رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(كاظم القريشي): (وين رايحيين).. حكاية المواطن في رحلة البحث عن الوطن، داخل بلده

(كاظم القريشي): (وين رايحيين).. حكاية المواطن في رحلة البحث عن الوطن، داخل بلده
المسرحية تختزل تاريخ العراق المعاصر، من حروب الرئيس الراحل (صدام حسين) إلى تنظيم داعش

كتب: أحمد السماحي

بدأ النجم العراقي الكبير (كاظم القريشي) أمس الخميس، أول ليالي عرضه المسرحي الجديد (وين رايحين) عن نص بعنوان (الحافلة) لخالد جمعة كتبه عام 1994، وسينوغرافيا وإخراج ومعالجة نصية للدكتور حيدر منعثر.

والعرض بطولة مجموعة كبيرة من فنانيين العراق منهم (لمياء بدن، وزهرة بدن، ولؤي أحمد، وطلال هادي، واياد الطائي، وإحسان المصري، وسجاد شاكر)، ويقدم العرض على خشبة مسرح (الرشيد)، أيام الخميس، والجمعة، والسبت من كل أسبوع.

المسرحية تختزل تاريخ العراق المعاصر، من حروب الرئيس الراحل (صدام حسين) إلى تنظيم داعش، مروراً بالاحتلال، وتمزق النسيج الاجتماعي إلى قادة الديمقراطية المزعومة، كل مشهد يحاكم زمناً أطاح بالإنسانية.

و (وين رايحين) تتجاوز كونها عرضاً مسرحياً لتصبح وثيقة فنية تؤرخ لحالة التشظي والضياع، مستخدمة أدوات المسرح الحديث لتقديم رؤية نقدية عميقة للواقع، حيث تمثل المسرحية صرخة وجودية في وجه منظومات القمع.

(كاظم القريشي): (وين رايحيين).. حكاية المواطن في رحلة البحث عن الوطن، داخل بلده
تتحدث المسرحية عن مجموعة ركاب في سيارة يسيرون نحو رحلة بلا وجهة محددة

كاظم القريشي.. وين رايحيين؟!

الفنان والنجم العراقي (كاظم القريشي) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بالعمل في هذا العرض الدرامي الكوميدي، الذي تتفجر الكوميديا من خلال أحداثه الدرامية.

وما يضاعف من سعادته تعاونه مع الفنان والمخرج الكبير الدكتور (حيدر منعثر)، وفريق عمل المسرحية، سواء من زملائه نجوم التمثيل أو التقنيين والعاملين في المسرح.

وعن أحداث مسرحية (وين رايحين) قال (كاظم القريشي): تتحدث المسرحية عن مجموعة ركاب في سيارة يسيرون نحو رحلة بلا وجهة محددة، ومعهم سائق مجنون، ومتهور، وخبيث!

وبعد مرور بعض الوقت تتوقف السيارة، لأن السائق لا يريد الإستمرار في القيادة، فهو نعسان، ولا يمكنه النوم من الراحة لأن خزان الوقود مثقوب، فلابد من حل!.

ولأن السيارة ليست مجرد سيارة، فلا يمكن لأحد غيره أن يقودها، لأن منطق العرض يقول أن هذه الحياة فيها من ينقاد، وفيها من يقود، ولأنه القائد الأوحد للرحلة ولحياتنا ولأحلامنا ولوصولنا!

فلابد من شيئ يسلي القائد، ويطرد النعاس من عينيه، ليكمل المسير، فيأتي مقترحه أن يحكي كل واحد منهم حكايته في الحياة، على شرط أن تكون حكايته مثيرة ومشوقة حتى تبقيه يقظا مستمتعا.

ويتابع (كاظم القريشي) كلامه قائلا: وبذلك يبق قائدا للرحلة، ويضمن لهم الوصول، ويمضي العرض في 3 حكايات من تاريخ وطن، 7000 سنة من تاريخ وطن.

وليس مجرد أشخاص، إنها حكايات الوجع والهم والضحك الغروتسكي، والألم التاريخي، فها هى أم تبحث عن ابنها الذي سقط دون أن تدري وهى تركض هاربة من جحيم الحرب التى هدت السقوف فوق ساكنيها.

فمضت الأم عمرها تبحث عن ابنها أملا في العثور عليه، وأتخذت من هذه السيارة رحلة للبحث لعلها تجده في أحد المحطات.

وها هوشاب حين بلغ الواحد والعشرين من العمر حصل على شهادته الجامعية، ومعها شهادة طبية تؤكد إصابته بمرض السرطان، بسبب إشعاعات الحروب، فأعتزل الناس بإنتظار موته، مصطحبا وجوه تماثيل لوالديه وحبيبته ليتكلم معهم خوفا أن يناله الجنون بسبب عزلته.

وهذه فتاة هربت من الموت الذي لحق بأهلها في أبشع مجزرة لإبادة جماعية، تجد في هذه السيارة ملاذا لها للخلاص، ولا تدري إلى أين هى ذاهبة؟!، ومتى تصل؟! فتستعرض حكاية طفولتها المرتبكة.

(كاظم القريشي): (وين رايحيين).. حكاية المواطن في رحلة البحث عن الوطن، داخل بلده
بعض من أبطال العرض

السلطة حين تقود رحلتنا

يستكمل كاظم القريشي حكاية (وين رايحين؟!) ويقول: طوال هذه الحكايات يتلاعب السائق بفصول الحكايات ومصير أبطالها لأنها من صنع قيادته كما هو حالنا مع السائق، أو القائد، أو السلطة التى يقودون رحلتنا في الحياة!.

وأثناء العرض يتسائل الثلاثة بهروبهم هذا، أحقا هذه السيارة تحركت من مكانها نحو خلاصهم وأحلامهم، حيث وقف الزمن في حياتهم؟!، إلا أن تعرضهم لخطر مشترك من بعد يكشف سر هذه الرحلة لتكمل اللعبة، ولكن أي سائق ينتظرهم؟!

وصرح (حاتم أبوطبر) في رائعة (أبو طبر): أنه يجسد في المسرحية دور (الأمير الداعشي) الذي يسبي النساء، ويقترف أكبر الجرائم باسم الدين.

وفي نهاية تصريحاته معنا تمني (كاظم القريشي) أن تنال مسرحية (وين رايحيين) في عرضها الجديد مشاهدات جماهيرية كبيرة، وكتابات نقدية مهمة.

يذكر أن مسرحية (وين رايحين؟!) عرضت العام الماضي في ختام مهرجان (بغداد المسرحي) بنسخته الخامسة، وحققت نجاحا كبيرا أثناء عرضها، وكتب كثير من المتخصصين عنها، وأكدت أن الواقع العراقي فيه من المواضيع الكثير والكثير، ما يجب أن يكتب بصورة إبداعية.

تعليق 1
  1. كاظم القريشي يقول

    شكرًا جزيلاً لك على هذا المقال الرائع والمفصل عن المسرحية العراقية الجديدة “وين رايحين؟!”. لقد قدمت وصفًا شاملاً ومثيرًا للاهتمام للعرض، بدءًا من فكرته الأساسية، مرورًا ببطولته، وصولًا إلى رسائله العميقة التي تختزل تاريخ العراق المعاصر.
    إن تسليط الضوء على الأبعاد الفنية والنقدية للمسرحية، وكيف أنها تتجاوز كونها مجرد عرض لتصبح وثيقة تؤرخ لحالة التشظي والضياع في العراق، أمر بالغ الأهمية. كما أن تفاصيل الحكايات الشخصية المؤثرة التي يقدمها العرض، وتفسير الفنان لدور السائق كرمز للسلطة التي تتحكم في مصائر الأفراد، أضافت الكثير لفهمنا لعمق العمل.
    ممتن لجهودك في إبراز هذا العمل الفني المهم…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.