رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: (منى زكي).. ليه الناس كرهتها؟!

محمد شمروخ يكتب: (منى زكي).. ليه الناس كرهتها؟!
نصيحة إلى الأستاذة (صابرين)، تروح تبخر نفسها وبيتها من المدخل للبلكونة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

(يثاب المرء رغم أنفه).

يظهر أن الفنانة (صابرين) عملت حاجة كويسة في حياتها خلتها وهى قاعدة في البيت حاطة رجل على رجل، تقوم مصر على بكرة أبيها، لتشيد بها وبدورها في في مسلسل (أم كلثوم).. سبحانك يارب.. قاعدة في حالها لا ليها ولا عليها، وإذ فجأةً، الدنيا تقوم تقعد والناس تقارن بينها وبين الفنانة (منى زكي)!

وهاتك يا مدح فيها وفي المسلسل!

من ناحيتي.. أوجه نصيحة إلى الأستاذة (صابرين)، تروح تبخر نفسها وبيتها من المدخل للبلكونة وتاخد كل احتيطاتها من الأدعية والرقى، اتقاءً لشر العين ودفعاً لحسد الحاسدين.

(بس مش غريبة شوية إن القنوات الفضائية المتخصصة في عرض المسلسلات واللى كانت كل شوية تعيد وتزيد في عرض مسلسل (أم كلثوم)،  مش غريب أنها لم تستغل الفرصة الذهبية لإعادة عرض المسلسل؟!.

خاصةً وأن المقارنات شغالة على ودنه لصالح (أم كلثوم) المسلسل، والإشادة بطاقم العمل بالكامل وفي مقدمتهم (صابرين) بصفتها بطلة العمل الدرامي عن حياة الست، وعلى المستوى نفسه، المرحوم الأستاذ محفوظ عبد الرحمن لأنه المؤلف الذي انتقى من حياة أم كلثوم ما جعلنا نعيش معها في كل مراحل حياتها.

خاصةً وأن القدر حبى القصة والممثلين بالمخرجة الكبيرة المبدعة (إنعام محمد علي)، التى استطاعت أن تخرج لنا واحداً من درر الدراما العربية جعلته في مقدمة مسلسلات العائلة في مصر والعالم العربي، حيث تتوقف أجهزة الريموت كنترول في أيادى الناس أمام القناة التى تعرض المسلسل في أى حلقة من حلقاته!

محمد شمروخ يكتب: (منى زكي).. ليه الناس كرهتها؟!
الفنانة (منى زكي)، تواجه موجة عاتية من الرفض والنقد والكره

سخريات مريرة وتنمرات مريعة

ولكن الأمر المثير للتعجب، أن أحكاماً نهائية صدرت بالإجماع وممهورةً بخاتم شعار الجماهير، لصالح المسلسل بمجرد الإعلان عن عرض فيلم (الست) بطولة (منى زكي)، بل وقبل تحديد مواعيد نزوله إلى قاعات السينما!.

ثم بدأت موجات كاسحة في بغض (منى زكي) مع سخريات مريرة وتنمرات مريعة.. وربما كان فيلم (الست) هو أول فيلم يسجل في تاريخ السينما، يتعرض لموجات عارمة من النقد الجماهيري والإعلامي بمجرد الإعلان عنه!.

 – ليه ده كله؟!

– السبب الرئيسي وربما كان السبب الوحيد، هو أن بطلته هى الفنانة (منى زكي)، والتى تواجه موجة عاتية من الرفض والنقد والكره، لا أظنها فقط بسبب مشهد مقزز، أدته من خلال دورها في فيلم (أصحاب ولا أعز)، ولكن هذا المشهد كان دلالة على ما هو أكثر خطورةً  وتقززاً، ففهم الجمهور ما وراء الفيلم!

– وأكبر خطأ يقع فيه صناع السينما والدراما هو الدخول في لعبة (الاستغباء والاستعماء للجمهور!).

وقد اضطررت هنا لاستخدام وصف (مقزز) وليس (إغراء)  لأن الفنانة (منى زكي)، من حيث الإطارين العام والخاص لشخصيتها النفسية وبنيتها الجسدية، لا تصلح لأداء أدوار الإغراء، وقد أخفقت من قبل في تجربة أن تؤدى دور إغراء في فيلم (احكي يا شهرزاد).

ولا يمكن أن يكون ذلك عيباً في قدراتها كممثلة، ولكن الأمر هنا أمر تهيئة وقبول نفساني، يأتى من شخصية الفنان عموماً، والتى كثيراً ما تطغى عليه ملامحه النفسية قبل الجسمية، فتحد من دوائر إبداعاته في الشخصيات وتحرم عليه إطارات معينة لا يجب أن يقترب منها إلا بحذر.

في الوقت نفسه يتوازى ذلك مع قبول الجماهير واستساغتها للدور من شخصية فنانة معينة، فالجمهور الذي رحب – مثلاً – بأدوار هند رستم وسعاد حسنى في الإغراء، لا يقبل ذلك من فاتن حمامة وماجدة ومن على شاكلتهما، دون الإخلال بإمكانيات أى نجمة منهن!.

ومسألة أن (منى زكي) أدت دورها المكتوب، وأنه مجرد تمثيل، وأن الجمهور يخلط بين شخصية من الدرامية وشخص منى الإنسانة، فنلك تفسيرات ساذجة وملتوية، فلو كان الأمر كذلك، لكان كل من زكي رستم ومحمود المليجي وتوفيق الدقن وصلاح منصور وعادل أدهم وغيرهم من أشرار الشاشة، هم أكثر الشخصيات المكروهة لدى الجماهير، لكن هؤلاء كانوا ومازالوا من أقرب الشخصيات إلى قلوب المشاهدين.

فتأثر الجمهور بشخصية الفنان الدرامية وخلطه بشخصه الحقيقي، لا يتجاوز قطع مسافة الرصيف المواجه لمبنى السينما بعد انتهاء حفلة العرض، بل وستتحول بعدها الكراهية للشخصية الدرامية، إلى إشادة به قد تصل إلى درجة الافتتان!

محمد شمروخ يكتب: (منى زكي).. ليه الناس كرهتها؟!
الأمر اختلف مع (منى زكي) بعد فيلمها المنحوس (أصحاب ولا أعز) بما يفوق أى توقع

فيلمها المنحوس (أصحاب ولا أعز)

ولنتذكر مثلاً دور الفنان (خالد الصاوي) في فيلم (عمارة يعقوبيان)، وكيف أبدع فيه دون أى تأثير على حب واحترام جماهير السينما والدراما له، وقبله دور (يوسف شعبان) في (حمام الملاطيلي)، والذي يعد واحداً من أجرأ الأفلام المصرية.

وهل تذكرون دور سعاد حسنى في (غروب وشروق) ما بين الفتاة العابثة أو الزوجة الخائنة؟!

كما أشير إلى اسم نجمة محبوبة من نجوم الستينات ظهرت في فيلم في مشهد يجاوز ما فعلته منى، حيث كانت النجمة الراحلة داخل غرفتها، بينما يتلصص عليها رجل من خلال فتحة كالون الباب، فنراها وهى ترتدى نفس قطعة الملابس الداخلية، مع ظهور غالب ساقيها عاريتين، رغم ذلك لم تفقد النجمة من حب الجمهور شيئاً!

وكان مشهد الإغراء صريحاً، لكنه تم بحرفنة ممثلة بارعة ومخرج متمكن!

وغيرها وغيرها وغيرها.. كلهن مثلن مشاهد إغراء أكثر مما يجب – وأحياناً إغراء تجارى بأفلام مقاولات – بما يصعب حصره.

لكن الأمر اختلف مع (منى زكي) بعد فيلمها المنحوس (أصحاب ولا أعز) بما يفوق أى توقع، حتى أن نحس الفيلم السابق انتقلت عدواة إلى فيلم (الست) فكان ما كان!

وفين أيام حب الجمهور لـ (فرحة) في  الضوء الشارد، حتى أن كثيراً من المواليد الإناث خلال فترة عرض حلقات (الضوء الشارد) وما بعدها، حملن اسم (فرحة) من فرط ما أحب الجمهور العمل وأبطاله وفي مقدمتهم فرحة ورفيع بيه!

وأدوارها في أفلام ومسلسلات كثيرة نالت إعجاب الجمهور والنقاد وحققت بها نجومية السوبر ستار حتى اقتربت من الميجا ستار، فجاء الفيلم المنحوس ليباعد بينها وبين حب الجمهور لتلقى بعده ما لقيت حتى كان ما كان من هذه الحملة الجماهيرية الهوجاء التى رفضت فيلم (الست) حتى قبل أن تراه.

إذ لا حاجة بها على رؤية فيلم بعد هذا الحاجز النفسي الكريه بعد الفيلم السابق، والذي احس الجمهور أن مشاركة منى فيه – بغض النظر عن المشهد المقزز – ذنب لم يقبل الغفران لأن الفيلم برمته كان مغرضاً في أهدافه بما لا يخفى على أحد، في محاولة ممن توقفوا وراء إنتاج الفيلم لفرض نمط سلوك مذموم سرعان ما تم كشفه.. لكن (منى زكي) لم تستفد من الدرس فكانت النتيجة ما شاهدناه قبل المشهادة وبعدها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.