بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بعد أن تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة وحركة المحافظين، وتمت إذاعة تكليفات الحكومه الجديدة، وبعض المعلومات عن أعضائها، ظهرت علي سطح الأحداث أقاويل عن الأسماء المرشحه لقيادة هيئات (الإعلام)، وبالتبعيه تحريك بعض الكوادر الإداريه والمهنيه من مكان لآخر داخل هذه الهيئات ووسائلها.
ورغم أن الأسماء المتداوله هى أسماء مهنية، إلا أن المشكله ليست في الأسماء إنما في الاستراتيجيات والخطط وفي الدور وتوقيته، وفي المحتوي وتأثيره وفي المنافسة وتحدياتها.
ودعونا نستعرض بعضا من مشاكل الممارسة الإعلامية في الفترة السابقة التي نتجت عن غياب ما سبق ذكره، فمثلا أزمتنا الاقتصاديه وقضية تضخم الاقتراض لم يوصفها (الإعلام) بشكل علمي لا علي المستوي العالمي ولا في مخاطبة المطحونين بالداخل.
وعليه صال وجال أهل السوشيال ميديا في التفسير والتبرير وشحن الرأي العام ومازالت المشكله ملتبسة دون حل وتوابعها من غلاء أسعار وقطع الكهرباء وانتشار البطالة وتدني الدخول وجنون تسعير الخدمات وشائعات بيع الأراضي واختفاء موارد بيعها وهمهمات كثيره في هذا الشأن.
ثم أزمة الحريات وما يثار خارجيا عنا لم يقدم (الإعلام) كلمة ولا تقريرا ولا توضيحا ولا تفسيرا لتفنيد هذه التقارير والأقاويل وغياب الرأي الآخر وقضايا الاعتقال والتعذيب وما شابه ذلك رغم وجود إعلام وطني وآخر أمني وإعلام للخارجية.
وقضية الاستثمار طويل الأجل في مناطق مثل (رأس الحكمة، ورأس جميلة، والجزر النيلية) وغيرها، لم يقدمها (الإعلام) على أنها خطة لها عوائدها، ولكن تركها للقيل والقال، مما يزيد من حنق رجل الشارع لغياب أهل الاختصاص من خبراء الاستثمار والسياسات العامة للدولة.
وارتبط بيع هذه الأراضي وتراكم الدين الخارجي وفوائده بالتساؤل عن مستقبل الأجيال القادمة، وماذا سنترك لهم من إرث ثقيل، وقضايا جودة الخدمات وخاصة التعليمية وانفصال المسئولين عن الجماهير والتوعية الدينية السليمة، وغياب التثقيف وبناء الشخصية المصرية كل ذلك مما غاب عنه (الإعلام) قولا وتحريكا.
مشكلة (غزة) وتناثر الأقاويل
ثم تأتي مشكلة (غزة) وتناثر الأقاويل المضادة للدور المصري دون رد إعلامي حاسم يوضح الدور المصري التاريخي والقتالي والدبلوماسي علي مر أيام التاريخ، وهناك أزمات تهم مصر ومواطنيها كالتأثير السلبي لحرب (غزة).
وهجمات الحوثيين على إيرادات القناة والاقتصاد المصري دون تدخل إعلامي يحسب ويشرح ويربط ويستضيف ويوضح.
أما عن قضية اللاجئين من أشقائنا في الدول العربية سواء من (ليبيا، أوالعراق، أواليمن، أوسوريا، وأخيرا السودان)، فلم نكن نسمع بهذه المعارك الكلامية والملاسنات عندما زحف علينا الأشقاء من (العراق وليبيا) أولا.
ثم عندما قدم إلينا أهلنا من (اليمن وسوريا) وشاركونا معيشتنا واقتصادنا وأحياءنا السكنية، وعشنا سويا داخل هذا الوطن الآمن المتسامح، ولكن هناك أزمة متصاعدة مع الأخوه السودانيين ومطالبات بترحيلهم وتهديدات منهم عند عودتهم لبلادهم.
وهناك من يغذي ذلك بشكل ممنهج ومستمر ويشيع أنهم سبب موجة الغلاء وارتفاع سعر العقارات وأزمات أخري تصاعدت تجاهها الدعوات حتي رفع شعار المطالبة بالترحيل، وساهم في ذلك صحوة بعض أجهزة الدولة فجأه في ترحيل من لا وضع قانوني له، وغلق بعض المدارس غير المقننة.
الصراع في السودان
ولكن لماذا الآن بالذات مع هذه الموجة من الملاسنات والمطالبة بالترحيل، وصمت (الإعلام) أمام كل ذلك؟، فلا توجها مصريا نحو الصراع في السودان أبرزه (الإعلام) ولاجهودا دبلوماسية صدرها (الإعلام)، ولا دعما غذائيا تحدث عنه ولا احتواءا ولاعمقا تاريخيا اقترب منه (الإعلام).
وأصبح موقفنا بدون ملامح واضحة تدعو للشك والاستغراب، رغم أن ملف السودان في قلب اهتمام القيادة والشعب ،إلا أن غياب دور (الإعلام) جعل المشهد ملتبسا تناله أقاويل كثيرة.
ومما سبق من أمثلة وقضايا وأزمات، نري أن التغييرات القادمة في هيئات وقيادات وكوادر (الإعلام) لابد أن تبدأ بخطط وملامح واضحة، تجاه مايدور داخلنا وحولنا، وتحديد الرسائل الإعلامية صياغة وإنتاجا وتوقيتا.
ثم نتطرق إلى الأشخاص ومدى ملائمتهم لتنفيذ هذه المهام الإستراتيجية، كما أن غياب المتحدث الإعلامي باسم مصر الذي كان يؤديه وزير (الإعلام)، وتعدد متحدثي الوزارات والهيئات بصيغ مختلفه جعل إستيعاب رأي مصري موحد أمرا مبهما.
فهل يراعي متخذي قرارات تغيير القيادات الإعلامية وإعادة تشكيل هيئاتها ومجالسها وتحريك قياداتها وكوادرها، حجم المشكله والمهام المطلوبه والأشخاص الملائمين لهذه المهمة الوطنية الملحة، نأمل ذلك.
وحمي الله مصر، وأصلح إعلامها، وأعلى صوتها، وتحيا دوما مصر،آمين.