رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(محمد الدفراوي).. الوسيم الذي تهافتت عليه النساء في (سلطان الظلام).. (1)

* نشأ في بيئة ريفية أعطته البساطة، وسماحة القلب، والرضا بالمقسوم، كحال البسطاء من عامة الشعب

* في شقته ولدت أغنية (قولوا لمأذون البلد) لمحمد رشدي

* لم يفكر يوما في الإتجاه إلى التمثيل، لكن القدر لعب دورا مهما في حياته

* كان أول أدواره وهو طالب دور (ماكبث)، ولعبت نعيمة وصفي دور (ليدي ماكبث)

* كانت لجنة الاختبار في معهد الفنون المسرحية تتكون من (زكي طليمات، جورج أبيض، عبدالرحيم الزرقاني، أحمد علام)

أخذ من الحياة الريفية التى نشأ فيها البساطة، وسماحة القلب، والرضا بالمقسوم

كتب: أحمد السماحي

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة عشر لرحيل الفنان الكبير (محمد الدفراوي) الذي رحل عن حياتنا يوم الخامس من يناير عام 2011، والذي لمع بقوة في كل مجالات الفن، خاصة المسرح والتليفزيون، والإذاعة.

أما السينما فلم تقدر موهبته وظلمته، وكان هو المسئول عن هذا الظلم بسبب انشغاله في المسرح، والنجومية الكبيرة التى حققها من خلاله، حيث قام ببطولة العديد من روائع المسرح المصري.

ولد (محمد الدفراوي) في التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1933 في مدينة (دسوق) بمحافظة كفر الشيخ، وظل بها حتى المرحلة الثانوية.

وأخذ من الحياة الريفية التى نشأ فيها البساطة، وسماحة القلب، والرضا بالمقسوم، كحال البسطاء من عامة الشعب المصري والعربي، وكل هذه الصفات انعكست على كثير من أدواره التى لمع فيها بقوة مهما كان حجم الدور صغيرا.

ينتمي (محمد الدفراوي) إلى مدرسة (الأداء التمثيلي المنهجي)

الأداء التمثيلي المنهجي

ينتمي (محمد الدفراوي) إلى مدرسة (الأداء التمثيلي المنهجي) وقد ظهر في الفن، عدد كبير من تلاميذ هذه المدرسة المنهجية منهم من أصبح نجما بمعنى (الفتى الأول)، أو (النجمة الأولى) مثل (فاتن حمامة، شكري سرحان، محمود مرسي، أحمد زكي، نور الشريف).

ومنهم من قنع بالأدوار الثانية أو حتى الثالثة مثل (محمد الدفراوي، صلاح منصور، صلاح قابيل، عبدالله غيث، توفيق الدقن، رجاء حسين، حمدي غيث، سميحة أيوب، عبدالرحيم الزرقاني، عمر الحريري) وغيرهم.

ومن أهم مميزات مدرسة (الأداء التمثيلي المنهجي) العيش في الشخصية والإمتلاء بها، والصدق في التعبير، والاعتدال التام في التعبير بالإيماءة والإشارة والحركة، والدقة واليسر في الإفصاح مع ترك المبالغة والتكلف.

ومن مميزات هذه المدرسة أيضا أن يكون الممثل عين ساهرة تراقب ما يخرج منه حتى لا يخرج عن إطار دوره كما كتبه المؤلف.

والتدرب على الاستجابة العاطفية النابع من الإخلاص وعمق الشعور، وما يحمله من اقتناع ويعبر عن ذلك بتلون صوته لينقل ما يقوله بصدق للجمهور.

ولد (محمد الصغير أحمد أحمد الدفراوي) في أسرة كبيرة العدد

محمد الدفراوي.. النشأة والتكوين

ولد (محمد الصغير أحمد أحمد الدفراوي) في أسرة كبيرة العدد إلى حد ما تتكون من أربع بنات، وولدين، وكان والده يعمل تاجرا للأقمشة، ومات وعمر ابنه (محمد) سنتين، مما جعل الأم تتحمل مسئولية البيت والأولاد كاملة.

وحرصت الأم التى كانت تتميز بالطيبة الشديدة، والحنان على تعليم أولادها أفضل تعليم، وكانت تصر أن يأتي إلى البيت كل جمعة قارئ قرآن ليقرأ لأولادها القرآن ويشرحه لهم.

وبعد أن أتم (محمد الدفراوي) المرحلة الابتدائية في مدينة (دسوق) اضطرت الأم نظرا لعدم وجود مدرسة ثانوية في (دسوق) أن تأتي للقاهرة لتعيش فيها، خاصة أن الأسرة كانت من الأسر الميسورة الحال.

والتى ساند كبيرها (أحمد الدفراوي) عم (محمد الدفراوي) ـ كما ذكر لي المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي – وسكنت الأسرة في شقة من دورين في (جنينة ناميش) في حي (السيدة زينب).

الدور الأول كان للأم وبناتها الأربعة، والدور السفلي لـ (محمد الدفراوي) وشقيقه الكبير، وعندما جاء المطرب (محمد رشدي) إلى القاهرة سكن معهما في الشقة، وغنى ولحن أغنيته المشهورة (قولوا لمأذون البلد) في هذه الشقة.

بعد استقرار الأسرة في القاهرة، التحق (محمد الدفراوي) بمدرسة (الدواوين) الثانوية، وما كان يميزه في هذه الفترة حبه للغة العربية، لكن لم يخطر بباله إطلاقا التمثيل، نظرا لطبيعته الريفيه، وخجله الشديد.

نعيمة وصفي شاركته (ماكبث)

محمد الدفراوي و(ماكبث)

رغم عدم حب (محمد الدفراوي) للتمثيل في مرحلة الطفولة والصبا المبكر، لكن القدر لعب دورا كبيرا في حياته، حيث جاء إلى المدرسة الدكتور (إبراهيم سكر) الفنان والمخرج المعروف في هذه الفترة.

وذلك ليخرج للمدرسة مسرحية (ماكبث)، وطلب أن يرى مجموعة من الطلبة، وطلب منهم قراءة بعض الجمل من المسرحية، ولكن كثير من الطلبة كان (يتلعثم) في القراءة.

 وأشاروا عليه بزميلهم (محمد الدفراوي) المحب للغة العربية، وبالفعل طلب (إبراهيم سكر) رؤية الطالب (محمد الدفراوي)، الذي حضر، وقرأ بشكل متميز أجزاء من مسرحية (ماكبث).

وقرر (إبراهيم سكر) إسناد دور البطولة إليه، حيث لعب دور (ماكبث)، وأحضر الفنان (إبراهيم سكر) زميلته الفنانة المعروفة في هذا الوقت (نعيمة وصفي) لتلعب دور (ليدي ماكبث).

وعرضت المسرحية هي وغيرها من مسرحيات الطلبة التى تتنافس على (كاس الجمهورية) على المسرح القومي في (الأزبكية)، وحصلت مسرحية (ماكبث) لمحمد الدفراوي، ونعيمة وصفي على (كأس الجمهورية).

وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة مسرحيات الطلبة الفنان (أحمد البدوي) الذي شارك في فيلم (وداد) في عام 1936، وفيلم (ابن البلد) في عام 1942، وفيلم (العامل) في عام 1943، وفيلم (أحلاهم) في عام 1945.

وأعجب (أحمد البدوي) بوسامة وإلقاء وتمثيل الطالب (محمد الدفراوي)، ونصحه أن يتجه بعد انتهاء دراسته الثانوية لدراسة التمثيل في معهد الفنون المسرحية.

وتردد (محمد الدفراوي) بعض الشيئ نظرا لتربيته الريفية والدينية، لكن بعد حصوله على (كأس الجمهورية) وسماعه لتصفيق الجمهور، وإشادة كثير من النجوم بموهبته، أولهم شريكته في العرض الفنانة (نعيمة وصفي) والفنان أحمد البدوي، أحب (محمد الدفراوي) التمثيل بقوة.

وفي هذه الفترة تعرف (محمد الدفراوي) على مجموعة من زملائه الطلبة من هواة التمثيل الذين أصبحوا فيما بعد نجوم مثل (عبدالله غيث، عادل المهيلمي، سامي طموم، عبدالعزيز غنيم)، وكانوا يحضرون إلى شقته يجرون بروفات بعض أعمالهم المسرحية.

فتوح نشاطي

زكي طليمات وجورج أبيض

بعد حصول (محمد الدفراوي) على الثانوية، نصحه كثير من زملائه هواة التمثيل الذين كانوا يترددون عليه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.

وبالفعل التحق بالمعهد، وكانت لجنة الاختبار مكونة من عملاقة هذه الفترة منهم (زكي طليمات، جورج أبيض، عبدالرحيم الزرقاني، أحمد علام، والكاتب والصحفي والفنان أنور أحمد الذي جسد دور مصطفى كامل في فيلم حمل نفس الإسم).

ونجح (محمد الدفراوي) بقوة، والتحق بمعهد الفنون المسرحية، وفي نفس الوقت التحق بكلية (الآداب) حتى لا يغضب والدته التى كانت ترى أن التمثيل مهنة من لا مهنة له!

 لكن بعد التحاقه بالمعهد وحبه للدراسة فيه لم يكمل دراسته في كلية (الآداب) وتركها وهو في السنة الثالثة، ليكمل الدراسة في معهد الفنون المسرحية الذي تخرج منه حاصلا على البكالوريوس عام 1955.

شاب وسيم، صاحب ملامح رجولية، ونبرة صوت متميزة

الرجل الذي تتهافت عليه النساء

بعد تخرج (محمد الدفراوي) من معهد الفنون المسرحية اتجه للمسرح القومي، وتسلم أوارق تعينه في بداية شهر سبتمبر عام 1956، وفي هذه الفترة آمن بموهبته المخرج المسرحي الكبير (فتوح نشاطي).

ولقد وجد فيه (نشاطي) شاب وسيم، صاحب ملامح رجولية، ونبرة صوت متميزة، فأسند إليه دور البطولة في مسرحية (سلطان الظلام) تأليف الكاتب المسرحي رشاد رشدي، وفي هذه المسرحية جسد دور (نيكيتا) الذي تتهافت عليه النساء.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه في هذا الدور، بدأت أعين المخرجين والمنتجين في السينما والمسرح والإذاعة تتجه إليه بقوة، وفي الحلقة القادمة نواصل مشوار (محمد الدفراوي) صاحب العلامات البارزة في كل مجالات الفن.

في الحلقة القادمة: تفاصيل جديدة في حياة (محمد الدفراوي)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.