بقلم: محمد حبوشة
على الممثل أن يفهم جوهر علاقته بالنص المسرحي أولا والمخرج باعتباره مؤلفا للعرض ثانيا وفريق العمل ثالثا، ومن ثم علاقته بالعناصر الدرامية الأخرى سعيا وراء تكامله وتجديد قدرته على الأداء الفني الإبداعي المتقن، تماما كما رسخ في عقل ووجدان الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني (حسن عويتي)
فيدرك (حسن عويتي) بغريزته المسرحية أن المكونات الأساسية لأي عرض مسرحي هى: النص، والإخراج، والتجسيد، فاذا أراد الممثل الوصول إلى التكامل المنشود فان عليه النظر إلى هذا الثالوث بقداسة تؤدي إلى استنباط جوهره وفهم مكنونه وجملة الأفكار المنبثقة عنه.
والحرص الشديد على تبنيها بل على تفاعلها داخل مختبر روحه الحالمة، فالنص هو ما سيعمل على تجسيده فريق العمل كله، كل حسب تخصصه، أما الإخراج من وجهة نظر (حسن عويتي) فهو (إعادة تأليف النص وفق عرض مسرحي فني مرئي ومسموع ومحسوس وملموس ضمن وحدات قوانين وأساليب الإخراج.
سواء المتوارثة أم المستحدثة أم المبتكرة، أما التجسيد فهو (التطبيق العملي لعناصر الفعل المكتوبة والمتخيلة من خلال النص والمخرج والممثل والمصمم.
إقرأ أيضا : فلسطين.. الدراما التلفزيونية تجسد سجل المرارة والألم (1)
يؤمن (حسن عويتي) بأن دور المخرج يبدأ من أول خطوة في العمل الفني، بعد انتهاء النص، وحتى إنه من الممكن أن يشارك قبل انتهاء النص وأتحدث هنا عن نفسي إذ يبدأ عملي من اختيار الموضوع وكافة التحضيرات والخيارات الفنية الأخرى.
وصولا إلى اختيار الممثلين والشخصيات وكافة العناصر الكفيلة بتجسيد النص الدرامي على أفضل وجه، فالممثل بداية يختار الدور إذ وجد نفسه فيه، ومايحصل أحيانا أن البعض يختار الدور المقدم له، صحيح أن الممثل يتحمل مسؤولية الدور.
ومن الضروري من وجهة نظر (حسن عويتي) أن يعمل الممثل كل الأدوار، لكن بالمقابل على المخرج أن يمتلك الرؤية والاختيار المناسب للممثل، والعملية الفنية هي مشتركة بين كافة الأطراف.
المخرج من وجهة نظر (حسن عويتي)
فالمخرج كما يرى (حسن عويتي) يشرح للممثل المطلوب من طبيعة الدور وبعده وعمقه وكيفية العمل عليه، والمفترض بالممثل من جهة ثانية أن يكون لديه الخبرة والإلمام بالتقنية والتناول الأدائي.
ثم الاجتهادات لإعطاء الدور لمعة خاصة حتى لو كان يجسد دوره وفق ملاحظات المخرج، لذلك نقول هذا الممثل متميز، كونه فهم الشخصية وأعطاها أبعادا وملامح من حيث المضمون وبالتعاون مع المخرج وقيادته.
وعلى الممثل كما يعتقد (حسن عويتي) أن يعرف أيضا عمل الشخصيات الأخرى، ومن أكبر الأخطاء في أعمالنا الفنية أننا نرسل للممثل دوره فقط للاطلاع عليه وقراءته في الوقت الذي يتطلب المعرفة لماقبل دوره ومابعده وأثناءه.
إقرأ أيضا : (خليل طافش).. مؤسس المسرح الفلسطيني في الشتات
وحتى لايتعامل مع دوره كـ (كبسة زر) ويفتقر بذلك للاجتهاد، والاجتهاد الذي يمنحه أبعاد الشخصية ويعرفه ماذا يقول من خلالها، فعليه أن يدرس النص الدرامي وخطه الذي يخصه وكل شيء حتى الديكور لأن هذا التشكيل ككل هو مايعطي النجاح للعمل ويعطي النجاح للشخصية.
وكما يفهم (حسن عويتي)، فقراءته النص ككل يجعله يمسك الدور فعلا ويعرف علاقاته، لأنه أثناء التعامل مع المخرج وأمام الكاميرا يوجد شيء اسمه حاجز، حاجز الخوف من المراقبة.
لذلك هذه التفاصيل ضرورية له ولأدائه الجيد، لكن لابد من القول إن الخيار النهائي يعود للمخرج, فالبداية والنهاية داخل اللقطة الواحدة، وإعطاء مفاتيح الحركة داخل اللوكيشن والتعامل مع كل شيء حتى الإكسسوار الموجود والتشكيل كله، فالتكامل مابين كافة الخيارات الفنية والعناصر بمافيها إيقاع المشهد يؤثر على الممثل.
الجانب البصري عند (حسن عويتي)
إن الجانب البصري يعني استخدام الوسائل الإخراجية البصرية كما في خيال المخرج المسرحي الفلسطيني (حسن عويتي)، وهى بحق كتابة لها مفرداتها الخاصة بخلق الرؤى المعبرة والتي تتجدد حسب وعي وإمكانات المخرج.
ولكنها ليست جديدة في ذات الوقت، لأنها الوسائل والمفردات الكتابية الوحيدة التي يملكها المخرج مضافا إليها إمكانيات الكلمة (المؤلف ـ النص) .
ولإزالة أي التباس ينوه (حسن عويتي): هنا أتناول المخرج والمؤلف والمبدعين الآخرين المتمكنين من وسائلهما التعبيرية لأجل تكامل العملية الإبداعية، وعن ذلك النص الحيوي الديناميكي الذي يمتلك أبعده الرؤيوية المقدسة .
من هذا المنطلق يحدث الالتباس، حيث تفهم علاقة المخرج بالنص المسرحي عادة بشكل خاطئ ويكتنفها الكثير من التعسف المفتعل، وتستغل هذه الموضوعة (إعادة خلق النص المسرحي.. والمخرج مؤلف ثان للعرض).
وذلك بشكل يؤدي إلى عدم احترام الجهود العظيمة المبدعة للمؤلف المسرحي بحجج مختلفة، ويؤدي بالتالي إلى خلل في العملية الإبداعية .
فالعلاقة بين المؤلف والمخرج كما هو في عقل (حسن عويتي) يجب أن تخضع للتكامل، بمعنى ان الوسائل التعبيرية للإخراج تتكامل في بعدها الصوري والسيمولوجي مع الطاقة الانفجارية الشعرية التعبيرية التي يمنحها النص الأدبي .
العملية الإبداعية عند (حسن عويتي)، هى توليف تكاملي لمبدعين مختلفين لكنهم متفاهمين للوصول إلى الإبداع ، إلى المستحيل أو الفردوس المفقود أو للعثور على الزمرد في أعماق اقيانوس الفن .
إنها المخاطرة العظمى للدخول إلى عالم الفن التي تتطلب من الفنان (المؤلف ، المخرج.. إلخ) السير على حد الموس أو التهيؤ للمرور من ثقب الإبرة إذا اقتضى الأمر .
(حسن عويتي) وجماليات العرض المسرحي
يقول (حسن عويتي) إن قوانين جماليات العرض المسرحي تدفعنا إلى التأكيد على إن الكثير من المؤلفين الدراميين ينتمون إلى روح الأدب وقوانينه، ويفهمون زمن الفعل في العمل الأدبي.
ولكن الكثير منهم يفتقر إلى حساسية فهم هذا الزمن في العرض المسرحي على خشبة المسرح، وهو عملية دقيقة تؤثر على حيوية العرض وإيقاعه.
فالكثير من المسرحيات تكتظ بأحداث يتناسب زمنها وإيقاعها مع قانون الصنعة الأدبية ولا يتناسب مع قوانين زمن العرض المسرحي، وقدرة السيطرة على القوانين الزمنية يجعل المسرحية اكثر فعالية وحيوية أمام المتفاعلين (الجمهور).
إن المخرج من خلال وسائل العرض المسرحي Performans – على حد تعبير (حسن عويتي) – هو الذي يقوم بإعادة خلق وإبداع النص من جديد، لأن المسرحية لا تكتب للقراءة وانما للمشاهدة والعرض على المسرح الذي يعيد لها تأثيرها بدون الاعتماد الكلي على وسائل التعبير الأدبي.
وانما من خلال وسائل العرض المسرحي، من أجل بعث الحياة في جمودها الديناميكي (البذرة الأولى) ولا يمكن للمخرج أن ينجح في استعمال وسائله التعبيرية بشكل مبدع مالم يمتلك معرفة حقة بقوانين التأليف المسرحي وحتى يكون خالقا ومبدعا للنص بوسائل البصرية .
يرى (حسن عويتي) أن الوعي بالوسائل الإبداعية والقوانين السرية لفن العرض المسرحي بما فيها إمكانيات النص الديناميكي، شئ ضروري في الوقت الحاض، من اجل إمساك العصا السحرية التي يعرف المخرج الواعي لعمله الإبداعي كيفية استعمالها.
والتي من خلالها يمنح النص الأدبي الحيوية والاشتعال ، ويمنح الإنسان وعيا مضافا في الحياة، ويبدأ مسرح المخرج تأثيره عندما تكون الكلمة فقيرة، قياسا إلى تنوع وغنى وسائل العرض المسرحي.
المخرج (حسن عويتي) مؤلفا جديدا للنص
كإشارات وصور بصرية لها تأثيرها في وعي المتفاعل (الجمهور)، و يكون المخرج مؤلفا جديدا للنص وخالقا متفردا للعرض، لأن النص سيكون قاصرا إذا بقيت الكلمة حجابا غير مكشوفا ، ويكون لغزا إذا كتب بالوسائل الأدبية فقط، فيشمل تأثيره السمع فقط ، بدون أن يوحي بالرؤى البصرية .
فالكلمة في المسرح – يقول حسن عويتي – تؤثر على البصر والبصيرة إذا استطاع الفنان الرائي (المؤلف المبدع )أن يكشف سريتها الكامنة في الكثافة الشعرية والبعد التعبيري.
وسيرى الجمهور ويشعر تأثيرها على المسرح إذا استطاع الفنان (المخرج) أن يمنحها ذلك الدفق الرؤيوي والبصري من خلال كونها مفردة معبرة لها مكانتها ضمن الوسائل الإبداعية التي تشكل شعرية العرض أو الطقس المسرحي.
لاشك أن الممثل (حسن عويتي) يمتلك مقومات عديدة تمد العلاقة بين التوصيل والتجسيد، اذ يمكن أن يشخص الدور بتفاصيله كافة بعد دراسة الابعاد الثلاثة للشخصية.
فهناك لغة تشييد نفسية تحليلية تتخذ الصوت و(الكاركتر) أو الشكل الخارجي مرتكزا اساسيا لبناء الدور وإعطاء ميزة خاصة به عبر التواصل مع البناء الدرامي للحدث والشخصيات الاخرى.
كما يخلق الشاعر صورة شعرية، إن عمل الممثل مقدس بوجود مخرج يضاعف هذه القدسية وبمعرفته يتجاوز حدود المألوف في المسرح ويكون قادرا على خلق وتفجير الممثل ومطلعا على اخر العلوم المكتشفة في العصر الحديث كي يتوصل الى مكنونات الاشياء عبر معرفته في علم الاجناس وتفسير الأساطير والتاريخ والدين.
التمثيل – كما يرى حسن عويتي – عالم غريب في التفكير والتقمص والاجتهاد، يجب أن يتعايش أو يجذب كل شخصية الممثل مارا بغريزة متوجهة ازاء الشخصية باعتبار قنوات الوعي والفكر والحس هي المصادر الرئيسية للافصاح عن مكنونات الدور.
فأذا بدا الانفعال انفعالا ميتا فإن الاشارات المبالغ فيها لاتؤثر في مستوى التلقي، إنها مسألة تمس جوهر الممثل، جسد الممثل، هى لغة تمتلك أجزاءا من البناء التكويني للشخصية حين لا تنطق حيث التعبير عن الحدث في الاتصال المشهدي.
(حسن عويتي) ممثل ومخرج مسرحي
حسن عويتي ممثل ومخرج مسرحي فلسطيني سوري، ولد في مدينة عكا الفلسطينية عام 1942، حصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية، ودرس المسرح في بلغاريا عام 1971 وشارك بعدة نشاطات للمسرح القومي والجامعي في دمشق.
وعمل على إنشاء مسرح أكثر حداثة وأكاديمية ليكمل فيما بعد بالدراسات العليا للمسرح كما أنه يعمل كأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية ويُدرس مادة (الفن والإلقاء).
نزح إلى دمشق مع عائلته بسبب النكبة الفلسطينية عام 1948، وبرع في الكوميديا والتراجيديا والأعمال الاجتماعية، كما أتقن الأعمال التاريخية وأبدع في الأعمال الشامية والبدوية.
صحيح أن (حسن عويتي) لم يقم بأدوار البطولة المطلقة، إلا أنه ترك بعدا وزخما وأثرا جليا في كل مساحة أداها من شخصياته، هذا ما يجعل تخيل العمل بدونه مختلا وناقصا، حيث يتماهى عويتي مع الشخصية التي يلعبها، ويؤديها بإتقان حتى بات راسخًا في ذاكرة الدراما السورية ومتابعيها.
انطلق (حسن عويتي) في مسيرته الفنية الحافلة بالأعمال، وشارك بالتمثيل بما يقرب من مئة عمل تلفزيوني تنوعت بين كوميدية وتراجيدية واجتماعية وفانتازيا تاريخية كذلك أعمال البيئة الشامية.
نذكر منها: (عز الدين القسام – عام 1981، البركان – 1989، الدغري، جريمة في الذاكرة، اختفاء رجل” عام 1992، الجذور لا تموت – 1993.
في عام 1995 شارك بدورٍ كوميدي في مسلسل (يوميات مدير عام)، حيث لعب دور (أبو موفق)، وهو موظف يشكو دومًا من شعر زوجته غير المسرح، وفي عام 1996 شارك في (أخوة التراب، والقصاص، وياسين تورز).
شارك (حسن عويتي) عام 1997 في (حمام القيشاني، أيام الغضب، جواد الليل، بطل من هذا الزمان)، وعام 1999 شارك في دنيا – الجزء الأول، مرايا، أنت عمري، ليل المسافرين).
عام 2000 شارك في (بقعة ضوء، حمام القيشاني بجزئه الثاني، صلاح الدين الأيوبي) وفي عام 2001 شارك في (هولاكو، صقر قريش، حنين)، وعام 2002، (ربيع قرطبة، زمان الصمت، أنشودة المطر).
(حسن عويتي) والتغريبة الفلسطينية
اشتهر (حسن عويتي) بدور (أبو عايد) في التغريبة الفلسطينية عام 2004، وفي نفس العام شارك بمسلسل (أحلام كبيرة) بدور الأخ الأناني الطماع، وأيضًا بدور (الدكتور بهجت) في المسلسل الكوميدي (هومي وهون).
كما شارك بمسلسلات (عشتار، ملوك الطوائف، خلف القضبان، زوج الست)، وفي عام 2005 (عصي الدمع، وشاء الهوى،على طول الأيام، المحروس، مشاريع صغيرة)، وعام 2006 (رسائل الحب والحرب، على حافة الهاوية، الاجتياح، أشياء تشبه الحب، الحصرم الشامي).
وأيضًا من ضمن من أعماله المهمة (أهل الراية، طوق الياسمين، أولاد القمرية، ليس سرابًا) والذي كان مُخرجًا تنفيذيا له عام 2008، أيضا (الدوامة، قاع المدينة، قلبي معكم – 2009.
(القعقاع بن عمرو التميمي، أسعد الوراق، وراء الشمس- 2010)، و(طالع الفضة – 2011)، و(عمر، الأميمي، الشبيهة – 2012)، ليعود ويشارك في (العراب – 2015) و(قناديل العشاق – 2017)، و(الحرملك، عندما تشيخ الذئاب – 2019.
أما عن أعماله في السينما فقد شارك (حسن عويتي) في عدة أفلام مثل (المتبقي – 1995، (شغف – 2005، العشاق – 1988، الليل الطويل – 1999، وطعم الليمون – 2011، إنعاش 2022)
ومن الأعمال المسرحية التي شارك بها (حسن عويتي): (أمواج الأعماق، ليلة القتل، اظبطوا الساعات، الزيارة، في انتظار أليسار، وعمل أيضًا بالإخراج التلفزيوني فكان مخرجا فنيا لمسلسل (ليس سرابا).
وأيضًا الإخراج المسرحي مثل مسرحية (الغرباء لا يشربون القهوة) عام 1972، كما شارك في التأليف، فكان مستشارا دراميًّا في عدة أعمال لعل أشهرها (التغريبة الفلسطينية).
(حسن عويتي) و(الخدم المتحذلقون)
استطاع (حسن عويتي) الدمج في عرضه (الخدم المتحذلقون) بين نصين لأشهر كتاب الكوميديا دي لارتي، هما مسرحية (زواج فيغارو) للكاتب الفرنسي (بيير بومارشيه) ومسرحية (خادم سيدين) للكاتب الإيطالي كارلو غولودوني.
تدور قصة الجزء الأول من هذا العرض في مدينة إشبيلية الإسبانية، وتروي قصة سيد متسلط يدخل في صراع مع خادم من حاشيته يدعى (فيغارو) الشاب المقبل على الزواج من الحسناء سوزانا.
وبسبب رغبة السيد في تنفيذ العُرف الذي يقتضي أن يعاشر الكونت أي فتاة قبل زواجها بيوم، ينشب صراع بينه وبين خادمه.
أما النص الثاني فتدور أحداثه في مدينة فينيسيا الإيطالية، ويحكي قصة تروفالدينو الذي استطاع أن يصبح في وقت واحد خادماً لسيد وسيدة يقع كل منهما في غرام الآخر.
ونجح (الخدم المتحذلقون) في تقديم صيغة من الهجاء المخفف وسط أجواء من غراميات مرحة، لم تستغن بالمطلق عن إبراز طاقات خاملة لدى الممثل، سواءً على صعيد الأداء الصوتي أو الجسدي، أو حتى على صعيد تظهير مهارات في الليونة واللياقة البدنية.
وتابع الجمهور نماذج من عشاق فاشلين، وسادة أشرار مضحكين، وعجائز متصابيين، ونساء ماكرات، ضمن أجواء متفاوتة جعلت اللعبة المسرحية لا تفتر حتى تعود وتضطرم بمبارزات كلامية، ورقصات ذات طابع باروكي.
مهدت هي الأُخرى لمناخ من المزاح والطرافة، وورد الحوار باللغة العربية الفصحى، مع الحفاظ على أسماء الشخصيات كما وردت في النص الأصلي، ما أكسبها نوعا من الرصانة في غير موقع من العرض ذي الطابع الكوميدي.
من أشهر أقوال حسن عويتي:
** الدراما العربية مقصرة بحق القـضية الفلسطينية وتم تناولها بشكل ضئيل على مستوى الوطن العربي.
** القضية الفلسطينية حسب تعبير عويتي كانت وما زالت عبئاً كبيراً على الدراما العربية.
** فخور بالمشاركة في معظم الأعمال التي تناولت القـضية الفلسطينية مثل (الاجتياح، التغريبة الفلسطينية).
** رغم احترامس لأعمال البيئة الشامية ومشاركتي بأحد أجزائها، إلا أنني لا أحبها ولا أشارك بها كثيرا، بسبب ما تحويه هذه الدراما من تكرار للمواضيع والحوارات غير المجدية.
** نأسف لتراجع الدراما السورية في الآونة الأخيرة، وقد قال بأن الحل لرجوع الدراما السورية إلى زهوتها من خلال إقصاء من سماهم ب (الكتبة) وإعادة (الكتاب الحقيقيين)، ويجب أن تعود كما كانت من تناولها القضايا الهامة للناس والشارع السوري.
** الثقافة والأدب مهمان لتكوين الفنان الحقيقي القادر على شق طريقه بقوة، حيث يجب على الفنان برأيه أن يتمتع بهاجس حقيقي وحب مبني على المعرفة فهذا أساسي في تكوين الممثل لأدائه المقنع والجيد.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان القدير (حسن عويتي) الذي يتمتع بموهبة كبيرة، مكنته من تقديم كافة الأنواع الدرامية، فنجح في الكوميديا والتراجيديا وبرع في الأعمال الإجتماعية، كما نجح في الأعمال التاريخية والبيئية الشامية والبدوية، وفوق هذا هو فنان من طراز فريد في فن التمثيل، وفي كل دور يتصدى له يترك فيه بصمته الخاصة لدى المشاهد، فهو يتعامل مع الشخصية بعفوية وبساطة، تنمان عن حرفية عالية المستوى.
وعلى الرغم من كونه لا يلعب أدوار البطولة المطلقة إلا أنه يعطي العمل الذي يشارك فيه زخمه وبعده، وإذا حاولت أن تتجاوز دوره أو تلغيه فستشعر بأن العمل قد نقص أو اختل.
فقد عودنا (حسن عويتي) دائماً أن يتعامل مع الشخصية التي يتصدى لها بجدية، يحاول أن يوظف كل إمكانياته ومواهبه في سبيل أن يصل بالدور إلى حد الإقناع.