
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ ان أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برنامجها (دولة التلاوة) بالتعاون مع وزارة الأوقاف والثناء لم يتوقف علي جودة المحتوي وأهميته، وفي وسط هذا الإعجاب بالبرنامج أود أن أذكر مجموعه من النقاط ذات الصله بالمحتوي الجيد وذوق المشاهد وهى:
▪︎ إن ما يذاع كان سطحيا ومشابها لبرنامج إيراني ولا ينافس أبدا.
▪︎ إن ما يذاع لم يكن يلائم قيمنا وعاداتنا ولا أوضاعنا الحياتيه المعاصره.
▪︎ إن المشاهد لديه القدره الذاتيه علي التعرض والانتقاء لما هو أفضل وأجود.
▪︎ إن حالة الإعجاب جاءت لسوء مايتم عرضه وملائمة (دولة التلاوة) كمحتوي جيد هادف.
▪︎ إن جزء من هذا الإعجاب ليس للجودة الفائقة للمنتج ولكن لسوء وسطحية ما يتم عرضه.
▪︎ إن هذا الإعجاب درسا لواضعي الخطط البرامجيه ليتيقنوا أن المشاهد يبحث عن الأجود الهادف وينصرف عن السطحي الفارغ، وهذا مؤشر مستقبلي هام لصناع المحتوي وواضعي الخطط البرامجيه.
▪︎▪︎▪︎ والسؤال الأهم، لما تأخر برنامج مثل (دولة التلاوة) عن إعلام دولة الأزهر مشيخة وجامعه ودولة الأوقاف رسالة ومساجد ودولة القيم أسرة وكتاتيب ودولة التعليم مدارس وجامعات والدولة العصرية أندية وأحزاب!!!
وإذا كنا حفاظ القرآن ومحبيه ولدينا الكتاتيب والمساجد التاريخية ومعهد القراءات ومعهد الدعاه وكثير من الاحداث ذات الصله بحفظ القرآن وتلاوته، لماذا تأخرنا كثيرا في إطلاقه قبل مواهب الساحل الشمالي ومواهب الدوم فمواهب القرآن أهم للتعلم الديني الوسطي السمح،
▪︎ والغريب ان البرنامج لم يطلق بالتعاون بين وزارة الأوقاف وماسبيرو، وهما اجنحة الدوله في التنوير والإعتدال الديني؟!

إذاعة القرآن الكريم
ولماذا لم تطلقه إذاعة القرآن الكريم بما لها من جماهيرية وهوية خاصة بالقرآن والسنه وتعلمهما جيدا؟!
ولماذا وسط هذا الكم من الشبكات والقنوات والمحطات لم يطلق البرنامج مبكرا لتعليم النشئ قواعد القراءة والتلاوة والتجويد؟!
ولماذا وسط هذا السيل من القنوات ووجود قنوات ذات صبغة دينيه كـ (قناة الناس وأزهري وقناة الأزهر) تحت الإطلاق و(قناة النهار، نور الدينية)، وغيرها من القنوات لم يتم إطلاق مثل هذا البرنامج، أو تطلق قناة كاملة للقرآن والسنة تعلما وشرحا وبحثا وتفسيرا!؟
ولعل النسخ العالميه من برامج قراءة القرآن ترتيلا وتجويدا تستحق المشاهده للتعلم مثل نسخة البرنامج الإيرانية والماليزية وغيرهم من برامج التلاوة القرآنيه.
ولعل البرنامج يتطلب نسخا ومواسم متخصصه للصغار وللشباب وللكبار حيث ان الدمج بينهم قد يحمل ظلما للصغار وللشباب علي حساب الكبار؟!
ولعل القائمين علي البرنامج يخططوا لنسخ من البرنامج للأسرة لتعلم القراءة والتجويد والترتيل، ونسخا للمدارس لتعليم التلاميذ،ونسخا للجامعات وللأندية وللبسطاء كل حسب ثقافته وتعليمه.
إن ظهور (دولة التلاوة) الآن مفروض ان يصاحبه عودة منظومة الكتاتيب ودور التلاوة في المساجد والأندية وحصص التربية الدينية، وهو دعوة لوجود قناة للقرآن الكريم مثل إذاعته الشهيرة والوقورة، وعودة لدور إعلام الدوله في التعلم لصحيح الدين ومفهومه ووسطيته.
إن ظهور (دولة التلاوة) لهو سد لعجز في شرائح برامجيه غابت عن مشهدنا لأنها محتوي جاد وهادف وليس إستثماريا، بل هو خدمة عامة وسيتسارع الرعاة علي هذه النوعيه الجاده من البرامج الهادفه التي ينتظرها المشاهد ومرحب بها وسيظر هذا التوقع المهني قريبا علي رعايات دولة التلاوه،
إن ظهور (دولة التلاوة) لهو جزء من استرداد بعض من هويتنا التي غابت روافدها عن الإنتاج الإعلامي منذ سنوات الترهل والتسطيح والخذلان.
إن ظهور (دولة التلاوة) يؤكد الحاجة الماسه لإعلام الخدمة العامة التنويري بعيدا عن إعلام الملاسنات والفضائح والسحر والشعوذه والطبخ والتسطيح.

حتي نسترد ملامح هويتنا
كما آن هذا الظهور يستلزمه ظهور لنوعيات برامجية أخري غابت عن محتوانا مثل دولة الشعر عن مواهبنا الشعرية، ودولة الكتاب عن مواهبنا الأدبية، ودولة العلم عن مواهبنا البحثيه، ودولة الفن عن مواهبنا الفنية ودولة الإنتاج عن أفضل كوادرنا المهرة.
ومحتوى يخص الأقاليم وأطراف الوطن وبسطائه ومهمشيه، حتي نسترد ملامح هويتنا ونحقق تنوعا وعدالة إعلاميه في جمهوريتنا الجديدة، وتمشيا مع دعوة القيادة بإصلاح المشهد الإعلامي إنتاجا وتوجيها نحو ما فقدناه في مجتمعنا، وما أساءت به الدراما والبرامج لمنظومة القيم المصرية الراسخة.
هل سيتسجيب صناع المحتوي لتصنيف نسخ (دولة التلاوة)، وهل سنجد توافقا بين صناع المحتوي الرسمي وشبه الرسمي والوزارات والهيئات لإطلاق نسخ من دول الشعر والكتاب والعلم وغيرهم.
هل يمكن أن تذاع حلقات البرنامج على إذاعة القرآن الكريم تحقيقا لانتشار البرنامج، وملائمة محتواه لإذاعة القرآن الكريم؟
هل يتدخل الأزهر بأروقته وتتدخل معاهد القراءات والدعاة لدعم مسيرة البرنامج وهوية مصر؟
هل ستفتح وزارة الأوقاف مساجدها التاريخية لتعلم القرآن والسنة؟، وهل يمكن للمدارس والأنديه وقصور الثقافة ومراكز الشباب ومقار الأحزاب لأن تكون داعمة ومكملة لمسيرة البرنامج في تعلم القرآن والسنة، ونشر صحيح الدين وإسترداد جزءا من ملامح هوية مصر العريقه؟
إن حالة الترحيب بهذا المحتوي الجيد الهادف يحتم علي صناع المحتوى مراعاة الجودة وحاجة المشاهدين، والتنوع في المحتوي والتعددية في الضيوف والمحتوي والأماكن ومقدمي الخدمه أيضا.
ولعل بث البرنامج يبشر بملامح تطوير الإعلام وتنوع وجودة محتواه وسد العجز في الشاشات وعودة المشاهد والمعلن والعودة إلي روح مصر وهويتها الوسطيه المعتدلة.
مرحبا بـ (دولة التلاوة) وفي انتظار دول أخري لمصر، وياحبذا لو عاد ماسبيرو لإعلام الخدمة العامة التنويري الهادف، وياريت تتعاون أجهزة الدولة في صياغة سياسة تحريرية لمحتوي إعلامي مصري هادف تنافسي مرحب به
حمي الله مصر، وأصلح إعلامها، وتحيا دوما مصر..آمين.