رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية

عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
عبد الرحمن أشهر شخصية في دوبلاج (ديزني)

بقلم المخرج المسرحي الكبير

ولايزال هناك عشاق لأفلام (ديزني).. هناك أثناء وجودى فى دولة قطر الشهر الماضى للمشاركة في لجنة تحكيم مهرجان الدوحة المسرحى فوجئت بشاب يندفع تجاهى عند دخولى المسرح وسألنى: أستاذ عصام ؟

قلت: نعم.

وإذا به يحتضنى، ويصر على تقبيل رأسى قائلا فى لهفة: أنا منتظرك منذ ثلاث ساعات بعد أن قدت سيارتى من السعودية إلى هنا.

قلت في دهشة: منتظرنى أنا ؟

قال: نعم.. أنا من عشاق أفلام (ديزني) باللهجة المصرية وعندما علمت أنك هنا في الدوحة قررت أن أحضر لكى أراك.

قلت: و جاى سايق من السعودية الى قطر؟.. من أين علمت أنى هنا؟

قال: كان الأخ ناصر الكوارى في السعودية لإنهاء بعض الأعمال وهو من أبلغنى بوجودك.. انت تعرفه أليس كذلك؟

في الحقيقة كنت أعرف (ناصر) من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنى لم ألتق به لقاءً مباشرا على الإطلاق، وصداقتنا جاءت بعد أن نُشر لى حوار مصور على موقع جريدة (المصرى اليوم) تكلمت فيه لأول مرة عن تجربة اخراج شريط الصوت لأفلام شركة (ديزني) بالعامية المصرية في بداية تعاملها مع الوطن العربي.

بعدها تلقيت عدة رسائل من محبى هذه الأفلام لأكتشف بعد أن أخرجتها بحوالي 20 سنة أن لها مجتمعا كاملا من المعجبين – خاصة في دول الخليج – يتداول أخبارها عن طريق مواقع مخصصة لها وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، يتابع من خلالها جديد تلك الأفلام برغم أن معظمهم تخطى سن الشباب.

كانت أهم الرسائل من شاب اسمه (ناصر الكوارى): (أستاذ عصام مش عارف أبدأ من فين؟.. لكن أنت كنت جزء من طفولتي وطفولة الملايين من العرب اللي كبروا على أعمالك الاخراجية بافلام ديزني).

عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
على مدار ستة أشهر تقريبا نشرت أسبوعيا مقالات مسلسلة تحت عنوان (أنا و ديزني)

التفاصيل والمشاعر الغنية

 كانت تلك الرسالة الأولى منه ثم تبعتها رسائل أخرى: (مهما وصفت إعجابي وانبهاري بفنك الراقي واهتمامك بأدق التفاصيل والمشاعر الغنية المختلطه اللي استطعت تخرجها من الممثلين أمام المايك مستحيل اوفيك حقك..

أعمالك بأفلام (ديزني) بالرغم من مرور عشرين سنة عليها إلا أنها مازالت تبهر الكبير قبل الصغير في كل مره تعرض فيها على شاشة التلفزيون..

حبيت فقط أوصل لك شكري وشكر جميع الشباب العرب اللي جعلت من طفولتهم وحاضرهم مليان سحر وجمال بفضل إخراجك.. إني أعبر فقط عن امتناني لك..

يحق لك تكون فخور بالأرشيف اللي عملته لـ (ديزني) بفترة التسعينات، أرشيف يدرس بفن الدوبلاج، أتمنى تكون فخور بكل هذا التاريخ مثل ما انت فخور بأرشيفك المسرحي لأنه ما يقل أهمية عنه..

لازم نخلي الناس كلها تعرف الأثر اللي تركته بدوبلاج أفلام ديزني وانك كنت من أوائل المخرجين اللي استطاعوا تقديمها بهذا الشكل العالمي.. وتحديداً ثاني مخرج بعد الأستاذ الكبير أحمد كمال مرسي).

بعد هذه الرسائل صرنا أصدقاء، و دائما ما كان (الكوارى) يلح على معرفة تفاصيل العمل في تلك الأفلام و انضم لهذا الطلب صديق آخر هو (أدهم الجابر) ،الذى تواصل معى عبر الرسائل أيضا المليئة بالشكر والإطراء وينهيها قائلا: جمهورك متلهف لأي جملة منك عن (ديزني) وعن تاريخك الفني العريق بهذا المجال، وأن تتكلم عنه بشغف واستفاضة لتشبع تعطشهم.

ثم يضيف في رسالة أخرى: (أتمنى من كل قلبي أن نراك قريبًا في لقاء تلفزيوني أو صحفي مجددًا، تتكلم باستفاضة عن عطائك وما قدمته لجمهورك طيلة سنوات مع أعمال ديزني).

مرت سنوات ولم أروِ القصة برغم تشجيع  (الكواري) إلى أن طلب مني الكاتب الكبير محمد حبوشة – الذي أكن له محبة خاصة – أن أكتب في موقع (شهريار النجوم)، وبما إني لست كاتبًا محترفًا، فقد فكرت كثيرًا: (ماذا أكتب؟)، وإذا بصورةٍ للفنان الكبير (عبد الرحمن أبو زهرة)، تقفز أمامي وهو يُكَرَّمُ على عمله في أفلام (ديزني)، وتذكرت صديقي (الكواري) والحاجة إلى أن أروي قصتي مع (ديزني)، فاستسلمت للورق.

على مدار ستة أشهر تقريبا نشرت أسبوعيا مقالات مسلسلة تحت عنوان (أنا و ديزني)، فأخذ صديقى الكوارى يطالبنى بجمعها في كتاب، وعندما أخبرته باتفاقى مع أحدى دور النشر كانت سعادته غامرة، لدرجة انه عندما تقاعست الدار عن النشر عرض علىَّ أن ينشره هو على حسابه الخاص!!

عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
غلاف (حكايتي مع ديزني)

أغلفة أفلام (ديزني)

ولكنى فضلت أن يُنشر في القاهرة أولا، وإذا بالصديق الدكتور محمد فتحى – الذى تحمس للمقالات و هو صاحب الفضل بتعريفى بدار النشر – يتولى هو طبع الكتاب في داره الجديدة للنشر (أرجوحة).

أفقت على صوت الشاب وهو يقول لى في خجل شديد: ممكن حضرتك توقع لى على أغلفة أفلام (ديزني)؟

قلت له: بالطبع.. فأخرج مجموعة من أغلفة شرائط الأفلام – و أظن أنها مطبوعة حديثا فهى جديدة تماما، الى جانب أنه لم يعد أحد يستعمل أفلام الفيديو – ومضيت أوقع عليها وشريط طويل من الذكريات يمر أمامى، ففي مثل هذا الشهر منذ ثلاثين عاما بالضبط بدأ العمل في أول فيلم وهو (الأسد الملك)، ثم أتت بعده أفلام (بوكاهنتس، حكاية لعبة، هرقل..و غيرها.

أثناء التوقيع كان الشاب يعتذر كثيرا عن تعطيلى وهو لا يدرى أنه كان سببا في إسعادي، وبعد أن انتهيت أهدانى بعض التذكارات ومعها كارت كتب فيه: (العظيم عصام السيد، أتمنى لك دوام الصحة والعافية يامن جعلت طفولتنا جميلة بإبداعك في اخراج دوبلاج أفلام ديزني، وكان التوقيع : حمد خالد الغربي.. ثم انصرف مسرعا لأنه مضطر إلى العودة إلى السعودية مرة أخرى.

بعدها بأيام التقيت لأول مرة بالصديق (ناصر الكواري) – بعد عودته من رحلة العمل – لأهديه نسخة من كتابى (حكايتى مع ديزني) وعليها إهداء يستحقه فهو أحد أسباب كتابتى عن تجربة الدوبلاج، وعلى مدى ساعة تقريبا مضى يسألنى عن مزيد من تفاصيل  العمل فى الأفلام برغم أنه قرأ المقالات واقتنى ثلاث نسخ من الكتاب.

إلا أن عشقه للأفلام جعله متشوق لأن يعرف عنها وعن صانعيها أدق التفاصيل، ويروى لي كيف كان يشاهد كل فيلم مرارا و تكرارا حتى يحفظه عن ظهر قلب، وأنه تأثر بها وبالقيم الأخلاقية التي كانت تبثها – قبل التحولات الأخيرة في توجهات شركة (ديزني).

عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
عصام بين (عبد الرحمن شوقي و سمير حبيب)
عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
الشاعر عبد الرحمن شوقي)
عصام السيد يكتب: مع عشاق (ديزني) بالعامية المصرية
شوقي وحبيب أثناء البروفات

اهتمام الأجيال الجديدة

وأن هذه الأفلام التي تعتبر حاليا (قديمة نسبيا) مازالت تحظى بنفس الاهتمام من الأجيال الجديدة، وأنه يحب حاليا مشاهداتها مع أطفال العائلة ليعيش معهم بهجتهم ومحبتهم لها.. و صارحنى أنه اتجه للعمل في الإنتاج الفني تحت تأثير تلك الأفلام ولديه حاليا شركته الخاصة لدبلجة أفلام الكارتون الكورية.

وتركنى (ناصر) على أمل لقاء أطول أو كما قال احتفاء أو احتفال يجمع فيه محبى (ديزني) لنجلس سويا، وترك لى سعادة لا توصف باستقباله وحفاوته التي ترجمها في كلمة صاحبت هدية منه يقول فيها: (إلى المخرج الكبير عصام السيد المبدع الذى صنع طفولة محبى ديزنى و جعل من المستحيل ممكنا).

كنت  في قمة سعادتى بالأثر الذى تركته تلك الأفلام على أجيال كاملة وبحالة البهجة التي أشاعتها في طفولتهم، حتى أقامت صداقة قوية بينى وبين أناس لم أقابلهم في حياتى، و كل منهم يفخر بأن يوقع رسائله لى تحت عنوان (إبنك).

وبينما كنت أمسح دموع الفرح والتأثر دعوت بالرحمة والمغفرة لعمنا الكاتب والشاعر (عبد الرحمن شوقي) صاحب الإبداع المتفرد في صياغة أفلام (ديزني) بالعامية المصرية، و دعوت للصديق الموسيقار (سمير حبيب) بالصحة وطول العمر، فهما صاحبا الفضل الأول في تجربة دوبلاج تلك الأفلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.