جمال ياقوت : (مهاجر بريسبان) في المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح
كتب : أحمد السماحي
يشارك العرض المسرحي (مهاجر بريسبان) تأليف جورج شحادة، ترجمة أدنيس، دراماتورجيا وإخراج جمال ياقوت، فى المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح نهاية هذا الشهر، ممثلا للهيئة العامة لقصور الثقافة.
الدكتور (جمال ياقوت) مخرج العرض ورئيس مهرجان المسرح التجريبي أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بمشاركة عرضه في الدورة الرابعة عشر للمهرجان القومي للمسرح الذي سيقام فى الفترة من 27 سبتمبر حتى 9 أكتوبر 2021 .
وعن الرؤية الإخراجية الجديدة التى يقدمها فى هذا العرض خاصة وأن عرض (مهاجر بريسبان) قدم كثيرا سواء محليا وعالميا قال: من أهم الأمور التى أعتمد عليها كمخرج فى الرؤية الإخراجية لمثل هذه النصوص العالمية إعادة كتابة النص المسرحي بما يطلق عليه (دراما تورجيا النص) لأن هذا الموضوع فى غاية الأهمية، لأننى أرى أنه لو قدمت النصوص كما هى فنحن بهذا الشكل لا نقدم جديدا، لهذا فقد تم عمل تعديلات كثيرة على النص.
وأضاف من أهم التعديلات التى أجريت على النص وأخطرها هى دمج مشاهد كل زوج مع زوجته بعد الاتهامات التى حاصرت هذه الأسر الثلاث فيما يخص علاقة كل زوجة بالطفل والمهاجر صاحب الشنطة المليئة بالدولارات، ففى النص الأصلى هذه المشاهد الثلاث المتتالية تسبب مللا كبيرا للقارئ، وفى عالم المسرح تؤكد فكرة التوقع بمعنى أن المشاهد سيعلم أنه بعد مشاهد الأسرة الأولى ستظهر الأسرة الثانية وهكذا.
ولهذا قمت بدمج هذه المشاهد في مشهد واحد، وحقق التسليم والتسلم حالة من حالات الخصوصية المنفصلة، وفى نفس الوقت الاتصال الجمعي لرؤية العرض، هذا المشهد أو ما نطلق عليه المشهد الثلاثي من أهم التغييرات التى حدثت فى الرؤية الإخراجية مع حذف كثير من الشخصيات التى رأيت أنها غير مؤثرة فى العرض مثل شخصية (العمدة، والبواب والولد الصغير)، وبعض الشخصيات الأخرى، فى حين تم تكثيف دور أهل القرية وتأكيد حضورهم الطاغي في المسرحية.
كما اهتممنا بالمنظر المسرحي وتجسيده، والإضاءة، والموسيقى، وكل عناصر العرض، وتم إدراج بعض الإيفهيات الكوميدية من سياق العمل نفسه حتى لا يشعر المتفرج بحالة من حالات الملل، واعتمدت الرؤية الإخراجية أيضا على التكثيف ففى الوقت الذى كان من المفترض أن يقدم هذا العرض فى ساعتين قدمناه في ساعة وعشر دقائق فقط، حتى نوصل رسالتنا بشيئ من التركيز
جدير بالذكر أن عرض (مهاجر بريسبان) يدور حول عودة (المهاجر) إلى إحدى القرى بعد غياب سنوات طويلة، وهو يشعر بالأسف لأنه ترك أبنا غير شرعيا واختفى لسنوات طويلة، وهو الآن يريد أن يعوض الابن والأم التى غدر بها فى سنوات الحرمان، لذا فقد عاد إلى القرية بشنطة فيها خمسة ملايين دولار أمريكي، كي يمنح الأم وابنه إياها.
ولكنه يموت قبل أن يصل لابنه المجهول، وعندما يعلم عمدة القرية بتفاصيل الواقعة، هنا تثور التساؤلات عمن تكون الأم؟! ومن أجل معرفتها يكلف العمدة سكرتيره بجمع أهل القرية، وتعليق صورة (المهاجر) على الشجرة من أجل التعرف عليه، وتنحصر الشبهات فى ثلاثة من النسوة اللاتي عاصرن الرجل فى شبابه وفقا لأعمارهن، والنسوة الثلاث متزوجات.!
وتثور الشكوك فى نفوس أزواجهن، وتدافع النسوة عن شرفهن أمام أزواجهن في مشهد مركب للأسر الثلاث على التوازي، وينخرط المتلقي فى الحكاية ويجهد ذهنه من أجل استنتاج الفاعل بين الثلاثة، ومن خلال نقاشات كل زوج مع زوجته نتعرف على (سكارميلا) الذي يوقن أن زوجته الراقصة بتاريخها الذي يعرفه هى الأقرب لأن تكون الفاعلة، ومع تصاعد شكه، يقرر أن يقتلها كي يخلص القرية من العار.!
كما نتعرف فى المسرحية على (بيكالوجا) الذي لا يكف عن تدخين السجائر من الحسرة والألم على سمعته التى لطخها الوحل، وتلتمس له زوجته العذر تقديرا لرجولته التى طالها الأذى من جراء هذا الموقف الصعب، وعندما تصرح له بأنها تقدر شكوكه، يؤكد لها أنه يوقن أنها بريئة.! هنا تنقلب عليه وتلومه لأنه لم يفرغ بندقيته فى صدر سكرتير العمدة الذي اتهم زوجته في شرفها!، طالما يوقن ببراءتها وتقرر أن تقتله!.
أما (باربي) الزوج الأخير فهو يوقن بنقاء زوجته، لكنه يريد المال الوفير الذي يمكن أن يتحصل عليه إن كانت زوجته هى الخاطئة، فيطلب منها أن تعترف كذبا بأنها هى أم الطفل المزعوم كي يحصل على الثروة، وعندما ترفض يقرر أن يقتلها.!
من سيقتل من؟! وكيف ستسير الأحداث بعد ذروة هذه المعارك الأسرية الثلاث التى تسبب فيها موت المهاجر وتركه لشنطة مليئة بالدولارات؟ هذا ما سنتعرف عليه عندما نشاهد العرض المسرحي الذي يشارك في بطولته مجموعة من المواهب المهمة التى ينتظر بعضها مستقبل فني باهر وهم (أحمد السعيد، إسلام عوض، رفعت عبد العليم، مها نصر، محمد سعيد، آمال عبد العزيز، نورهان رمزي، إسلام شوقي، عبد الرحمن هريدي) أشعار وضبط النص لغويًا د. محمد مخيمر، موسيقى وألحان (أسامة على، ومحمد عبد الوهاب) تصميم ديكورد. محمود سامي،إضاءة إبراهيم الفرن، استعراضات كريمة بدير، ملابسFun to wear، مخرج منفذ أكرم نجيب، مساعدو الإخراج (محمد سامي، هاجر زغلول، هبة عابد، عبد الرحمن جمال) تنفيذ موسيقى (عبد الرحمن بدوي) ضبط الأداء اللغوي دكتور (مدحت عيسى) مدير قصر ثقافة الأنفوشي (أماني على عوض) مدير عام فرع ثقافة الإسكندرية (محمود قضب) رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي(أحمد درويش) رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية (أحمد الشافعي).