلنا نصدق أنها صارت امرأة عجوز، ولديها ابن.
وقد فقدت البصر، هذا الابن تعرف علي رجل، وجاء يخبرها أنه يريد زيارتها، ومن خلال الأحداث فإن هذا الرجل (شكري سرحان) هو حبيبها القديم الذي كان يعيش في منطقة (أبي قير)، وتزوجها قبل أن تفقد بصرها.
وتغيب أخباره عنها، إنه رجل حياتها الذي كم كافح من أجلها، وها هو يعود إليها من خلال ابنهما، يعني هذا أن (سميرة أحمد) قامت بدور الأم لشاب ناضج، يكاد يكون في مثل عمرها عام 1961.
وهذا يعني أننا أمام أم رومانسية، جميلة، مثقفة، ولا يعني هذا الأمر أن الممثلة قد هاجرت أدوار الابنة التي تعرف الحب لأول مرة، بل أن ملامحها ساعدت أن تعود مرة أخري لتكون حبيبة للشباب في تلك الآونة، يحومون حولها، ويسعون أن تكون شريكة حياة كل منهم.


الخرساء وأم العروسة
فهي البنت (الخرساء) التي يغتصبها أحد أبناء القرية، ولا تستطيع أن تدل الناس عليه، لكن هذا التحرش أصابها بعقدة نفسية، وأثار الجدل في القرية.
وكانت الممثلة بطلة أمام أكثر من رجل يمثلون عدة أجيال منهم عماد حمدي، وحسن يوسف، وفيما بعد قامت بدور البنت الساذجة جداً لأسرة أنجبت الكثير من الأبناء في فيلم (أم العروسة) إخراج عاطف سالم.
وفي هذا الفيلم كانت نموذجا حياً للبنت المصرية العاطفية، الخجول التي تركت التعليم، وتنتظر قدوم العريس، والفيلم يحكي عن معاناة الأسرة في تجهيز أولي البنات اللائي تتم خطبتهن.
وفي مرحلة تالية وقفت (سميرة أحمد) مرات عديدة أمام عماد حمدي، مرة كابنة فقدت أباها وهو يخرج من السجن يبحث عنها ويحاول تعويضها عن سنوات الضياع.

الباحثة عن الحب والزواج
لعل نجاح (سميرة أحمد) في دور (الخرساء) أعطاها الفرصة لتلعب دور البنت المصابة بعاهات خلقية نفسية في أفلام تالية، فهي فاقدة الأهلية في فيلم (هل انا مجنونة) عام 1963.
كما جسدت دور الفتاة العمياء في أحد الأفلام اللبنانية، وعلى الجانب الأخر فإنها في فيلم (السيرك) قامت بدور لاعبة الأكروبات البالغة في الحيوية والتي تحمل مسؤولية الفرقة البدائية، وتسعي لتحويل السيرك الي مركز فني مشع.
شهدت (سميرة أحمد) نشاطاً متنوعة في أفلامها التي قامت بتمثيلها في النصف الثاني من الستينيات، وجسدت دور البنت الفقيرة البسيطة التي تبحث عن العريس المناسب.
فهي المدرسة التي تعتني بأختها في فيلم (طريد الفردوس) إخراج فطين عبد الوهاب، كما أنها الأبنة الكبرى لأسرة تسكن القاهرة القديمة في فيلم (خان الخليلي) إخراج عاطف سالم.
والتي يتنافس حولها اثنان من الأخوة، الأول (أحمد عاكف)، الرجل الذي ناهز الأربعين ويجسده عماد حمدي، والثاني هو شقيقه الأصغر رشدي الذي يصاب بداء الدرم ويموت علي فراشه بينما حبيبته مجرد فتاة سلبية لا تستطيع أن تفعل شيئا.
أي أن السنوات الباقية في مسيرة (سميرة) أحمد حتي نهاية الستينيات كانت بمثابة استكمال دور البنت البكر الباحثة عن الحب، التي لم تعرف الرجال.

الشيماء أخت الرسول
مع بداية السبعينيات حدث نفس الخلط في الأدوار من فيلم لأخر، ففي البداية كان هناك فيلم (الشيماء) إخراج حسام الدين مصطفي الذي يروي حكاية أخت الرسول (ص) والتي تزوجت من بيجاد الذي لم يكن مؤمناً قط بالرسالة المحمدية.
فصارت المرأة مؤرقة بين أخيها في الرضاعة، وبين زوجها الذي تحب، وأعطت صورة عن شادية الإسلام التي اشتهرت بهذا الاسم في التاريخ.

بنت بديعة
إلا أن الفيلم التالي كان مثيراً للدهشة، وهو (بنت بديعة) إخراج حسن الإمام سنة 1972 الذي قامت فيه بدور فتاة تتعرض للخطيئة من الشاب الذي تحبه وتنجب منه طفلة غير معترف بها، وتبثها كل مشاعر الأمومة.
أي أنها أم رغم كل الخطايا التي ارتكبتها، وتواجه الشباب في المنطقة التي تعيش فيها، كما أنها تعمل في بعض الصالات، لا شك أننا أمام تجربة مختلفة، ففيلم السابق جسدت شخصية مقدسة، وفي (بديعة) هي أم تحمل وزرها فوق كاهلها.
وقد عرض هذا الممثلة للكثير من الانتقاد، ولعله دفع بها الي السفر للدول العربية للعمل في أفلام أخري سواء في تونس أو لبنان.
اذا وطوال عقدين من الزمن، منذ بداية الخمسينات وحتي بداية السبعينات، فإن (سميرة أحمد) في افلامها كانت هي الفتاة الحالمة ذات الوجة البرئ، لا تجيد الغناء أوالرقص.
وكل ماتسطيع أن تفعله هو أن تهيم حبا بشاب، وتغرم به، وأن تقيم معه بيتا، كي تعيش معه حياة مصرية عادية للغاية،هي صورة من كل بنت في مثل سنها تحلم بالاستقرار.
وكما رأينا فانها أحيانا البنت الكبرى في أسرة كثيرة العدد، يعني مطلوب من أبيها الموظف أن يوفر للجميع المسكن والطعام وأيضا ان يدفع ثمن تجهيز كل واحدة من البنات.
ولهذا السبب فإن الإغماء أصاب الاب في نهاية فيلم (ام العروسة) ليلة زفاف ابنته، باعتبار ان شابا جديدا جاء يطلب منه الزواج من الابنه الثانية.
وهو الرجل الذي استقال من الوظيفة، وكاد أن يكون مختلسا وتمت نجاتة من العقاب لذا فان الاسرة لن تقدم بسهولة علي هذا الامر من جديد.

سجن العذارى
في فيلم (سجن العذارى) هناك عقبات عديدة تحوط بالفتاة التى جسدتها (سميرة أحمد) بمهارة، فهي تطوق الي ان تتعلم وتصبح مثل البنات الاخريات، لكن أمها تدفعها الي طريق الجريمة بكل ماتملك من قسوة وصلادة.
وفي تلك الفترة يتعاطف معها احد الاساتذه التربويين، ويلحقها بمعهد للتعلم، وتمشي في دروب الحياة تتحين لنفسها الطريق المستقيم مع الشاب الفقر مثلها كي تتزوج منه، هي في سجن آخر رغم ان أمها مقتدرة وتملك النقود.
ورغم أنها وحيدتها لكن الام تريد الاستفادة من هذه الوحيدة كي تحصل لأبنتها علي مهرب مقتدر يضمن لها حياة اقتصادية أفضل.
إذا فالمخرجون الذين عملت معهم (سميرة أحمد) دفعوها دوما للابتعاد عن دور الشر، ورغم بساطة جمالها فهي مطمع للكثير من الرجال، مثلما حدث في فيلم (البنات والصيف).
وأيضا تلك المراة المتزوجة في فيلم (هل اقتل زوجي؟!) كما أن زوجة أبيها تدبر مع عشيقها خطة لقتل الأب، وإسناد التهمة إلي الفتاة، وعلي أي رجلا يحبها اثبات برائتها وانقاذها من المقصلة في اللحظة الأخيرة.
وهكذا تحركت السنوات العشرون بالممثلة وكان الزمن لا يغير أي قناع بالنسبة لها وكانت سميرة احمد في أحيانا اخري تذهب الي مناطق دافئة كدور الأم، الذي جسدته في أفلام (عالم عيال عيال، ودعا يا ولدي، إمرأة مطلقة).
فضلا عن أعمالها التليفزيونية التى جسدت فيها دور الأم لصبيان وبنات في مقتبل حياتهم مثل (أميرة في عابدين، إمرأة من زمن الحب، أحلام في البوابة، يا ورد مين يشتريك، دعوة فرح، جدار القلب، ماما في القسم).