بقلم: محمد حبوشة
بمجرد أن يضع الكاتب نفسه في النص، فإنه يغامر بقبول فكرته لدى القارئ، فحتى تقبل هذه الفكرة يجب أن يكون هو بذاته محبوبا ومقبولا ومصدقا لدى الناس، وإلا فإنهم يرفضون فكرته لمجرد أنهم رأوه فيها، ومن نوعية هؤلاء الكتاب الفنانة القديرة (نادية رشاد).
عندما تتناول (نادية رشاد) الأفكار، لابد أن تتوقف تماما عن الدوران حول نفسه، ليبدأ الدوران حول الفكرة فقط، متجنبة ضمائر المتكلم المنفصلة والمتصلة، وتستعين قدر الإمكان بالفعل المبني للمجهول أو بالمجهول ذاته (المرء والإنسان وما شابهها من كلمات) في صياغة فكرتها.
وأي ظهور زائد للكاتبة (نادية رشاد) في النص يحول الفكرة إلى خادمة لذاتها الكاتبة عوضا عن أن يكون هو خادما لها من خلال نصه، وعدم الوعي بأهمية ذلك يجعل الكاتب يستسهل الظهور في نصه بين الفينة والفينة، على هيئة مديح مبطن للذات، أو تسويق لها، أو فرضها في النص كمرجعية لتقييم الأفكار.
يعمد بعض الكتاب إلى فعل ذلك بكل فجاجة، في حين يحاول البعض الآخر مثل (نادية رشا) نسج ذاتهم في النص بخيوط ناعمة يظنونها غير مرئية، لكنها تترك أثرا فاضحا على حضور ذواتهم، لايغفل القارئ الذكي عن ملاحظته، الأمر الذي يفقد النص الفكري الكثير من صفائه.
ومثلما يكون إخفاء ذات الكاتب أمرا ضروريا لبقاء النص خادما للفكرة، فإن ظهور ذات الكاتبة (نادية رشاد) بوضوح كامل في النص أحيانا يجعلها ونصها يتكاتفان معا لخدمة الفكرة، إذا تطلبت الفكرة ذلك.
وهذا ما يحصل إذا أرادت الكاتبة (نادية رشاد) أن تتحدث عن قضية ما، لا يمكن أن تكون فيها مصدقة لدى القارئ ما لم يكن هو تجسيدا حقيقيا لهذه القضية.
إن الصرامة في تحري الموضوعية والحرص على الانسحاب من النص لدى (ناية رشاد) لا يعني أننا لسنا موجودين فيما نكتب، فهذا أمر يصعب تجنبه تماما، وهناك دوما في لب أي نص جزء منا، حتى في هذا النص نفسه!
الموضوعية لدى (نادية رشاد)
وفي قلب كل نص موضوعي لدى (نادية رشاد) هناك شعور صرف لا يخضع للمنطق، ووراء كل تدوينة عقلانية هناك صرخة ألم أو نداء استغاثة أحكمت كتمها، فالكاتب الذي يستشعر المسؤولية عن هذا القلم الذي يجري بين يديه.
تعرف (نادية رشاد) تماما كيف تجرد موضوعها عن أي ميل ذاتي، لتتحرى أكثر درجات الموضوعية حتى لو خالفت هواها، أو تحول صرختها الشخصية إلى همسة ناعمة تؤثر من أجل الجميع لا من أجلها.
أو تؤجل الحديث عن همومها الخاصة من أجل تناول قضايا أخرى يراها بعين عقله أكثر إلحاحا وأهمية، وإن تمكن الكاتب من أدواته، وإخلاصه في طرح فكرته، مثل (نادية رشاد) يجعل البحث عن هذا الجزء الذاتي في النص من قِبل القارئ مضيعة للوقت.
لأنه من وجهة نظرها لن يكون ممكنا أبدا جس هذا النبض الضعيف من فوق كل هذا اللحم اللغوي والفكري السميك، والذي يجعل النص وجبة شديدة الدسامة، يهضمها عقل المشاهد على مهل، ثم لا يهم بعد ذلك إن تذكر اسم طاهيها أو لم يتذكره.
إن خاصية المؤلفة الدرامية (نادية رشاد)، أنها تنشئ عالما دراميا نابعا من خلاصة تجاربها الإنسانية في الحياة، وتعيد خلقها ضمن نسيج يصوغه تفرد المؤلف وبراعته، والغاية التي يقصدها هي الكشف عن قوانين الحياة في حاضنة العالم المتخيل للمؤلف. إلا أن (نادية رشاد) قادرة على جعل هذا العالم الافتراضي المزدحم، والتأريخ الدرامي، حافلين بعدد من النصوص الدرامية التي رسخت أمام عاديات الزمن، وسر بقائها ووجودها أنها عبرت عن صميم المشكلات التي تؤرق وجودها.
على الرغم من أن (نادية رشاد) عالجت في مشكلات الحياة التي انبثقت منها تأريخا، فالمؤلفة تعيش الحياة بكل تفصيلاتها وتداخلاتها ومتاهاتها، تلتقط ذاكرة حياة وتشكلها، وتحول كل المدركات الحسية وغير الحسية إلى مدركات قابلة للإدراك جماليا.
تدرك (نادية رشاد) من خلال متابعتي لأعمالها التي تعبر عن نبض المجتمع، عناصر أي عمل درامي هى كالآتي:
قصة تدور حول اشخاص معينه وأحداث بعينها وعلاقتها بالمكان والزمان، ومن ثم تأتي المعالجة الدرامية لتلك القصة وتحويلها لنسيج يصلح أن يصبح عمل درامي وذلك يعتمد على الآتي:
الحبكة الدرامية عند (نادية رشاد)
تطوير الشخصيات التي تكتبها (نادية رشاد) سواء عن طريق عمل ملف نفسي تاريخي لكل شخصية يتضمن الدوافع والمخاوف والأهداف والعيوب والمميزات إلى آخره خلق شخصيات جديدة تساعد على إثراء الأحداث.
إن تطوير القصة وإدخال الحبكة الدرامية في مخيلة (نادية رشاد) هى التي تتناسب مع الشكل النهائي للعمل سواء كان فيلم أو مسلسل، حيث تجتهد في كتابة التتابع الدرامي للأحداث ودور كل شخصية فيه والمكان والزمان الذي يدور به الحدث.
أما سيناريو (نادية رشاد) فهو تفريغ للتابع الدرامي في شكل مشاهد متتاليه مع وصف المكان الذي يدور به الأحداث، وشرح الحالة النفسية لأبطال ذلك المشهد ووصوف ما يستلزم من أحداث سوف يتم تصويرها
والحوار بالنسبة لها هو الكلام الذي يدور بين الشخصيات في كل مشهد لإتمام الحبكة الدرامية المعالج الدرامي هو من يأخذ قصة أو رواية ويقوم بتحويلها لعمل درامي وينفذ كل ما سبق حتى مرحلة التتابع الدرامي.
إن القدرة الدرامية الهائلة لـ (انادية رشاد) والمصاغة على زعزعة العالم وهزه من خلال خلق مساحات جديدة في بنية النص الدرامي، تعد بالنسبة لها شكلا فنيا تجريبيا متقدما على بنية النص الإغريقي.
والعالم من وجهة نظر بطلها هو الذي بدا مشوشا ومضببا وأحيانا مهشما، لهذا، فإن مؤلفي النص التعبيري عكفوا على إظهار المساحات النفسية والهزات العاطفية والخلجات التي تكتنف البطل الذي لم يعد يُرى غيره.
إن النص الدرامي عند (نادية رشاد) عادة ما يزلزل الصيغ التي صارت مألوفة في كتابة النصوص، وتوجد صيغا أخرى غير مألوفة أو سائدة، إلا أنه أسس لها وفق عقل استراتيجي، ووفق منظور فلسفي.
فالفكرة التي تقفز من خلال حركة معينة تشاهدها الكاتبة (نادية رشاد) في مكان ما أو تقرأها في كتاب، أو كم خلال حكاية تروى له أو حتى بواسطة قصاصة ورق مرمية على الطريق.
ولان الكتابة هاجس لا وقت له ولا مكان، فإن الكاتبة (نادية رشاد) تكون جاهزة دوما لتدوين ما يدور داخل راسها مباشرة، ولأن الأفكار تأتي في أي وقت بشكل مفاجئ وتتلاشى بسرعة، ومادامت متوفرة في الشارع وعلى أبواب المقاهي كما يقال.
فهي لاتحتاج إلى عقل (نيوتن) الذي ناقش الحدث الاعتيادي على أنه غير اعتيادي ليتوصل إلى قانون الجاذبية، بل هو استثمار الحدث الاعتيادي وتطويره والتعامل معه بذكاء ومهنية عالية لإعادة صياغته وتقديمه على أنه حدث اعتيادي.
حتى وأن كان من الخيال وليس له رصيد في الواقع بتحميله درجة عالية من الاقناع التي تؤشر مدى نجاح أو اخفاق ذلك الكاتبة ويبقى على الكاتبة دائما أن تسال نفسها: هل أن أي فكرة تصلح للتناول؟، وهل أن الفكرة التي تصلح للتناول هنا يمكن أن تصلح هناك؟، وهل أن الفكرة التي تصلح اليوم يمكن أن تصلح غدا؟
(نادية رشاد) ممثلة وكاتبة مصرية
(نادية رشاد) ممثلة وكاتبة مصرية، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأت مسيرتها الفنية في سبعينيات القرن العشرين في الفيلم التلفزيوني (من عظماء الإسلام) في عام 1970.
وبدأت العمل بالإذاعة المصرية، وبرعت في المسلسلات الدينية ومسلسلات السير الذاتية، وبرعت في مسلسل (أم كلثوم بدور منيرة المهدية)، وكتبت العديد من الأفلام والمسلسلات التي تناقش قضايا المرأة ومنها (آسفة أرفض الطلاق، القانون لايعرف عائشة، جواز في السر).
و بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، عادت من خلال مسلسل (الطوفان – 2017 الذي حقق النجاح وتألقت فيه بشكل لافت، وجسدت دور والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسلسل (الاختيار3 عام 2022)، ثم آخر أعمالها (وبينا ميعاد) في جزئه الأول – 2023)، ومن قبله (مذكرات زوج) في رمضان 2023).
وشاركت (نادية رشاد) بمسرحية (النار والزيتون) للمرة الأولى سنة 1970، على خشبة المسرح القومي في القاهرة، وهي من تأليف ألفريد فرج وإخراج سعد أردش، وشارك في بطولتها مجموعة من الممثلين.
منهم محمود ياسين، ومحيي إسماعيل، وأشرف عبد الغفور، ومحمود الحديني، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلات، منهن فردوس عبد الحميد، ورجاء حسين.
تعد المسرحية من أهم الأعمال الفنية المصرية، التي تناولت القضية الفلسطينية في عهد ما بعد النكسة، حيث كان الكاتب المسرحي ألفريد فرج معاصرا للحدث، وشاهدا عليه كغيره من الكتاب في تلك الفترة.
وأوضحت الفنانة القديرة (نادية رشاد )أنها بدأت المسرح من عمر 12 سنة وحصلت على جائزة على يد الوزير كمال الدين حسين، وحينها عرفت أن هذه إشارة من الله أنها يجب أن تسير في هذا الاتجاه.
وعن حياتها الشخصية تقول: كان والداي متفاهمين، وعاشقين لقراءة السير الذاتية، فقرآ السيرة المحمدية ومولد الرسول ونهج البردة، وكانا يحرصان على قراءة كل ما يخص الجانب الديني، ويجمعانني أنا وإخوتي ليحكيا لنا كل ما قرآه.
وقد ولدت في وقت لم يكن به تلفزيون، كنا نستمع إلى (ألف ليلة وليلة)، وهكذا تربى بداخلنا الحس الفني وعشق القراءة والكتابة.
لافتة إلى أن الأسرة لم تمانع تمثيلها في الإعدادية والابتدائية، مبينة أن ناظرة المدرسة في الإعدادية كانت تحرص على توفير رواية لهم لقراءتها واستضافة الأديب من أجل مناقشته في روايته، موضحة أنها دخلت الجامعة وانضمت للمسرح الجامعي واشتركت في عدة مسرحيات.
التحقت بمسرح المدرسة وأنا في سن ثماني سنوات، وعشقت التمثيل منذ طفولتي، ومن هذا الوقت كنت بدأت أعشق القراءة، وأصبح عندي حصيلة لغوية جعلتني أبدأ في الكتابة من سن 12 سنة، وتوقفت في الثانوية العامة إلى أن التحقت بكلية الآداب، وانضممت وقتها لمسرح الكلية الذي كان يشرف عليه حينذاك الفنان أحمد ضيف، والذي كان يرأسه الفنان القدير فؤاد المهندس رحمة الله عليه، وأول عمل درامي شاركت فيه هو مسرحية أديت فيها دور البطولة بعدها قدمت مسرحية لكلية الزراعة باسم (إيفانوف) من الأدب الروسي، ثم مسرحية (30 يوم فى السجن) وجسدت فيها شخصية أزهار، وكانت شخصية فجة، ثم قدمت مسرحية (كلهم أبنائى) لآرثر ميلر.
وقالت (نادية رشاد): أنا أنتمى إلى الجيل الذى سافر إلى الخليج، واستمر هناك طوال فترة الثمانينيات، عملت خلالها مسلسلات كثيرة وبطولات محورية، لكن لم أحقق أى وجود فى مصر.
الفرق بين الفن في الماضي والآن
لذلك عندما عدت إلى مصر، كانت البداية لى كمؤلفة وليس كممثلة، من خلال مسلسل (دعوة للحب) بطولة ميرفت أمين، ومصطفى فهمى، وإخراج إنعام محمد على، والحمد لله لاقى هذا العمل نجاحا كبيرا عند عرضه.
أعقبت ذلك كتاباتى للعديد من الأعمال، فقد أصبح الكل يطلبنى كمؤلفة أكثر من الطلب على كممثلة، وإن كنت شاركت فى العديد من الأعمال منها (أرابيسك، القضاء في الإسلام، الوعد الحق، بوابة الحلواني، قاسم أمين، علي مبارك، ابن موت).
أعربت الفنانة القديرة نادية رشاد أن رأيها في الفرق بين الفن في الماضي وحاليا أن رحلتها الفنية وأولى خطواتها بدأت سنة 1968 بعد هزيمة 67 من خلال مسلسل (القاهرة والناس)، حيث كان يقدم المسلسل نقدا ذاتيا على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والحياتية وغيرها.
وأضافت (نادية رشاد): أن مسلسل (القاهرة والناس) استمر لمدة 5 سنوات وانتهينا منه سنة 72، ومررنا بكثير من الأحداث منها وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، ومن بعد تلك التجربة قدمت رواية (هامش السيرة).
وكانت من الأعمال الهامة في مسيرتي مرورا بفترة الثمانينات حيث تم بها الانفتاح بانتاج مشترك مع الدول العربية ولمدة 11 سنة قدمنا أعمال فنية حتى أني مرة صورت في ألمانيا الغربية وأصبح هناك نقل خبرة للدول العربية.
وبعد انتهاء تلك الفترة ظهر قطاع الإنتاج في مصر ثم احتكر الإنتاج درامي وقبلها كان يتم تقديم سهرات تلفزيونية منقولة عن أعمال أدبية عالمية وكل هذا بيصب على المشاهد وبيساعد في عملية التنوير والتثقيف.
وتابعت (نادية رشاد): الآن التلفزيون انقطع عنه الإنتاج وفي العصر الماضي كان إنتاج الدراما خدمات وليس سلع، ولكن بعد أن أصبح اقتصاد السوق وأصبح هناك جانبا ترفيهيا، فأصبحت الإعلانات هي من تمول الدراما.
قضايا المرأة عند (نادية رشاد)
اهتمت (نادية رشاد) في سيناريوهات أفلامها بقضايا المرأة كما في فيلم (آسفة أرفض الطلاق)، مؤكدةً أنه كان أول عمل يناقش الطلاق الغيابي، و(القانون لا يعرف عائشة) الذي أثار مشكلة النساء بلا مأوى بعد طلاقهن.
والذي تؤكد أنه تم أخذه بحذافيره وعمل نسخة مطابقة منه في أحد الأعمال: (لم أتقدم بشكوى لأن الشكوى مرة وتتطلب نفقات كبيرة عند تقديمها لنقابة السينمائيين، وصراع لإثبات الحق في المحاكم.
وعن مطالبتها بعودة الأعمال التاريخية مرة أخرى للشاشة، أشارت (نادية رشاد): (أنا بطالب بعودة الأعمال التاريخية لمناطق تاريخية بعينها، مثل الفتنة الكبرى لطه حسين والتي تتكلم عن الحادث بين قتل سيدنا عثمان واغتيال سيدنا علي ابن أبي طالب.
وهو ما أخرج لنا ما نعاني منه ليومنا هذا مثل السنة والشيعة والمعتزلة، وجاءت تيارات كثيرة فتت الدعوة الإسلامية اللي كانت لها اتجاه واحد، وجعلتنا ليومنا هذا نتقاتل ورغم أنا كلنا مسلمين.
ونضع يدينا على الأسباب لكي نراجع أنفسنا على الجرح ونفهم أن كل هذا كانت علاقات سياسية والهدف منها الكرسي أكثر منها التدين، وأعمال تناقش متاجرة البعض لعودة الخلافة العثمانية.
وأنا أقول على مسؤوليتي وأنها كانت أسوأ فترات الحكم في مصر وتم تجريف مصر وقتها من الصناع المهرة وأخذهم لعمل فنهم في بلدهم، ماذا استفدنا منه كمصريين زمان لكي نستفيد منه الآن هل كان خيره علينا.
مصر أن تظل مصر بهويته الشخصية، لماذا لا نقدم هذه المنطقة التاريخية لكي لا نتلاعب أحلام الناس ونعرف إننا كنا مظلومين في مصر ولن يأت لنا أحد من الخارج يحكمنا ويكون حنين علينا.
وعن رأيها في الأعمال الفنية السينمائية حاليا، قالت(نادية رشاد): (أنا غير متابعة حقيقة لما يعرض حاليا في السينما، ولكن المنتج يريد تقديم كل ما يجلب له الربح وهذا ليس عيبا أو جيدا، فنحن في مصر ليس لدينا الشركات العملاقة المنتجة مثل أمريكا.
لدينا منتج ميزانيته محدودة ولا يتحمل الخسائر، ولكني بالطبع أنحاز لأفلام أنتجتها مؤسسة السينما في مصر، وما وصله له حال السينما بالتأكيد هو سبب اقتصادي، ولما كتبت سينما من قبل كانت من إنتاج التليفزيون.
(نادية رشاد) ومسلسل (الطوفان)
وعن غياب دور المسرح في الوقت الحالي، قالت: (لابد أن يكون هناك إرادة سياسية إن المسرح يرتفع لأن مسرح الستينات كان توظيفه ينقل رسائل معينة للناس وكان مطلوبا في وقتها.
إن لم يكن القائمين على الدولة يشعرون أن المسرح له لازمة، وإنه محتاج دعم حقيقي ومراقبة ومحاسبة بجانبه إنه يخرج أعمال اللي تفيد الناس، أمام (مسرح مصر)، مثلا فهو معني بتقديم الكوميديا والترفيه عن الناس ليس مرفوضا، ولكن لا يكون هو الشيء الوحيد اللي مطروح أنا مع التنويع.
وعن أكثر المخرجين الذين جمعت بينهم كيميا في التعاون قالت: إنعام محمد علي عملت معها من البدايات، و محمد فاضل يعتبر مكتشف لي ،وخيري بشارة قدمت معه دور مهم في مسلسل (الطوفان).
وأكدت الفنانة نادية رشاد أن منى زكي أكثر الفنانات في الجيل الحالي تجد أنها تشبهها وعن رأيها في سبب قلة مشاركة الفنانين الكبار في الأعمال الحالية أكدت أن من ناحية لا يوجد ادوار جيدة إلا فيما ندر وأدوارنا أصبحت ثانوية أو ضيوف شرف وهذا لا يرضي الفنان الذي قدم أعمال قديما ويصبح الرفض هو الحل حفاظا على التاريخ،واصبح هناك تركيز على الأدوار الشبابية.
أشهر أقوال نادية رشاد:
** ليس شرطا أن أكتب دورا بأي عمل لي، ولو قصدت ذلك لن يظهر العمل متزنا. إن تأثير التمثيل أو التأليف غير متكافئ في حالة التعمد أن أتواجد بأي عمل أكتبه.
** أرى أن الدراما ليست مجرد إبداع، ولكنها صناعة وطنية، مثل أي صناعة أخرى، وأطالب الدولة بالاستثمار فيها، لأنها تحقق المكاسب، كما أن الإعلانات أصبحت المتحكم في إنتاج الدراما الآن.
** يجب تدخل الدولة في إنتاج الدراما، كما كانت تفعل من خلال اتحاد الإذاعة والتلفزيون وأن تعمل على فتح أسواق جديدة للمسلسلات، بدلا من فتح أسواق للدراما التركية وسيطرتها على الشاشات العربية.
** ما نراه هو الصور الجانحة للنساء وهى ما نشاهده على الشاشة، بالإضافة إلى أنواع الضرب والإساءة والتحرش فهي موجودة على الشاشة، ومن كثرتها ستؤدي إلى تبلد إحساس المشاهد تجاه رفض تلك الصور السيئة للمرأة، وتقبل الجمهور هذا الوضع للنساء ويستمر.
** الأجر ليس هو المحدد الأساسى لى فى قبول عمل أو رفضه، لكنى الآن أصبحت فى مكانة يصعب عليها قبول أى عمل، خصوصا بعد ما قدمته من أعمال ناجحة وبطولات مختلفة، ولأنى لا أقول سوى يارب، لأنه السند والونس.
** أنا أنتمى إلى الجيل الذى سافر إلى الخليج، واستمر هناك طوال فترة الثمانينيات، عملت خلالها مسلسلات كثيرة وبطولات محورية، لكن لم أحقق أى وجود فى مصر، لذلك عندما عدت إلى مصر، كانت البداية لى كمؤلفة وليس كممثلة.
** لقد كتبت ثلاثة أعمال لقطاع الإنتاج، لكن لم يتم خروجها للنور بسبب تكاليف الإنتاج، لذا اتجهت لكتابة الرواية وحاولت فتح باب جديد يكون بمثابة اختبار جديد لى، الحمد لى طرحت لى فى معرض الكتاب الماضى روايتى الأولى (مسك الليل)، التى فازت فى مسابقة (خيرى شلبى) للعمل الروائى الأول.
** تأثرت كثيرا بالأديب طه حسين، وبكتاب البدايات فأنا أؤيده فى فكرة مجانية التعليم، فالفقر لا يقف حائلا أمام شخص موهوب، فقد لفت نظري لقضايا المرأة من خلال فيلم (دعاء الكروان).
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنانة القديرة (نادية رشاد) التي تعتبر من أحد المشاهير والنجوم والتي لديها مكانة عالية في جمهورية مصر العربية، وهي لديها العديد من المهن أي متنوعة المهام، حيث أنها تعمل كممثلة، وتعمل ككاتبة منذ طفولتها.
واهتمت (نادية رشاد) في سيناريوهات أفلامها بقضايا المرأة كما في فيلم (آسفة أرفض الطلاق) مؤكدةً أنه كان أول عمل يناقش الطلاق الغيابي، و(القانون لا يعرف عائشة) الذي أثار مشكلة النساء بلا مأوى بعد طلاقهن.
والذي تؤكد أنه تم أخذه بحذافيره وعمل نسخة مطابقة منه في أحد الأعمال: (لم أتقدم بشكوى لأن الشكوى مرة وتتطلب نفقات كبيرة عند تقديمها لنقابة السينمائيين، وصراع لإثبات الحق في المحاكم).
وحول الأقرب إلى قلبها وهل هو (السيناريست) أم (الممثلة) أم (الكاتبة) أشارت إلى أن أنواع الفنون لديها مثل الأكل والشرب، ومثلما لا يغنى أحدهما عن الآخر ، فالكتابة لا تغنى عن التمثيل وأنها تحبها لأنها بالنسبة لها طريقة للتعبير عن الذات، وفى الكتابة أصدرت آخر رواياتها (مسك الليل).