
* فكرة عرض (كلو مسموح) كانت حلم اشتغلنا عليه لمدة عام تقريبا
* الصورة المشرفة والرائعة التى خرج بها عرضي السابق (شيكاغو بالعربي) سهلت علينا الموافقات في (كلو مسموح).
* الحرب اللبنانية كانت وراء تأخر عرض (كلو مسموح) لشهر آيار أو مايو
* الثقة التى ولدت بيني وبين (كارول سماحة) كان لها دور كبير في أن يكون الإختيار بيننا متبادلا
* لا أنكر تعبي كمؤلف ومخرج وممثل لكن كل هذا يرجع إلى أن عملي هو شغفي في الحياة
* المسرح الغنائي الاستعراضي فيه سحر خاص جدا، ليس موجودا إلا فيه.
* ينقصنا الدعم المالي، وأحلم بدخول (كباريه) ليزا مانييلي

أجري الحوار: أحمد السماحي
(بعض الجنون هو الذي ينقص الإنسان كي يقطع الحبل ويصير حرا)، قالها (زوربا) ثم رقص ورقص، والفنان اللبناني الشامل (روى الخوري) طبق مقولة زوربا، ورقص، ومثل، وغني، وأخرج.
فرغم هدوئه الطيب، وضحكته الصافية كطفل، فإن (روي الخوري) مصر على اختراق المألوف، واختراق المألوف الذي اطمأن إليه الناس وناموا في طلاله الوارفة، ليس فقط عملية شجاعة تحتاج إلى قلب من حديد، ولكنها أيضا تحتاج لخيال يتجاوز المستحيل.
و(روي الخوري) واحد من هؤلاء الذين أطلقوا عقال جنونهم الفني، وقطعوا ما استقر عليه المسرح العربي منذ سنوات، وأعلن ثورته على المسرح التقليدي الموجود في كل العالم العربي.
وقدم المسرح الغنائي الاستعراضي، الذي تهرب منه الدول العربية، ولا تقدمه، وقدمه (روي الخوري) بشكل مبهر وغني.

مسرحية (كلو مسموح)
في العام الماضي قدم (روى الخوري) مسرحيته الغنائية الاستعراضية (شيكاغو بالعربي)، التى جذبت ما يفوق الـ 15 ألف شخص، وتصدرت عناوين الصحافة العربية والعالمية، وبرزت على الصفحة الأولى لـ ( New York Times).
وهذه الأيام (روي الخوري) مشغول في بروفات العرض المسرحي الغنائي الإستعراضي (كلو مسموح)، بطولة أيقونة المسرح الغنائي الاستعراضي (كارول سماحة).
عن هذا العرض دق (شهريار النجوم) باب (روي الخوري)، وكان لنا هذا الحوار عن (كلو مسموح) فأربطوا الأحزمة، وهيا بنا نطير إلى مسرح (كازينو لبنان)، حيث تجرى حاليا بروفات العرض الذي سينطلق يوم الجمعة 9 مايو ويستمر حتى يوم 17مايو.
* ما هي ظروف تقديمك للمسرحية الغنائية (كلو مسموح)؟
** كانت فكرة العرض حلم طالما حلمنا بها، وعندما تحققت على أرض الواقع اشتغلنا عليها كثيرا، ولمدة عام كامل، ما بين التحضير الفني، والتقني، واختيار التوقيت المناسب للعرض على المسرح.
فضلا عن اختيار فريق عمل العرض، كل هذا أخذ منا وقتا طويلا، خاصة وأن عرض (Anything Goes) الذي قمنا بتعريبه تتحكم فيه أكثر من جهة مسئولة، وبالتالي للحصول على موافقة كل هذه الجهات أخذت منا وقتا إضافيا.
لكن ما سهل سرعة الموافقة على تعريب العرض، وعرضه في لبنان، الثقة التى ولدت بيننا وبين المسئولين عن العروض العالمية في (بردواي،Broadway )، بعد الصورة المشرفة والرائعة التى خرج بها عرضنا السابق الخاص بهم أيضا وهو (شيكاغو بالعربي).

* لماذا تأخر عرض المسرحية من شهر أكتوبر 2024 إلى شهر (مايو) 2025؟
** بسبب ظروف الحرب اللبنانية، فبعد التدريبات والبروفات لمدة أسبوعين، اشتعلت الحرب، وكان من الصعوبة أن نعرض وسط هذه الأجواء المشتعلة، فقررنا التأجيل من أكتوبر 2024 إلى مايو 2025.
* هل هى مصادفة أن تعرض (كلو مسموح) في شهر (مايو) نفس موعد عرض مسرحيك الغنائية السابقة (شياغو بالعربي) أم هذا مقصود من جانبكم؟
** ليس مقصودا، ولكنه جاء بالمصادفة، لكنها مصادفة حلوة، حيث ارتبطت عروضنا الغنائية بشهر (مايو)، وشعرنا أن الجمهور بات ينتظر هذا الشهر ليرى ماذا سنقدم له من عروض غنائية، فضلا عن عيد ميلادي في (مايو).
* من اختار الآخر (كارول سماحة) هي من وقع اختيارها عليك، أم أنت الذي وقع إختيارك على كارول سماحة؟
** الاختيار جاء متبادلا بيننا، هي التى اختارتني، وأنا الذي اخترتها، وذلك بعد أن التقيت بها، وحدث بيننا (كمياء)، وأحببنا أن نكلل معرفتنا بعمل غنائي استعراضي يجمعنا سويا.
وهى كانت بعيدة منذ سنوات عن المسرح الغنائي، وكانت تتمنى أن تعود من خلال عمل مبهر ومختلف، وعندما حانت الفرصة وعرضت عليها الدور سعدت جدا به، لأنها وجدته جديدا ومختلفا، وبعيد تماما عن كل العروض التى قدمتها من قبل.
و(كارول سماحة) أهم شيئ بالنسبة لها، أن تثق في كاتب العرض الذي تقوم ببطولته، ومخرجه، والثقة التى ولدت بيينا كان لها دور كبير في أن يكون الاختيار بيننا متبادلا.
* لماذا خرجت في هذا العرض عن عاداتك في العروض السابقة واستعنت بنجمة عربية شهيرة مثل (كارول سماحه؟
** لأن الدور يتطلب نجمة، وكارول نجمة لامعة وأيقونة نادرة في المسرح الغنائي، وتعطي من روحها وشخصيتها للعمل الذي تقوم ببطولته، ومن وجهة نظري لا يوجد غير (كارول سماحة) واحدة في المسرح الغنائي، فهى لا شبيه لها.
* ما الذي يميز (كارول سماحة) كنجمة مسرحية من وجهة نظرك، وما الذي سيضيفه هذا العرض لكارول، خاصة أنها قدمت مع مسرح (منصور الرحباني) أعمال غنائية ضخمة ومهمة؟
** كارول لديها طلة وكاريزما (مش معقولة) رائعة، حتى في البروفات والتمارين عندما تظهر الكل يقول (كارول هتاكل المسرح عنجد)، فهى نجمة شاملة تجيد بمهارة، وبشكل احترافي الغناء والرقص والتمثيل.
وفي كل هذه المجالات رائعة ومتمكنة، والذين يشبهون (كارول سماحة) قليلين جدا، جدا، في عالمنا العربي، والذي سيضيفه العرض لـ (كارول) هذا أتركه للجمهور والنقاد الذين سيشاهدون العرض، ويقولون رأيهم فيه.

* عن ماذا تحكي مسرحية (كلو مسموح)؟
** تحكي عن الحرية التى ننشدها جميعا، والتمرد على القوانين الاجتماعية التى يفرضها المجتمع، فضلا عن احتواء العرض على قصص حب، و(مقالب)، وكل هذا من خلال الغناء والاستعراض.
* هل تلتزم بنصوص المسرحيات العالمية كما هى أم تحذف منها وتضيف، كما حذفت في (شياغو بالعربي) بعض الجمل الإباحية؟
** بالتأكيد نلتزم بالنصوص الأصلية للعروض، والتعديل الوحيد الذي نقوم به هو حذف (بعض الأشياء) التى لا تشبهنا ولا تتناسب مع ثقافتنا وتقاليدانا العربية، لكننا لا نقترب من جوهر العمل الأصلي.
* هل تعرب الموسيقى والأغنيات المصاحبة للعرض كما تعرب النصوص أم تلتزم بالموسيقى الأصلية للعرض الأجنبي؟
** لا نقترب من الموسيقى ولا نعربها، ولكن نقدمها كما هى، لكن نقدمها بطعمنا وشكلنا وروحنا ونكهتنا العربية.
* هل (روي الخوري) يجد نفسه في العروض التى تعود الي الماضي، وبدايات القرن التاسع عشر، خاصة أن عروضك الثلاثة (مجنون ليلى، شياغكو، وكلو مسموح) من زمن ماضي؟
** أكيد أجد نفسي في قصص هذه المسرحيات العظيمة الرائعة، ومن كثرة حبي لهذه القصص أحببت تقديمها للأجيال الجديدة التى لا تعرف عنها شيئ.
حيث قدمت في عام 2018 عرض (مجنون ليلى) لكن بشكل مودرن يشبهنا الآن، وفي إطار من الموسيقى والغناء والاستعراض، وهذا ينطبق على كل عروضنا.

* ألا تجد مشقة بالغة وإرهاق شديد ومسئولية أن تكون مؤلف وبطل ومخرج عروضك؟
** رد (روي الخوري) ضاحكا: مشقة بالغة طبعا، وإرهاق شديد، لكن هذا ما أحب عمله، ولا أفكر في أنني المؤلف والمخرج والبطل، بالعكس أحب ما أعمله، وأعمله بصدق من قلبي.
ولا أنكر أنني أتعب كثيرا، لكنه تعب (حلو) وليس التعب الذي يجعلني أعمل شغلي على مضض، فعملي هو شغفي في الحياة.
* ولماذا لا تستعين بقريق عمل مكون من مؤلف ومخرج أم هذا توفير للميزانية؟ أم لا تجد المخرج الذي يستطيع نقل وجهة نظرك الفنية للجمهور؟
** بكل هدوء قال(روي الخوري): ليس توفيرا للميزانية على الإطلاق!، ولا أي شيئ من هذا القبيل، ولكن هذا هو (الشغل) الذي أحب عمله، وستجد ما أقوم به يقوم به الفنانيين الذي يعملون في مسارح (بردواي، Broadway).
فهناك المخرج هو نفسه مصمم الرقصات، وأحيانا هو المؤلف والبطل، وعموما أنا لا أعمل بمفردي، فمعي فريق عمل كبير ومساعدين يساعدونني، وبالنسبة للكتابة معي الصديق الفنان (فؤاد يمين) يشاركني في الكتابة.
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال: فأنا لو وجدت المخرج المناسب الذي سيضيف لي ويقدم لي رؤية جديدة سأتعاون معه على الفور.
* ماهي الصعوبات التى تقابل (روي الخوري) بداية من الفكرة وحتى يخرج العرض للنور؟
** الدعم ثم الدعم، ثم الدعم، فنحن نعمل بدون أي دعم من أي وزارة، سواء وزارة الثقافة أو وزارة السياحة، وأنت يا صديقي تعلم أن الدعم في مثل العروض التى نقدمها والتى تعتمد على الغناء والاستعراض مهم جدا.
لكن نحن كفريق عمل نعتبر أنفسنا عائلة واحدة ندعم ونساند بعض، ويدعمنا الجمهور الذي يقبل على مسرحنا بقوة، ويعوضنا عن كل شيئ.
* لماذا لا تطبع أعمالك المسرحية على (سيديهاتCD) كما كانت تطبع أعمال الأخوين رحباني، ومن بعدهم زياد وأسامة الرحباني؟
** الأولوية لدينا الآن أن نقدم مسرح غنائي واستعراضي مصور مبهر، ولدينا كل عروضنا التى قدمناها من قبل مصورة، لكننا حتى الآن لم نسوقها للعرض في سوق الكاسيت، لكن يجوز قريبا، ليه لأ؟!
* (روي الخوري): لماذا المسرح الغنائي تحديدا هو الذي استهواك من بين كل أنواع المسرح، رغم التكلفة الباهظة التى تتكلفها عروضه، هذه الميزانية التى تهرب منها الدول؟
** لأنه الفن الشامل الذي يشمل كل مجالات الفن الأخرى من موسيقى، وغناء، واستعراض، ورقص، وسينغرافيا، وسينما، وديكور، وكل شيئ، المسرح الغنائي الاستعراضي فيه سحر خاص جدا، ليس موجودا إلا فيه.

* وما الذي تجده في عروض (بردواي) الغنائية حتى تعربها، لماذا لا تكتب لنفسك عروض عربية من الألف إلى الياء؟
** لأن عروض (بردواي) مدرسة وثقافة ليست لدينا في العالم العربي، ونحن ننهل منها، كما ينهل منها غيرنا من الدول الأوروبية، ورغم هذا اشتغلت من قبل على عرض عربي من الألف إلى الياء وهو (مجنون ليلى) الذي يحكي قصة حب (قيس وليلى)، وقدمته كما ذكرت لك بشكل عصري وغنائي استعراضي.
* هل توجد أو يوجد نجمة أو نجم تحلم أن تديره على المسرح وتقوم بإخراج أحد عروضك له؟
** بصراحة كانت (كارول سماحة) حلم بالنسبة لي، وحتى الآن لا أصدق أن هذا الحلم تحقق، وأنا فخور بالتعاون معها، وعلى بالي أشتغل مع (ميريام فارس)، أعتقد أنها لديها قابلية للعمل المسرحي الغنائي والاستعراضي.
* لماذا لا تعرض عروضك في دار الأوبرا المصرية وهى مكان مناسب لعروضك؟
** ياريت الأوبرا المصرية مكان عظيم، نفتخر أن نعرض فيه عروضنا، لكن المسألة ليست بالسهولة التى تتحدث بها، لابد من إنتاج مشترك، وتقنيين مُتخصصين في مجالات الصوت والإضاءة وتنفيذ الديكورات، وغيرها، لكن إن شاء الله قريبا نتواصل بطريقة ما ونعمل شيئ في دار الأوبرا، ونقترب أكثر من الجمهور المصري.
* ما هو العرض الحلم الذي تحلم بتقديمه من خلال مسرحك؟
** عروض كثيرة أحلم بها، مثل عرض (كباريه) الذي سبق وقدمته الفنانة العالمية (ليزا منييلي) في السينما عام 1972، أتمنى تقديم هذا العرض، خاصة أن فيه دور مركب صعب، وعجبني جدا، لكن كل هذا ليس وقته، كل ما يشغل تفكيري حاليا هو عرض (كلو مسموح).