مفيد عاشور .. ممثل مثقف برع في فن الإلقاء
بقلم : محمد حبوشة
عندما يتمتع الممثل بقدر كبير من الثقافة العامة التي لم يدركها فقط بما يدرس له في معاهد التعليم أو المدارس والجامعات، بل يستند إلى قراءات مستمرة في مجالات لعلوم والآداب والفن والمسرح، فإن الموهبة الفنية والقدرة اللغوية والفكرية والعضلية والحركية ستجد من تلك الثقافة العامة والدراسة الخاصة مناخا ملائما يسمح لها بالانطلاق والتفتح والخلق والابداع، ولكن هنالك علوما تتصل اتصالا مباشرا بفن التمثيل أو بعبارة أدق: فن الأداء التمثيلي أو فن الإلقاء التمثيلي، والتي يعتمد الممثل من خلال على اللغة، فاللغة كائن ينمو ويتطور ويزدهر ويتعرض لكثير من الظواهر اللغوية، والدلالات الاجتماعية النفسية والتاريخية، كما أنها أداة للتفكير والتعبير.
وهكذا فإن ثقافة الممثل العامة والخاصة التي تأتي في مقدمتها اللغة والنحو البلاغة وأدب المسرح وفن الإلقاء كلها أشياء تخص الممثل الناجح، إضافة الي لياقته الصوتية باعتبارها أساسية وجوهرية في فن الإلقاء التمثيلي، ومن هنا فإنه يصبح حريا بالممثل أن يلم بخصائص لغته وتطورها ومفرداتها ومشتقاتها، ويتصل بعلم اللغة ما يتفرع عنه من علم الأصوات اللغوية ودراسة فن التجويد، وذلك أن الأصوات العربية أو الحروف الهجائية العربية لها خصائصها المعينة ومخارجها المحددة وصفاتها، والممثل لابد أن يكون ملما إلماما تاما بمخارج هذه الحروف نظريا وعمليا مدربا نفسه على النطق بها في سهولة ويسر بما يمكنه في النهاية من إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وبصفاته المحددة من الجهر والهمس ومن الشدة أو الرخاوة.
ومن هؤلاء الممثلين الفنان والمثقف الكبير (مفيد عاشور)، والذي يعد فن امتلاك مهارات صوتية أدائية من أهم صفاته، لذا فهو يملك القدرة على اجتذاب الجمهور وإجبارهم على الإصغاء بمجرد أن يتحدث، وهى واحدة من أهم صفات الممثل الناجح تمكنه من التحكم بدرجة صوته وتنويع نبرته وإيقاعاته، كما أنها ملكة تشي بمدى التطور الذي أحرزه الممثل في تطوير ذاكرته العاطفية التي يختزن من خلالها صور تجسدات الأصوات المختلفة وتلوناتها، وهى أكثر صفة لفتت انتباهي مؤخرا في أداء الممثل القدير (مفيد عاشور) وهو يؤدي أدوار مختلفة على خشبة المسرح وفي الدراما التليفزيونية والسينما، إذ يبدو متمكنا بشكل جيد من الانتقال من دور لآخر عبر الصوت والتعبير من خلال طاقته الصوتية المتوثبة على تنوع الشخصيات والانتقال بين شخصية وأخرى ببراعة.
ولأن التمثيل كما هو معروف لون من ألوان الفنون التعبيرية التي هى بحاجة لتظافر كافة العوامل الإخراجية والفنية والأدائية الممكنة والتي يعكس نجاحها عن مدى استيعاب المخرج للنص ومدى نجاحه في تجسيده واستشعار الممثل للدور الذي يقوم على تأديته والذي يعتمد في أحد أوجهه على بلاغة الحوار والبناء الروائي أو ما يسمى الفن الدرامي، وفي هذا الجانب يبدو (مفيد عاشور) متمتعا بسلامة النطق للغة الأدبية التي كتب بها النص جراء خلفيته الثقافية الكبيرة، ما يجعله دائما يتمتع بوضوح مخارج الحروف والقدرة اللغوية على التعبير بشكل فني بديع، وهو إن لم يكن هذا هو العامل الوحيد لنجاح العمل الفني بشكل عام غير أنه يبقى عاملا مهما.
(مفيد عاشور) واحد من نجوم التمثيل المصري الأكفاء الذين يعرفون جيدا كيف يعدون أنفسهم الاعداد الفني والنفسي والعقلي والحركي إلى غير ذلك من الأمور التي تناولها كثير من المهتمين بشؤون التمثيل، فهو على جدارته يمتلك عدة لياقات وقدرات تتكاتف وتلتف حول الموهبة الأساسية التي يتمتع بها، ويتكون من مجموع اللياقات للممثل المبدع في فنه، فاللياقة الصوتية باعتبارها أساسية وجوهرية في فن الإلقاء بصفة عامة وفي فن الإلقاء التمثيلي بصفة خاصة وهى تعتمد علي إبراز الصوت، لكن ثمة أحزان دفينة في عيني الممثل البديع هكذا تبدوان لي بوضوح منذ بدأت أتابعه على خشبة المرح والسينما والتليفزيون التي ملأهما إبداعا، كما ملأ مجالات فن التمثيل جميعها بهاء خالصا، ولا يزال يعمل طارحا ثمارا وظلالا كأنه الأشجار.
نعرف أن فن التمثيل بمختلف مذاهبه و مدارسه يعتمد بدرجة كبيرة على الصوت، وعليه لا يغفل الممثل أو يقلل من أهمية الصوت وتدريبه في فن الإلقاء التمثيلي، ومن ثم فان اللياقة الصوتية لها أهميتها في تكوين الممثل وهنا نعني أهمية القوي الداخلية للممثل من ناحية خياله وتركيزه وأهميتها في تكوينه، أما القوي الخارجية فهي تتمثل في صوته وحركاته وإيماءاته مكانا مهما، تماما كما يتوفر ذلك على المستويين في شخصية الفنان (مفيد عاشور) بشكل عام، سواء كان يجسد عملا مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا وحتى في الإذاعة المسموعة، وهنا تختلف درجات الصوت عنده فالمسرح يحتاج إلى أن يؤدي بصوت عالي مسموع لآخر القاعة عكس الإذاعة أو السينما فإنه يتعامل كممثل محترف مع ناقل صوت الميكروفون وعادة ما يكيف صوته بما يكفل له الوضوح والإحساس.
الصوت هبة الله للإنسان عامة، وللممثل بصفة خاصة، هو ثروته التي بها يسلك طريق الفن الطويل الشاق، ومن ثم كان عليه أن يرعي ذلك الصوت بتنميته وتدريبه، وصيانه تلك الأعضاء التي يصدر عنها صوته كحلقه وفتحة المزمار والقصبة الهوائية ولسانه وحنجرته، كل هذه من ضمن أدوات النطق لدي الانسان، وتلك المهارات يعتمد عليها (مفيد عاشور) بشكل خاص وهو يحافظ على هذه النعم بالابتعاد عن كل ما يؤثر فيه لأنه يدرك يقينا أنه إذا حافظ علي صوته هذا ضمن طريقه إلى النجاح، ولأن أكثر أدوار (عاشور) خلدت في الذاكرة التمثيلية، فهو لم ينل بطولة مطلقة يستحقها منذ أمد بعيد؛ فنسج بطولاته الخاصة من خيوط أدواره سواء كانت باللغة العربية الفصحى التي يتقنها للغاية، ويتميز في إطارها الفخم، ويصول ويجول على إيقاعها، أو بلهجة الصعايدة والفلاحين أو بلهجته القاهرية الحميمة، إنه ممثل محترف لا حدود لتوهج طاقته وتفجرها بالأسلوب الأدائي السلس المتع للغاية.
ولد (مفيد عاشور) في محافظة القاهرة في 9 مايو عام 1966، ومنذ الصغر كان يشارك بكل نشاط في الأعمال المسرحية التي كانت تعرض في المسرح المدرسي في المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومع ذلك فقد درس في كلية الهندسة وبعد تخرجه التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه بشهادة بكالوريوس في التمثيل عام 1990، لكنه كان قد بدأ حياته الفنية في الثمانينات من خلال عدد من الأعمال مثل مسلسل (رحلة السيد أبو العلا البشري 1985) من بطولة الفنان الكبير (محمود مرسي)، (ليلة القبض على بكيزة وزغلول) في 1988.
وتعد فترة التسعينات من أكثر المراحل الفنية ازدهارا في مسيرة (مفيد عاشور)، حيث شارك خلالها في عدد كبير من الأعمال وتنوعت أدواره بشكل كبير، وعام 2003 يعتبر علامة فارقة في حياته حيث قدم دورا هاما في مسيرته عندما شخصية الرئيس السابق (محمد أنور السادات) في مسلسل (إمام الدعاة) الذي يروي سيرة الشيخ الراحل (محمد الشعراوي)، ويقول عاشور أن التمثيل في حياته سابق على التحاقه بكلية الهندسة، والحقيقة – على حد تعبيره – إنني من البداية كنت أرغب في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عقب حصولي على الثانوية العامة، ولكن والدي رفض لأن مجموعي كان كبير وكنت متفوقا وأصر على أن التحق بكلية الهندسة وعقب تخرجي فيها التحقت بالمعهد وحصلت على البكالوريوس.
كانت بداته الأولى في عالم التمثيل في الاسماعيلية مسقط رأسه عندما كان في المرحلة الإبتدائية، فقد كان في مدرسته كما يقول: مدرس اسمه محمد الخياط كان يطلب مني دائما قراءة الشعر في الفصل واستعان بي في طابور الصباح لقراءة الصحف من خلال الإذاعة المدرسية وتطور الاهتمام إلى الاشتراك في المسرح المدرسي لتقديم حفلات نهاية العام، نظرا لظروف الهجرة عقب نكسة 67 انقطعت علاقتي بهذه الأنشطة مؤقتا وعندما عدنا إلى الإسماعيلية عام 75، كان هناك فنان اسمه (علي عبد العزيز) من خريجي معهد الفنون المسرحية، وكان مشرفا على قصر ثقافة الإسماعيلية وهو الذي تبنى موهبتي ووجهني لقراءة مسرحيات (شكسبير وبريخت)، وشاركت معه في أكثر من مسرحية كممثل أذكر منها (تاجر البندقية، ومجنون ليلى)، وكنا ننافس بهذه الأعمال فرق قصور الثقافة على مستوى الجمهورية.
ويضيف (عاشور): كان الفنان على عبد العزيز من أكثر المتحمسين لدخولي معهد الفنون المسرحية، لكن والدي رفض بشدة إلى أن التحقت بالمعهد عام 1983 بعد تخرجي من كلية الهندسة، وعقب تخرجي في معهد الفنون المسرحية عام 1990 رشحني المخرج (حسين جمعة) للعمل في احتفالية (رحلة التنوير)، وكانت تضم عدداً كبيراً من الفنانين ومع ذلك استطعت لفت الأنظار إلى، وكان وقتها الفنان (أحمد عبد الحليم) هو مدير المسرح القومي فرشحني لبطولة مسرحية (الزير سالم)، وخلال فترة عرضها طلب مني أن أكتب طلباً للتعيين بالمسرح وبالفعل كتبت الطلب ووافق عليه الفنان كرم مطاوع الذي كان رئيسا لهيئة المسرح ومن يومها انضممت لأسرة المسرح القومي، لكني للأسف لم أشارك خلال 12 سنة سوى في عرض واحد فقط هو (غراميات عطوة أبو مطوة) مع الفنان يحيى الفخراني ورانيا فريد شوقي.
كان التليفزيون هو المجال المفتوح أمام كل المواهب، يقول (عاشور): أنا شخصيا كانت بدايتي سينمائية فقد شاركت في فيلم (الهروب) وكنت وقتها طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكن المخرج عاطف الطيب كان حريصا على اكتشاف مواهب جديدة فقدمني في دور ضابط صعيدي من بلدة (الحاجر) مع عبد العزيز مخيون أمام أحمد زكي، بعدها قدمني علي بدرخان في دور متميز في فيلم ( يوم حار جدا) وعملت بعدها مع مدحت السباعي في (قائدة الدم)، وبعد تخرجي في المعهد توقفت مسألة السينما وكان التليفزيون هو الباب المفتوح أمامي فقدمت فيه مجموعة من الأدوار ترضيني وتشبع موهبتي.
ولم يكن مقصودا أبدا أن أتميز أكثر في الأدوار التاريخية، ولكن تصادف أنني أجدت مع المخرج الراحل حسام الدين مصطفى في أدائي لشخصيتي (سليمان) رئيس الوزراء في مسلسل (ابن حزم) و(أحمد بن داوود) في مسلسل (عصر الأئمة) ،وكان ذلك سببا لترشيحي بعد ذلك لشخصية الصديق الحميم وأقرب تلاميذه (الحسن البصري)، ثم (زياد ابن صفوان) صديق (ابن ماجة) في مسلسل باسمه/ وبالنسبة للأداء بالفصحى فالحقيقة أن معظم خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لديهم مشكلة في الأداء بها لأننا نمتحن عمليا فيها من خلال مشهدين كل عام بالفصحى إلى جانب مشهد بالعامية ولهذا لابد أن نهتم بها.
وعن بداياته التليفزيونية يقول (مفيد عاشور) كان من حسن حظى أن أول مرة أقف أمام الكاميرا في حياتى كانت كاميرا الاستاذ (محمد فاضل)، فى مسلسل (أبو العلا البشرى) وقد تعلمت منه الالتزام، وكيف أهتم بأدق تفاصيل الشخصية وكيف أن يكون لدى حاسه تجاه كل ما يقدم، وبعد ذلك كان لى الحظ أن أتعامل مع الأستاذ محمد فاضل، بعد تخرجى من معهد الفنون المسرحية فى بداية التسعينات فى مسلسل (مازال النيل يجرى)، وهو مسلسل مهم جدا لأنه كان تدور أحداثه حول مشكلة تحديد النسل فى الريف المصرى، وهى قضية مازالت مهمة حتى الآن، وبعد ذلك كان لى الحظ أن أعمل مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، فى مسلسل (الوسية) وتعاونت بعده مع المخرجة إنعام محمد على، فى مسلسل (رجل لهذا الزمان).
وقدمت شخصية (جمال الدين الأفغانى)، فى مسلسل (بوابة الحلوانى)، وقدمت أيضا شخصية الموسيقار (محمد الموجى)، فى مسلسل (العندليب) من إخراج المخرج الكبير جمال عبد الحميد، ومحمدالموجى هو واحد من كبار الموسيقين وأصحاب البصمة فى الموسيقى العربية، هو والموسيقار بليغ حمدى وهم كانوا شخصيات مهمة للغاية سعدت بتقديمها في مسيرتي الفنية التي تميل في أغلبها للشخصيات التاريخية المؤثرة في حياتنا المصرية والعربية بفضل إتقاني للغة العربية.
عن تجربة الرائعة (رسائل العشاق) التي قدمها مؤخرا للمسرح مجسدا شخصية مولانا (جلال الدين الرومي) يقول (مفيد عاشور): الفرق بين المسرح والتليفزيون كبير، المسرح هو أبو الفنون وهو اللقاء الحى والتمثيل الحى والذى يتم فى حضور المتفرج، وأى عملية فنية يكون الغرض الأساسى و(التارجت) فيها هو المتفرج، فمثلا الفنان التشكيلى يرسم لوحة لكى يشاهدها المتفرج، والموسيقى يقوم بتأليف مقطوعة موسيقية لكى يستمع لها المستمعين، والحقيقة أن المسرح له مكانة خاصة فى قلبى، لذاقمت بتقديم مسرحية (رسائل العشاق) التي قدمت فيها شخصية مولانا جلال الدين الرومى، وفي الحقيقة كان لى الشرف أننى قدمت مجموعة شخصيات تاريخية وهذه الشخصيات كان لها أثر فى المجتمع التى تواجدت فيه، وأثارها ما زالت ممتدة.
وعن تفاصيل ميله لتقديم الأدوار الصعيدية يقول (عاشور): الممثل بشكل عام من المفترض أن يكون لديه القدرة على إتقان اللهجات، وعليه أن يختزن لغة الإيقاع، لأن اللهجة الصعيدية لها إيقاع، وأنا شخصيآ على المستوى الفنى أحب اللغة الصعيدية، كا قدمتها في مسلسل (الجبل) مع المخرج إبراهيم الشوادى، ومسلسل (سلسال الدم) كما قدمت باللهجه الصعيدية (بنت القبائل) من تأليف الكاتب الشاب شاذلى فرح، هذا الجنوبى المعجون بريحة الجنوب.
كثيرة هى الأعمال التليفزيونية التي قدمها مفيد عاشور بغير اللهجة الصعيدية، ومنها آخر أعماله مسلسل (الوجه الآخر) مع ماجد المصري ونسرين طافش، وإخراج سميح النقاش، الذي جسد فيه ببراعته المعهودة دور المحامي الذي لعب على المتناقضات في سبيل تمكين الأخت المزيفة للاستيلاء على ثروت المقاول الذي كان قد أطاح بأمها من شركته بعد أن استولى على فلوسها قبل رحيله.
وجراء هذا التنوع في الشخصيات والمسلسلات الرائعة التي قدمها الفنان القدير (مفيد عاشور) فإنه يستحق منا كل التقدير والاحترام على مسيرته المشرفة في الفن، وظني أنه يستحق تسليط أضواء كاشفة أكثر من جانب المنتجين والمخرجين وهو في حالة النضج الحالية التي تؤهله للعب أدوار ترقى إلى مستوى النجوم العالمين والذين يمكن أن تفخر بهم مصر حاليا، وقد يكمن سر الحزن الدفين في عيني (مفيد عاشور، وهو حزن حقيقي لا مجازي، في إحساسه بأنه عمل أعمالا يتمناها كبار النجوم وأدى جملة ما أداه بصدق وألمعية، ومع اتساع الخبرات، بمرور السنين، تفوقت عطاءاته وعظمت تجلياته، لكنه لم ينل نصيبا كهؤلاء من النجومية الطاغية.
وفي النهاية أرى أنه ممثل يقوى على أن يجوب كل الأدوار ويرتاد كل المحافل ويثبت حضوره فى كل أروقة التمثيل سينما كانت أو دراما تليفزيونية أو إذاعية أو مسرح .. فلا يصح أبدا أن يشقي ذا الرهافة، الذي يتملك نفسية ثائرة تأبى هذا الضيم القاتم، لكن بقوة صبرها وثقتها تتغلب على صراعاتها وآلامها الروحية، وإن بقي حزنها واضحا لمالكي النفاذ إلى الأغوار البشرية.