كتب: أحمد السماحي
رحل قبل ثلاثة ساعات أحد عباقرة الموسيقى في العالم العربي الموسيقار (زياد الرحباني)، الذي شكل على مدار أكثر من أربعة عقود نبرة وخطا موسيقيا وغنائيا متفردا، لا يشبه أحد، حيث مزج (زياد الرحباني) بصورة عبقرية بين الموسيقى الشرقية، وموسيقى الجاز، والبلوز، والفانك، والموسيقى الكلاسيكية الغربية.
ولم يكن (زياد الرحباني) فناناً تقليدياً، بل مفكّر وصوتا حرا عبر عن وجع الناس بلغة ساخرة ونقدية، من خلال أغانٍ ومسرحيات وأعمال موسيقية لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور.
قدّم (زياد الرحباني) أعمالاً مسرحية أصبحت من علامات المسرح السياسي الساخر، أبرزها: (سهراية، بالنسبة لبكرا شو، فيلم أميركي طويل، شي فاشل، وبخصوص الكرامة والشعب العنيد) وغيرها.
كما كتب ولحّن باكراً لوالدته فيروز، وهو في السابعة عشر أول أعماله الغنائية من خلال أغنية (سألوني الناس) التي شكّلت انطلاقته الفعلية، والمشهورة حتى اليوم رغم تقديمها منذ حوالي 45 عاما.
النشاط الفكري والسياسي
أصدر (زياد الرحباني) عدة ألبومات شهيرة منها: (أنا مش كافر، بما إنو، ومونودوز)، وشارك معه في هذه الأعمال عدد من أبرز الفنانين العرب.
لم تقتصر مساهمات (زياد الرحباني) على التلحين، بل شملت توزيع أعمال مثل الأغنية الملحمية (أحمد الزعتر) أشعار محمود درويش، وغناء خالد الهبر عام 1977، بالإضافة إلى توزيع (مديح الظل العالي) عام 1987، والتي نُفذت أوركستراليًا.
اهتم (زياد الرحباني) بالمجتمع والسياسة إلى جانب الفن، فقد أطلق برامج إذاعية نقدية من إذاعة (صوت الشعب) في منتصف السبعينيات مثل: (بعدنا طيبين، قول الله، و(تابع لشي تابع شي)، التي تناولت بشكل مباشر أولى سنوات الحرب الأهلية اللبنانية وقدمت موقفًا معارضًا لسياسات اليمين المناهضة .
عُرف (زياد الرحباني) بانتمائه السياسي اليساري، وصرح بأنه شيوعي ومعتنق لأفكار علمانية وديمقراطية، ترافقت مع أعماله الفنية وأفكاره المنشورة في الصحافة والبرامج الصحافية.
في السينما والمهرجانات
شارك (زياد الرحباني) في فيلم (The Kite) للمخرجة رندة الشهال بدور ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي.
واصل نشاطه الموسيقي بعد مسرحياته حتى ما بعد الحرب اللبنانية، حيث واصل العزف والإنتاج ونشاطه في مهرجانات مثل مهرجان بيت الدين عام 2010، إضافة إلى حفلات صغيرة في بارات بيروت بهدف التدريب الموسيقي وليس الربح.
ورحل وهو يعمل في ألبوم المطربة العربية (لطيفة) الذي كان من المقرر طرحه خلال موسم الشتاء القادم، وقد نعاه كل المطربيين والموسيقيين في مصر والعالم العربي.