رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“زكي و ديكابريو” حطما فكرة النجم “الأَمُور”

بقلم الدكتور: طارق عرابي

لا تظلموا جيلاً امتلأت مائدته الفنية بأطباق المُر:

صار شائعاً هذه الأيام في حديثنا نحن الآباء حول شباب الحاضر أن نتهمهم بالسطحية والاستهتار ونصفهم بأنهم أصحاب عقول فارغة، إلا أنني ، بعين المقارنة المنصفة بين زمن شبابنا القديم (القريب) وزمن أبنائنا من شباب اليوم، يمكن أن أقول إننا جيلٌ محظوظ بينما هم جيلٌ مظلوم، حيث كانت المُدخلات إلى عقولنا ووجداننا من خلال الأفلام والأغاني تدعم فينا كل حواس الجمال الإنساني الراقي، فبينما كنا نحن نرتوي بجرعات كافية من الحب والحنان والشجن وجميع المشاعر الإنسانية المنضبطة مع أفلام وأغاني عبد الحليم وغيره من ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات جيله الراقي فإن مُدخلات اليوم “الأعلى صوتاً” لوجدان وعقول هذا الجيل المظلوم هي أفلام وأغاني محمد رمضان وحمو بيكا وشاكوش ومجدي شطا ومحمود الليثي (إيه يا بت الجسم الجامد ده).

فماذا نتوقع من جيلٍ حُرمَ من مصداقية وأخلاقيات فنانين حقيقيين؟ وبدأ يلاحقهم في كل بيت وحي وشارع وركن هذا النوع من معظم فناني اليوم الذين باتوا يفرحون بأنفسهم ولا يعيرون إهتماماً لما يقدموه لجماهيرهم، إن فناني زمن صبانا الذهبي كانوا يفرحون بجودة أعمالهم لا بأنفسهم ولا بعلو نجوميتهم ، فالفنان الحقيقي الذي يريد أن يعيش بعد رحيله هو من يفرح بعمله لا بنفسه.   

إن الزمن الذي زينت جزءً كبيراً منه أفلامُ الأبيض والأسود وأغاني مطربين (ومطربات) كانوا ينتقون أعمالهم أو كلماتهم ويدققون فيما سيقدمونه لجماهيرهم ، سواء كان ذلك عملاً درامياً أو غنائياً أو استعراضياً أو أي عمل فني آخر، هو الذي جعلنا “ما نحن عليه” منذ الأمس وإلى الآن ، وكذلك فإن معطيات ومُدخلات السموم الفنية الحالية لعقول ووجدان جيل اليوم هي ما جعلتهم “ما هم عليه” اليوم “وماسيكونون عليه” غداً ، فلا داعي لأن نُحَمِلَهم مزيداً من ذنوبٍ لم تصنعها أياديهم.

حليم وزبيدة ثروت فيلم يوم من عمري (2)

عبد الحليم هذبني وعلمني الحب بأفلامه وأغانيه

حول الفنان وأثره على جمهوره ، فإنني عندما كنت طفلاً صغيراً وأشاهد فيلماً أو أسمع غناءً للراحل الراقي عبد الحليم حافظ فإنني كنت أجدُ نفسي بعدها متحدثاً إلى أمي أو إلى من حولي بصوتٍ رقيقٍ ومنخفض عما كان عليه قبل مشاهدتي للفيلم أو سماعي لصوت العندليب وموسيقى وكلمات غنائه.

واليوم أسأل نفسي وإياكم: ما هو السر الكبير الذي يجعل فناناً “يعيش” بين الناس ويحيا في وجدانهم رغم أنه “راحلٌ” عنا منذ عقود؟ وعلى الجانب الآخر، ما الذي يجعلُ فناناً “يموت” رغم أنه “حاضرٌ” ويمشي بيننا؟!

إن الأسباب والأدوات وراء “حياة” الحالة الأولى أو “موت” الحالة الثانية هي كثيرة ومتنوعة ولكن يمكن أن نضعها تحت عنوانٍ يشمل كل الأسباب والأدوات والذي يَخْلُص إلى أن هناك فرقٌ كبير بين “مُدعٍ” شهير يفرح ويتباهى بنفسه و”فنانٍ” حقيقي لا يفرح إلا بجودة ورُقي ما يقدمه للناس ، فالنموذج الأول يموت وهو مازال بيننا وسرعان ما يأفُلُ نجمه أما النموذج الثاني فسيبقى خالداً بخلود أعماله التي ارتقت بفكر ووجدان الناس.

حليم مع لبنى عبد العزيز فيلم الوسادة الخالية

جيلنا نشأ وترعرع في أحضان سينما الحب والنقاء في الوسادة الخالية ويوم من عمري ومعبودة الجماهير وغيرها من أفلام العندليب وغيره من نجوم جيله العظماء، جيلنا أسلم آذانه ووجدانه لأغاني صافيني مرة والحلوة وأول مرة تحب يا قلبي وأهواك وحبيبتي من تكون ورسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان وغيرها من أعمال العندليب الغنائية وغيره من عظماء الطرب في عصره أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزي ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وآخرين وأخريات.  

حليم مع شادية فيلم معبودة الجماهير

مجدي العمروسي أدهشني برؤية العندليب لنفسه ولفنه

نسمعُ في أوساطنا الفنية مؤخراً أناساً يبالغون في وصف أحد مشاهير الفن هذه الأيام دونما سندٍ له قيمة ، ونسمع أيضاً فناناً يتصرف بغطرسة وعنجهية حمقاء بل إن أحدهم ساقه غروره الأعمى ليقول واصفاً نفسه “أنا اللي هاغنيه أو هأقدمه للناس هتسمعه وهتشوفه وهتحبه أياً كان ، لأن انا فلان الفلاني” ، وهنا يحضرني مجموعة لقاءات لي مع الراحل مجدي العمروسي بمكتبه عام 1996 ، وهو صديق وشريك ورفيق درب الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وكنت مكلفاً حينها من المخرج الكبير – الباريسي الرؤية – المصري القلب العبقري “عبد العزيز السكري” بعمل فيلم عن تاريخ السينما المصرية تحت عنوان100 سنة فن وحب وإبداع كأحد فقرات عرض احتفالي كبير لصالح وزارة الثقافة وذلك ضمن فعاليات مهرجان السينما القومي الثاني 1996 بدار الأوبرا والاحتفال بمرور 100 عام على بداية السينما المصرية (1896).

حليم ونادية لطفي فيلم الخطايا

وكان من بين ما اخترت في فيلم “100 سنة فن وحب وإبداع” بعض المشاهد من بعض أفلام الراحل عبد الحليم حافظ ،، ولذا حالفني الحظ حينها أن أقابل الأستاذ العمروسي ، وبعيداً عن احتياجاتي المرتبطة بعملي المطلوب مني آنذاك ، ولأن عبد الحليم حافظ هو فناني المفضل الذي علمني الحب وأقنعني دائماً بإحساسه وبمصداقية آدائه، رحت أسأل الأستاذ العمروسي عن سر بقاء عبد الحليم وتحقيق “شرائط أغانيه” أعلى مبيعات حتى الآن رغم مرور 20 عام تقريباً على رحيله، وكانت إجابته شافية وكافية حيث قال لي: “إن الفنان الذي يقدم كل عمل جديد على أنه الفيصلُ بين نجاحه وفشله ويهتم بكل تفاصيله رغم نجوميته الكبيرة فإنه سيبقى”.

حليم وفاتن حمامة فيلم موعد غرام

وقد أدهشني الأستاذ العمروسي حين أخبرني بأن عبد الحليم حافظ تعامل مع “قارئة الفنجان” ، وهي آخر عمل غنائي له، وكأنه فنان سيغني لأول مرة في حياته ويريد أن ينجح بهذا العمل ، فاهتم بأدق التفاصيل ابتداءً من كلمات القصيدة التي طلب من العبقري نزار قباني تغيير بعض الكلمات والجمل بها وانتهاءً باللحن المذهل للعبقري الموسيقي محمد الموجي وكذلك البروفات الكثيرة جداً التي أجراها العندليب في هذه القصيدة رغم حالته الصحية ووهنه الجسماني بسبب تمكن المرض منه آنذاك.

صورة نادرة تجمع حليم مع فريد الأطرش ووديع الصافي
حليم يصافح الرئيس عبد الناصر

عبد الحليم ومريم فخر الدين فيلم حكاية حبوهكذا تعلمت الكثير عندما علمت يقيناً عبر حكايات الأستاذ العمروسي بأن عبد الحليم لم يُقْدِم على أي عمل على أنه عبد الحليم حافظ النجم الشهير، بل كان يعتبر كل عمل جديد هو فرصة نجاح جديدة له مع جمهوره، وعليه أن يبذل كل ما لديه من أجل تحقيق ذاك النجاح.

أحمد زكي نسف فكرة النجم “الأمُور”:

وقتما كانت فكرة البطل الوسيم في السينما عُرفاً سائداً من الصعب تغييره، وبينما كان الممثل “حسين فهمي” بعينيه الزرقاوين ووسامته الأجنبية الملامح هو النموذج المثالي للنجم السينمائي، بدأت الموهبة الفذة للشاب الأسمر أحمد زكي Ahmed Zaki تهزم تدريجياً فكرة البطل الوسيم “الأمُور” وذلك من خلال أدواره التي بدأ رحلتها منذ عام 1983 بسلسلة أفلام متتالية بدأت بفيلم “الاحتياط واجب” مع مديحة كامل، ثم “المدمن” مع نجوى إبراهيم، ثم “البريء” مع الراحلين الجميلين الممثل ممدوح عبد العليم والمخرج عاطف الطيب، إلى أن نسف الراحل “الباقي” أحمد زكي الفكرة نسفاً تاماً بآدائه الفريد في فيلم “البيه البواب” عام 1987 مع الراحل العظيم فؤاد المهندس والممثلة صفية العمري.

أحمد زكي وعبقرية التنوع في أدواره وبراعة التقمص
جنازتا زكي زحليم تؤكدان أن الفنان الذي لم يفرح بنفسه وأتقن عمله سيبقى في قلوب الناس حتى بعد رحيله

لقد كنت ممثلاً بمسرح الجامعة، وحصلت على ممثل أول جمهورية على مستوى جامعات مصر عام 1991 في “لقاء شباب الجامعات” والذي كان مهرجاناً جامعياً يقام كل أربع سنوات تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية وسلمني جائزة أفضل ممثل جمهورية السيد/ عبد المنعم عمارة ، وزير الشباب والرياضة آنذاك، وبينما كان زملائي من فناني مسرح الجامعة بالكليات المختلفة يقدرون موهبتي في التمثيل فإنهم لم يعلموا قط أن الممثل الوحيد الذي كنت أشعر بعجز وضآلة موهبتي وأنا أشاهده في أي عمل هو النجم الراحل أحمد زكي والذي قابلته لاحقاً وأطلعته على هذه الحقيقة وجهاً لوجه وكان خجله وتواضعه في الرد على تصريحي له بتلك الحقيقة يؤكدان أنه فنانٌ حقيقي وأنه ما كان يوماً مختالاً وما كان يمشي في الفن مَـرَحا.

وفي الوقت الذي شاهدنا فيه أحمد زكي بموهبته الفذة وعبقريته في فهمه لكل شخصية يؤديها ، وبينما استطاع وببراعة أن يميز حتى بين آدائه لثلاث شخصيات من خامة وبيئة واحدة “الصعيدي” في أفلام “البيه البواب” و “شادر السمك” و “الهروب” والذي يجعلك كمشاهد ترى “عبد السميع” مختلف تماماً عن “أحمد أبو كامل” وعن “منتصر عبد الغفار” ومع آدائه السلس والغير مفتعل لكل دور تنسى تماماً أن هذا هو أحمد زكي ، في نفس الوقت كنا نشاهد نجماً كبيراً يلعب دور القهوجي أو المهندس أو الدكتور “كله شبه بعضه” لأنه يؤدي دوره بنجوميته لا بشخصية الدور، ولذلك لا يمكن أن تنسى أنه النجم “فلان الفلاني” مهما كان دوره.

وكذلك فعل النجم “الأمُور” ليوناردو ديكابريو

ربما سيستنكر الكثيرون للوهلة الأولى قولي إن الممثل “الوسيم” جداً ليوناردو ديكابريو Leonardo DiCaprio قد حطم كذلك فكرة النجم “الوسيم”، ولكن كل من يستنكر قولي هذا سيتبدل موقفه إن مر ولو مرور الكرام على ملخص مشوار ديكابريو في الآداء التمثيلي منذ بداياته وإلى الآن.

ديكابريو لم يعتمد على وسامته وأبدع في آداء شخصيات عديدة مختلفة

رغم أنه قام بأداء أدوار بمسلسلات تلفزيونية منذ طفولته المبكرة في عام 1979 وأفلام كثيرة كذلك من قبل كان أشهرها فيلم “روميو وجولييت” عام 1996 ، إلا أن جمهور العالم لم يعرفه حق المعرفة إلا من خلال فيلم “تايتانك Titanic ” عام 1997، وهو الفيلم الذي تكلف إنتاجه حوالي 200 مليون دولار أمريكي وحقق عائداً عالمياً تخطى قيمة 2 مليار دولار وحصد 11 جائزة أوسكار. والفيلم من تأليف وإخراج المتميز جيمس كاميرون James Cameron .

ومن يمر على مسيرة ديكابريو الفنية سيكتشف أن هذا الممثل المثقف جداً لم يعتمد أبداً على وسامته أو على الأقل لم يجعلها تطغى على أهمية فهمه لأبعاد كل شخصية وآدائها “ببراعة” الممثل “لا بشكله” أو وسامته ، ورغم أن تلك الوسامة قد خطفت، مع آدائه الرائع، قلوب النساء وجعلته نموذج فتى الأحلام المنتظر لملايين الفتيات حول العالم، إلا أن ليوناردو ديكابريو لم تخطفه هذه النتائج المبهرة لفيلم تايتنك من وعيه بأن الممثل العظيم لا تصنعه وسامته بل إبداعه في آداء دوركل شخصية كما ينبغي لها أن تكون ، ولذا ستلحظ من بعد “تايتنك” أن هناك حالة نضوج وارتقاء فكري في كل اختيارات ديكابريو فيلماً تلو الآخر.

فتراه مبدعاً في أداء شخصيتين لفيلمين في عام 2002 وهما شخصية “أمستردام” في فيلم عصابات نيويورك Gangs of New York وشخصية “فرانك” المحتال الصغير في فيلم Catch Me If You Can مع أستاذ الآداء الرفيع توم هانكس ،، ثم يتألق بعد ذلك في أفلامه اللاحقة، فظهر عام 2004  في فيلم The Aviator الذي جسد فيه شخصية الملياردير الأمريكي الشهير هوارد هيوز رائد الطيران ومؤسس وصاحب شركة طيران هيوز والمنتج السينمائي بهوليود ، والذي ولد عام 1905 وتوفي عام 1976 ، ثم قدم ديكابريو في السنوات التالية (بعد 2004) مجموعة أفلام تؤكد أنه ممثل من العيار الثقيل ونذكر من هذه الأفلام: فيلم ماس الدماء Blood Diamond وفيلم الراحل The Departed مع عبقري التمثيل جاك نيكلسون، وفيلم جسد الأكاذيب Body Of Lies وفيلم الطريق الثوري The Revolutionary Road مع نفس بطلة فيلم تايتنك الممثلة الجميلة كيت ونسلت Kate Winslet الفائزة بجائزة الأوسكار 2009 كأفضل ممثلة في دور رئيسي عن فيلم القارئ The Reader.

ثم يتألق ديكابريو أكثر وأكثر في آدائه التمثيلي في فيلم النشأة (أو البداية) Inception مع النجمة كندية الأصل إلين بيج Ellen Page وهو الفيلم الذي حصد 4 جوائز أوسكار عام 2011 . ثم يعود ليوناردو مرة أخرى للعب شخصيات في أفلام مأخوذة من قصص واقعية ، ويالروعته وبراعته في آداء شخصية أمريكية شهيرة في فيلم J. Edgar ، جيه إدجار هوفر الذي أسس وترأس المباحث الفيدرالية FBI بالولايات المتحدة الأمريكي لأكثر من 50 عام.

جوردان بلفورت المحتال تفوق فيه على نفسه

أما الدور الذي تفوق فيه ليوناردو بآدائه المبهر على نفسه وعلى كل الممثلين العظماء في تاريخ السينما الأمريكية والعالمية هو شخصية جوردان بلفورت المحتال الذي أصبح مليونيراً في وول ستريت في فيلم ذئب وول ستريت The Wolf of Wall Street وقد ترشح الفيلم عام 2014 لخمس جوائز أوسكار من بينها ديكابريو كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وكان من بينها كذلك جائزة أفضل إخراج للمخرج العبقري مارتن سكورسيزي Martin Scorsese الذي ترشح للأوسكار 10 مرات فاز منها بواحدة عن إخراج فيلم الراحل الذي كان ديكابريو أحد أبطاله مع جاك نيكلسون ومات ديمون ومارك ويلبرج.

الممثل ليوناردو ديكابريو ترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات فاز منها بواحدة عام 2016 كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلم العائد The Revenant . وكان من بين ترشيحات الأوسكار للنجم ليوناردو دي كابريو هذا العام 2020 جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي عن شخصية ريك دالتون في فيلم كان ياما كان في هوليوود Once Upon a Time in Hollywood .

ولأنه من الواضح أن ديكابريو يعشق لعب دور شخصيات حقيقية من واقع الحياة فإنه حالياً يقوم بتصوير فيلم روزفل  Roosevelt، والذي يجسد فيه شخصية ثيودور روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السادس والعشرين للفترة من 1901 حتى 1909، والفيلم من إخراج مارتن سكورسيزي. ويعمل ديكابريو في نفس الوقت على ثلاثة أفلام أخرى قادمة للسينما في 2021 وهى: فيلم قتلة زهرة القمر Killers of the Flower Moon وفيلم اليد السوداء The Black Hand وفيلم الشيطان في المدينة البيضاء The Devil in the White City .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.