بقلم : محمد حبوشة
على الممثل، إذا أراد أن يعبر بشكل علمي وفني يتفق مع طبيعة العلوم والفنون، أن يدرك أدوات مهنته، وجميع متعلقاتها التي تتيح له عملا ناجحا يتسم بالجدية؛ لهذا يفترض في الممثل أن يكون مثقفا واعيا متشبعا بمدارس المسرح المختلفة، وأن تكون لديه معرفة عملية أساسها الاحتكاك والممارسة والتجريب، لذا فإن ضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان القدير والأكاديمي العتيق الدكتور (سامي عبد الحليم) يؤمن بأن الممثل هو الذي يتقن أداءه بشكل تلقائي وعفوي، فتزدوج شخصيته بالشخصية الأدائية، يؤثر في جمهوره تأثيرا مباشرا، وأن أداء الممثل له من الأسس والقواعد التي تجعل منه فنا، وليس تقليدا أو نسخا للواقع المعاش؛ أي أنه فن يرتبط بالفكر، والهدف المراد تجسيده وطرحه على الخشبة، في إطار فني ممتع هو أداء الممثل، الذي يعتبر عنصرا أساسيا في خلقه، وليس مجرد حركات أو إشارات لتسلية الجمهور وإضحاكه بدون هدف.
وعلى عكس كثيرين فإن (سامي عبد الحليم) ليس مثل الكثيرين ممن يعتقدون أن مهنة الممثل بسيطة وسهلة، ولا يدركون أن حياة الممثل تختلف عن حياة أصحاب المهن الأخرى؛ لأنها تتعلق بالظروف وبساعات التمرين الطوال، فالممثل من أجل أن يكون مقنعا وناجحا على الخشبة فلابد أن يضحي بالكثير، أحيانا يستلزم حضوره التجارب والتمارين أيام العطل والأجازات، وتحمله لبعض الملاحظات التي أحيانا تكون لاذعة أثناء التمارين، وهذا يجعل منه أكثر إصرارا وتصميما ليقدم أفضل ما لديه لإنجاح عرضه، وبحسه (الأكاديمي) يرى أنه على الممثل لكي يكون عظيما أن يكون قادرا على التعبير كيفما شاء عن مشاعر لا يحسها فعلا بكل أحاسيسه ومشاعره.
ظاهرة العرض أو الاستعراض والفرجة
ولأنه أفنى جل حياته في السلك الأكاديمي بصفته أستاذا للديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية فإن (سامي عبد الحليم) يظل لديه قناعة كبيرة بأن التمثيل هو فعل معرفة مستمر، وهو الطريقة إلى دخول العالم الداخلي للإنسان وتعريته والكشف عن خباياه الدفينة، وخاصة الخبايا التي لا يستطيع الفرد الإقرار بها حتى أمام نفسه، إضافة إلى أن التمثيل هو فعل الحرية والتحرر بالمعني السيكولوجي؛ سواء تعلق الأمر بالممارسة ذاتها أي العرض، أو النتيجة التي تصل إليها أي التطهير، ومن هنا فعبد الحليم يعلم تلاميذه من الممثلين إن العنصر المشترك بين الممارسات والمشاركات المسرحية هو تكرار (لا شيء) يأتي من عدم، وهذه قاعدة تقوم عليها ظاهرة العرض أو الاستعراض والفرجة.
إن الممثل الجاد من وجهة نظر (عبد الحليم) لا يستطيع أن يستهين بحالة التمثل التي تسبق لحظات التمثيل؛ إذ أن التمثيل هو دراسة استبطانية للشخصية من الداخل والخارج في نفس الوقت، وترديد الحوار الذي تنطق به ليس هو ترديد كلمات فقط، وليس هو فعل أو شروع في فعل فقط، إنه حالة من التلبس كاملة؛ هى استعادة لتجسد ونبض حياة يستعين عليها الممثل بما في أعماقه من أحاسيس متجسدة؛ هى حالة ميلاد جديدة، ومن هنا نتذكر ملاحظة لأفلاطون التي يقول فيه: (أنه يوقظ الإحساسات ويغذيها ويقويها ويعرقل حركة العقل)، إن رأي أفلاطون في الشاعر ينطبق تماما على الممثل في حالة التمثيل، وهو ما يتفق مع قول الكاتنب المسرحي والشاعر الإيطالي (لويدجي بيرانديللو): (الممثلون إذا لم يكونوا موضحين، مفسرين، ماذا يكونوا؟، ولكن للأسف هم مفسرون ضروريون، فبين المؤلف الدرامي وابداعاته في مادية العرض، يتدخل بالضرورة عنصر ثالت لا يمكن اقصائه من حساباتنا ألا وهو الممثل).
لحظة ولادة الفعل على المسرح
سامي عبد الحليم، يدرك جيدا أن الإمساك بناصية المعنى تبدأ مع الممثل لحظة فتح بقعة الضوء حين تكون جسدا مرئيا أمام الجمهور.. لحظة ولادة الفعل على المسرح حين تتسارع الأنفاس ويسكن الصمت دهاليز الاعتياد القادم من شوارع الحياة وتنوعها وأنفاسها المكتظة.. إنه ذلك الشعور المختلج في حنايا الذاكرة العاطفية حين يظهر الممثل للجمهور في لحظة من نشوة الفن المشرق من نافذة العدم المظلم نحو المتعة.. الضحكة.. التعاطف.. الضجيج.. السعادة.. الكآبة.. حينها وفي هذا الوقت من النشوة والإثارة يظهر الممثل مثل عازف.. مثل شاعر.. مثل فيلسوف.. مثل قائد حرب.. مثل رجل دين.. لهذا سمي المسرح بأبي الفنون.. وظني أنه يمثل لعبد الحليم (أبو الشعور).. والد الأحاسيس.. بل هو المسرح أب الحياة وطاقة العبور نحو فرص جديدة من صناعة المعنى وفهم الوجود.
الممثل في ظهوره للمسرح كما يسكن في خيال (عبد الحليم) يراقص الخيال على خشبة الوجود، ينافس المتعة على عتبات الحياة.. إنه الخيال ذلك الشعور الساحر الذي لا يصنعه إلا البشر، ولا يجيده باستمتاع إلا ممثل المسرح فهو من يصنع المستحيل ويجلب الماضي إلى باحة المستقبل.. شعور الممثل حين يظهر للجمهور شعور العاشق في لقاء أول مع محبوبه المسرح .. تلك اللحظة الجامحة وذلك الهم اللذيذ، عندما تتقافز كل شعرة في ساعديك فرحا وحماسا لأنك ستقف أمام الجمهور، اللحظة التي لا تشيخ ولا تبهت مع الزمن، ستظل لامعة وهاجة في كل مرة، دائمة العذرية والطهر من (الثانية) الأولى التي تلامس قدمك الخشبة، تشعرُ ببهائها وسطوتها عليك، تعيدك دائما للمرة الأولى.
شعور بالنشوة العجيبة
وعن إحساسه بالأداء على المسرح يأتي منهج (سامي عبد الحليم) كما يترأى لي على النجو التالي: شعور بالنشوة العجيبة من قدميك حتى يتوقف في معدتك قليلا ثم يصل إلى أعلى رأسك ويرتسم على وجهك يخبرك عن مدى جدية هذا المكان وعن مدى صرامته أيضا وانضباطيته الشديدة في كل شيء حتى شعرت بأنه يتحكم بالوقت وأنه سيكون معلمي الأول، يحين دورك فتدخل وقد جيشت طاقتك وجسدك وإحساسك وكل ما تملك استعدادا لأن تهبه للإنسان الذي يراك في الطرف المقابل، وهنا تكمن عظمة الخشبة التي تقف عليها أن تجعلك تشعر أكثر بالإنسان الذي يقف معك أو الأهم ذلك الذي يجلس في الصالة، يترقبك وينفعل معك ويحس بإحساسك وتشعر بأنك أنت الذي يتحكم في تلك اللحظة بكل جوارحهم وأحاسيسهم وفي أكثر الأحيان بأفكارهم وفي المسرح فقط يحس الإنسان بالإنسان يشعر به ويشتم رائحته ويتذوق أفكاره.
وإلى كل ممثل في الوجود ينصح (عبد الحليم) تلاميذه قائلا ومحبيه من الدراسين: كن كما تريد ارقص ببهاء، وقف بشموخ، فهناك بشر يحتاج أن يراك دائما، فأنت من يهب للحياة حياة، صمت، تركيز عال، نهمس نحن الممثلين لبعضنا، بانتظار لحظة دخول الجمهور وامتلاء المقاعد ثم تتصاعد أنفاسنا حالما تطفأ إضاءة الصالة، تنخفض أصوات الحضور استعدادا لصعودنا على الخشبة، الممثل الأول سيقع على عاتقه حسن وبراعة استهلال المسرحية لكي يمنحنا أعلى طاقات الانسجام التي كنا معتادين عليها في التمارين طوال الفترة الماضية، ثم تأتي اللحظة المنتظرة.
هذا الإحساس لا يفارقني
لسان حال (عبد الحليم) يقول: أتذكر أنني ما إن وقفت على المسرح حتى شعرت بأن الكل ينتظر ماذا أقول وأعينهم مصوبة تجاهي، لم أكن قد تعلمت طريقة النظر الرأسية التي اتبعتها لاحقا حتى يشعر كل من يحضر المسرحية أنني أوجه كلامي ونظري إليه دون أن أسلط النظر على أحد بعينه، إحدى الحيل المسرحية التي اكتسبتها من زملائي فيما بعد مر على هذه اللحظة قرابة عدة أعوام، هذا الإحساس لا يفارقني أبدا يتكرر كلما عدت للمسرح ممثلا أو حتى زائرا، إلا أن المرة الأولى التي وقفت فيها على المسرح لا تنسى ولا أنسى كيف كنت بعد انتهاء العرض أشعر بالتعب وبحة الصوت رغم أن العرض ليس أكثر جهدا ولا وقتا من أيام التمارين.
ومن خلال متابعتي أعمال (سامي عبد الحليم) يمكنني القول بإن ما يعول عليه ستانسلافسكي هو نفس ما يعول عليه (عبد الحليم): وهو التأكيد على انفراد الممثل برؤية خاصة به للشخصية ليؤكد تفرده الفني، مع أن هذا المنحى يؤذي تكامل العرض المسرحي الذي لمسه شخصيا حينما عمل (ستانسلافسكي) مخرجا مسرحيا، فكل ما يركز عليه هو اتخاذ الممثل للقرارات السينوغرافية في بناءه الشخصية، ومع هذا يعود ليقول ستانسلافسكي: إن العمل على الدور من الداخل للخارج هو أساس فنه التمثيلي، فما حدث معه أمام المرآة في محاولة تصوير شخصية (عطيل) لنفسه هو باختصار اعتبار نفسه كمتلقي تقبل هذه الشخصية مما انعكس هذا الرضى على أداءه كممثل بدون أي فكرة عن فاعلية هذا الاتجاه في عمل الممثل في أداء الشخصية المسرحية، هو من اتخذ القرار وهو من صفق لنفسه أخيرا.
يتبع أسلوب ستانسلافسكي
ومن هنا يدعو (عبد الحليم) الممثلين إلى اتباع هذه الخطوة مبدئيا، وذلك ترتيبا على ما يسرده ستانسلافسكي في كتابه (إعداد الممثل ذاته)، كيف أن تفرد الممثل بعمله ليس هو الطريق الصحيح، ولن نفهم كيف يتناقض إلا لو اعتبرنا هذا الكتاب لا يهدف إلى إعداد الممثل كما هو عنوانه، بل يسرد قصة ممثل ستختلف نظرتنا إليها لو قورنت بباقي قصص الممثلين على اختلاف تجاربهم ونتائج ما توصلوا إليه منفردين في محاولة تمثيلهم لشخصية (عطيل) على سبيل المثال، ومع قليل من الانتباه سنلاحظ كيف أن محاولة تصويره لشخصية (عطيل) منفردا فيها إقصاء غير مجدي لأدوار كل من النص ونص العرض والسينوغرافيا خصوصا، فهو يعتقد إن على الممثل أن يرى (عطيل) لوحده منعزلا عن أي محيط مسرحي، والا لكان هنالك دورا سينوغرافيا أقل بكثير مما افترضه ستانسلافسكي للممثل.
ولد سامي عبدالحليم بالقاهرة، وكان شغوفا بالمسرح منذ طفولته فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ نشاطه الفنى فى السبعينيات عقب تخرجه من كلية الآداب قسم اللغة العربية ، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ليصبح أستاذا متفرغا لتدريس مادة التمثيل والإخراج، وشارك بعدد كبير من المسرحيات خصوصا المسرح المتجول، وقد ساهم فى سينوجرافيا العروض المسرحية بمصر والأردن والإمارات العربية، كما شارك فى تأسيس وإنشاء وحدة المعهد العالى للفنون المسرحية بالإسكندرية، وقد شارك بالتمثيل فى عدد كبير من المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية، وكان ظهوره السينمائى نادرا.
منمنمات تاريخية
فقد اشترك سامي عبد الحليم في الكثير من الأعمال المسرحية على رأسها عروض (زمن الطاعون) إخراج طارق الدويري، و(قصة حب) للمخرج د. هاني مطاوع، ومسرحيتي (منمنمات تاريخية، واللي بني مصر) للمخرج الكبير عصام السيد، و(الحارس) إخراج محمد عبدالهادي، وشارك في بطولة عرض (شمس الشموسة) للمسرح القومي للطفل من تأليف بيومي قنديل ومن اخراج د. محمد عبدالمعطي، وأيضا مسرحية (الجوكر) من تأليف يسري الإبياري ومن إنتاج وإخراج جلال الشرقاوي، فضلا عن أدواره المميزة في مسلسلات (خالتي صفية الدير، قاسم أمين، حالة عشق،الدالي، أهالينا، السيرة العاشورية)، ومن أهم المحطات الفارقة في حياة سامي عبد الحليم تجسيدة لدور (بيرم التونسي) في مسلسل (أم كلثوم)، كما كرم من مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثالثة برئاسة دكتور أشرف ذكي.
لمع اسم (سامي عبد الحليم) في عالم الفن على قلة أعمال نظرا لانشغاله بالعمل الأكاديمي، فهو يختار أدواره بعناية شديدة، كان شغوفا بالمسرح فقدم العديد من الأعمال المسرحية، ولم يكتف بهذا القدرالقليل من الأعمال، بل استطاع أن يثبت للجميع أنه موهوب، ورفع شعار (التميز عنواني)، وهو ما دفعه مع انطلاق الماراثون الرمضاني لدراما 2019، لأن يبدع في شخصية (جابريال) بمسلسل (زلزال)، حيث كان يجسد دور مواطن مسيحي يتولى تربية (محمد رمضان) بعد مصرع عائلته في زلزال يقع ضمن أحداث المسلسل فيقضى على كل عائلته عداه فيطلق عليه هذا اللقب.
الاستوديو الحقيقى لأى ممثل
ولأن التمثيل هو مرآة المجتمع ، وعلى الرغم من الهدف الرئيسي لفن التمثيل هو الترفيه بالمقام الأول، إلا أن التمثيل له أهداف أخرى عند (سامي عبد الحليم)، منها إعادة تمثيل التاريخ وتبسيطه للمشاهدين، هو فن جميل ولعل أصعب أنواع التمثيل على الاطلاق هو (التمثيل المسرحي)، فالممثل فى المسرح يتعامل مع جمهور حى حقيقى يتفاعل معه فى كل مشاهد المسرحية من أول رفع الستار إلى إسدالها، كما أن التمثيل المسرحى هو الاستوديو الحقيقى لأى ممثل فى الوجود، فالمسرح يخلق روح من الملحمية والتعاون مع باقى فريق العمل ومع الجمهور مباشرة ومع العمل نفسه أيضا، فتعايش الممثل يوميا مع النص المسرحى بكامل مشاهده وشخصياته يكون جديرا بتزويد الممثل بثقافة عالية فى التمثيل والحركة والأداء وإلى آخره.
لذا كان (سامي عبد الحليم) أحد الرافضين لقبول ذوى الإعاقة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكن موقفه تغير مع التجربة العملية لهؤلاء الفنانين الذين أثبتوا جدارتهم، إذ يقول: (العامل الإنسانى هو اللى خلانا نوافق)، ويبرر رفضه فى بداية الأمر بأن مدرسى المعهد غير مؤهلين للتدريس لهذه الفئة، بالإضافة إلى المواد العملية التى تسلتزم استخدام الممثل لصوته، ومن هنا يلخص (عبد الحليم) تجربته مع الطلاب قائلا: (بالتعامل معهم غيرت وجهة نظرى.. لأنهم يبذلون أقصى طاقة لتخطى العجز الإلهى)، كل الأساتذة الرافضين رأوا أنهم غير مؤهلين للتدريس لهؤلاء، ولم يجدوا الإجابة الكافية عن تساؤلات دارت بخلدهم؛ من سيترجم لهم؟ وماذا عن المواد التى تعتمد على الصوت؟ فإذا كان الطالب عاجزا عن النطق هنوصله المعلومة إزاى؟!
أشهر أقوال سامي عبد الحليم:
** التمثيل هو تحقيق الذات، فالشخص لا يحقق ذاته بعلاقات واقعية لكن يحققها في التمثيل، وهذا تحقيق الذات (الحقاني) وأن تقدم دورا جيدا يشيد به الجمهور، وتصنع ذات جديدة.
** مصر مليئة بـ (أسطوات التمثيل) والممثل الشاطر يستطيع أن يظهر الشخصية المختلفة عن الأخرى، المشكلة أن طرق الأجيال تقليدية أو كليشيهات صورة محفوظة للتعبير، كل شخصية لها سماتها الخاصة بها.
** التدريس أخذ مني كثيرا، جاءنى قبل السفر لأسبانيا فرصة المشاركة فى 4 أفلام و4 مسلسلات، ولكن الاختيار بين السفر والتمثيل جعلني أفضل الأول في عام 87، فالسفر أخرني!.
** الحكم والمواعظ كثيرة، الأقوال والسلوكيات التي تصدر من البشر ومن استاذتنا خاصة أخذت بها بشكل رابح أفادني كثيرا.
** لا يوجد لدينا اختيار في الأدوار، (اللي بيجيلنا بنعمله عشان نمشي المكنة)، وجسم البني آدم والممثل وعواطفه هى الآلة التي يعمل بها ومشاعره وحركته وحسب التساهيل، ونحن عبيد الإنتاج مطرح ما الإنتاج يؤمر.
** المهنة هى أكل وشرب، وفي نفس الوقت هى مهنة نحن مثل العمال الأرزقية الذين يجلسوا علي الرصيف ينتظرون رزقهم، ومنها نستفيد ماديا وفنيا وكلما ازدادت الأعمال كثرت الخبرة.
** المسرح هو حياتي، لكن للأسف لم أعد صحيا لدى طاقة كى أقف علي خشبته، فهو يحتاج لجهد كبير، المسرح بالنسبة لي هو الحياة الأولي وحياة الممثل المسرحي مختلفة عن ممثل السينما والتليفزيون.
** محمد رمضان يحترم الكبار ويتعامل مع الصغار، عمري ما اتعاملت معاملة سيئة، وتعاملت مع سميرة أحمد، فهي نجمة كبيرة تأتي في مواعيدها، ومحمد رمضان بني أدم عظيم يحترم أستاذته الكبار.
وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام للفنان والأكاديمي الكبير والقدير (سامي عبد الحليم)، الذي لم ينل فرصته الحقيقية في الأداء السينمائي والتليفزيوني حتى الآن كما ينبغي ويتناسب مع قدراته الهائلة في التجسيد الدرامي الحي، تماما كما برع في مسرحه وآخر أعماله مسلسل (زلزال) الذي أراه درسا عمليا من جانبه على كيفية أداء الممثل في إبراز تجلياته المبدعة .. فهل من نظرة فاحصة من جانب المنتجين والمخرجين كي يديرون الدفة نحو واحد من عتاة التمثيل المصري الحديث؟!.. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد.