(لبنى عبدالعزيز).. فقدت توهجها الفني بعد انفصالها عن رمسيس نجيب وسفرها للخارج! (3/3)
* مع بداية عام 1961 بدا أن هناك مشروعا لتقديم المرأة المصرية الجديدة بوجه (لبني عبد العزيز)
* كان دورها في فيلم (عروس النيل) من أدوارها الأخيرة التي برز فيه جمالها
* ابتداء من عام 1964 بدأت مساحة حضور لبني عبدالعزيز في الأدوار تتقلص
* طلاقها من المنتج والمخرج (رمسيس نجيب) أبعدها بقوة عن البطولات المطلقة
* الهبوط الملحوظ في أسهم (لبني عبد العزيز) بدون (رمسيس نجيب) جعلها تقبل أن تنزوي في الظل لأكثر من أربعين عاما كزوجة
* عادت (لبنى عبدالعزيز) الي العمل في مسلسل (عمارة يعقوبيان) ومسرحية (سكر هانم)، وفيلم (جدو حبيبي)
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
مع بداية عام 1961 بدا أن هناك مشروعا لتقديم المرأة المصرية الجديدة بوجه (لبني عبد العزيز)، وتقاربت أدوارها كثيرا مع فاتن حمامة.
ففي نفس العام قامت (لبنى عبدالعزيز) بدور الصحفية التي تناهض الفساد في فيلم (لاتذكريني) إخراج محمود ذو الفقار، وتسعي لفضح فنانة متعددة العلاقات تبتز الرجال دون أن تعرف أن هذه الفنانة هي أمها.
وفي العام نفسه تقريبا جسدت فاتن حمامة دور صحفية تفضح الفساد في فيلم (المعجزة) الذي عرض عام 1962.
(لبنى عبدالعزيز).. آه من حواء
في عام 1962 لم تنجح الكاميرا في إخفاء جمال (لبنى عبدالعزيز) الفاتن رغم أن الفتاة في فيلم (آه من حواء) شرسة، طويلة اللسان، من الصعب ترويضها لذا تأخر زواجها.
وتبدو ملامحها الجميلة مخبأة خلف سلاطة لسانها وهى تتعامل مع الطبيب البيطري الذي طلب منه جدها أن يتزوج بها حتي تكون هناك فرصة لاختها الأصغر بالزواج.
ومن المعروف أن فيلم (آه من حواء) مأخوذ عن مسرحية (ترويض النمرة) لويليام شكسبير، والطريف أن المخرج الايطالي فرانكوزيفيريللي حول المسرحية الي فيلم عام 1966
إقرأ أيضا : (لبنى عبد العزيز).. الجمال والثقافة والشموخ (1/ 3)
وبدت فيه (اليزابيث تايلور) كأنها تنافس ممثلتنا المصرية سواء في الأداء، أو الجمال، فكل منهما ذات عينين ملونتين ولهما موهبة.
وكان الدور جديدا علي (لبنى عبد العزيز)، ولم يكن جديدا علي (إليزابيث) سواء قبل أو بعد، وتبدو المقارنة هنا بالغة الأهمية، فقد تخلصت لبني من الأدوار المركبة علي يدي فطين عبد الوهاب.
وأطلقت العنان لها كي تدبر المقالب، وترفض الامتثال للرجل، الا حين تقع في الحب، والحقيقة ان السيناريو المصري يبدو بالغ الضعف مقابل الفيلم الايطالي.
حيث تدور معارك شرسة حقيقية بين الرجل وخطيبته المنتظرة، وتفاصيل أخري عديدة لكن يمكن التأكيد أن الشرسة تجسدت بشكل رائع بوجه (لبني عبد العزيز).
(لبنى عبدالعزيز).. عروس النيل
عادت (لبنى عبد العزيز) من جديد إلى (فطين عبد الوهاب) ليعيد تقديمها في دور مشابه، وإن كان أكثر رومانسية في فيلم (عروس النيل) عام 1963.
فهي الملكة الأسطورية القادمة من أساطير التاريخ لتؤدي حركات تثير دهشة ونرفزه الآخرين، خاصة في حفل خطبة حبيبها المهندس الذي اكتشف مقبرة عروس النيل.
وقد لعب الحب دوره جيدا، فقام بتهذيب الأميرة (هاميس) وجعلها تبكي حبها، وهى تمتثل لأوامر الكاهن، وتعود إلى عصرها.
وقد أشرنا مسبقا أن (لبني عبد العزيز) أقرب في ملامحها لوجه (نفرتيتي) سواء من حيث دقة الأنف، أو طول الرقبة.
وقد بدت أقرب إلى هذه السمة وهى على غلاف مجلة (الكواكب) في 19 نوفمبر 1963، في زي فرعوني أقرب الي الملكة.
وكان هذا حسب رأي من أدوارها الأخيرة التي برز فيه جمالها، وفي هذه الفترة كانت علي وشك الانفصال عن زوجها المنتج والمخرج رمسيس نجيب.
رسالة من إمرأة مجهولة
قبل ذلك بعام اختار المخرج صلاح أبو سيف أن يقدم (لبنى عبد العزيز) في فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) عن رواية للكاتب النمساوي (ستيفان زفايج).
والتي تحولت إلى فيلم أمريكي جسدته (جوان فونتين) 1949، ورغم أن الفيلم المصري من بطولة مطرب كبير له وزنه وهو فريد الأطرش.
فإن مساحة الدور للفتاة التي أرسلت رسالة إلي حبيبها في عيد ميلاده أكبر من مساحة المطرب الذي غني اغنياته في الفيلم من خلال وجودها.
فالمرأة تبلغ الفنان في رسالتها أنها وقعت في حبه، وضاجعته، وأنجبت منه دون أن يدري، كان يجمع بين الحزن والتوهان والضياع.
إقرأ أيضا : بسبب الجميلة (لبني عبدالعزيز) اتجه رمسيس نجيب للإخراج! (2/3)
وقد بدت (لبنى عبد العزيز) في قمة جمالها، علي طريقتها الخاصة، تعيش أحزانها، وتقدم لحبيبها أكثر ما تأخذ منه، وتضحي من أجله.
وترفض الرجال حتي يظل رجل حياتها، وقد بدا كأن (لبني عبد العزيز) تعود إلى الأدوار الحزينة، وكأنها تليق بكافة الأدوار التي تقدمها السينما، سواء الحزينة، أو المبهجة.
تقلص حضور (لبنى عبدالعزيز)
ابتداء من عام 1964 بدأت مساحة حضور (لبنى عبدالعزيز) في الأدوار تتقلص، ومنها دورها كحبيبة في فيلم (أدهم الشرقاوي) من إخراج حسام الدين مصطفي عام 1964.
وبدا الدور كله مجسدا في شخصية البطل الشعبي الذي لعبه نجم المسرح (عبد الله غيث) في واحد من بطولاته القليلة في السينما.
وفي العام التالي كانت سببا لخصومة بين أب صارم، وابن شاب بسبب المنافسة علي حبها في فيلم لايكاد يذكر لها بالمرة هو (باسم الحب) إخراج السيد زيادة.
(لبنى عبدالعزيز).. هى والرجال
في العام نفسه قدمت (لبنى عبدالعزيز) فيلما باسم (هى والرجال) مأخوذ عن أقصوصة (مذكرات خادمة) لإحسان عبد القدوس، وهو أقرب الي رواية (البعث) لتولستوي.
وقد صرحت في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه أقرب الي قلبها من أفلام عديدة أخري.
وهى في الفيلم خادمة بسيطة لاتضع أي مكياج، تعشق طالب الحقوق الذي يسكن غرفة السطح في المنزل الذي تعمل به، وعندما يتخرج من الكلية يذهب الي طبقة اجتماعية أرقى وينساها.
فتنتقل بين أكثر من بيت، وتتعرض لمقالب شباب العائلات التي يدفعونها للعب دور البنت الأنثى من أجل الإيقاع بشاب (إلعوبان) كي يثبتوا له أن الجمال لاينتمي الي طبقة اجتماعية بعينها!.
(لبنى عبدالعزيز).. العنب المر
في فيلم (العنب المر) إخراج فاروق عجرمة عام 1965، طلعت علينا لبني عبد العزيز بوجه اصطناعي غريب فهي تقص شعرها بشكل مختلف.
أو لعلها باروكة تقلل فيه من جمال شعرها الطبيعي، كما وضعت أحمر الشفاة يطريقة مغايرة.
وكانت الممثلة أقرب الي الشخصية الثانوية وسط ثلاثة رجال أفذاذ هم (محمود مرسي، وأحمد مظهر، وأحمد رمزي) وبدت كأنها تلعب دور السنيدة.
وقد حدث ذلك في افلامها التالية، وهى (المخربون) لكمال الشيخ، و(العيب) لجلال الشرقاوي، و(إضراب الشحاذين) لحسن الأمام.
وكلها مأخوذة عن روايات مصرية، وقد برزت في فيلمها الأخير، وهى تقوم بدور شحاذة ثائرة نغني، وتؤدي الرقص الاستعراضي، وتثور ضد الثري الذي يقدم الحسنات للشحاذين.
عودة لبنى عبد العزيز بعد 40 عاما
لايهمنا الحديث عن الحياة الخاصة للجميلات اللائي نتحدث عنهن، لكن يبدو أن هذا الهبوط الملحوظ في أسهم (لبني عبد العزيز) بدون (رمسيس نجيب) جعلها تقبل أن تنزوي في الظل لأكثر من أربعين عاما في الولايات المتحدة لعبت فيها الدور الطبيعي كأم وزوجة لرجل شرقي التفكير سحب منها كل الأبسطة من تحتها.
وهي بالغة الرضاء، وكما تحدثت في ذلك البرنامج فقد صارت أمهر طباخة في محيطها الاجتماعي، ولم تنتابها أي رغبة في الاستفادة من موهبتها.
وسرعان ماعادت الي القاهرة بعد أن صارت ارملة، وقد التقيت بها في حفل بالسفارة الهندية في تلك الفترة، وقد تجاوزت السبعين فبدت براقة لم تفقد ابتسامتها.
وسرعان ماعادت إلى العمل في مسلسل (عمارة يعقوبيان) ومسرحية (سكر هانم)، وفيلم (جدو حبيبي) عام2012 من إخراج علي ادريس.
ما يعني أنها استهلكت كل هذا العمر الطويل الضائع في أن يكون هذا الجمال النادر المصحوب بثقافة، وشعور بالذات قد دفعنا نحن الجمهور ثمنه بسبب عقلية شرقية، حتي وان لم تبح أو تعترف بذلك، لكنه الواقع!.