رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كمال زغلول يكتب: بداية التاريخ المصري (طوفان نوح).. في المسرح المصري القديم

المؤرخ (ابن تغري) بردي في كتابه  يوضح الكثير عن مصرايم (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)

بقلم الباحث المسرحي الدكتور: كمال زغلول

في مقالتنا السابقة (نبي الله نوح.. ورمز الماء في المسرح المصري القديم)، وضحنا أن بداية بناء مصر وظهورها في التاريخ كدولة، كانت بعد الطوفان، وذلك من خلال التحليل البرديات المصرية القديمة، والتي حار علماء الأساطير والإجيبتولوجي في تحليها.

ومن التحيل الخاص، نتعرف الآن على مصر كاسم دال على المملكة المصرية القديمة، ونعود إلى  رسول الله (نوح) وأولاده وأحفاده ، فقد ورد في التوراة ذكر (مصرايم) دال على مصر في سفر التكوين الإصحاح 10.

(كان مصرايم بن حام هو الأخ الأصغر لكوش والأخ الأكبر لفوت وكنعان اللذين شكلوا مع عائلاتهم الجنس البشري الذي ينحدر من نسل نوح ، مِصْرَايِمُ وَلَدَ: لُودِيمَ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ).

أما عند المصريون القدماء فقد ورت في رسائل تل العمارنة باسم ذكرت باسم مسر أو  مصرايم أو مصر، وهذا يعني أن اسمها كمملكة هو مصر، وفي النصوص البابلية باسم (مصرايم) إشارة إلى مصر .

إذا المصريون يعرفون أن دولتهم هى مصر المؤسسة من قبل حفيد (نوح) عليه السلام، ولكن الرموز المصرية الخاصة بالطوفان، تحتاج إلي تفسير أكثر دقه لنتعرف على مصر المؤسس للدولة المصرية.

ونجد أن المؤرخ (ابن تغري) بردي في كتابه  يوضح الكثير عن مصرايم (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)، ويسرد عن (مصرايم) ببعض التفاصيل الهامة، ويقول (سميت):.

 بحيث أنه كان يشق الأوترجة (نوع من الثمار الحمضية كالليمون والبرتقال)  نصفين  لنوح يحمل البعير نصفها، وكان القثاء يومئذ أربعة عشر شبرا؛ ويقال إنه أول من وضع السفن وإن سفينته كانت ثلثمائة ذراع في عرض مائة ذراع.

ويقال إن مصرايم نكح امرأة من بنات الكهنة فولدت ولدا يقال له (قبطيم)، ونكح (قبطيم) بعد سبعين سنه من عمره امرأة ولدت أربعة نفر: (قفطريم، وأشمون، وأتريب، وصا)، ولما حضرت (مصرايم) الوفاة عهد إلى ولده (قبطيم).

وكان قد قسم أرض مصر بين بنيه فجعل لقفطريم من فقط إلى أسوان، ولأشمون من أشمون إلى منف ولأتريب الحوف كله، ولصا من ناحية صا البحيرة إلى برقة.

(مصرايم) مات ولم يعبد الأصنام، ومن يريد الاستزادة العودة إلى الكتاب

رسائل تل العمارنة

ويذكر أن (مصرايم) مات ولم يعبد الأصنام، ومن يريد الاستزادة العودة إلى الكتاب، ولكن ما يعنينا في كلام (ابن تغزي بردي).

أولا: أنه أتي باسم مصر كما في رسائل تل العمارنة.

ثانيا: مصرايم أول من صنع  سفينة في مصر.

ثالثا: أشار إلي أبن مصرايم (قبطيم، وأحفاده الأربعة، وتقسيم مصر بينهم وأسماء هؤلاء الأحفاد مازال يطلق على مدن في مصر.

رابعا: وصف الثمار العملاقة التي كانت تزهر في مصر، بل في مصادر إسلامية وصف لهؤلاء الناس بالقوة وطول الجسم، وهنا نعود إلى ما كتبه المصريون عن ما ذكره المؤرخ الإسلامي بأن (مصرايم) ماتت ولم يعبد الأصنام، وكان يعبد الله وأمر عند موته ببناء سرداب يحفظ فيه.

وهنا نصل أن عقيدة مصر في الماضي السحيق إذ يوضح (تيبو) في (كتابه موسوعة الأساطير والرموز المصرية القديمة) بأن العقيدة المصرية عقيدة توحيدية تعبد إلهاً واحداً، ويوضح ذلك بأنه (قطعا لم يتجه ملوك مصر وشعبها بتعبدهم نحو جمع من الآلهة الطوطمية (الوثنية كما يعتقد البعض).

بل العكس، لقد عبدوا إلهاً واحداً، خالق الأرض: إنه إله الفخراني، حرفي، قام بتشكيل خلقه بواسطة الطين الصلصالي ومياه النيل، بعد ذلك نفث فيه من روحه.

ويكمل (تيبو) لنرى الانحراف في العقيدة بعد ذلك وهذه العقيدة هى أساس الديانة المصرية القديمة وإلى هذا الإله الأولى، أضيف آمون – رع (الشمس)، ونوت (السماء)، وجب (الأرض)، وحابي (مياه النيل)، حتى تجمع معا عناصر العالم (الهواء، والنيران، والأرض، والماء).

ومن بعدهم وُلِدَ كل من (إيزيس، ونفتيس، وست، و أوزوريس)، ثم من بعد ذلك حورس وأنوبيس، وفي أثرهم، تكونت المملكة المصرية، وشعبها، وقراها.

هذا من ناحية العقيدة، ومن ناحية الانتساب إلى قوم عملاق قوي، يوضح (تيبو) أيضا من خلال البرديات إذ (يرجع قدماء المصريون تسلسلهم النسبي إلى حوالي 36620 عام (أي ما يعادل 25 دورة من ظهور نجم الشعري اليمانية sathiaques مقدارها 1460 سنة) قبل الملك مينا وتكوين أول تقويم لهم، أو بالتحديد 40000 عام ق. م.

وكان ملوك هذه الأزمنة السحيقة  يسمون نثراًneter  ولا يقل طول كل منهم عن حوالي خمسة أمتار (مثل الآلهة الذين ذكروا في سفر التكوين التوراتي)، وقد تسموا بأسماء: (بتاح، ورع، ونوت، وجب، وشو، وإيزيس، وأوزيريس، وست، وحورس، وتحوت، وماعت، ولقد عملت هذه المخلوقات الخارقة للعادة على تعليم وتأهيل سكان وادي النيل وتموينهم.

ومن ما ورد في البرديات المصرية وما ورد عند المؤرخ (ابن تغري بردي)، نلاحظ أن (ابن تعزي)، اقترب من الذي كتبه المصريون في بردياتهم عن أنفسهم، فهم يقولوا أنهم ينتسبون إلى قوم عملاق عاشوا قبلهم بـ 40000 عام ق.م وهم بالطبع قوم (نوح).

الإنسان كان عملاقا

وهذا معروف في جميع المصادر الإسلامية، بأن الإنسان كان عملاقا، وثمار الأرض كانت عملاقة، ومازال الخلق ينقص، إذا مصر كانت مؤسسة بعد الطوفان واسمها مصر.

ولقد ذكر في البرديات أن مصر كانت مجزأة إلي قسمين، وتم توحيدها، ونلحظ أن ابن تعزي، ذكر تقسيم مصر بين الأربعة أخوة (قفطريم، وأشمون، وأتريب، وصا)، وليس قسمين، ومعنى ذلك أن مصر كانت مقسمة بين الأبناء الأربعة، والتي مازالت المدن المصرية تحمل أسمائهم إلى الآن.

ويمكن أن يكون حدث حروب بين سكان المدن الأربعة بعد موت الجدود، حتى صارت مملكتين الشمال والجنوب.

وذكرنا في المقالة السابقة عقيدة الأشمونيين، ولهم ثامون يختلف عن التاسوع، وهذا الثامون يسمى أجدود (يمكن أن تكون الكلمة بمعني الجدود) والثامون يتكون من (نوو – نونيت)، (حح – ححيت، ككوى – ككويت)، (آمون – آمونت)، وهذا دال على نوو نوح رسول الله ، و أن التاريخ المصري يبدأ من بعد حدوث الطوفان، وتأسيس مصرايم لمصر التي سميت باسمه، وهذا ما يتكلم عنه المسرح القديم.

ونتذكر وصف حورس العملاق: حورس لقد ألقيت على أبقار فرس النهر في مياه عمقه  ثماني أذرع:

لقد ألقيت حرابي على ثور مصري السفلي في مياه عمقها عشرين ذراعا،

ونصل حربتي طولها أربع أذرع، وحبل طوله ستين ذراعا

وفي يدي رمح  طوله ستة عشر ذراعا

وأنا  شاب طولي  ثمانية أذرع

لقد ألقيت واقفا في حرب على ماء عشرين ذراعا

لقد رميت بيدي اليمنى، وأرجحت بيدي اليسرى

كما يفعل رجل مستنقع جريء

ونتذكر مسرحية بدء الخليقة: تتحدث عن بتاح وأنه خالق كل شئ ، حتى الآلهة المزعومة.

هكذا قيل عن بتاح: «هو الذي صنع كل شيء وخلق الآلهة وهو

تا – تينن ، الذي أنجب الآلهة، والذي جاء منه كل شيء

أولاً، الأطعمة، والمؤن، والقرابين الإلهية، وكل الأشياء الطيبة. وهكذا يكون الأمر.

أدرك وفهم أنه أقوى الآلهة، وهكذا، كان بتاح

لقد كان راضيًا بعد أن صنع كل الأشياء وكل الكلمة الإلهية.. حقًا.

ونلاحظ أن أستبطانا صحيح، وبهذا يتضح من خلال دارسة المسرح المصري القديم، أن ديانة مصر الأولي هي التوحيد، ثم حرفت عن طريق الكهنة، وأن رسل وأنبياء الله، مثل أدم و(نوح) مذكورين في التاريخ المصري، بشكل محرف، وأن اسم مصر هو اسمها منذ أسست، بعد طوفان نوح، وأن المصريين القدماء يقولوا أنهم ينتسبون إلي هذه الحقبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.