(عقيلة راتب).. بدأت مشوارها الفني نجمة جميلة من خلال أفلام الرومانسية (1/2)
* الأطول عمرا في العمل بالأفلام منذ عام1937 وحتي رحيلها عام 1999
* كانت في أغلب الأفلام إمرأة تمتلك قوة الشخصية، وتفتقد بشكل ملحوظ إلي الرومانسية!
* قامت ببطولة فيلم (قلب المرأة) وهو الدور الذي لعبته مرة أخري (فاتن حمامه) و(سعاد حسني) و(نجلاء فتحي)
* وقعت في حب زميلها الفنان والمطرب (حامد مرسي) وعاشت معه حتي آخر أيامه، وظلت بدون زواج الي يوم رحيلها
* أغلب أفلام (عقيلة راتب) منسية أو ضائعة مثل (محطة الانس، وسيف الجلاد، وقضية اليوم، والحياة كفاح، وأرض النيل، والغيرة)


بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
أغلب الجميلات في السينما المصرية منذ بدايتها كانت تمتلكن وجوها ذات ملامح أوروبية، وجمال ملحوظ، لعل (عقيلة راتب) هى واحدة من أشهر بنات هذا الجيل، كما أنها واحدة من الممثلات الأطول عمرا في العمل بالافلام منذ عام1937 وحتي رحيلها عام 1999.
أي أنها ظلت تتردد علي الاستديوهات، وهي شابه جميلة، ثم صار الزمن يحفل أخاديده علي الوجه، وعلي ملامحها، وقامت بدور الأم الجميلة.
وكانت (عقيلة راتب) في أغلب هذه الأفلام إمرأة تمتلك قوة الشخصية، وتفتقد بشكل ملحوظ إلي الرومانسية التي تتسم بها بنات أجيالها، لكنها تأثرك برقتها البالغة.
وتجب الإشارة إلي إنها جسدت دور الزوجة الجميلة عام1940 في فيلم (قلب المرأة) إخراج (توجو مزراحي) وهو الدور الذي لعبته مرة أخري كل من (فاتن حمامة) في الخمسينات، و(سعاد حسني) في الستينات ثم (نجلاء فتحي) في آواخر السبعينات.
ولعل الزمن قد وضع أثاره علي على اسم (عقيلة راتب) وجعل الناس تنسي أنها صاحبة أول فيلم مأخوذ عن رواية (ملك الحديد) للكاتب الفرنسي جورج أونية.
وقد عرف أن بنات الأجيال اللاحقة قد قمن بأداء الشخصيات نفسها التي جسدتها (عقيلة راتب) في الاربعينات، مثل صباح، ونجلاء فتحي.


تمتلك عقيلة صوتا جميلا
تمتلك (عقيلة راتب) كافة ما تتمتع به بنات جيلها من النجمات الجميلات، وكانت محظوظة في أنها كانت تغني فقط في الأفلام، وعلي حد علمي، أن الأذاعه المصرية لم تكن تذيع أغانيها وأنها لم تطبع لها أغنيات علي أسطوانات.
لكنها غنت في أغلب أفلامها الأولى خلال العقد الرابع، وفي نفس الوقت فإنها وقعت في حب زميلها الفنان والمطرب (حامد مرسي) الذي عاشت معه حتي آخر أيامه، وظلت بدون زواج الي يوم رحيلها.
وقد تفرغت (عقيلة راتب) للعمل، في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، ولم يكن لها سوي ابنة واحدة، وعليه فقد عرفت الأمومة علي الشاشة، وأيضا في واقع الحياة .

عقيلة وتنوع في الأفلام
أفلام (عقيلة راتب) في الاربعينات متنوعة منها التاريخي، والعاطفي، والكوميدي، وعملت مع (أنور وجدي) أكثر من مرة، وكان يترك الثنائي الذي يمثلة معي (ليلي مراد) كي يعمل معها مثلما حدث في فيلم (طلاق سعاد هانم)
وأغلب أفلام (عقيلة راتب) منسية أو ضائعة مثل (محطة الانس، وسيف الجلاد، وقضية اليوم، والحياة كفاح، وأرض النيل، والغيرة) وقد لعبت أمام (عماد حمدي) أكثر من فيلم.
كما عملت مع نجوم شباب الثلاثينات والأربعينات البارزين في أدوار البنت العاطفية، أو المرأة التي تتزوج للمرة الثانية، أوالتي يغيب عنها حبيبها بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وهذا الأمر الأخير بدي واضحا في فيلم (دايما في قلبي) إخراج صلاح ابوسيف عام1946، وهو مأخوذ عن الفيلم الأمريكي (جسر ووترلو) بطولة فيفيان لي.
أي أن المخرج كان يري في جمالها مقاربة مع الممثلة الامريكية الشامخة، وبالفعل فإن (عقيلة راتب) كانت صاحبة مكانة مرموقة في السينما المصرية في ذلك العقد.

عقيلة راتب وقلب إمرأة ودايما في قلبي
في هذه الفترة لم نرى (عقيلة راتب) أما أبدا في تلك الأفلام، ففي فيلم (قلب المراة) إخراج (توجو مزراحي) نراها تعترف لعريسها ليلة زفافها ان قلبها متعلق برجل آخر فضل إمراة ثانية عليها، ويهجرها الزوج دون طلاق، ثم يحدث تقارب بينهما عبر الوقت كي تصير إمراة حياته بعد ذلك.
أما في فيلم (دايما في قلبي) فهي الفنانة التي تقابل الضابط البحري والذي يغيب مع سفينته فترة طويلة اثناء الحرب، وتعيش في ظروف حياتيه بالغة القسوة، وتضطر الي ان تمارس (فن الهوا) لبعض الوقت، وحين يظهر الحبيب مرة آخري تكون الفتاة قد تلوثت، وتعيش قصة حبها في حالة تعاسة ملحوظة .
كانت (عقيلة راتب) تمتلك روح دعابة ملحوظة، ولعل الفيلم الذي نتذكره لها بقوة هو (طلاق سعاد هانم) إخراج (أنور وجدي) عام 1948 ، وفيه يقوم زوجها بالقاء اليمين عليها اكثر من مرة.
مايدفع أسرتها الي ان يزوجوها من شاب رث الملابس، وفقير للغاية، ويعطي الإحساس بانه قد يموت صباح اليوم التالي، وعقب عقد القران فانه يماطل في القاء اليمين.. ويسعي بكل قواة جذب عواطف تلك الزوجة التي هبط عليها من السماء.
ولاينسي المتفرج أبدا الأغنية الخفيفة التي غنتها (عقيلة راتب) فوق سلم بيت حبيبها، وهي تردد (أنا هطلعلو، أنا هطلعلو) كما أن الزوجة قد مزجت سوء حظها مع الرجال بالكثير من خفة الظل وهو الدور الذي جسدته (صباح) فيما بعد أمام (فريد شوقي) في فيلم (جوز مراتي) إخراج نيازي مصطفي .

انقلاب في أدوار عقيلة راتب
ظلت (عقيلة راتب) تقوم بأدوار البنت الرومانسية التي تغني أحيانا طوال السنوات الاولي من عمرها الفني، حتي عام 1950 فاذا بها تتغير تماما في الأدوار التي تسند اليها.
وتصبح أما لشباب بافعين أقوياء مثلما حدث في فيلم (المظلومة) الماخوذ عن مسرحية (امراة بلا أهمية) تاليف (أوسكار وايلد)، وفي هذا الفيلم جسدت دور فتاة يخدعها شابا ميسور، ويرفض الزواج منها.
فتذهب إلي مدينة (طنطا) وتعيش مع إحدي الأسر تربي إبنها حتي يصبح رجلا يجسده الممثل (كمال حسين)، الذي يشعر أن أمه أثمه بعد ان عاد اليها حبيبها القديم (ابوه) مايدفع المراة المظلومة أن تشرح له الحقيقة التي لم يكن يعرفها.

عقيلة راتب أم للنجوم
عقيلة راتب هنا هي أم لـ (كمال حسين) والتي ستقوم بعد خمسة سنوات بدور زوجة أبيه في فيلم (أيام وليالي) إخراج هنري بركات، أي أن (عقيلة راتب) التي لم تعرف الامومة السينمائية قط في الاربعينات، عرفت هذه الامومة مع شاب مكمتل الرجولة في الخمسينات.
ذلك العقد الذي شبعت فيها الممثلة من أداء دور الأم، هذه الأم هي (جميلة)، تنتمي الي أسرة ثرية راقية، لم تكن أبدا من عامة الفقراء، بل هي متزوجة من رجال أثرياء أو فنانين متميزين.
وذلك لتبدا مسيرة الممثلة مع أدوار الام تلك الأم البالغة الجمال، العالية المكانة، الوفية، وغالبا ماتكون أما لشخصا واحدا فقط هو (عبدالحليم حافظ) في (أيام وليالي).
أو (كمال حسين) في فيلم (المظلومة)، لكنها علي الجانب الآخر كانت أما لـ (شادية) في أفلام مثل (شرف البنت)، وزوجة الأب لـ (نجاة) في فيلم (غريبة).
وقد قامت في بعض الأحيان بدور (بنت ليل) سابقة تحاول أن تجعل ربيبتها (فاتن حمامه) في أفضل حال، وأن عليها أن تنتظر عودة الحبيب الغائب في فيلم (حب ودموع) عام 1956 إخراج كمال الشيخ.