رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(فؤاد المهندس).. نجم السينما والإذاعة والتلفزيون (2)

* أول الأفلام التي شارك (فؤاد المهندس) في بطولتها هو فيلم (غلطة عمر) عام 1953

* شارك في بطولة بعض الأفلام الجيدة، ومن أهمها: (أرض النفاق، أيوب، ونسيت أني امرأة) من إنتاج التليفزيون

* في مجال الكوميديا يمكن أن يلقب بالممثل بالكوميدي وليس بالكوميديان الذي يندرج تحت مسمى (المهرجون)

* تألق فؤاد المهندس إذاعيا من خلال برنامج (ساعة لقلبك)، واستمر لسنوات في المشاركة بالمسلسل الشهير (عائلة مرزوق أفندي)

* أصبح (فؤاد المهندس) و(شويكار)، هذا الثنائي الذي قدم العديد من البطولات في المسرح والسينما والإذاعة، وإن كان في بداياته قد ارتبط فنيًا مع (خيرية أحمد) في برنامج (ساعة لقلبك)

الدكتور عمرو دوارة

بقلم حارس ذاكرة المسرح المصري د.عمرو دوارة

في حلقة الأمس التي كتبتها في مناسبة مئوية (فؤاد المهندس) تحدثت عن مسيرة الراحل في المسرح، حيث قدم تجارب مهمة استطاعت أن تجلب لنا الفكاهة الكوميدية الراقية، واليوم نستكمل مسيرته في السينما والإذاعة والتلفزيون.

كان أول الأفلام التي شارك (فؤاد المهندس) في بطولتها هو فيلم (غلطة عمر) عام 1953، أما الفيلم الثاني فكان أول بطولة مطلقة وهو فيلم (بنت الجيران) مع (شادية وعمر الحريري)، ومن إخراج محمود ذو الفقار.

وبرغم ذلك العدد الكبير من الأفلام التي شارك فيها (فؤاد المهندس) بعد ذلك، إلا أنني أرى أن مساهماته المسرحية أكثر عمقًا، وأعظم أثرًا خاصة وأن عددًا كبيرًا من الأفلام التي قام ببطولتها كانت استغلالاً تجاريًا لموهبته ولنجاح بعض المسلسلات الإذاعية.

 خاصة تلك الأفلام التي قدمها في الفترة ما بين 1967، و1973، ومثال لها: (أخطر رجل في العالم، الراجل ده هايجنني ، شنيو في المصيدة، مطاردة غرامية، العتبة جزاز، أنت اللي قتلت بابايا، عودة أخطر رجل في العالم).

وإن كان هذا لا ينفي مشاركته في بطولة بعض الأفلام الجيدة، ومن أهمها: (أرض النفاق، أيوب، ونسيت أني امرأة) من إنتاج التليفزيون.

الظاهرة التي تستحق الدراسة حقًا أن (فؤاد المهندس) قد نجح في إظهار تميزه وموهبته الفنية

ظاهرة تستحق الدراسة

والظاهرة التي تستحق الدراسة حقًا أن (فؤاد المهندس) قد نجح في إظهار تميزه وموهبته الفنية في بعض الأفلام التي قام من خلالها بأداء الأدوار الثانوية.

 وليست البطولات المطلقة فنجح في لفت الأنظار إلى موهبته، وتأكيد حضوره الفني، وأعتقد أن السبب الأول في ذلك يعود إلى جودة صناعة هذه الأفلام وارتقاء مستواها.

 وذلك على عكس تلك الأفلام التجارية التي حاولت استغلال شهرته، وربما هذا يفسر أيضًا تراجعه عن البطولة المطلقة التي قدمها في (بنت الجيران).

وتقديمه لبعض الأدوار الثانوية الناجحة والتي تتسم بالإنسانية، لأنني أرى أن (فؤاد المهندس) ممثل بالدرجة الأولى، وحتى في مجال الكوميديا يمكن أن يلقب بالممثل بالكوميدي وليس بالكوميديان الذي يندرج تحت مسمى (المهرجون).

وتضم قائمة أفلام (فؤاد المهندس) مجموعة من الأفلام المهمة، ومن بينها: (بين الأطلال، نهر الحب، الشموع السوداء ألمظ وعبده الحامولي، شفيقة القبطية، جناب السفير، صاحب الجلالة، عائلة زيزي، وفيفا زلاطة).

والذي غامر (فؤاد المهندس) بإنتاجه لاقتناعه بفكرته، وأرى أن درة أفلام المهندس (أرض النفاق) عام 1968، وكذلك (عائلة زيزي، ألمظ وعبده الحامولي، وأيوب).

 ويأتي بعد ذلك مجموعة أفلامه الأخيرة: (خلي بالك من جيرانك، خمسة باب، البيه البواب، ونسيت أني امرأة)، والمؤسف أن السينما قد أدارت ظهرها (للمهندس) خلال السنوات العشر الأخيرة.

من أهم أعماله التلفزيونية (فوزير عمو فؤاد) في رمضان

أعماله الإذاعية والتليفزيونية

بدأ تألق فؤاد المهندس إذاعيا من خلال برنامج (ساعة لقلبك)، واستمر لسنوات في المشاركة بالمسلسل الشهير (عائلة مرزوق أفندي).

واستمر بعد ذلك في ولائه للإذاعة بتقديمه العديد من المسلسلات الرمضانية الناجحة، ومن أهمها (العتبة جزاز، وشنبو في المصيدة، أنت اللي قتلت بابايا) وكذلك برنامجه الشهير (كلمتين وبس) لأحمد بهجت، والذي كان يختمه بعبارة: (مش كده ولا إيه؟).

أما في التليفزيون فقد كانت البداية بالستينيات حينما شارك الفنانة (سناء جميل) في تقديم برنامج (وراء الستار)، كما شارك تقديم فوازير (عمو فؤاد) للأطفال، لأكثر من عشرين عامًا،  وأيضا بعض المسلسلات المهمة، ومن بينها: (عيون، الزائر المجهول، وأزواج لكن غرباء)

هناك عوامل تأثير مباشر و غير مباشر ساهمت في تألق (فؤاد المهندس)

عوامل تألق (فؤاد المهندس) الفنى

يصعب على الناقد والباحث القيام برصد وتحليل العوامل التي تساهم في تكوين وتشكيل فنان، وذلك لأنها عوامل متعددة ومتداخله ويؤثر بعضها في بعض.

ويكون لبعضها تأثير مباشر في حين يكون لبعض العوامل الأخرى تأثير غير مباشر، ولكن من خلال تلك المحاولة يمكننا رصد عشرة عوامل ساهمت في صقل موهبة المهندس ويمكن حصرها في النقاط التالية:

أولاً: المناخ العائلي حيث الأسرة المثقفة، وخاصة الوالد وإجادته التامة لقواعد اللغة العربية، وثقافته الغزيرة، وكذلك شقيقته الكبرى (صفية المهندس) الإذاعية الشهيرة وزوجها الرائد الإذاعي محمد محمود شعبان (بابا شارو)، خاصة وأن جميع أفراد الأسرة معروفون بالنظام والالتزام بدقة المواعيد وبعلاقاتهم الطيبة.

ثانيًا: ثقافته الفنية التي كونها منذ الصغر بمتابعته للعروض المسرحية وخاصة عروض فرقة الريحاني، وكذلك مشاهدته للأفلام الأجنبية، وتأثره في مرحلة البداية بكل من نجيب الريحاني، وبشارلي شابلن، وجروشو ماركس (الأخ الأكبر لإخوان ماركس)، ويضاف إلى مشاهداته القراءة المستمرة التي عشقها منذ صغره أيضًا.

ثالثًا: ممارساته للتمثيل المسرحي منذ دراسته في مدرسة العباسية الابتدائية ثم مدرسة فاروق الثانوية، وبعد ذلك بكلية التجارة بجامعة القاهرة، حيث اكتشف مبكرًا قدرته على التمثيل والتقليد وأيضًا الإضحاك.

ذكاؤه الحاد وقدرته على الحركة بلياقة بدنية عالية ساهمت في نجاحه

لياقته البدنية العالية

رابعًا: ذكاؤه الحاد وقدرته على الخروج من دائرة (نجيب الريحاني)، بعد أن استفاد منه في تكوين ذلك الثنائي الفني فبدلاً من نجيب وبديعة، ومن بعدها نجيب وميمي شكيب.

ثم أصبح (فؤاد المهندس) و(شويكار)، هذا الثنائي الذي قدم العديد من البطولات في المسرح والسينما والإذاعة، وإن كان في بداياته قد ارتبط فنيًا مع (خيرية أحمد) في برنامج (ساعة لقلبك).

خامسًا: لياقته البدنية العالية وقدرته على تحريك جميع عضلات جسمه وتوظيفها للإضحاك، فهو يستطيع أن يضحك الناس حين يتكلم ويضحكهم أكثر حين يتحرك.

سادسًا: أذنه الموسيقية التي هيأت له فرصة المشاركة بالغناء ببعض الأعمال الفنية، حتى أنه نجح في أن يقوم بالتلحين له نخبة من كبار الملحنين، وفي مقدمتهم موسيقار الأجيال (محمد عبدالوهاب، ومنير مراد، وحلمي بكر).

سابعًا: ظهوره مع جيل جديد من المبدعين في مجال الكوميديا يحترم المنافسة الفنية، فبعد رحيل الريحاني والكسار وانحسار أضواء (إسماعيل ياسين) في نهاية الخمسينيات، كان من الطبيعي أن يتألق جيل جديد بريادة (عبد المنعم مدبولي).

وأن يكون (فؤاد المهندس، والهنيدي وعوض وعبد المنعم إبراهيم وأبو بكر عزت وحسن مصطفى) هم نجوم الكوميديا الجدد.

قدم بعض الأعمال الفنية الراقية على مستوى القيمة والهدف والرسالة

تقديم بعض الأعمال الراقية

ثامنًا: المثابرة والاستمرار في الإبداع لسنوات طويلة، فبلا شك أن هذا الكم الكبير من الأعمال في مختلف القنوات الفنية سوف يزيد من خبراته، ويساهم في تقديم أعمال ذات مستوى فني راق خاصة عند تعامله مع كبار المؤلفين والمخرجين.

والحقيقة أن (فؤاد المهندس) كان مدركًا منذ البداية لمشاركته في بعض الأعمال التجارية لتحقيق الانتشار، وأيضًا إصراره على تقديم بعض الأعمال الراقية للذاكرة الفنية.

تاسعًا: القدرة على حماية موهبته باختياره للمناخ الأنسب لإبداعه سواء بالتنوع الشديد في اختياره لأدواره حيث اشتهر بداية بأدوار الموظف المطحون ثم قام بأدوار المليونير والرجل المثقف.

أو عن طريق المشاركة في تكوين بعض الفرق الخاصة ،ومنها (ساعة لقلبك)، ثم الانضمام إلى فرق التليفزيون المسرحية (المسرح الكوميدي)، وبعدها تأسيس (فرقة المتحدين) مع سمير خفاجي، ثم الانتقال للمشاركة مع (محمد عوض) وفرقة الكوميدي المصرية، وذلك ليحقق رؤيته الفنية.

عاشرًا: حرصه على اختيار النص المناسب سواء بتقديم بعض روائع المسرح العالمي والتي قام بتمصيرها أو اقتباسها كل من بهجت قمر وسمير خفاجي وأهمها: (سيدتي الجميلة).

أو المشاركة بالإخراج أحيانا، كما في (ما كان من الأول، حالة حب، أنا فين وأنت فين، حصة قبل النوم، سك على بناتك، هالة حبيبتي)، وأيضًا ذكاؤه في مشاركة الأطفال في أعماله سواء بفوازير عمو فؤاد أو بعض المسرحيات مثل (هالة حبيبتي).

رحم الله هذا الفنان القدير الذي نحتفي هذا الشهر بالذكرى المئوية لميلاده، ولا نملك إلا الدعاء له بالغفران، جزاء ما أخلص في عمله وحرص على إسعادنا بتقديم الأعمال الكوميدية التي تفجر الضحكات بأسلوب راق لا يخدش حياء الأسرة المصرية.

مع شويكار قدما أروع الأفلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.