بقلم محمد حبوشة
يقول خبراء التمثيل: لا بد للممثل أن يتمتع بجسد مرن ومطواع ومعبر، يمكنه من تقديم المراد منه بكل براعة وخصوصية، ويمكن للممثل أن يكتسب الخبرات اللازمة في سبيل تحقيق ذلك، والممثل البارع، هو من يستطيع الإلمام بمختلف العواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى تصبح تأديته لأدوار وشخصيات مختلفة، ممكنة، على أنها يجب أن تكون أفضل من (الممكنة) ليكونوا قادرين على التعبير عن هذه العناصر حتى يتم للمشاهدين فهمهم، ودعونا لا ننسى أن الممثل الجيد، يُنمي حواسه في ملاحظة الآخرين، وتذكر طريقة تصرفهم في هذا الموقف أو غيره.
ومن الضروري على الممثل المتقن لعمله، أن يطور ذاكرة عاطفية تمكنه من استرجاع الموقف الذي أوجد عنده رد فعل عاطفي مماثل لذلك الذي يود تصويره، وهذا مايفعله تماما النجم الكبير (رياض الخولي) – ضيفنا في باب بروفايل لهذا الأسبوع – في أدائه لمختلف الشخصيات التي يقدمها والدليل على ذلك كما جاء من اختلاف في المشاعر والأحاسيس بين دوريه في مسلسلي (موسى، والاختيار2)، حيث بدا جليا أن ذاكرته العاطفية في كلا الدورين مكنته من استرجاع شخصية رئيس الأمن الوطني في تواز غير مخل مع شخصية (شداد) شيخ البلد الشرير، وما بين هذا وذاك استطاع أن يدخل تحت جلد الشخصيتين بنعومة تارة وخشونة تارات أخرى ليقدم لنا دورين من أروع أدواره في الدراما المصرية.
الصرامة والحنو
التحكم في الذاكرة العاطفية واحدة من الملكات التي يجب أن يكون الممثل قادرا على ضبطها في نفسه، فعلى الممثل أن يكون باستطاعته وضع نفسه في مواقف خيالية، حاجبا عنه خلالها جميع المؤثرات الخارجية، مقنعا ذاته بأنه لا يمثل بل يقوم بدور حقيقي، وهنا يأتي دور التركيز لديه، ومدى قدرته على استحضار كل ما هو ضروري لعوالم الشخصية، وترحيل كل ما يعيق وجودها الحقيقي من حولها، وقد لاحظت مدى تركيز (رياض الخولي) في شخصية رئيس الأمن الوطني على مستوى حركة الجسد بلغة خاصة تجمع بين الصرامة والحنو على مرؤسيه من الضباط العاملين بالقطاع، وهو هنا يتبع أصحاب المنهج النفساني الداخلي، الذين يرون أن الممثل لا يمكنه أن يمثل حقيقة، إلا من خلال الأحاسيس والانفعالات الداخلية التي يجب أن تُوظف في تصوير الشخصية والموقف.
ويبدو لي من ملاحظة أدائه أن أول ما يقوم به (رياض الخولي) – كممثل محترف تخصص في أدوار الشر تحديدا في الدراما المصرية – عند تحضيره لتقديم شخصية ما، هو تحليل الخصائص المختلفة للشخصية، مثل: المظهر، الوظيفة، المكانة الاجتماعية والاقتصادية، والسمات العامة؛ يأتي بعد ذلك فهم هدف الشخصية وتصرفاتها في العمل الدرامي بشكل عام، وفي كل مشهد واحد على انفراد، فعندما يصور العمل الدرامي زمنا معينا، فهذا يحتم عليه دراسة ذلك العصر من أكثر من ناحية، وفهم ثقافته الحياتية عموما، لذا أتقن كل من معاني الحركة والإشارة وتوظيفهما في تناسق الشخصية وأفعالها، فهما الطريقتان اللتان يصور فيهما الممثل الشخصية، وأسلوبها في كل ما تقوم به على الورق، بشكلها العام وإشاراتها ومميزاتها الجسمانية الخاصة.
النموذج التجريدي
صحيح أن المخرج يعرض إطار حركة الشخصية العام، غير أن الممثل هو المسؤول عن إخراج هذا النموذج التجريدي إلى حيز الوجود، وذلك بقدرته على فهم هدف كل دافع عاطفي وراء كل حركة تقوم بها الشخصية، وهنا نلحظ أن رياض الخولى آثر بأدائه العذب في تقديم النموذج التجريدي في (الاختيار 2) رغم مشاركته في الـ 15 حلقة الأولى أن يترك في نفوس المشاهدين، ونجح في أن ينتزع حب الجماهير بأداء عذب يتوافر فيه الإحساس وقوة التركيز للأفكار وقوة التذكر للحركة الجسمانية، بحيث يقدر أن يعيش فى دوره، وأن تكون له المقدرة على إيجاد العلاقات الذهنية ومنطقية الإحساس والقدرة على التحليل النفسى للشخصية التي يلعبها.
وظني أنه إن لم يكن هناك معين فى داخله ليخرج منه هذه الأشياء عند قيامه بأحد الأدوار فهو ليس ممثلا، لذا تجده دائما يتغير تغيرا كاملا فى الشكل الخارجى لهيئته ويدخل فى الشخصية التى يمثلها، فضلا عن كونه يمتاز بعقل وجسم نشيط، مما يدل على القوة الديناميكية لتكوين الشخصية، وعلى الممثل دوما أن يخلص للدور الذى يؤديه (يعيش فى مجتمع الدور وبإحساس صادق- وأن يحاول الوصول إلى أكبر درجة من الإتقان)، كما كان يفعل (رياض الخولى) من حلقة إلى أخرى، حيث يحالفه التوفيق فى كل مرة – رغم أن مسلسل (موسى) قد اعترته بعض العيوب وقصور في رؤية المؤلف في صناعة فعل تراجيدي يقود الأحداث بطريقة انسيابة – ما يعكس بالضرورة ثقافته (رياض الخولي) الواسعة بجمع الكتب التى تبحث فى شئون فن الممثل حتى يكون ملما بأغلب المشاعر والأحاسيس، فالممثل لا يستطيع أن يعيش على إحساساته الشخصية وحدها، بل إن قوة التخيل والإعداد – تساعد الممثل على أن يصب كل أفكاره فى دوره، بعد أن يتلقى التوجيهات من المخرج – ومراحل الدور التمثيلى فى حاجة دائمة إلى قوة التخيل، فإذا غابت أو نقصت خصوبة التخيل عند الممثل ضاع جهده على طول الخط.
الشر المركب
انتهج (رياض الخولي) منهجا جديدا في أدوار الشر المركبة، وذلك إنطلاقا من قناعته الشخصية أن أدوار الشر هى المحرك الرئيسي لأي عمل درامي لأنها تواجه البطل وتدخل معه في سجال يمنح الممثل الفرصة لإخراج طاقاته، خصوصا أنه يحرص على عدم تقديمه بشكل تقليدي، وقد نجح في ذلك، انطلاقا من قناعة راسخة بداخله (إنه لا يشترط في الممثل الذي يؤدي هذا النوع من الأدوار حمل صفات شريرة سواء في الشكل أو في المضمون لأن معظم العمالقة الذين أدوا هذه الشخصيات مثل المبدعون (زكي رستم ومحمود المليجي وعادل أدهم وفريد شوقي) كانوا من ألطف الناس على المستوى الشخصي، وتمتعوا برقة قلب كبيرة، وربما هذا يتوافق مع قاعدة ستانسلافسكي التي تقول: (عندما تؤدي دور الشرير، ابحث عن الجانب الطيب فيه، وعندما تلعب دور العجوز ابحث عن الجانب الفتي فيه).
كذلك يؤمن على ما يبدو لي أيضا (رياض الخولي) بأنه لا ينبغي على من يقدم هذه الأدوار رفع حاجبيه مثلا أو اعتماد مواصفات شكلية في إقناع المشاهد، المهم الدخول في تفاصيل الشخصية فيقدم الشر الداخلي ومن ثم يقنع الجمهور والنقاد بأدائه الذي يجب أن يتنوع ويختلف من دور لآخر وفقا لطبيعته، وهو ما يؤكد عليه قائلا: أحرص عليه دائماً، وبالتأكيد اجتهد كي لا أسجن نفسي في نوع محدد، حتى لو قدمت الإطار نفسه أحاول التجديد دائماً كي لا يمل الجمهور مني، كما أحرص أيضا على تقديم أي دور يعرض على بشكل مختلف ومن ثم أثبتّ موهبتي وقدرتي في البحث عن الجديد دائما.
ولد رياض الخولي في محافظه المنوفية، ونشأ وترعرع في ربوع قراها وحضرها، ثم انتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته، فكان منذ الصغر يحب الفن والفنانين كثيراً، وكان يتمنى أن يصبح فنانا شهيرا بعد أن يكمل دراسته، وهذا ما حدث عن طريق أعماله الفنية التي قدمها في المسرح والتلفزيون، فقد شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، والأفلام الشهيرة والمسرحيات، كما شارك في العديد من الأعمال الفنية التي اشتهرت بشدة في الوطن العربي وفي مصر بسبب الأدوار المفضلة التي كان يقدمها، وكان حريص على تقديم الأدوار الصعيدية لأنه أتقن هذه اللهجة، وملامحه التي ساعدته على تقديم هذا اللون من الفن، وحازت الأعمال الصعيدية التي قدمها على إعجاب الكثير من الفنانين والجمهور.
بداياته الأولى
بعد أن أكمل (رياض الخولي) دراسته الثانوية التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لإكمال دراسته الفنية، فقد تخصص في قسم التمثيل والإخراج، وظل يدرس في هذا المعهد إلى أن أتقن التمثيل جيداً، وكان ذلك أولى خطواته تجاه النجاح، وتخرج من المعهد قسم التمثيل عام 1976، وكان ضمن نخبة كبيرة من الممثلين الشباب الذين تخرجوا معه في هذا العام، وخلال الأعوام التي درس فيها في المعهد كان جميع الطلاب يعشقون هذا الممثل الرائع بسبب الأدوار المميزة التي كان يجسدها على مسرح المعهد، وبعد التخرج اجتاز مجموعة من الاختبارات المؤهلة للقبول في الفن، وشارك في العديد من الأدوار الهامة التي كانت سبب رئيسي في شهرته، وساعد على ذلك هيئته الرجولية والسمات المصرية والهبة التي كان يتمتع بها، والتي تركت أثر طيب في نفوس جميع المشاهدين وجعلت أعماله متقدمة ومحبوبة حتى الآن.
وبعد أن تخرج من معهد الفنون المسرحية، شارك في مسرح الفنان محمد صبحي وقدم العديد من العروض المسرحية المميزة التي كانت من أفضل المسرحيات التي لعبها على الخشبة، وتعد تلك هي البداية الحقيقية مع فرقة الفنان محمد صبحي في مسرحية (وجهة نظر)، وهم مجموعة من الشباب الفاقدين للنظر ويستغلهم صاحب المركز، وعلى الرغم من أن مؤهلات الفنان رياض الخولي لا تميل إلى الكوميديا ولكنه قد أدى هذا الدور بشكل مميز، ومن المسرحيات الأخرى التي لعب فيها أدوارا مميزة (تفاحة آدم، ماما أمريكا، مين يشتري راجل، عفريت لكل مواطن)، لكن يبقى من أشهر الأدوار التي قدمها الفنان رياض الخولي هو فيلم (جمال عبد الناصر)، الذي حاز على إعجاب الجميع، فقد كان هذا الفيلم صورة مميزة ورائعة تمثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بسبب هيئته الرجولية، والكبرياء، وحبه لمصر بشدة.
ريا وسكينة
قدم الفنان (رياض الخولي) العديد من الأعمال ومن أبرزها مع الفنانة عبلة كامل مسلسل (ريا وسكينة) الذي أظهر فيه دور مميز وهو (عبد العال) الذي يملك كل شر في قلبه، ويساعد ريا وسكينة في الأعمال الإجرامية وقتل النساء، ولكنه كان يحب سكينة كثيراً و ينساق وراءها في القتل للأبرياء لسرقة الذهب، وذلك بسبب حبه الكبير لها، وعدم قدرته على رفض أي شيء تطلبه منه، من أشهر المسلسلات التي قدمها الفنان رياض الخولي هو مسلسل (رمانة الميزان) بطولة الفنانة بوسي، وأحمد خليل، وسامي العدل، تأليف فتحية العسال، فقد كان دور مميز مع الفنانة بوسي قدم فيه موهبته الرائعة بشكل مختلف.
كما نجح (الخولي) في لفت الأنظار إلى موهبته مع كل دور يقدمه لا سيما دور الوزير الفاسد فى مسلسل (قضية رأي عام) الذي عرض في رمضان 2007، لكنه حافظ على منزلة الوسط رغم إمكاناته الفنية التي كانت تؤهله إلى اعتلاء القمة وسط أقرانه من النجوم، وربما ذلك كان نتاج سوء الحظ، أو الحسابات الفنية أو اختياراته وعلاقاته التي ساهمت في ابتعاده إلى حد ما، لكنه مع ذلك قدم أعمالا تحسب له في تاريخ الفن المصري مثل أفلام ( طيور الظلام – جمال عبد الناصر – وتمت أقواله – الأفوكاتو .
ومن أبرز الأدواره في حياته ما قدمه عام 2010، في مسلسل الجماعة، الذي حقق نجاحا هائلا في جزئه الأول، حيث جسد شخصية رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي في الأربعينات من القرن الماضي، وهو رجل سياسي شارك في العديد من النشاطات الطلابية ، وشارك في ثورة 1919م ، وصدر ضده حكم بالمؤبد ،ولكن تم إطلاق سراحه، التحق بحزب الوفد ثم أنضم إلى جماعة اليد السوداء ، ثم تم تعيينه كوزير للدولة للشئون البرلمانية في وزارة ماهر عام 1939م، ثم وزيرا للتجارة والصناعة بعد مرور عام واحد فقط ، ثم يتولى رئاسة الديوان الملكي عام 1947م .
الاختيار2 وموسى
أما مسلسلاته التليفزيونية المهمة فمنها: (زيزينيا – بنت أفندينا – الصعود الى القلب – عواصف النساء – ريا وسكينة – العميل 1001 – يوميات ونيس – كشكول لكل مواطن – حدائق الشيطان – المنادي أيام شخلول – اللص والكلاب – أمرأة من الصعيد الجواني – أصعب قرار – الفرار من الحب – قضية رأي عام – الفريسة والصياد – أم كلثوم – رد قلبي – على أبواب المدينة – بوابة الحلواني – قمر – دموع القمر – طرح البشر – التوأم – البحار مندي – الأميرة والمملوك – رمانة الميزان – سمبل ج 2 – العائلة – جسر الخطر – السيرة الهلالية ج 3 – أمس لا يموت – ليالي الحلمية ج 3،5 – أوكازيون – الفرسان – سلسال الدم جميع الأجزاء، وأخيرا (الفتوة – ضربة معلم – الاختيار 2 – موسى).
كثيرون هم الفنانين الذين يقدمون أعمال وأدوار تُحفر في ذاكرة المشاهد ولكنهم لا يأخذون القدر الكافي من تسليط الضوء عليهم في التقدير المعنوي من جانب الإعلام، وأحد هؤلاء هو الفنان القدير رياض الخولي، الذي لعب أدوارا من الشر التي ستظل محفور في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، مثل: (المعلم (سيد اللبان) الرجل الشرير عديم المبادئ في مسلسل (الفتوة) والذي جسد دوره (الخولي) كواحد من أجمل شخصيات رمضان 2020، ذلك الفتوة الذي يغدر بالجميع من أجل أطماعه الشخصية، لديه استعداد لبيع نفسه للشيطان للحصول على ما يريده، ترى الشر في عينيه وكأنه شاشة لعرض ما يدور في قلبه وعقله.
أيضا وجود الفنان رياض الخولي في مسلسل (سلسال الدم بأجرائه كاملة) أعطاه ثقلا فوق ثقل السيناريو المحبوك، وفوق ثقل الفنانين الآخرين المشاركين في العمل، فما زال الجمهور يتذكر جيداً العمدة (هارون صفوان عبد الرحيم) في هذا المسلسل، والذي تم عرضه على مدى السنوات السابقة،
وقد أبدع رياض الخولي في هذا الدور لدرجة تشعرك بأن هذه حقيقته، و(هارون صفوان) المستبد الشرير أضاف الكثير لرياض الخولي ومشواره الفني الملئ بالنجاحات، فهو على مدار خمس مواسم من المسلسل نجح في تقمص دور الشرير الفاجر الذي (إذا خاصم فجر) ووضعه في مكانة أشرار الفن المصري العظماء مثل (محمود المليجي وتوفيق الدقن) وغيرهم، ليكمل سلسلة الشر في أدوار أخرى ولكن بدرجة أقل مثل المعلم (عبده الأسد) في مسلسل (صاحب السعادة) ورجل الأعمال (كمال اللباد) في مسلسل (هوجان).
أشهر أقواله :
** أعتبر الكاتب المسرحى الإنجليزى (وليم شكسبير) واحدا من أعظم من كتبوا للمسرح على الإطلاق، فمسرح شكسبير غنى، و مليء بالمفارقات، ومكثف، ولهذا أحب قراءة نصوص شكسبير وأتمنى تقديمها على خشبة المسرح وفق تصورات ورؤى جديدة، فشكسبير يصلح لأن يكون موضوعا للأحوال التى نعيشها اليوم سواء فى رومانسياته أو فى روائعه الأخرى كـ “هاملت” و “ماكبث”.
** شباك التذاكر ليس المقياس الوحيد لتقييم العمل المسرحى، ولكن لا تنس أنه مؤشر رئيسى على مدى نجاح العمل.
** صحيح أننا فى مسرح الدولة لا نهتم فى المقام الأول بتحقيق الربح، ولكن لماذا نقدم أعمالا خاسرة؟، الأعمال الجيدة يمكن أن تجذب الناس، وتملأ المسرح، وبالتالى تكتمل المعادلة، ويصبح الكل سعيدا، الفنان بجمهوره، والجمهور بالفن.
** أحبّ أدوار الشر لأنها تحتاج إلى مجهود في تجسيدها وإلى صعوبة في إقناع الجمهور بها، وكلما كره الجمهور الشخصية التي يؤديها الممثل فذلك يعني نجاح هذا الأخير.
** التليفزيون بيتي الذي لا يمكنني الابتعاد عنه نظراً إلى النجاحات التي حققتها وهي علامات مضيئة في مشواري الفني لا يمكنني تجاهلها، لهذا أحرص على اعتماد الدقة في اختياراتي وأجتهد في فهم أبعاد أيّ شخصية أقدمها من خلاله، كي أحافظ على مستوى النجاح الذي حققته، النجاح صعب والحفاظ عليه أصعب.
وفي النهاية يقدم شهريار النجوم تحية تقدير واحترام مصحوبة بباقة ورد بلدي للفنان الكبير (رياض الخولي) الذي لم يحظ ببريق إعلامى كالذى حظى به زملاؤه من نجوم جيل الوسط، رغم أنه استطاع أن يثبت نفسه من خلال التليفزيون والمسرح، ومن ثم استحق منا الثناء والتقدير كثيرا على أعماله الناجحة التي قدمها في السنوات الأخيرة، وخاصة في مسلسلسي رمضان 2021 عبر مسلسلسي (الاختيار 2، وموسى) وهو ما يؤكد أنه عام بعد آخر يستحق أكثر مما هو فيه، ويكفيه فقط تقدير الجمهور له إن لم يكن هناك تقدير إعلامي يليق بموهبته وكفاءته في التجسيد الدرامي الذي يتسم بسحرية الإداء في إبهار فاتن يخلب القلوب والأبصار.