
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
كل عام وشعبنا وأمتينا العربيه والإسلاميه بخير، وأهل علينا شهر (رمضان) الكريم بإعلامه المتناقض بين الحث علي الطاعة والإيمان، والتبرع والتكافل وبين مفاهيم الدراما ومشاهدها التي تدعو للرذيله والانتقام والتآمر والمخدرات وكل ما يخالف ملامح شهرنا الكريم.
وكأن منتجي الدراما لايعلمون متي سيتم عرض أعمالهم، ولقد تابعت خريطة برامج إذاعة القرآن الكريم في (رمضان)، والتي ضمت مضامين دينيه جميله يقدمها رموز مصر الدينيه من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي د نظير محمد عياد، إضافة إلي كوكبة من علماء الأزهر في شحنة إيمانيه داعمة لسلوكيات الشهر الكريم،
ثم وجدت ماسبيرو بدون ضربة بدايه بعد سيل من التصريحات الحالمة من أول إلغاء الإعلانات علي إذاعة القرآن الكريم دون وضع بديل إذاعه لها علي شبكات الهيئه الوطنيه بإعتبارها موردا هاما يحتاجه ماسبيرو بشده.
ثم تغيير رئيس قناة النيل للأخبار وهو لايعني أبدا تقديم محتوي جيد أو سياسه تحريرية مهنيه او إنتاج إخباري ووثائقي تنافسي، ثم جاء تصريح قناة الأطفال العالمية ولا أدري من أين إنتاجها وكوادرها ومعداتها وتسويقها فلننتظر مع المنتظرين.
ثم جاء شعار ترجمة كبري الأعمال الدراميه للهجات الأفريقيه وهذا يتطلب كوادر وأجهزة ومراجعات لست أدري هل هى متاحه لدي ماسبيرو أم تحتاج توفير؟، ثم إعلان (منصة ما سبيرو) التي تتطلب محتوي وهيكل إداري وتجهييز تقني غير متوفر إضافة إلي حقوق حصريه وإنتاج جاذب تنافسي، وهذا لاينطبق على ظروف ماسبيرو حاليا.

إعلان (أكاديمية ماسبيرو)
وجاء إعلان (أكاديمية ماسبيرو) رغم مالدينا من معاهد للمصريين والأفارقه يمكن تصويب مسارهما، وعلي آية حال، فكان شهر (رمضان) هو موعد مناسب لضربة البدايه في ماسبيرو لبث دراما جديدة من إنتاج الشركه المتحده دعما لماسبيرو وأهله.
وبث إنتاح برامجي متنوع في ديكوره وإكسسواره ومحتواه ومقدميه وأيضا لنري كنوز ماسبيرو الدينيه والوثائقيه والدراميه لتجمل شاشاته خلال منافسات شهر (رمضان) الكريم.
ولكن لم نر تنويهات وإعلانات لذلك مما يضع الشعارات والتصريحات المعلنه مجرد أفكار او أحلام أو أماني دون النظر إلي متطلبات تنفيذها وما يتوافر منها وما نحتاجه.
وهذا يدفعنا إلي التريث في إطلاق التصريحات حتي نضع أيدينا علي ماهو مطلوب لتنفيذ ما نعلن عنه ونطمح فيه حتي لا تصطدم أحلامنا بعدم تحقيقها، حتي لو أطلقنا جزء أقل من التصريحات التي نستطيع تنفيذها.
ذلك لأن سقف تطلعات الجمهور والخبراء والمختصين وأهل ماسبيرو،قد إرتفع عاليا مع كل تصريح ومع كل فكرة، ومع كل مشروع يعتبرونه جاهزا للتنفيذ دون النظر في حاجة المشروع الإدارية من هيكل ومقر وكوادر ذات مواصفات عصرية، وحاجته إلي التجهيز التقني، وحاجته إلى التمويل والتسويق لكل فكرة أو مشروع.
ولاننكر النظرة الطموحة لعودة ماسبيرو إلى مجده وسابق عهده، ولكن تفاصيل المشهد الآن تغيرت، فقديما كان ماسبيرو وحده سيد المشهد والآن هناك سادة كثر في مشهدنا الإعلامي خاصة في (رمضان).
وقديما كان ماسبيرو سيد الإنتاج الضخم والآن هناك سادة الإنتاج والإنفاق، وقديما كان مقدموا ماسبيرو يشبهون نجوم الفن في شهرتهم والآن هناك نجوم حقا علي شاشات منافسه له.
وقديما كان ماسبيرو عين الدولة وصوتها والآن للدولة عيون وأصوات كثيرون،وقديما كان ماسبيرو كمبني وطرقات ومكاتب حلما للزيارة والآن أصبح متربا ومترديا ولم يعد حلما ولا مزارا.

عودة وريادة ماسبيرو
وأمام هذا الواقع الفعلي دعونا نضع مفاهيم اكثر ملائمه بدلا من عودة ماسبيرو وريادة ماسبيرو وأمجاد ماسبيرو لتكون هذه الشعارات (صحوة ماسبيرو..عودة ماسبيرو.. تنافسية ماسبيرو)، وأعتقد أن هذه الشعارات لن تضعنا في موقف محرج من عدم تنفيذ المصرح به، أو عدم ملائمته لإمكانات ماسبيرو الإداريه والماليه والتقنية.
وأري أن الطلعة الأولي كانت تجب أن تكون في (رمضان) ثم يعقبها ضبط البيئة المكانيه للعمل ثم كرامة المرضي والمعاشات، ذلك بالتوازي مع بدء الإنتاج البرامجي العصري التنافسي،وإنتاج وثائقي حديث، وفلسفة ترويج وتسويق تلائم السوق الإعلامي اليوم.
وتدريب وتأهيل عصري، والشراكه في إنتاج درامي يعيد جهات إنتاجات ماسبيرو إلى سابق عهدها، سواء قطاع الإنتاج أو شركة صوت القاهرة، ويعود ماسبيرو لصناعة أحداث إعلاميه كمهرجان أو منتدي أو ملتقي يناقش قضايا المهنة وتحدياتها وفرصها.
وعند إنجاز كل أو بعض ماسبق ننتقل إلى أفكار وأحلام وشعارات أكبر نستطيع تحقيقها، حتي يقدم إعلام الدولة إنتاجا ذو رسائل، داعما لقيم المجتمع، مرسخا لمصادر هويتنا وانتمائنا، منافسا لما يبث من تسطيح وملاسنات، مصححا لعقيدتنا وصحيح ديننا، بدلا من وصلات الردح ومسلسلات الرقص وبرامج المقالب، وسيل برامج الطبخ المستفزة لمشاعر البسطاء من شعبنا.
إضافة إلى إعلانات العقارات المليونية شديدة الاستفزاز لجماهير تكمل يومها دعاءا بأن ييسر الله لهم قوت الغد وستره.
وأخيرا لا أنكر أنني فرحت بتصريح اللجنة الاستشاريه للهيئة الوطنية، وتخيلت أن اللجنة ستضم خبراء المحتوي والتقنيه والتسويق، ولكن بوادرها المعلنة تنم عن هيكلة ودمج وضغط إنفاق، وهذا قد يكون مطلوبا، ولكن الأهم هوية جديدة لماسبيرو وقطاعاته وإدارة عصرية ومرنه وكوادر مطلعة مدربة وصناعة محتوي جاذب وطرق تسويق عصرية.
هذا ما يحتاجه ماسبيرو حاليا، والبقيه تأتي تباعا مستقبلا حتي يبلغ إعلام الوطن مكانته ويلبي تطلعات جماهيره ورؤي الخبراء والمختصين وحاجة الوطن وصورته داخليا وخارجيا،اللهم آمين.. كل عام وانتم وإعلام الوطن بخير وأهله.. آمين، وتحيا دوما مصر.