كتب: أحمد السماحي
تتطلع عيون الملايين هذه الأيام لاستكمال أيام (الحج)، سواء من حجاج بيت الله الحرام أو باقى المسلمين فى شتى بقاع الأرض بعد النزول من جبل عرفات العتيق، رافعين أكفهم إلى السماء بالدعاء في أيام التشريق مرددين نشيدهم الأبدى (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك).
وفى قلب هذا المشهد النورانى تتجلى قدرة الله (جل جلاله) فى عرفات، ومنى، ومزدلفة، مصحوبة بتمتمات الشفاه بكلمات الله الواحد الأحد، بينما قلوب الجمع الوفير وجلة بين الصدور من فرط بهاء مشهد (الحج) الروحانى السنوى فى أقدس موسم إسلامى.
تلك الأجواء الروحانية التى ترفرف على المشاعر المقدسة، تجعل جميع الناس في حالة من الصفاء والسمو الروحاني باقي أيام (الحج)، ومن بين هؤلاء الناس، نجوم الفن، ففي وسط صخب الشهرة، وضوء الكاميرات، وضجيج المسارح، تأتي لحظة يخلع فيها الفنان كل الألقاب.
ويقف في صمت، مرتديًا ثوب الإحرام، متجهًا بقلبه وروحه إلى مكة، حيث لا شيء يُرى إلا نور الله، ولا يُسمع إلا صوت التكبير والدعاء.
عبر السنوات، قرر عدد من الفنانين والفنانات أن يبدؤوا رحلة الصفاء الروحي، ويزوروا بيت الله الحرام، بنية (الحج).. رحلة يذوب فيها كل ما هو دنيوي، ويبقى القلب الطاهر وحده بين يدي الخالق.
شادية أبرز من حجو
من أبرز من حجوا، كانت (شادية)، أيقونة الغناء والتمثيل، التي عادت من الحج بقلب جديد، وقررت أن تعتزل الفن، وتعيش في هدوء بعيدًا عن الأضواء، وقالت: (ما رأيته في مكة لا يُقارن بأي تصفيق أو شهرة).
والفنانة الراحلة (سميحة أيوب)، سيدة المسرح العربي، ذهبت إلى (الحج) أكثر من مرة، وكانت تؤكد دائمًا أن الوقوف أمام الكعبة يمنحها شعورًا بالسكينة لا يُوصف، ويجدد بداخلها معاني الإيمان والرضا.
أما أمير الغناء العربي (هاني شاكر)، فقد شارك جمهوره بمشاعر خاشعة خلال مناسك (الحج)، وقال إن هذه التجربة غيّرت نظرته للحياة، وجعلته أقرب إلى الله من أي وقت مضى.
أيضًا حجّ عدد من الفنانين مثل (كريم عبدالعزيز، محمد هنيدي، إلهام شاهين، يسرا، محمد رجب، حسن يوسف، سميرة عبد العزيز، حنان ترك، سهير البابلي، حمدي أحمد، عمرو سعد، هاني سلامه.
وأحمد حلمي، منى زكي، وإيمي ودنيا سمير غانم، وحسن الرداد، وهند صبري، وأشرف زكي وروجينا، وسعد الصغير، ومصطفى قمر، وحسين الجسمي، وديانا حداد، وعبلة كامل، وسمير صبري.
ونشوى مصطفى، وأحمد مكي، ماجد المصري، الشاب خالد، هبه مجدي، ياسمين صبري، وأحمد داش، نور إيهاب)، وغيرهم كثيرون، بعضهم عاد كما هو، والبعض الآخر عاد متغيرًا، متأثرًا بتلك الرحلة الإيمانية، فغير من سلوكه الشخصي، ومن أعماله الفنية.
ففي كل مرة نرى فنانًا في (الحج)، ندرك أن الفن لا يتعارض مع الإيمان، وأن الإنسان مهما بلغ من شهرة، يظل بحاجة للحظة صفاء روحي، يغسل فيها قلبه من هموم الدنيا، ويتفرغ لحوار صادق مع الله.
