رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: (الجزيرة) والاعلام العربي

محمود عطية يكتب: (الجزيرة) والاعلام العربي
تعد شبكة (الجزيرة) الإخبارية واحدة من أبرز وسائل الإعلام العربية والعالمية التي برعت في تغطية حرب غزة

بقلم المستشار: محمود عطية *

 نتناول في هذا المقال الدور الذي يلعبه الاعلام العربي تجاه حرب الإباده من قبل عصابة الصهاينه بالدعم الأمريكي الغاشمم ولكي نكون منصفين فلا أجد الا شبكة (الجزيرة) التي فضحت جرائم الاحتلال (بتصريح ) أو موافقه ضمنيه علي هذه التغطيه التي انفردت بها وحدها دون غيرها في الاعلام العربي، وحتي مصر فشلت فشلا ذريعا في هذا الأمر سواء بقصد أو بدونه.

ولكن أصبحت (الجزيرة) علي المحك وفي إطار المسموح لها بعدم استضافة ضيوف يردون علي سفالة وانحطاط أمريكا، ولتصريحات (النتن ياهو) وعصابته تجاه العرب بل الشرق الاوسط كله، فيبدو أن حدود التغطيه وقفت عند تحليل ما يجري في غزة والضفه فقط، أما مهاجمة (ترمب ونتن ياهو) فهنا المصداقية المحسوبة بين المصلحة الإعلامية والانتقاد الحذر لتصريحات ترامب ونتنياهو

وتعد شبكة (الجزيرة) الإخبارية واحدة من أبرز وسائل الإعلام العربية والعالمية التي أثبتت قدرتها على التأثير في الرأي العام العالمي والعربي، ومنذ انطلاقها في عام 1996، استطاعت القناة أن تشق طريقها في عالم الإعلام المتعدد، وتفرّدّت بتركيزها على قضايا سياسية هامة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

إلا أن هناك ملاحظات كثيرة حول توجهاتها في تغطية بعض الأحداث والمواقف السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف شخصيات مثل الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب)، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو).

إحدى التحديات التي تواجهها (الجزيرة) تكمن في أنها، ورغم محاولاتها المستمرة للظهور كمصدر مستقل وموضوعي للأخبار، تعمل ضمن إطار سياسي وإعلامي يفرض عليها أحيانًا حدودًا معينة في انتقاد مواقف بعض الأطراف الكبرى.

في هذا السياق، تبرز تساؤلات حول كيفية تعامل القناة مع تصريحات وأفعال شخصيات مثل (نتنياهو وترامب)، وما إذا كان الإعلام العربي بشكل عام، بما في ذلك (الجزيرة)، قد تجنب في بعض الأحيان تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو التصريحات المستفزة لهذه الشخصيات، بسبب الضغوط السياسية أو المصلحة الاستراتيجية التي قد تضر بمصداقيتها.

فالجزيرة والمصداقية المحسوبةوالتوازن بين المصلحة الإعلامية والموقف السياسي

فإن شبكة (الجزيرة) كأي قناة إعلامية كبيرة، تسعى لتحقيق التوازن بين المصداقية الإعلامية التي تؤمن بها وبين المصلحة الإعلامية التي تضمن لها الاستمرار في مجال الإعلام المزدحم بالمصالح السياسية. ويُعدّ هذا التوازن تحديًا كبيرًا، خصوصًا حينما يتعلق الأمر بقضايا شائكة، مثل موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، أو تصريحات قادة الاحتلال.

محمود عطية يكتب: (الجزيرة) والاعلام العربي
(الجزيرة) كانت من أولى القنوات التي عملت على كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي

كشف ممارسات الاحتلال 

ومما لا شك فيه أن (الجزيرة) كانت من أولى القنوات التي عملت على كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وعرضها للعالم بأسره، خاصة من خلال تغطيتها الحية والمباشرة للأحداث الميدانية في غزة والضفة الغربية.

وقد قدمت (الجزيرة) صورة غير مسبوقة لمعاناة الفلسطينيين في هذه المناطق، مستعرضة صور القصف الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية، فضلاً عن نقل شهادات للضحايا المدنيين. ورغم أن هذه التغطية تعكس التزام القناة بالقيم الإعلامية، إلا أن هناك تباينًا في تغطية مواقف سياسية أخرى، خصوصًا تلك التي تتعلق بحلفاء الاحتلال الإسرائيلي، مثل الولايات المتحدة، والتي تتسم علاقاتها مع إسرائيل بالتحيز الواضح.

وبرغم تصريحات (ترامب والنتن ياهو) المستفزه  وسط صمت عربي مخجل وأنا اقرأ تصريح وزير افغانستان ردا علي طلب ترامب للمعدات العسكريه التي تركتها القوات الامريكية، بقوله ( لو عايزها تعالي خذها )، وتفسيري شخصيا لهذا الرد هو إن كنت راجل تعالي خذها.   

من المعروف أن الرئيس الأمر يكي (دونالد ترامب)، الذي تولى منصبه في الفترة من 2017 إلى 2021، اتخذ مواقف صارمة تجاه القضية الفلسطينية، وكان من أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما شكل صدمة كبيرة للأمة العربية والمسلمة.

كما أعلن عن (صفقة القرن)، التي تضمن تقديم تنازلات لصالح إسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، لكن، ومع كل هذه التصريحات والإجراءات، ظل الموقف العربي الرسمي في كثير من الأحيان غامضًا ومتواريًا خلف الصمت، باستثناء بعض الأصوات الناقدة.

أما (بنيامين نتنياهو)، فقد اتخذ مواقف استفزازية بشكل مستمر تجاه الفلسطينيين والعرب بشكل عام، حيث يعتبر من أبرز الداعمين لمشاريع الاستيطان في الضفة الغربية ويشجع على سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من مناطقهم، وقد كان له تصريحات عديدة تُظهر ازدراءه للعرب والفلسطينيين بشكل غير مبرر، كان آخرها في فترات مختلفة من اعتداءات إسرائيل على غزة.

ورغم الاستفزازات المتكررة التي خرجت من (نتنياهو)، يلاحظ غياب النقد الجاد والشديد من بعض وسائل الإعلام العربية تجاه مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية.

في هذا السياق، تأتي شبكة (الجزيرة) في موقف حساس، فهي من جهة تحاول تغطية الأحداث والتصريحات التي تصدر عن نتنياهو وترامب، لكنها في أوقات معينة قد تتجنب تقديم التحليل النقدي المتعمق الذي قد يتناول بشكل مباشر تصرفات الغرب ودعمه اللا محدود للاحتلال الإسرائيلي.

محمود عطية يكتب: (الجزيرة) والاعلام العربي
تغطية وايعة ومتنوعة راح ضحيتها صحفيوا الجزيرة بالعشرات

تغطية واسعة ومتنوعة

هذا الوضع يثير تساؤلات حول ما إذا كانت (الجزيرة) تتأثر بمصالح سياسية معينة تؤثر على تغطيتها لتلك الشخصيات، أم أن هناك حدودًا وضعتها القناة في تغطيتها المتعلقة بالدور الغربي في الأزمة الفلسطينية، خاصة أن بعض المواقف قد تؤدي إلى صدامات مع قوى إقليمية ودولية.

فالإعلام العربي الفاشل: مقارنة مع فشل الإعلام المصري

إلى جانب هذه التساؤلات، يبرز الإشكال الأكبر في الإعلام العربي عمومًا، والذي يمكن أن نعتبره أحد أسباب ضعف التأثير العربي على الساحة الدولية، في حين أن (الجزيرة) استطاعت أن تميز نفسها بتغطية واسعة ومتنوعة للقضية الفلسطينية، فإن معظم وسائل الإعلام العربية الأخرى، خاصة في مصر، تتسم بالصمت أو الضعف في مواجهتها للأحداث الكبرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

الإعلام المصري، على سبيل المثال، يُعاني من تراجع ملحوظ في تغطيته الجادة لمواقف (نتنياهو أو ترامب)، بل قد يتواطأ في بعض الأحيان مع مواقف معينة تتماشى مع سياسة الدولة، وهو ما يعكس الفشل الواضح في نقل الحقيقة الكاملة لشعوب العالم العربي.

والسبب في ذلك يعود إلى العديد من العوامل، أبرزها الرقابة الحكومية، وتوجيه الرسائل الإعلامية بما يتماشى مع مصالح السلطة، وهذا يتناقض تمامًا مع التوجهات التي تتبناها (الجزيرة)، حيث تُعتبر القناة أحد القلائل التي تتيح مساحة واسعه لمناقشة هذه الامور مما دعاني أن أنطلق عليها شبكة الجزيره النوويه لأهميتها لدولة قطر الشقيقه.

الخلاصه ياحضرات :

على الرغم من كل ما سبق، تظل شبكة (الجزيرة) واحدة من أكثر القنوات تأثيرًا في العالم العربي والأجنبي فهي تقدم تغطية واسعة للأحداث في فلسطين، وتفتح المجال أمام المناقشات التي قد لا تجدها في وسائل الإعلام الأخرى.

ومع ذلك، يبقى التحدي قائمًا في ضرورة أن تكون أكثر شجاعة في انتقاد المواقف الغربية، بما في ذلك مواقف الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، التي تساهم بشكل مباشر في استمرار الاحتلال الإسرائيلي، إن الحياد المطلوب من (الجزيرة) يتطلب منها تقديم تغطية متوازنة تلتزم بالمصداقية في عرض جميع جوانب القضية الفلسطينية.

بما في ذلك موقف الغرب، دون الانحياز لأية جهة، وإذا استطاعت الجزيرة أن تحافظ على هذا التوازن، فإنها ستظل قادرة على الحفاظ على مكانتها كأهم مصدر إعلامي مستقل في المنطقة، وتكون بذلك قد قدمت خدمة حقيقية للقضية الفلسطينية، وللرأي العام العربي والدولي

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.