بقلم : محمد حبوشة
على الممثل الواثق بنفسه بما لديه من الإحساس والقدرات الجسدية والذهنية، أن لا يقبل كل عرض يعرض عليه ليقوم به، مهما قيل عنه بأنه ممثل مبدع، فالممثل المبدع هو الذي يدرك تماما أين يكون وفي الوقت المناسب أيضا، لأنه يبقى دور الممثل في نقل المعرفة إلى الآخرين، ومعروف أن الممثل هو الذي يصنع، يؤدي، يمثل، يقول، يتحرك، وبما أنه يفعل كل هذه الأشياء فهو بالتالي سيحرك الجميع، ولهذا فإن مقولة الروسي (يفرينوف) التي تحدث فيها عن الكلمات التي تحمل دورا مساعدا، ولكن العين هى التي تسمع أكثر مما تسمع الأذن، هذا يؤكد أننا نرى الحركة، نرى الفعل، ونحس بالحركة ونحس بالفعل، يؤثر الممثل فينا ونتأثر بالفعل المنقول إلينا من الممثل، فجسد المتلقي عندما يشاهد مأساة، يتفاعل مع طبيعة الحدث الذي يراه بالحزن والألم والتفكير الاستهجاني مثلا، وكذلك عندما يرى الكوميديا، يتحرك الجسد ويستجيب للفرح والأمل، والبعد الاستهجاني كحالة مضحكة تهكمية.
ولعل ضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع النجم اللبناني الكبير (بيير داغر) باعتباره ممثلا مبدعا واثقا من قدراته الجسدية والذهنية فلا يقبل أي دور يعرض يعرض عليه انطلاقا من قناعته الشخصية أن لابد وأن يكون لديه يقين تام ومؤكد بالشخصية التي يؤديها فهو يدرك جيدا أهمية الجسد كحضور فعلي ينوب عن الكلام، فتلك الحركات هى التي ستنوب عن الكلام، ولكن الجسد بالتالي هو اللغة التي نستطيع أن نتواصل معها وحتى بحضور الكلام، ولهذا نجد (آرتو) معولا على الجسد حينما يقول: (إذا كان للموسيقى تأثير الأفاعي، فليس هذا لأنها تنقل إليها أفكارا روحية، بل لأنها الأفاعي تكون متمددة ومضطجعه على الأرض، ملتفة لفات طويلة، وتلامسها أجسادها على طولها تقريبا، لذا فإن الذبذبات التي تتوغل في الرمال تصلها كرسالة طويلة جدا ورفيعة، أنا أنوي أن أطبق على المتفرجين ما يفعله محبو الأفاعي، بحيث أجعلهم يصلون حتى إلى تلك النزوات الأرق والألطف عبر إحساسهم بها جسديا وربما كان هذا منهجا أساسيا عند (بيير داغر) في اختيار أدواره بعناية.
يستعمل جسده للتعبير عن مشاعره
إن التعبير الانفعالي لدى الممثل القدير (بيير داغر) هو اللغة غير الشعورية التي تحدث للإنسان، وخاصة عندما نراه يستعمل جسده للتعبير عن مشاعره، وما يجيش في نفسه، وهذه اللغة اللاشعورية تعبر عن الجوانب الأكثر حقيقية من ذواتنا من مشاعرنا وانفعالنا وحاجاتنا واتجاهنا، وهذه اللغة الأكثر صعوبة بكتابتها، لكنها الأكثر أهمية في العلاقات الشخصية المتبادلة بيننا، وهى لغة جديرة بالاهتمام على نحو خاص من جانب الممثلين والراقصين والميميين أو الممثلين بالاشارات mimits وغيرهم من الفنانين المؤدين، لكن (داغر) يستطيع أن يميز ما بين الحركات الجسدية كلغة لا شعورية وبين الحركة التي تنتج من العادة أو التقليد، إن الممثل في التعبيرية (جسد هذه الشخصية أو تلك، فإنها تطالبه بالأساس أن يكون مترجما لحالات الروح، والممثل التعبيري لكي يحقق ذلك يجب أن يكون أداؤه فيزيقيا بالدرجة الأولى).
من خلال متابعتي لأعمال (بيير داغر) أستطيع القول بأنه من المؤمنين بأن مكونات الجسد متعددة منها الصوت، والذي بدأ الاهتمام به كجزئية جسدية، أي باعتباره لغة جسدية وليس كلاما (وليس من الضروري أن يكون هذا الصوت جميلا أو متناغما أو مركزا ونغما معبرا بعمق عن الشخصية بما تحمله من خصائص وفردية وحساسية، من هنا يعرف (بيير) جيدا أن الصوت يعبر عن باطنية الممثل، وهذا التعبير هو ما ينقل إلى المتلقي للاندماج بما يقوم به الممثل، ولا يكون هذا الصوت ناتجا من فراغ أو من عدم، لهذا يحرص على اختيار تون الصوت طبقا للشخصية التي يؤديها، إن هذا الصوت يعبر عن الموقف كلغة جسدية يعبر عنها بالصراخ مثلا، حيث يكون هذا الصوت مفجوعا أو حزينا أو فرحا بطريقة ما من خلال الموقف الذي يقفه الممثل، وهو بالتالي التعبير الجسدي عن حالة الممثل، لما يمر به من مواقف كوسيلة تعبيرية.
يشيح نفسه عن البهرجة والزخرفة
ولأنه على ما يبدو لي قد هضم (بيير عاذر) مبادئ المسرحي البولوني (جرزي جروتوفسكي) الذي أعطى بعدا وأهمية كبيرة للممثل، بحيث من خلال حضوره على خشبة المسرح، ربما يتخلى عن الأشياء الكثيرة، والتي تبدو بنظره بهرجة، لذا تجد الممثل (بيير داغر) يستطيع أن يشيح نفسه عن تلك البهرجة والزخرفة، ويقف بجسده العاري وحده أمامنا من دون مكياج وأنوف كاذبة وبطون محشوة بالوسائد، وكل ما يتزين به الممثل قبل العرض في غرفة الملابس، إن هذا المسرح الفقير الذي نظرإليه (جروتوفسكي) يقوم على حضورية الممثل، أي حضورية الجسد وهو ينتقل من حالة إلى أخرى ومن تجسيد شخصية إلى تجسيد آخر، لذا نجد (بيير) الذي يقف أمامنا، مبهرا بما يقوم به من دون أية زخرفة ونفاق زخرفي، قد لا يعني شيئا في عملية التواصل، وهذا ما يفعله (جروتوفسكي) يعطي بعدا وأهمية كبيرة للمتلقي الذي يدرك ما يحدث من خلال الجسد من دون زيف زائد، وكأنه مرة أخرى يجعل المتلقي يستشعر الإيهام بكل ما يراه أمامه، وهذا إيمان مطلق ربما نستطيع أن نسمه كذلك بثقة جروتوفسكي بالمتلقي.
(جروتوفسكي) يبدو مثل (ما يرخولد) حيث يقول (يعطي الممثل الصدر وإن الممثل هو المركز ومركز دائرة الإبداع، وإذا كان في حوزته سحر يجذب المتفرج فإن مثل هذا السحر هو الذي يقوي فيه الإيمان بأهمية الدور الذي يقدمه، ويبدو لي أن (بيير داغر) يعي أن (ستانسلافسكي) يقدر الممثل، يثق بالممثل ولهذا يجعله يقوم بعملية الهضم والفهم للعمل بما لديه من مخزون معرفي سابق، كل هذا يتفاعل عند (داغر) لينقل لنا أداء يخاطب من خلاله المتلقي، عندئذ بعد كل عملية تدريب والهضم والفهم والإرسال تبدو العلاقة تشاركية ما بين الممثل والمتلقي، فالممثل عندئذ يتناسى المخرج ليدخل في علاقة حوارية جدلية بالتالي ما بين الممثل والمتلقي، وتتمثل هذه الحوارية بلغة جسدية للمتلقي، هذه اللغة الحوارية ما بين المتلقي والممثل تتمثل بحضوره الجسدي للمتلقي، وما بين الممثل الذي يتمثل بحضوره الجسدي والصوتي (اللفظ / الحكي) والإيقاع الحركي، ليكون ما بين ممثل مبدع ومتلق واع، كحالة (بيير داغر) الذي برع في مختلف الأدوار ما بين الفصحى واللهجات العربية المختلفة.
نبرة صوتية درامية تميزه فنيا
يتميز الفنان (بيير داغر) بنبرة صوتية درامية تميزه فنيا من حيث التأثير بحواس المشاهد، وما بين نبرة صوتية وتعبير جسدي تمكن من الإمساك بالحبل الدرامي المتين وشده نحوه إلى أن وصل إلى الوقار الفني بتمرس وأداء استطاع تطويره بوعي وصبر، بمعنى يحسب له جدارته في تقمص الشخصيات كما يحسب وجوده في أي مسلسل ينتظره المشاهد خاصة التاريخي منها، برغم صعوبة الدراما التاريخية وتقبل الجمهور لها لأن الأدوار التاريخية تحتاج لجمهور خاص، إضافة إلى الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها منها تعابير الوجه المرتاحة أو التعبيرية بهدوء تبعا للشخصية أو تلك البعيدة عن التشنج التقليدي الذي نألفه في وجوه بعض الفنانين الآخرين، لهذا استطاع (داغر) تمييز الشخصية التي يلعبها في أي مسلسل، ويمنحها خاصيته بمهارة وإدراك فني مازجا به التراجيديا كما الكوميديا، ليقدم دراما تنوعت وصقلت شخصيته وجمهوره معا، لهذا دخل القلوب دون استئذان وانصهر مع أدواره وجمهوره.
ولد بيير في بيروت، وأحب الفن والتمثيل منذ أن كان صغيرا، كانت طفولة جميلة جدا رغم أن الظروف التي عاشها في بيروت كانت صعبة بسبب الحروب وقتال الطوائف بين بعضها البعض ورغم الظروف الصعبة كانت له هنالك ذكريات جميلة، حيث قضى الطفولة في الجبل في ظل الطبيعة الخلابة مع أسرة رائعة وحنونة وهذه الطبيعة أعطته نوعا من الهدوء والتوازن في حياته لذا فهو مدين لهذه الطبيعة على حد تعبيره.
احترف الفن في سن العشرين
وهو الأمر الذي جعله يحترف الفن منذ أن كان في عمر العشرين، قدم العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة، والتي لفتت أنظار الجمهور في الوطن العربي، وليس فقط في سوريا أو لبنان، بل امتد ذلك إلى إيران والمغرب وغيرها من الدول العربية، وبالإضافة إلى موهبة التمثيل، فإن بيير يمتلك موهبة من نوع خاص وهي موهبة التعليق الصوتي أو (الدوبلاج)، حيث شارك بصوته في دبلجة عدد من الأعمال الأجنبية باللهجة السورية، والتي نالت شهرة كبيرة وواسعة في الوطن العربي.
يحافظ بيير على رشاقته وعلى شبابه، فلا يزال يحتفظ بملامحه التي تتميز بالوسامة، والتي كانت سبب كبير في شهرته بجانب موهبته الفريدة، ويوضح (بيير داغر) أن السبب الحقيقي وراء الحفاظ على شبابه هو ممارسته الرياضة بشكل يومي، بالإضافة إلى حفاظه على نظام غذائي يتضمن الطعام الصحي ويبعد كل البعد عن الطعام غير الصحي، وبلا صخب ولا ضجيجٍ راكم (داغر) تجربةً متميزة وبنى عمارة متينة الأسس بطبقات متراصة من الأدوار المتقنة والأعمال الناجِحة التي شاهدناها على مدى سنوات، فعلى حد تعبير الإعلامي الكبير( زاهي وهبي):
لم تكن تلك السنوات أبدا عجافا بل أثمرت حصادا وفيرا من الفن، لم يخش أداء أي دور سواء أكان دورا إيجابيا أو سلبيا، فغايته في نهاية المطاف إمتاع المشاهِد ومؤانسته من خلال مهنة لا يُمكن لها أن تكون فقط مورد رزقٍ أو مجرد عمل تجاري لذا رأيناه أيضا في أعمال ملتزمة بقضايا وطنه وشعبه ومسلسلات تلفزيونية سطرت بطولات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى لو أدى فيها أدوارا تناقض أفكاره، ومثلما برع هنا برع أيضا في الأعمال التاريخية والاجتماعية وسواها وظل مثالا للفنان الجميل المتواضع المنحني مثل سنبلة ملأى.
علامات مضيئة في مشواره الفني
في مشوار النجم (بيير داغر علامات مضيئة من خلال أعمال توصف بالقدرة على الأداء الصعب، كم جاء مؤخرا في تجسيده لشخصية (ساري – التحدي 2022 ، جوليان – فتح الأندلس 2022، حكمت – بيوت من ورق 2022 ، جلال – 350 جرام 2021، داغر – بارانويا 2021 ، جاد – قيد مجهول 2021، مهاب – سكر زياده 2020، فوزي – مافيي 2019، فؤاد – أثر الفراشة 2019، هرقل – من أعلام الإسلام 2018).
فضلا عن ذلك هنالك شخصيات أخرى قدمها في أعمال مثل: (رحلة الشام – فيلم 2018، فتحي – فرصه أخيرة 2018، آكل شارب نايم – فيلم 2017،المعتصم – الإمام 2017، عصام – الرابوص 2017، برونيه – بلاد العز 2017، جوفونيل – خاتون 2017، طريق النحل 2017، فؤاد – كاراميل 2017، آسر – أحمر 2016، فوزي – صرخة روح 2016، مازن – شيء يوم رح فل 2015، العبور 2014، ألفريد – تحالف الصبار 2014، أبو علي – قيامة البنادق 2013، حيي بن الأخطب – خيبر 2013، عصام – سنعود بعد قليل 2013، ابن ملجم – الحسن والحسين 2011، الغالبون 2011، أم الصبي 2010، نبيل – دمشق مع حبي 2010، ضرار بن الأزور – رايات الحق 2010، قيود الروح 2010، القعقاع 2010، المدار صفر 2009).
الدبلجة واحدة من مهاراته الفنية
وقدم في مسلسل يوسف الصديق – دبلجه 2009، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل: (بين الحب والتراب 2009، محزم – فنجان الدم 2009، شريف – هدوء نسبي 2009، أنسر ماشين – فيلم 2008، دعوة إلى المجهول 2008، أرض ألطف – فيلم 2007، أبو عبيده الجراح – خالد بن الوليد 2007، بلولييف – سقف العالم 2007، وعلى الأرض السماء – فيلم 2007، تشي غيفارا – مسرحيه 2006، بشير – عصر الجنون 2004، يزيد بن المهلب – فارس بني مروان 2004، فاضل – ابنتي 2003، القائد – زمن الأوغاد 2003، السبيل 2002، حياة القديسة ريتا 2002، البحث عن صلاح الدين 2001، طريف – المسلوب 2001، – البواسل ،2000 عصا – رمح النار 1999، عمران – العوسج 1997، سالم – أوراق الزمن المر 1997، شباب وبنات 1996، زاهي – العاصفه تهب مرتين 1995، سلمان – على دروب الوفاء 1995، عجوب دائمآ محبوب – 1985.
أدى داغر شخصيات تتحدى قدرات الممثل وأخرى منفرة للجمهور العربي، مثل شخصية ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي في مسلسل (الغالبون)، وفي فيلم (33 يوم)، ما اعتبر شجاعة كبيرة من قبله، لكن التحدي الأكبر كان في تأديته دور محقق إيراني في مسلسل إيراني صرف، حيث كان عليه أن يفهم ما يقوله الممثلون بالفارسية ليتفاعل معه، وأن يمثل ويتكلم بالعربية، بينما قام ممثل إيراني بدبلجة كلامه، عن هاتين التجربتين يقول: (أرفض أن أوضع في قالب واحد، نجاحي في دور ما سيموت إن استنفدت هذا الدور، بعد (الغالبون) الذي يخالف فكره ومعتقده لكنه قدمه على سبيل التنوع ومن منطلق أنه على الممثل أن يقوم بمختلف الأدوار ولو كانت ضد قناعته الشخصية.
أشهر أقول بيير داغر:
** الحمد للّه ربنا أنعم علي بصوت ذي خامة جيدة، وأحاول أن استثمره مثل ما استثمر أي شيئا جيدا ومفيدا لي وهو نوع من الزينة الإضافية، لكن الأهم أن يكون في المكان الصحيح كي لا أستثمره بشكل خاطئ.
** الإنسان يرتاح عندما ينضج في كل حدث يمر به في الحياة بالأدوار الاجتماعية وبالعلاقات مع الناس وفي كل شيء، خاصة أننا في مرحلة النضوج من كل الجهات، وهذا ينعكس على الأداء، لأني أصبحت أشعر بنضوج أكبر والوعي اختلف وأصبح أكثر غنى في كل شيء خاصة بما أقدمه دراميا كي أعطي فنيا الأفضل.
** اللغة العربية من أجمل اللغات الفصحى واستمتع جدا بتأديتها، أنا لم أمنحها أي شيئا إضافيا، على العكس هى أضافت لي كثيرا وتمرست فيها جدا عبر فترة طويلة من الدبلجة حتى تمكنت منها واستغليتها جيدا، بمعنى أصبحت أؤديها كأني أتكلم بشكل عادي إلى أن أصبح المستمع يشعر بسلاسة طبيعية، كأنه يسمع كلام عامي وهذا ما أقصد فعله في أعمالي.
** المسرح هو أساس عملي والعمود الفقري في شخصيتي وهو من أعطاني الكاريزما وهو الأساس لبنيتي الدرامية والفنية، وابتعادي عنه لظروف عملي، لأني غالبا في الخارج لتصوير مسلسلات ولا أستطيع الالتزام به محليا، إذ لا يمكن الاكتفاء بعمل مسرحي يستمر لفترة طويلة من الوقت في هذه الظروف.
** لم أندم على دخول مجال الفن أبدا، ولكن كان بودي أنه قبل ثلاثين سنة لو أنني أكمل دراستي المسرحية العليا في الخارج لكي أطور حالي أكثر وربما لو ما كنت ممثلا لكن بمجال الموسيقى والرقص أيضا شيء بمجال الفن.
** وضع السينما صعب جدا في لبنان، إذا لم نعمل انتاجا مشتركاًمع الخارج، الوضع غير سليم، لأن البلد صغير ولا يغطي الإنتاج، لذا أنا مع الأعمال المشتركة لتسويقها في الخارج.
** لا أنكر فضل المخرج (نجدت أنزور) على مسيرتي الفنية، ودوره في ولوجي الدراما العربية والسورية خاصة، لي معه أكثر من تسعة أعمال وأنا سعيد لتعاوني معه.
** أحببت شخصيتي في (تحالف الصبار)، خاصة طريقة العمل مع المخرج الإسباني في شكلها الحضاري والاحترافي والتي يعمها الاحترام المتبادل، رغم أني كنت أنتظر أن يلقى هذا العمل صدى أكبر مما حققه، لأنه كان عملا في المستوى.
** رغم نزوح بعض المخرجين السوريين وحتى المصريين إلى لبنان بسبب الحرب في بلدانهم ووجود تعاون مع أقرانهم في لبنان، إلا أن الدراما اللبنانية لم تستغل الموقف، لأن هذه الأخيرة لا تحوي صناعة سينمائية، فهي مجرد محاولات فردية.
** عن نفسي لا أتقن لا اللهجة الخليجية ولا المصرية، إضافة إلى أني لا أرتاح في التمثيل بغير لهجتي، لكن إن كان هناك شيء لبيار داغر وأحسست أنه يشبهني فلا حرج في ذلك أينما كان.
** لو يعود بي الزمن عشر سنوات إلى الوراء لبذلت المستحيل للوصول إلى هوليود مهما كان الثمن، لأنه بكل صراحة لا مجال لمقارنة الدراما العربية بها هذا من جهة، ومن جهة أخرى علينا أن نستحي لما آلت إليه الدراما التركية، فالفرق شاسع بيننا.
** أرى أن الدراما ليست في أفضل حالاتها وإنما هى في حالة انحدار لأن الإنتاج الجيد غاب لمصلحة الانتاجات الخفيفة والسريعة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المخرج الجيد والممثل الجيد.
** أنا أحب الطبيعة ولدي مزرعة اهتم بها بوقت فراغي بزراعة الأرض وقسم آخر من هواياتي هى الرياضة صباحا ومساء وهى مهمة عندي أكثر من الأكل والشرب.
** أنا مع حقوق الحيوانات وأدافع عن الحيوانات واهتم بها قدر المستطاع، ربما هو الوعي المتأخر جعلني أشعر باحترام الحيوانات في البراري والحفاظ عليها.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان الليناني القدير (بيير داغر) بما لديه من الكاريزما والشخصية القوية، ناهيك عن الأداء المبدع في مختلف أدواره، ولعل مايميزه عن غيره من أقرانه الفنانين احترامه لنفسه ولجمهوره في فنه لذا خطف أنظار الناس إليه، ليحجز مكانا في قلوبهم أبد الدهر، وهو في الوقت ذاته يوصف بأنه أحد أصحاب الذوق الرفيع.. قليل الكلام غالبا، ولا يميل إلى القيل والقال، ومع أن مروحة صداقاته ضيقة، فإنه يحظى باحترام واسع أينما حل!، ولا ننسى حضوره الطاغي والكاريزما العالية التي يتمتع بها وخامة صوته المميّزة والفريدة من نوعها ولغته العربية السليمة ومخارج حروفها التي تنساب منه كجدول ماء عذب إنه فنان كامل متكامل بكل معنى الكلمة.