كتبت: سما أحمد
صدر حديثاً عن الهيئة المصرية العامه للكتاب بالإشتراك مع أكاديمية الفنون كتاب (الصناعات الثقافية والمسرح) للأستاذ الدكتور (مدحت الكاشف)، ويأتي الكتاب في ظل التحولات العالمية المتسارعة والعصر الرقمي ويُمثل هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة العربية، حيث يتناول العلاقة الجدلية بين الثقافة، والتكنولوجيا، والاقتصاد، مع التركيز على دور المسرح كقاطرة للإبداع ضمن مفهوم (الصناعات الثقافية).
والكتاب بمثابة رؤية متكاملة لوظيفة الثقافة الجديدة، حيث يُقدم الدكتور (مدحت الكاشف) رؤية مفادها أن الثقافة لم تعد حكراً على النخبة، بل أصبحت “منظومة إنتاجية متكاملة” تقع في صلب الاقتصاد العالمي.. ويُسلّط الكتاب الضوء على مفاهيم جديدة ظهرت من هذا المنطلق، مثل (ثقافة الكون، الثقافة الرقمية، الاقتصاد الإبداعي، الهندسة الثقافية).
ويُشير المؤلف الدكتور (مدحت الكاشف) إلى أن هذه المفاهيم تعكس إدراكاً جديداً لوظيفة الثقافة ودورها في صياغة الوعي الفردي والجمعي. ويشكل المسرح والفنون الإبداعية مدخلاً أساسياً لتحليل هذه الظواهر ضمن ما يُعرف اليوم بـ (الصناعات الثقافية)، وذلك من خلال عدة محاور رئيسية تشمل الاقتصاد الرقمي والمسرح.
صياغة المستقبل الثقافي
ويتوزع كتاب (مدحت الكاشف) على محاور شاملة تستهدف القارئ المتخصص والمهتم على حدٍ سواء، ومن أبرزها:
مفاهيم الثقافة والكون: استعراض لمفاهيم الثقافة المختلفة، وثقافة الكون، والثقافة المحكومة، مروراً بالثقافة والحقوق الرقمية، قيمة الثقافة في العصر الرقمي: تحليل قيمة الثقافة في ظل التكنولوجيا، ودور (هندسة الفنون والتكنولوجيا) في صياغة المستقبل الثقافي.
المسرح والصناعات الإبداعية: كما يخصص الكتاب فصولاً عميقة لمناقشة دور المسرح في العصر الرقمي، وتأثيره في (الاقتصاد الإبداعي)، كما يتناول قضايا (الإبداع المسرحي والتطوير، والمسرح ورحلة الممثل في الصناعات الإبداعية).
ويُقدم كتاب (مدحت الكاشف) دراسات حول منهج علمي لقراءة أداء الممثل المسرحي، والنماذج التطبيقية لبعض علامات التمثيل، والمناهج الحديثة في تدريب الممثل والمسرح البانورامي، متناولاً دور التكنولوجيا في تعليم الممثل المعاصر.
وأيضا يُناقش الكتاب محاور تخص الثقافة العربية والمستقبل، ويُقدم رؤى جديدة للمستقبل الثقافي في سياق الإبداع البشري.
كتاب (الصناعات الثقافية والمسرح) للدكتور (مدحت الكاشف)، هو دعوة للتفكير في الثقافة بوصفها محركاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحاولة جادة لتأصيل المفاهيم الجديدة التي تضع الفن والمسرح في قلب الخريطة العالمية للإبداع.