رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
مع وردة وبليغ حمدي
إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
مع فنان العرب (محمد عبده)

اختفاء رموز ماسية (أحمد فؤاد حسن) من خلف الراقصات في أفراح أبناء زايد!!! 

 بقلم الدكتور: إبراهيم أبوذكري *

خبر قصير قرأته.. مفاد هذا الخبر أن الدكتور: (فلان الفلاني) – وهو (أحمد فؤاد حسن) – قد ألقى في به على رصيف أحد الملاهي بشارع الهرم بعد أن أمطروه علقة ساخنة.. ونقله أولاد الحلال الي مستشفى أم المصريين في حالة سيئة.. والحقيقة لا أعرف هذا الدكتور.. ولا أعرف تخصصه هل هو دكتور في تخصص ما من التخصصات الطبيبة؟

أم هو طبيب يهوي العزف ويعزف خلف الراقصة؟، أم كلمة (الدكتور) أصبحت للميكانيكي عندما يجيد صنعته ويقاس على ذلك جميع المهن، أم هى درجة علمية حقيقية حصل عليها من أحد الأكاديميات العلمية؟

المهم الدكتور هذا.. لماذا أخذ هذه العلقة.. وهو المهم، كما جاء في الخبر فالدكتور هذا هو أحد العازفين الذين يعزفون وراء سيدة أعمال وراقصة بالملاهي الليلية من الراقصات المشهورات بالملاهي الليلية والأفراح بالإضافة أنها تملك ملهي من أكبر الملاهي بشارع الهرم..       

الدكتور صاحبنا طالب بنصيبه في الدولارات والجنيهات المتساقطة على – رأس – وليس رقص.. السيدة الراقصة وهى تتمايل مع اليومي بحصيلة النقوط الأولي من الصباح..

ولكن الراقصة لم تعترف بأحقية الدكتور العازف في النقطة.. واكتفت بأجره اليومي الذي يحصل عليه نظير العزف.. وهو في نظرها أنه لم يصل إلى درجة العازفين الذين لهم نصيب مئوي بمحصول الأنوال التي ترش علي المسرح.

والذي يقسم حسب العرف الثلث للراقصة والثلث للمسرح والثلث الثالث يوزع علي العازفين كل حسب أقدميته وفي تقديرها أن حتي المبلغ الذي حدد له كأجر يومي كثير عليه فهو مازال في أول الطريق.

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
(الدكتور) أصر على تحصيل حقه في النقطة

(الدكتور) أصر على النقوط

ولكن (الدكتور) أصر على تحصيل حقه في النقطة ومن وجهة نظره أن في تنازله عن هذه القسمة يكسر به عرفا في أنظمة الملاهي والحفلات والأفراح وعالم العوالم ويخسر به رقما لا بأس به.. هذا الرقم الذي يضعه في ميزانيته الشهرية واعتبر بندا أساسيا ومتمما لميزانيته الشهرية فنصيب (الدكتور) في (نقوط) الراقصة.. آسف.. سيدة الأعمال.. حق لا يجب التنازل عنه.

أصر (الدكتور) العازف علي موقفه.. وبالتوازي أيضار أصرت الراقصة هي الأخرى على موقفها.. فخرجت المناقشة عن المألوف ولم تتحمل الراقصة هذا الحوار وهنا أمرت سيدة الأعمال الراقصة.. عددا من حراسها الخاصون الذين يطلق عليهم الآن (جاردات) التابعين لها والمنتشرين بشارع الهرم المناط إليهم تأديب وتهذيب الخارجين على قوانين سيدة الملاهي الليلية.. والذين يكسروا قوانين شارع الهرم.

فشارع الهرم له قوانينه وهؤلاء هم حماة هذا القوانين.. وكاسرين أنف مخالفيه.. لا أعرف لماذا تذكرت حادثة أخري حدثت بالسبعينيات بمدية أبوظبي.. هذه الحادثة أمام واقعة لدكتور عازف أيضا وله موقف آخر مرت عليها أكثر من خمسين عاما.

بطل هذه الواقعة (الدكتور) عازف موسيقي أيضا وحاصل على درجة الدكتوراه وقائد لأكبر فرقة موسيقية بالعالم العربي، ومن المؤكد لي أنه يتحمل مسؤولية التدريس في المعهد العالي للموسيقي لأكاديمية الفنون..  

بطلنا هذا هو الموسيقار المرحوم (أحمد فؤاد حسن) صاحب ومؤسس الفرقة الماسية الموسيقية التي تخرج منها عظماء الموسيقيين ولمن لا يعرف هذار الموسيقار فهو أحد الرموز في عالم الموسيقي في مصر، وُلد في 23 ديسمبر 1926 وتوفي في 8 مايو 2018، يُعتبر من أبرز عازفي آلة العود في العالم العربي، وقد قدم العديد من الأعمال الموسيقية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

قام بتدريس الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى في مصر، كان له دور بارز في تعليم العزف على آلة العود، وشارك في تشكيل جيل جديد من الموسيقيين.. أسهمت خبراته ومعرفته العميقة بالموسيقى العربية في تعزيز المناهج التعليمية في المعهد، مما ساعد على تطوير الساحة الموسيقية في مصر.

عمل (أحمد فؤاد حسن) على تطوير العزف على العود، وأسس عدة فرق موسيقية، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الحفلات والمهرجانات الدولية، كما كان له دور كبير في تعليم الموسيقى، حيث قام بتدريس العود في معاهد موسيقية مختلفة وترك إرثًا موسيقيًا غنيًا أثرى الساحة الفنية العربية، ويُعتبر رمزًا للإبداع والتجديد في الموسيقى الشرقية.

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
الفرقة الماسية الموسيقية وهى واحدة من الفرق الموسيقية الشهيرة في مصر

مؤسس الفرقة الماسية

الموسيقار المرحوم (أحمد فؤاد حسن) صاحب ومؤسس الفرقة الماسية الموسيقية وهى واحدة من الفرق الموسيقية الشهيرة في مصر، أنشأها الموسيقار (أحمد فؤاد حسن) في الخمسينيات. تُعرف الفرقة بتقديمها لمزيج من المقطوعات الموسيقية التقليدية والحديثة، حيث تجمع بين الأصالة والتراث الموسيقي العربي.

تميزت الفرقة بتشكيلتها المتنوعة التي تضم مجموعة من العازفين المتميزين على آلات مختلفة، مما ساهم في إثراء الأداء الموسيقي، قدمت الفرقة العديد من الحفلات في مختلف المناسبات الثقافية والفنية، وأثرت بشكل كبير على الساحة الموسيقية في مصر والعالم العربي.

تعتبر الفرقة الماسية رمزًا للتميز والإبداع في الموسيقى العربية، ولا تزال تُذكر كواحدة من أبرز الفرق التي ساهمت في تطوير الفنون الموسيقية في المنطقة.

 بدأت الحكاية من القاهرة وانتهت بأبوظبي:

كنت قد كلفت من قبل وزارة الثقافة والإعلام بالإمارات بالتعاقد على عدد من الفنانين والمطربين من القاهرة والعالم العربي لإحياء عدد من أيام وليالي الأفراح التي أقيمت بأبوظبي ومدينة العين وأطلق عليها أفراح الشيوخ احتفالا بزواج جماعي لعدد من أبناء الشيخ زايد حاكم الإمارات الأسبق – رحمة الله عليه، معه بأفراح الشيوخ من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمدينة العين وأبو ظبي

وفعلا تم إبرام عقدا بيني وبين الموسيقار المرحوم (أحمد فؤاد حسن) ولفرقته الماسية الموسيقية وينص عقده هذا على قيام الفرقة الماسية بقيادة (أحمد فؤاد حسن) – رحمة الله عليه، بمصاحبة والعزف خلف كل فنانوا العالم العربي المشاركين في المهرجان الكبير الذي تقيمه وزارة الاعلام بدولة الامارات العربية المتحدة، احتفالا بمناسبة زواج أبناء الشيخ زايد في أبو ظبي..  

بدأت الاحتفالية.. المقرر لها عدد لا بأس به من أيام.. وفنانين.. ومع أول دقيقة في هذه الاحتفالية صعدت الفرقة الماسية المسرح ولم تنزل.. ويتغير أمامها جميع الفنانين القادمين من كل حد وصوب من العالم العربي ولمدة سبعة أيام متتالية.

وعند وصول الفرق بالبروفات ومعرفه البرامج للأيام المقررة للاحتفاليات فوجئ (أحمد فؤاد حسن) أن ضمن هذا البروجرام رقصات شرقية شبه يومية لأشهر راقصات بالعالم العربي، وبناء على الاتفاقات التي يتعاقد عليها متعهدي الفنانين المكلفين بجلب المطربين والفنانين من العالم العرب وينص على التزامهم بالفرقة الماسية منفردة على المسرح بأبوظبي..

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
كان الرقص الشرقي ممنوعا في تلفزيونات الإمارات

الرقص الشرقي ممنوع

وحاولت عدد من الفنانين والراقصات جلب فرقها معها فأكد لها المتعهد وجود الفرقة الماسية التي احتكرت العزف الموسيقي لكل الحفلات ولكل الفنانين.. والكل كان يعلم بتفاصيل عقد الماسية الذي تتعهد فيه بعزف أي نوته موسيقية تقدم لها لأي فنان عربي..

ولم يخطر على بال المرحوم (أحمد فؤاد حسن) أثناء توقيع عقده معي ولا أنا بالطبع ان هناك راقصات بالبرنامج لأني أعلم جيدا ان الرقص الشرقي في ذلك الوقت ممنوع من العرض على التليفزيونات بالخليج عموما، كما أن التكليف بالتعاقد كان من وزارة الاعلام ولا يمكن ان أتصور ان يكون هناك راقصة ستكون ضمن هذا الاتفاق..

إلا عندما لاحظ (أحمد فؤاد حسن) النوت الموسيقية الخاصة بالراقصة ضمن النوت الموسيقية الخاصة بالراقصات.. فهن فنانات كبار ولهن نوتهن الموسيقية..

وهنا شعر المرحوم الموسيقار (أحمد فؤاد حسن) بورطة كبرى.. فالعقد سخي سخاء الشيخ زايد.. وعزفه خلف راقصة مهما علا صيتها فهي خسارة أدبية كبري له.. وهذا تعبير قاله لي المرحوم (أحمد فؤاد حسن)..

أزمه فوجئنا بها وكادت أن تطيح بعقد الماسية ونوضع في مأزق كبير فكل الفنانين قادمين الي ابوظبي بدون فرق موسيقية فقط لدية النوت الخاصة بهم فقط ورميت الكرة وهى ملتهبة في حجر المرحوم (أحمد فؤاد حسن),

اتصل بي الفنان الراحل لإنقاذه من ورطته.. وحضر الي مكتبي وهو مرعوب رعبا لم أره في صديقي الرجل من قبل، وأنا أعرف عنه أنه صاحب القلب الحديد، وهو نقيب الموسيقيين.. فهو لا يستطيع العزف وراء راقصة.. مهما كانت مرتبتها من الشهرة.. بعد أن أسند إليه عدد من المحاضرات في معهد الموسيقي.. وجاء معتذرا وقرر العودة إلى القاهرة مهما كانت الخسائر.

وسألته: أنا لو وافقتك علي السفر وبعيدا عن ما تحدثه من مشاكل مع القصر ووزارة الإعلام وصعوبة ورود فرق عربية قادرة على هذا الكم من النوت الموسيقة والتي لا تقدر أي فرقة عربية إحلال محل الماسية، بالإضافة إلى خسائر العازفين وما ذنبهم وهم الذين رافقوك وتركوا منازلهم علي العودة بأموالهم التي يستحقونها.

قال وبأسي: (هيه دي الورطة أنا اعلم إني الموقع على هذا العقد معك.. ولم أجد فيه ما يمنعني من التوقيع عليه وأنت تعلم).. وطلب مني الحل حتى لو أدي إلى خصم مبلغ غرامة عقاب لعدم قدرته علي الصعود على المسرح وعدسات التصوير تحيطه من كل جانب وشدد علي استحالة صعوده على المسرح لا أنا ولا عازفين الماسية وموضوع العزف خلف راقصة محسوم لا يقبل مناقشته ولا أستطيع ان أقوم به..

تفهمت وضعه وحيرته وموقفه الذي احترمته كإنسان وكمصري يحافظ على الهيبة العلمية حتى بالموسيقي.

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع الإعلام وصناع الإعلام (7 ).. (أحمد فؤاد حسن)
كان لدى الفرق بين عازف موسيقي يحترم فنه وآخر يظهر في الملاهي والراقصات

ظهور رموز الماسية

وبعد جدال ومحاولات لتغيير موقفة فقد وصلت معه إلى حل لا يفسد العقد.. ولا يسئ إلى سمعة الماسية ولا لقائدها.. وأبلغته موافقتي بعدم ظهور رموز الماسية من العازفين المعرفين والأكاديميين منهم: (محمود عفت – سمير سرور – أحمد الحفناوى – هانى مهنا – مختار السيد – مجدى الحسينى – حسن أنور..

عبد الحكم عبد الرحمن – حسان كمال – عادل صموئيل – عمر خورشيد – محمد مصطفى – مجدى بولس – انور منسى – محمود القصبجى – عبد المنعم الحريرى – ميشيل المصرى – نصر عبد المنصف – محمد على سليمان – حميدو

وتعهدت له بالتدخل.. في حالة من شهد التغير في الفرقة على المسرح.. ساعدنا في ذلك أن التليفزيون لا يذيع الرقص الشرقي أصلا في هذا التوقيت.. وسعد جدا المرحوم (أحمد فؤاد حسن) لهذا الحل الذي أخرجه من الرعب حفاظا على سلوكه ومظهره.. وحفاظا على مكانته العلمية والمنصة التي يجلس عليها في قاعة علمية مكتظة بالطلبة هم أولاده.. وهو الأب.. والقدوة.. يلقنهم العلم.. وأيضا المبادئ.. 

وكان لدى الفرق بين عازف موسيقي يحترم فنه وآخر يظهر في الملاهي والراقصات وعازف يهتم بجودة الأداء ويمتلك رؤية فنية واضحة، يسعى لتقديم موسيقى تعكس مشاعره وأفكاره بشكل عميق وعازف في الملاهي يركز أكثر على إرضاء الجمهور أو تحقيق الربح.

وقد لا يهتم بجودة الموسيقى بقدر ما يهتم بالترفيه وعازف يستهدف جمهورًا يقدر الموسيقى والفن، وهذا يظهر في حفلاته الراقية وآخر يبحث عن الترفيه السريع والمرح، مما قد يؤثر على نوعية الأداء عازف يقدم عروضه في أماكن مثل المسارح أو المهرجانات الفنية، حيث تكون الأجواء أكثر جدية.

وعازف في الملاهي يقدم عروضه في بيئات غير رسمية، مثل النوادي الليلية أو حفلات الرقص، حيث التركيز على الأجواء الاحتفالية وعازف قد يستخدم أساليب موسيقية معقدة ويهتم بالتفاصيل الفنية وعازف الملاهي يعتمد على الأساليب البسيطة أو الألحان الجذابة التي تسهل على الجمهور التفاعل والرقص.

عازف محترم يمكن أن يؤثر في الثقافة الموسيقية ويكون له دور في تطويرها وعازف في الملاهي قد يسهم في انتشار أنماط موسيقية معينة تركز على الترفيه أكثر من العمق الفني وموسيقي.

حاصل على درجة الدكتوراه من أكاديمية محترمة ويحترم نفسه ودكتور آخر لم يحافظ علي درجته العلمية ويُرمَي في شارع الهرم مهانا من أجل حفنة دولارات رخص نفسه وعمل خلف راقصة والفرق هو ما بين عازف بفرقة مثل الماسية وآخر بفرقة من الفرق العشوائية.

* رئيس اتحاد المنتجين العرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.