(رشدي أباظة).. دنجوان السينما حتى النفس الأخير من حياته!
* (رشدي أباظة) ظل حبيس نوع من الأدوار طوال حياته، يؤديها من فيلم إلى آخر، مهما تقدم به العمر!
* في فيلم (الأقوياء) آخر أفلامه كان الرجل الذي لاتغرب القوة عن فحولته حتى وإن لاحقه الموت
* يبقي (رشدي أباظة) في أفلام الحب والغرام حالة خاصة لم تتكرر، حتى وإن التصقت هذه السمة بآخرين قد لاتوحي أشكالهم أنهم يستمتعون بنفس القوة.
* في حياته الخاصة عاش (رشدي أباظة) حياة أكثر غرابة من حياة الشخصيات التي جسدها على الشاشة
*إجادته لأكثر من لغة ساعده ذلك أن يكون طموحا، ويحلم بأن يصبح ممثلا عالميا، وليس فقط ممثلا محليا، وهذا جعله يظهر في لقطات عابرة وسط آلاف الكومبارس في فيلم (الوصايا العشر).
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
استمرت رحلة الرجولة الفائقة في أفلام (رشدي أباظة) التالية، فبعد أفلامه في الخمسينات، وحتى منتصف الستينات، جاءت مرحلة نهاية الستينات التى قدم فيها (من أجل حفنة أولاد)، إخراج إبراهيم عمارة عام 1969.
وهو هنا الرجل الذي كان يتمنى طفلا، فتم رزقه بالعديد من الأولاد، حيث يتزوج امرأتين في الفيلم، ويعاني كثيرا من كثرة الأبناء.
وقد جسد (رشدي أباظة) في الأفلام التالية دور الرجل القادر أن تكون له أكثر من امرأة في حياته ما يسبب له العديد من المشاكل العاطفية في المحيط الذي يعيش فيه مثلما رأيناه في (الحب الضائع) لبركات 1970.
و(امرأة ورجل) لحسام الدين مصطفي، وهو الفيلم الذي رأينا فيه (جاسر/ رشدي أباظة) يرتكب الكثير من الجرائم من أجل النساء، كما أن المرأة تطارده دوما من أجل إشباعها.
وعلى نحو آخر فإنه جسد دور الطبيب النفسي الذي تلجأ إليه زوجة محرومة تعاني العديد من المشاكل فيستخدم جسده من أجل العلاج، وذلك حين قام بمضاجعة مريضته في (السراب) إخراج أنور الشناوي عام 1971.
ثم في الدور المشابه في (أين عقلي) لعاطف سالم، وأغلب هذه الأفلام كما نري مأخوذ عن نصوص أدبية معروفة.
بالاضافة إلى دوره كعميد الأسرة الذي ينافس أخاه الأصغر علي جسد فتاة شبقة تتسلل إلى بيت الأسرة، كي تحقق رغباتها في فيلم (ثم تشرق الشمس) إخراج أحمد ضياء الدين عام 1972.
وفي العام نفسه كان (رشدي أباظة) قد صار الرجل الناضج، وبدت فحولته في محاولة ابتزاز وإغراء فتاة تركها حبيبها وسافر في فيلم (العاطفة والجسد)، إخراج حسن رمزي.
(رشدي أباظة).. دنجوان حتى النهاية
رغم أن (رشدي أباظة) بدأت تسند إليه أدوار الأب في الأفلام التالية، وصار يجسد هذه الشخصية مع ممثلات كن يقمن بدور حبيباته في أفلام سابقة.
ومنهن (نجلاء فتحي) فإنه عاد ليؤدي دور الرجل الذي يحب البنت وأمها في فيلم (القاضي والجلاد) عام 1977، إخراج نادر جلال، وهو هنا عاشق لزوجة شريكة في الشركة.
ويكون سببا في أن يموت الزوج من الصدمة، عندما يري الرجل امرأته تخرج من مسكن شريكه، وعليه فإن الابنة تقرر الانتقام من الرجل الذي دمر أسرتها، وترمي عليه الشباك حتى تنجح في تدبير حادث سيارة يأتي على الاثنين معا.
يعني هذا أن (رشدي أباظة) ظل حبيس نوع من الأدوار طوال حياته، يؤديها من فيلم إلى آخر، مهما تقدم به العمر، وهو الذي رحل عن عالمنا في سن صغيرة نسبيا عام 1980.
إلا أنه في فيلمه الأخير (الأقوياء) لأشرف فهمي والذي مات أثناء العمل فيه جسد (رشدي أباظة) الشخصية نفسها، فهو عميد الأسرة الذي يعيش مع ابنه الأصغر حالة بالغة المجون تعني أنه الرجل الذي لاتغرب القوة عن فحولته حتي وإن لاحقه الموت.
ويبقى (رشدي أباظة) في هذا الإطار حالة خاصة لم تتكرر، حتي وإن التصقت هذه السمة بآخرين قد لاتوحي أشكالهم أنهم يستمتعون بنفس القوة.
(رشدي أباظة).. حياة مليئة بالثراء
في حياته الخاصة عاش (رشدي أباظة) حياة أكثر غرابة من حياة الشخصيات التي جسدها على الشاشة منذ ميلاده عام 1926، ورحيله عام 1980.
فهو مولود لأب مصري يعمل ضابطا كبيرا في الشرطة، تزوج من سيدة إيطالية، وقد وضعت الأم ميراثها كله من أجل (رشدي أباظة) الذي أتقن العديد من اللغات تبعا لهذه الأم الإيطالية.
وقد ساعده ذلك أن يكون طموحا، ويحلم بأن يصبح ممثلا عالميا، وليس فقط ممثلا محليا، وهذا جعله يظهر في لقطات عابرة وسط آلاف الكومبارس في فيلم (الوصايا العشر) لسيسيل دي ميل، والذي تم تصويره في مصر عام 1954.
وهى السنة نفسها التي عمل في دور صغير في فيلم (وادي الملوك) الذي قامت ببطولته (إليانور باركر، مع روبرت تايلور)، وكان (رشدي أباظة) قد صار صديقا حميما للمخرج الايطالي (فرنيتشيو) الذي عمل في الكثير من الأفلام المصرية كمخرج.
ومن بعده فإن (رشدي أباظة) ظل يعمل في الأدوار الصغيرة قرابة عشر سنوت، وفي هذه الفترة ارتبط عاطفيا بالممثلة (كاميليا) التي كانت تتقن مثله العديد من اللغات.
وتزوج من النجمة (تحية كاريوكا) التي تكبره بعشر سنوات لمدة عامين، إلا أن تشابه طباعهما الحادة حال دون استمرار الزواج، وقد ظل الاثنان صديقين حتي كتب لهما الرحيل.
الزواج الأطول كان مع (سامية جمال)
وكان (رشدي أباظة) قد تزوج من سيدة أمريكية أنجب منها ابنته الوحيدة (قسمت) إلا أن الزواج الأطول كان مع (سامية جمال) التي تولت تربية ابنته، ودامت الزيجة سبعة عشر عاما.
وكانت زيجة مثالية في الوسط الفني حتى أصابتها حالة جنون عابرة حين تزوج (رشدي أباظة) خلالها من زميلته (صباح) التي عمل معها في نهاية الستينيات في أربعة أفلام.
ولم تكن سوي زيجة قصيرة لم تترك أثرا كبيرا لدي رجل قام بالرجوع إلى زوجته التي أحبها، كي تنتهي حياته بالزواج من إحدى سيدات عائلته، ويأتي عليه المرض الخيبث وهو في سن الثالثة والخمسين، ويرحل تاركا أرثا كبيرا من الأفلام السينمائية التى عملت على تخليده.