رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم أبو ذكري يكتب: حكايتي مع (الإعلام) وصناع الاعلام (4)

لعنة الله علي الكراسي التي تحول الناس الطيبين الي أشرار فاسدين..!!! 

ظلت بصمتة بين طيات صدور ابناءه لا تُنسى في عالم الكتابة والصحافة و(الإعلام)

بقلم الدكتور: إبراهيم أبو ذكري

علي الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما علي رحيل شقيقي الكاتب الصحفي (وجيه أبو ذكري)، الا أن هذا الحزن العميق الذي انتابنا بفراقه مازال في صدورنا الي اليوم بعد أن فقدت مصر فارسًا من فرسان الكلمة، وعَلَمًا من أعلام الصحافة و(الإعلام).

ظلت بصمتة بين طيات صدور ابناءه لا تُنسى في عالم الكتابة والصحافة و(الإعلام)، وكان فقدان شقيقي هو خسارة كبيرة رحمة الله عليه ليست لي فحسب، بل لكل من آمن بقدرة الكلمة على إحداث التغيير.

سامحك الله يا اعز الناس لأني ورثت منك أن التصدي للفساد والفاسدين مهما كان ذلك صعبا، وغفر لك فقد كنتَ كاتبًا جريئًا وورثنا هذا القلم الذي اغضب منا الكثيرون، تحملنا معا كثيرا هموم الوطن التي عششت في قلبك وقلوبنا، وتدافع عن الحق بجرأة لا مثيل لها. 

كانت مقالاتك تتجاوز حدود الكلمات، تهز عروش الفساد، وتفضح المستور من الممارسات الظالمة. لم تكن تخشى في قول الحق لومة لائم، بل كنت تسعى دائمًا لإصلاح القضايا التي تؤرق مجتمعنا المصري والعربي

لقد كانت كتاباتك تُلهم الكثيرين، وتفتح أعينهم على واقعهم، وتعطي صوتًا للمظلومين. كنتَ دائمًا في الصفوف الأمامية، تتحدث بلسان من لا صوت لهم، وتطالب بالعدالة والحق. إن إرثك الأدبي هو شاهد على شجاعتك وإخلاصك، وسيطره التاريخ بأحرف من نور.

لن ننسى صوتك، ولن نسمح بأن تُمحى أفكارك فهي في وجداني وسنواصل حمل راية الكلمة الحرة، و نستمد من روحك الإلهام لمواجهة كل ما هو فاسد، إن الفساد لن يستمر، فكلما خطت يد كاتب شجاع على الورق، كانت هناك خطوة نحو التغيير.

فليكن رحيلك دافعًا لنا ولأبنائك جميعًا لنكون أكثر شجاعة في مواجهة الظلم،  لنستمر في السعي نحو الإصلاح. سنظل نتذكر شقيقنا العزيز فارس الكلمة، الذي كان كلمته سلاحه، ومبادئه دليله.

ستظل كلماتك رنانة في آذاننا فالفساد هو أحد أكثر المشاكل تعقيدًا وتأثيرًا على المجتمعات،

رحمة الله على وجيه أبو ذكري

رحمة الله عليك يا شقيقي، فستبقى دائمًا في قلوبنا وعقولنا، وستظل كلماتك رنانة في آذاننا فالفساد هو أحد أكثر المشاكل تعقيدًا وتأثيرًا على المجتمعات، حيث يؤدي إلى تآكل الثقة بين المواطنين والسلطات، ويعوق التنمية ويسهم في تفشي الفقر.

في هذا السياق، يصبح من الضروري تسليط الضوء على الفاسدين ومخططاتهم التي تهدف إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة.

والمصيبة التي نواجها اليوم هى الخلايا النائمة الإخوانية الإرهابية المتغلغلة في مؤسساتنا عندما تجلس على كراسي السلطة، فإنهم يستغلون مواقعهم لتحقيق اجندات ليست في مصلحة البلد.   

في مقابل هؤلاء الفاسدين، يوجد الشرفاء ممن يجلسون على كراسي القرار، ومن كان بالمجتمع المدني شرفاء وأشخاص ملتزمون وعينيها على مصلحة البلد متمسكين بالمبادئ والنزاهة.

هؤلاء الأفراد يسعون جاهدين لفضح ممارسات الفساد، حتى وإن كلفهم ذلك خسارة مواقعهم أو تعرضهم للضغوط. إنهم يمثلون ضمير المجتمع، ويعملون على استعادة الثقة بين الحكومة والشعب.

وأنا أري أن المجتمع المدني له دور حاسم في مكافحة الفساد، يجب أن تتعاون الجهات الحكومية مع المنظمات غير الحكومية والإعلام والمواطنين العاديين للكشف عن الفساد ومحاسبة الفاسدين، التعليم والتوعية هما الركيزتان الأساسيتان لبناء مجتمع واعٍ قادر على مقاومة الفساد.

الفساد والفاسدون لن يختفوا من دون جهد جماعي، يتطلب الأمر شجاعة وإرادة من الجميع للوقوف ضد هذه الظاهرة، لنكن جميعًا أصدقاء للوزراء الشرفاء الذين يسعون إلى التغيير، ونقف ضد أولئك الذين يستغلون السلطة لمصالحهم الشخصي،. من خلال العمل معًا، يمكننا بناء مجتمع أكثر نزاهة وشفافية.

وتجربتي الشخصية تلقيت فيها الصدمات في بعض أصدقائي الوزراء وأصحاب القرار في المناصب العليا في مجالنا (الإعلام).. مجال النرجسية وحب الظهور المليء بالعوامل النفسية والاجتماعية منهم خلايا إخوانية نائمة وجزء، وجزء آخر يجهل المكانة التي وضعه القدر فيها وليس بحجمها. 

وهنا اتحدث عن الجزء الثاني من الفساد فرغم أهمية (الإعلام) الكبري في تشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع فهو يعاني من عدة عيوب، خاصة عندما يتعلق الأمر بصناع (الإعلام) غير المؤهلين للقيادة في المجال الإعلامي التي تتطلب مهارات خاصة ومعرفة عميقة بالمهنة وأخلاقياتها,

غياب المؤهلات يمكن أن يؤدي إلى عيوب خطيرة تؤثر على جودة إدارة المؤسسات الإعلامية

جودة إدارة المؤسسات الإعلامية

وغياب هذه المؤهلات يمكن أن يؤدي إلى عيوب خطيرة تؤثر على جودة إدارة المؤسسات الإعلامية خاصة الرسمية منها وهذه الفئة أخطر على البلد وأكثر فتكا من الخلايا النائمة والفاسدة في أي مجتمع يسعي الي التنمية.

وأنا هنا لا أشير إلى شخصية معينه أو كادر معين، ولكني جمعت بعض آرائي من احتكاكي مع عدد من أصحاب القرار الذين أسعدهم الحظ للجلوس على كراسي أصحاب القرار بهذا المجال في بلدي. 

كثير من صناع (الإعلام) غير المؤهلين يفتقرون إلى المهارات الأساسية في العمل الصحفي والثقافي فاقدين الخبرة التي تأتي من تراكم التجارب والعمل المتنوع في صناعة (الاعلام)، مما يؤثر على جودة المحتوى المقدم وعدم الالتزام بأخلاقيات المهنة التي تؤدي إلى خلل كبير في الإدارة والتوجيه.  

 يميل بعض صناع (الإعلام) أصحاب الحظ السعيد الذين جلسوا علي كراسي أصحاب القرار إلى تغليب آرائهم الشخصية أو الأجندات السياسية على الموضوعية، مما يشوه الحقائق.

وهذا التحيز قد يؤدي إلى فقدان الجمهور الثقة في وسائلهم الإعلامية، مما يؤثر على قدرتها في تقديم محتوى موضوعي ويتم توجيه المحتوى لصالح مصالح معينة بدلًا من خدمة الجمهور منها جهلهم بمعطيات العصر الذي يقدم لنا كل دقيقة اختراع جديد وخدمة جديدة في عالم الاتصال والتواصل.

فاقدين مواكبة التطورات التكنولوجية ووسائل (الإعلام) الجديدة قد يجعل بعض صناع (الإعلام) غير قادرين على البقاء في السوق لأن القيادات غير المؤهلة قد تتخذ قرارات تضر بمصلحة المؤسسة، مما يؤدي إلى تدهور الآداء ونقص التخطيط الاستراتيجي الذي يعيق القدرة على النمو والتطور وهروب المستهدفين من الاعلام مديرين المؤشر الي اعلام آخر أكثر مهنية

 بعض القادة في المؤسسات الإعلامية قد يستغلون مناصبهم للانتقام من الموظفين أو لإسكات الأصوات المعارضة مما يخلق بيئة عمل سلبية تؤثر على الإنتاجية.

فقد تنشأ الصداقة بيني وبين أصحاب القرار، وهم نماذج للموظف المطحون فنكون نحن الداعمين له وندربه علي القيادة ونكون له من المساندين لنصرته، ثم تأتي له الحقائب الوزارية آو المناصب القيادية علي أطباق من فضة.

وسبحان الله وكأن مس من الشيطان لبسه ويتحول من الاستقامة إلى الفساد دون تردد، ويبدو أنهم يتعرضون إلى ضغوطات تتطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة هم ليسوا مؤهلين لاستيعابها مما يؤدي الي تبرير سلوكهم السيئ.

نسمع منه عن نظافة اليد وشفافية القرار وتصديه للفساد علي الرغم من تبنيه سلوكيات غير أخلاقية

المواصفات غير الأخلاقية

ثم نسمع منه عن نظافة اليد وشفافية القرار وتصديه للفساد علي الرغم من تبنيه سلوكيات غير أخلاقية ليصبحوا مقبولين في محيطهم الفاسد، ويبدأ رحلتهم مع الفساد ويظهر مجموعة من المواصفات المتعبة وغير الأخلاقية.  

استغلال المنصب للحصول على رشاوي على شكل هدايا أو استضافات في مناسبات عربية أو مكافآت غير قانونية من تحويل الأموال المخصصة للمشاريع إلى حسابات شخصية من خلال سفريات غير مبررة وصرف بدلات واقامات وخدمات له ولأسرته.

نشر معلومات مضللة أو غير دقيقة لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية.

استخدام (الإعلام) والتقارير الأمنية كوسيلة لتشويه سمعة المنافسين أو المعارضين.

اتخاذ قرارات غير مدروسة تؤثر سلبًا على فريق العمل أو المؤسسة.

قمع الآراء النقدية أو المعارضة داخل المؤسسة.

تفضيل الأصدقاء أو الأقارب في التوظيف والترقيات، مما يخلق بيئة عمل غير عادلة.

عدم تقديم الدعم والتوجيه اللازم للموظفين الجدد أو الذين يحتاجون للمساعدة.

استخدام النفوذ لتخويف الموظفين أو إجبارهم على القيام بأعمال غير قانونية.

الاستفادة من المعلومات السرية لتحقيق مكاسب شخصية.

تجاهل معايير العمل الأخلاقية والمهنية.

عدم احترام الخصوصية أو حقوق الآخرين.

عدم تقديم معلومات واضحة حول السياسات والإجراءات. 

إخفاء المشكلات الحقيقية التي تواجه المؤسسة عن الموظفين أو الجمهور بل وأصحاب القرار بالدولة. 

ويبني حولهم سورا من الفولاذ ينعزلوا عن الواقع ويفقدون التعاطف مع الاخرين وهذا العزل يولد الي قرارات لمصلحتهم الشخصية على حساب الآخرين أعينهم على اغراءات ماليه ضخمة تؤدي الي تحويل النوايا الطيبة فيهم ان وجدت الي أفعال غير أخلاقية.      

لعنة الله على الكراسي التي تحول الناس الطيبين إلى أشرار فاسدين

مصلحة مصر العليا

هنا برقت في ذهني شخصية بعينها تنطبق عليها هذه المواصفات أعلاه بشكل كبير على بيئة العمل والثقة بين الموظفين، مما أدي إلى تدهور الأداء والسمعة المؤسسية وصدر لنا كذبًا مصلحة مصر العليا بأحاديثه التليفزيونية، ويطلق المبادرات الخدمية، والتي لم يحقق منها مبادرة واحدة بل هدم مبادرات موازيه له بالمجتمع المدني لصالح مصر.

والقليل منا يري اليد الأخرى وهى تعيد بناء حياته الشخصية التي كان يحلم بها مقارنه بما نعيشه نحن بالقطاع الخاص نري بأعيننا وهو يقوم بشراء الشقق الفاخرة بدبي، والشاليهات بالساحل، والفيلات بالعين السخنة والتجمع، وتكثر سفرياته بالبدلات التي لا ينفق منها مليما واحدا.

فالجميع في خدمته تكريما لمنصبه وكرسيه المصري ويقدمون له كل شيء حتي مشترواته وفنادقه ومواصلاته فهو ضيف عزيز بالبلاد التي يزورها باسم مصر..

الأغرب رغم أننا لم نتعرض له لمحاولة إيقافه عن الكذب، لكننا نري منه عداء لنا ليس له مبرر سوي أننا نعرف عنه كل شيي كيف كان وكيف أصبح ويري في أعيننا. 

يحاربنا بكل ما يمتلك مَن سلطة إدارية لأننا نذكره بما كان فيه بل ونعلم بإهداره للمال العام، ونشير الي مدي الثراء الذين يتمتع به هو واسرته من قبل منصبه، في غياب من يحاسبه على الرغم من سمعته التي ملأت آفاق السوشيال ميديا وتأصيلًا للفساد نري أيضا من يسانده بتقارير للجهات السيادية لصالحه فاسدة مثله.

وتقارير أخري سيئة لمن يعاديه ويحاول كشفه للجهات السيادية، يحاك له المؤامرات ويتمنون لنا الفشل فيما تقوم به.

لعنة الله على الكراسي التي تحول الناس الطيبين إلى أشرار فاسدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.