رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(بسام البريكان).. جهل وافتراء يفضي إلى هدم الدراما المصرية

علق (بسام البريكان) على الجدل المثار حول مسلسلي (إش إش، وسيد الناس)
محمد حبوشة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

 في ظل ثورة الاحتجاج التي اجتاحت الديار المصرية على أثر اعتزال مخرج الرزيلة (محمد سامي) – وهى بالمناسبة أراها مناورة خبيثة من جانبه لتمرير الهجمة الشرسة عليه – خرج علينا شخص يدعى (بسام البريكان)، مدير عام التواصل المؤسسي والعلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية في مجموعة mbc، بتصريح مستفز قبل ساعات من اتخاذ (محمد سامي) قرارا بالاعتزال.

حيث علق (بسام البريكان) على الجدل المثار حول مسلسلي (إش إش، وسيد الناس) فيما يتعلق بالألفاظ المستخدمة، مؤكدا أولا: على أن (محمد سامي) استطاع تحقيق نجاحات كبيرة، وهو مخرج موهوب يفهم صناعته جيدا ويعرف متطلبات الجمهور.

وثانيا: أوضح (بسام البريكان) أن الألفاظ الواردة في المسلسل تعكس واقعا موجودا في بعض المجتمعات، متسائلا في دهشة وبفرط من غباء: (لماذا نضع رؤوسنا في التراب؟).

ظني أن الأكثر استفزاز أن ينشر هذا التصريح في صحيفة مصرية دون وعي أو إدارك من المسئولين عنها، ما يعكس الجهل الواعي من جانب المسئولين عن الصحيفة، بدعوى أن (بسام البريكان) يدافع عن مسلسلين مصريين من إنتاج mbc، ومن ثم لابد أن يدافع عن انتاجه الردئ، والذي يستهدف الإساءة للبيئة الشعبية المصرية لحساب إنتاج قناته.

لست أدري لماذا تحمس (بسام البريكان) لمخرج أفسد الدراما المصرية، لأنه يفتقد للثقافة الحقيقية التي تمكنه من فهم طبيعة البيئة الشعبية المصرية، والتي يسكنها غالبية المصريين في الريف والحضر عبر الحارات القديمة والعريقة في الحفاظ على القيم الإنسانية، ليستخرج أسوأ مافيها – إذا كان موجودا – ويبرزه بشكل مقزز يطفح علينا بغباء وحقد دفين، وهذا ديدان هو mbc، منذ سنوات طويلة وليس وليد اليوم، عندما استهدفت تدمير الشباب المصرية بدراما رديئة.

يعد الأسوأ في لوحة رمضان هذا العام هى مسلسلات الـ 30 حلقة

تردي المجتمع المصري

من وجهة نظري الشخصية، وصف (بسام البريكي) لمحمد سامي بالموهوب شهادة حق يراد بها باطل، خاصة إذا كانت هذه الموهبة فاسدة، تنم عن جهل صاحبها بمفردات الدراما الإيجابية، فقد تخصص منذ 15 عاما في إفساد الشباب المصري على جناح عنف غير مبرر، متعمدا صناعة الإثارة غير المجدية في كل أعماله الرديئة.

لقد بدا واضحا لي أن إنتاجات الـ mbc هى بقصد خبيث، ومع سبق الإصرار والترصد، تهدف إلى الضرب في عمق القوى الناعمة المصرية، ويرسخ لتردي المجتمع المصري في الفترة الأخيرة لحساب دراما السعودية، التي أشهد بجديتها، فهى لا تتعرض للتقاليد السعودية إلا بمشرط جراح ماهر، يبرز القيم الأصيلة.

ويؤكد في الوقت ذاته على نقاء مجتمع قبلي قائم على العصبية والصراع، وخلوه من موبقات العنف والعشوائية حتى أن شيئا من هذا القبيل لم يأتي في مسلسل مثل (اختطاف)، الذي بالغ إلى حد كبير في تركيزه على العنف ضد المرأة السعودية.

لقد شاهدت غالبية أعمال موسم رمضان مصريا وعربيا، ولاحظت أن هذا الموسم هو الأفضل في المواسم الخمسة الأخيرة من خلال مسلسلات الـ 15 حلقة، التي تنافست في الجانب الاجتماعي والكوميدي بوعي ونضج من جانب صناع الدراما المصرية على مستوى النصوص، والممثلين والمخرجين الذين قادو فرق العمل بنجاج كبير.

فقد استمتعنا بمسلسلات (جودر، النص، قلبي ومفتاحه، الشرنقة، ولاد الشمس، إخواتي، أشغال شاقة جدا، 80 باكو، أشغال شاقة جدا، كامل العدد، الأميرة – ضل الحيطة)، وماتزال متعتنا ممتدة مع (قهوة المحطة، ظلم المصطبة، عايشة الدور، منتهي الصلاحية، حسبة عمري، لام شمسية، الغاوي)، وغيرها من أعمال تزين لوحة رمضان بإبداع حقيقي.

لكن للأسف الشديد، يعد الأسوأ في لوحة رمضان هذا العام هى مسلسلات الـ 30 حلقة التي شوهت الصورة تماما بأعمال العنف والقسوة على جناح الألفاظ  المسيئة، وجنون (الردح)، وتصوير أسوأ مافي شخصية المرأة المصرية، واللجوء للبطل الشعبي الذي يتحدى القانون، حين رفعت شعار (بالعنف وحده يحيا المجتمع المصري في حياته الحالية).

لقد جاء استياء الجمهور قبل الرئيس السيسي بصب الزيت على النار جراء مسلسلي (سيد الناس، وإش إش)، وأيضا (العتاولة) من إنتاج mbc كعلامة بارزة في تصدير القيم السلبية، ناهيك عن (فهد البطل، حكيم باشا) وغيرها من أعمال سيئة تعد على أصابع اليد الواحدة، عندما جنحت نحو الإثارة بحجة أنها تحظى بمشاهدة عالية، وهو ما يعكس زيفا إحصائيا يجافي حقيقة الواقع.

بسام البريكان.. كف عن مهاتراتك التي تنم إلا عن حقد على الدراما المصرية

حقد على الدراما المصرية

ياسيد (بسام البريكي) كف عن مهاتراتك التي تنم إلا عن حقد على الدراما المصرية التي علمت العالم العربي القيم الأصيلة، عليك فقط أن تركز في دراما بلدك، ركز في ورقتك، ووجه سهامك الطائشة نحو ما تنتجه الـ mbc من أعمال تسيئ للمجتمعات الأخرى، ولا داعي لهذا الصلف والتعالي والمزايدة على قيم الشعب المصري الأصيل.

تابعت وأتابع عن كثب الدراما السعودية منذ فترة طويلة، وأشهد على تفوقها في التعبير عن هموم المواطن السعودي بقدر كبير من الموضوعية، وأذكرك بالمسلسل الأشهر (طاش ما طاش) في مواسمه المختلفة منذ تسعينيات القرن المضي، والتي لم تكتمل حلقاته في معظمها سوى مؤخرا، بسبب انتقادها لسلوكيات سلبية عدت بالمساس بالشخصية السعودية.

وعلى الرغم من تعرضها لتلك السلوكيات السلبية، لم نرى مشهدا واحدة خارجا عن السياق مستخدما ألفاظ نابية، أو تحط من شأن المرأة السعودية على سبيل المثال، بل إنها لم تقترب من هذا الهراء الدرامي في كل مواسمها، فقط كانت تركز على سلوكيات فردية من جانب الرجال.

إن موطن الشرر الآن يكمن في إنتاج (mbc) الحديث، الذي اتخذ من مصر قاعدة للانطلاق نحو حتمية التركيز على الفوضى، وتشويه شكل وملامح المجتمع المصري، وضرب قواه الناعمة، فركز على الحارة الشعبية مؤخرا (العتاولة نموذجا)، وغيره من مسلسلات صورت مجتمعنا على أنه مجتمع منحل لايحكمه قانون تسوده المرأة الراقصة والمهترئة والرداحة.

وعلى جانب آخر، وبدعوى الواقعية المزعومة ذهب إنتاج المحطة الأشهر ومنصتها (شاهد) إلى الغرق بنا في غيبيات وسحر وشعوذة وبلطجة وأفعال شأنة من شأنها الإضرار بالدراما الإيجابية التي تبني المجتمع ولا تهدمه، وتبارى ممثلون مشهود لهم بالكفاءة بالتواطئ مع mbc في الإساءة لجمهور كثير ما ساندهم في مسيرتهم.

ممثلون في الحقيقة يثبتون أن دينهم ومذهبهم هو الفلوس

الممثلون أصحاب السبوبة

راقت لهؤلاء الممثلين الدولارات الكثيرة، لكنهم في الحقيقة يثبتون أن دينهم ومذهبهم هو الفلوس، ولا ضير من الإساءة لبلدهم، طالموا تكبر أرصدتهم في البنوك بشكل مخيف ينفي عنهم صفة الأصالة والوطنية وخدمة الجمهور الذي يساندهم، والنيل من دراما بلدهم العريق الذي برع في هذه الصناعة الثقيلة لعدة عقود.

ومن هنا: أقول الكل مدان وعلى رأسهم الممثلون من أصحاب السبوبة، أولئك الذين ينخرطون في نصوص رديئة لاتشبه ما قدموه من قبل من أعمال اجتماعية ورومانسية، وحتى الأكشن في ثوب جميل لايجرح مشاعر الجمهور، بقدر ما يجلب المتعة الحقيقية.

وفي هذا الصدد ألفت هنا إلى أن الممثل عليه مسئولية أخلاقية ووطنية في اختيار ما يرضي جمهوره، لا ما يرضي جيبه، حتى لايقع فريسة شركات الإنتاح التي تضمر شرا للدراما المصرية.. لمجرد أن يسيل لعابه لفلسوها الكثيرة، لقد امتلئت بطونكم بالمال الحرام، وفسدت نفوسكم وأخلاقكم عندما استسلمتم للحالة.

وفي النهاية: أهمس في أذن (بسام البريكان) وأقول: كف عن تصريحاتك العنترية التي تنم عن جهل بصناعة الدراما، وعليك أن تشاهد جيدا وبتركيز وفهم لما تعرضه شاشتك من مسلسلات (ضارة جدا) بالمجتمع المصري، ولا داعي للترويج لدراما العنف والقسوة وبذاءة الألفاظ.. وأحذرك: إياك أن تقترب مرة أخرى من قيم الشعب المصري وتصوير البذاءة على أنها فعل عادي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.