رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: (محمد رمضان) كاذب أم جاهل؟!

بهاء الدين يوسف يكتب: (محمد رمضان) كاذب أم جاهل؟!
كل الحكاية أنه كان ضيفاً على حفل أو حدث خيري أقامته منظمة (Make Music Right) مؤخراً

بقلم الكاتب الصحفي: بهاء الدين يوسف

مرة جديدة ولن تكون أخيرة يثير (محمد رمضان) الكثير من الجدل المتعمد بصورته مع (لارا) كنّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجة ابنه إريك من زوجته الأولى إيفانا، والتي علق عليها باعتبار أنها كانت تتويجاً لدعوة خاصة له تكريماً لفنه ونجاحه في إهدار الكثير مما تبقى من القيم الأخلاقية بين الشباب المصري.

لكن كعادة فرقعات (محمد رمضان) المصطنعة تبين لاحقاً أن (لارا ترامب) لم تدعوه، ولم تقع في غرامه وتفكر حالياً في ترك (إريك) والابتعاد عن البيت الأبيض والعلاقات السوداء التي تربط بين أفراد عائلة ترامب، لكي تهرب مع (محمد رمضان) إلى جنتها الموعودة، بل إنها ربما لا تعرفه من الأساس ولم تسمع عنه من قبل.

كل الحكاية أنه كان ضيفاً على حفل أو حدث خيري أقامته منظمة (Make Music Right) مؤخراً، وحمل عنوا (Launch Gala)، وكانت المشاركة فيه بتذاكر تبلغ قيمة الواحدة (1500 دولار)، كما وفرت المنظمة فرصاً للتصوير مع الضيفة المميزة للحفل وهي (لارا ترامب) مقابل (3500 دولار)، وهى الفرصة التي استغلها رمضان في الغالب.

فوفقاً للعديد من وسائل الإعلام العربية التي نقلت عنه، قال (محمد رمضان) ما نصه: إنه مسرور بالدعوة من السيدة (لارا ترامب) التي تقدر قارة أفريقيا والموسيقى العربية والإفريقية، وهو ما يوحي بأنه كان مدعوّاً من السيدة (لارا) شخصياً، وهذا غير حقيقي.

كما أن الصورة التي (يتباهي) بها (محمد رمضان) على جمهوره ومنافسيه لم تكن في البيت الأبيض كما زعمت بعض المواقع، وأيضاً نقلاً عنه في الغالب، وإنما في أحد فنادق نيويورك التي استضافت الحفل الخيري في الثامن من أغسطس في ويستتشستر بنيويورك.

بهاء الدين يوسف يكتب: (محمد رمضان) كاذب أم جاهل؟!
(محمد رمضان) يكذب ويلوي الحقائق من أجل تسطير مجد مزعوم

تسطير مجد مزعوم

كل ما سبق ليس فيه مشكلة سوى في تفصيل بسيط جداً، فإما أن (محمد رمضان) يكذب ويلوي الحقائق من أجل تسطير مجد مزعوم وإقناع المهاويس والمغيبين بأنه فنان عالمي يختصه البيت الأبيض بالدعوة ممثلاً ليس فقط لمصر ولكن لقارة أفريقيا بالكامل.

أو أنه لا يعلم بتفاصيل الحدث الخيري وأنه دفع ما طُلب منه دفعه، وتم إقناعه بأنه سيشارك فيه ممثلاً لأفريقيا بالفعل، ثم إقناعه بأن (لارا ترامب) تريد التصوير معه، وهنا تكون المصيبة أعظم لأننا سنكون أمام إنسان جاهل لا يستحق أن يكون فناناً يخاطب أجيالاً من جمهور الفن.

حاولت البحث عن المنظمة المجهولة التي لم يسمع بها أحد من قبل، وخلال البحث وجدت أن الحفل أو الحدث الخيري الذي شارك فيه (محمد رمضان) سواء بماله أو لكونه رمزاً من رموز (الفن الماسوني) لم يلق أي اهتمام في وسائل الإعلام الأمريكية، وهو مؤشر على ضآلة أهميته رغم كونه مقاماً في أمريكا.

أما بالنسبة للمنظمة ووفقاً لما هو مكتوب على موقعها الرسمي فهي مؤسسة أمريكية غير ربحية تأسست في سان أنطونيو، تكساس عام 2025، تهدف إلى تعزيز ثقافة موسيقية محافظة تحتفل بالقيم التقليدية في المجتمع الأمريكي.

ويعد حفل (Launch Gala) أول نشاط رسمي لها، بينما يشير موقعها الرسمي إلى أنها تهدف إلى تنظيم (مهرجان موسيقي سنوي) يضم فنانين يعكس عملهم القيم التقليدية، بالإضافة إلى متحدثين ورعاة وأنشطة أخرى.

والفقرة الأخيرة تذكرني بما يكتب في أنشطة الجمعيات غير الربحية في مصر لنيل الإجازة من وزارة الشؤون الاجتماعية، لكنها في حقيقة الأمر عبارة مطاطة يمكن أن تسمح بالكثير من الأنشطة دون حساب أو مراجعة.

بهاء الدين يوسف يكتب: (محمد رمضان) كاذب أم جاهل؟!
استضافة زوجة ابنه لتكون ضيفة شرف الحدث الخيري

ضيفة شرف الحدث الخيري

أما مؤسسة المنظمة ورئيستها فهي شول كاستيلو (Chloe Castillo)، وهي موسيقية كلاسيكية تنتمي للتيار المحافظ المؤيد والداعم للحزب الجمهوري ودونالد ترامب بشكل خاص، وربما أن هذا كان مفتاح تواصلها مع أسرة الرئيس الأمريكي واستضافة زوجة ابنه لتكون ضيفة شرف الحدث الخيري.

كما أن استعراض أسماء أعضاء مجلس الإدارة نجدها تضم أسماء فنانين من المشهد الأمريكي كلهم من المنتمين أو الداعمين للتيار المحافظ ومن أصحاب الميول الثقافية التقليدية، بل إن الروابط التي تبنيها المنظمة مع شخصيات سياسية وإعلامية في أمريكا تقتصر على الأسماء المحافظة فقط.

ما فات لا يجب أن يكون غريباً أو شاذاً على سلوك (محمد رمضان)، ولو كان هناك أوسكار للادعاء لكان أحد المنافسين الأقوياء على نيلها، مثلما يستطيع بسهولة الفوز بجائزة أكثر فنان يساهم في إفساد أخلاق الشباب ونشر ثقافة البلطجة في المجتمعات العربية، ولو استحدثت جائزة مثل هذه أعده بأني لن أمنحه صوتي فقط ولكنني سأعمل متطوعاً مدير حملته الدعائية لنيل الجائزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.