رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(الأميرة ضل الحيط) أعاد لنا دراما العائلة، وجعل (ياسمين صبري) أميرة لدراما 2025

النجمة الجميلة (ياسمين صبري)، قدمت مسلسلها الجميل (الأميرة ضل الحيطة) ببراعة في الأداء

كتب: أحمد السماحي

أتجاسر وأكتب الآن عن النجمة الجميلة (ياسمين صبري)، التى انتهى عرض مسلسلها الجميل (الأميرة ضل الحيطة) منذ أيام قليلة.

 أستجمع شجاعتي، وألملم قوتي، وأنا أقدم التحية لهذه النجمة التى تعمل في صمت دون ضجة ولا (شوشرة)، ودون سند إعلامي! وتتطوروتنضج فنيا من عمل لآخر، ومن سنة إلى آخرى.

لماذا بدأت كلامي عن (ياسمين صبري)؟!، وليس عن المسلسل لأن الحملة المستعرة والمستمرة عليها سمة دالة على نوع المناخ العام السائد في مصر، والذي يعاقب الموهوبين، والجادين المجتهدين!

ويسهم في الانتقام الجماعي المروع من النجاح، وهو التيار الذي يقوده مجموعة من (المنظراتية) وقيادات الحقد التاريخية، ومعهم (الذباب الإلكتروني) على مواقع التواصل الاجتماعي.

الموضوع ليس أن ينتقد شخص ما، أو ناقد، أو صحفي (ياسمين صبري) أو يعلن أنه لا يحب تمثيلها، أو لا يتذوق ما تقدمه، طالما شاهد وتفرج، فهذا أمر يتعلق بالذوق الشخصي، أو الحس الذاتي.

 ولكن الموضوع لدهشتي ليس له علاقة بالمشاهدة والفرجة، لأنهم لا يشاهدون أصلا!، فالتنادي للهجوم على (ياسمين صبري) تحول إلى مطاردة، وإلى تعقب، وأخيرا إلى حرفة.

لقد خلق البعض (حالة) للهجوم على (ياسمين صبري) بحيث أصبح عدم المشاركة في الحملة أو المشاركة في الاغتيال والقتل والخنق، هو بمثابة تخلف عن واجب قومي يورث الخجل والشعور بالذنب.

أو تقصير ينبغي الاعتذار عنه، أو علامة على عدم الفهم، وقلة الثقافة، ينبغي إخفاؤها ومداراتها، وهنا خطورة الإعلام، وخطورة الصحافة، لأنهما قادران بحكم التعريف والوظيفة على خلق هذه الحالة!.

وإنني أدعو هؤلاء الذين انخرطوا من دون سبب واضح في إدارة ماكينة هذه الحملة على (ياسمين صبري) إلى هجران العمل النقدي السري تحت الأرض وعلى صفحات (السوشيال ميديا) والإفصاح عن أنفسهم، حتى نعرف من هم؟! ومن ورائهم؟!

المسلسل تحول إلى (حالة) ممتعة نتابعها يوميا لنعرف مصير (زينب/ ياسمين صبري)

الأميرة ضل الحيطة

هذه المقدمة الطويلة عن (ياسمين صبري) كانت ضرورة للبدء في الحديث عن مسلسلها المتميز (الأميرة ضل الحيطة) الذي انتهى عرضه منذ أيام قليلة، وهو من تأليف محمد سيد بشير، إخراج شيرين عادل.

وكان بطولتها مع (نيكولا معوض، وفاء عامر، نضال الشافعي، مها نصار، هند عبدالحليم، عزت زين، هالة فاخر، هاجر الشرنوبي، عابد عناني، أحمد جمال سعيد) وغيرهم.

وهذا المسلسل تحول إلى (حالة) ممتعة نتابعها يوميا لنعرف مصير (زينب/ ياسمين صبري) المسكينة التى تتميز بالرومانسية والعاطفة الواقعية.

والتى وقعت في غرام ذئب بشري في صورة (بنى آدم) يعمل كمحامي شهير واسع الثراء يدعى (أسامة / نيكولا معوض) بلا ضمير يجيد التلاعب بالقانون وثغراته لمصالحه الشخصية.

مع بداية الحلقات رسم السيناريو صورة مليئة بالطبيعة والإتقان لأسرة مصرية متوسطة الحال، تضم أب هو (صبري/ عزت زين) يعمل في حياكة الملابس، وربة منزل هي (فاطمة / وفاء عامر، التى يناديها الجميع باسم بطة).

وأخ موظف هو (أحمد/ عابد عناني) يعمل في إحدى شركات الإتصال، ومتزوج ويعمل لإعالة بيته، الذي تعيش فيه حماته وزوجته وابنه.

وزينب هي ابنة (صبري وفاطمة) وأخت أحمد، التى تتميز بالجمال والطموح، والذكاء، التى تشبه إبنة الجيران الحبيبة الخجول ذات الإبتسامة المضيئة، والنظرة الطويلة الغارقة في الرموش المغلقة ببطء.

وبجوار أسرة (زينب) رسم السيناريو أيضا صورة واضحة الملامح لصديقات (زينب) وهن (نانسي / مها نصار) الفتاة الشعبية غير راضية عن حالاتها الاجتماعية، الحقودة، التى تحلم بالثراء والعربة الفاخرة، والزواج من رجل ثري يبعدها عن الحارة التى تعيش فيها.

والصديقة الثانية هي (رحاب شعبان/ سمر مرسي) العاطفية التى تعيش هي وزوجها (محمود/ أحمد جمال سعيد) بدون أولاد، وتخدم زوجها بحب وإخلاص وتفكر في زوجها أكثر ما تفكر في نفسها.

والثالثة هي (دعاء عبدالرحمن/ هاجر عفيفي) الواقعية العاقلة المدركة للأمور، وتزن الأمور بمنظار العقل، وتحلل الأحداث وتحاول إستخلاص النتائج، وتحلم بأن تكون كاتبة روائية لها كتب تحمل إسمها.

يقف مسلسل (الأميرة ضل الحيطة) على أرض خصبة من خلال سيناريو متقن

الأميرة ودقة السيناريو

يقف مسلسل (الأميرة ضل الحيطة) على أرض خصبة، والشخصيات التى يضعها المؤلف الشاب (محمد سيد بشير) شخصيات حقيقية من دم ولحم، رغم رمزيتها أحيانا، وإغراقها في الإختلاف.

ومنذ الحلقة الأولى ومع طلب (أسامة) الزواج من (زينب) جعل المؤلف محمد سيد بشير (لعابنا يسيل) توقعا لما بعد ذلك.

وفي مشاهد مختزلة كثيرة وسريعة الإيقاع، هيئنا المخرجة المبدعة (شيرين عادل)  لتلقي شحنة ممتازة من العواطف والانفعالات لأسرة (زينب) التى تشبه الكثير من الأسر المصرية التى تكافح وتتعب وتسعد وتشقى وتحلم وتأمل بغد مليئ بالسعادة لأولادها.

وتبدأ أحداث المسلسل ناعمة هادئة مليئة بالرومانسية، وينجح المؤلف مع المخرجة (شيرين عادل) في رسم أحداث صغيرة متعاقبة، نرى من خلالها كل شخصيات المسلسل وطبيعة شخصياتهم.

 وتكشف طباع صديقات (زينب) وكيف يتصرفن تجاه الأحداث، وكيف تحاول كل واحدة من الصديقات أن تنسج مستقبلها.

تتدافع الأحداث سريعا بعد زواج (زينب وأسامة) وتظهر حقيقة (أسامة)، حيث يمنع (زينب) عن رؤية أسرتها وصديقاتها، وليس هذا فقط، ولكن يقنعها بترك عملها، ويقدم لها هدايا وتبريرات لتوافق.

 ومع مرور الوقت تجد (زينب) نفسها مكبلة بقيود من ذهب لزوج مريض نفسيا تشعر أن لديه ( schizophrenia) شيزوفرينا، إضطراب نفسي يتميز بفقدان الاتصال بالواقع.

وكثيرا ما كانت (زينب) تصرخ فيه في أوقات الغضب بينهما وتقول له: (أنت يا ابني مرض.. عندك انفصام في الشخصية!).

لكن نظرا لدهائه الشديد، كان (يحتال) عليها في كل مرة بحجج مختلفة، وأعذار واهية، وبعد أن كان كل شيئ يبتسم لـ (زينب) والحياة تقدم نفسها إليها بملعقة من عسل، تبدأ حقيقة (أسامة) تتضح وتظهر للجميع.

وفجأة تطير الشرارة وتبدأ هذه الفتاة الآمنة المستقرة تهبط درجات الجحيم، عندما قام (أسامة) بأخذ كل ما أعطاه لها دون أن تشعر، وليس هذا فقط، ولكنه قام بتطليقها دون أن تعلم! لتصل الأحداث لقمة التعقيد الذي تم حله مع نهاية الحلقة الأخيرة.

وفاء عامر.. العمود الفقري للمسلسل

نجوم التمثيل

تميز المسلسل بسيناريو محكم البناء، سريع الأحداث، وبمجموعة من النجوم المتميزين للغاية، وهنا يجب أن أسجل إعجابي بالنجمة (ياسمين صبري) التى كانت في هذا المسلسل صادقة، ومقنعة إلى حد كبير، يثبت أنها اشتغلت على تطوير أدواتها في الفترة الأخيرة، وهو ما يسلتزم إنصافها لاجتهادها، بدلا من الهجوم عليها.

كان أداء (ياسمين صبري) بالغ التأثير شديدة الواقعية على نفوسنا، والحقيقة أنها تسجل تقدما ملحوظا في تعبيرها عن إحساسها، وفي عفوية أدائها، وتنوعه، مما يجعلني لا أشك لحظة في أن نجوميتها التى تتمتع بها الآن لم تكن وليدة المصادفة قدر ما هي وليدة الجهد والمثابرة.

أما النجمة (وفاء عامر) فهي واحدة من نجماتنا القلائل التى نسعد بكل عمل تشارك فيه، لأننا نكون على ثقة أننا على موعد مع الأداء البسيط الساحر الذي يخلب عقولنا، مهما كان مستوى العمل الفني الذي تشارك فيه.

وفي (الأميرة) كانت أم بكل معنى وتفصيلة لكلمة الأمومة لتمثل العمود الفقري في المسلسل، وأقنعتنا وسيطرت على مشاعرنا وهى تحارب من أجل أسرتها الصغيرة، وكانت مثل كل الأمهات المصريات التى تحلم بالأمان والاستقرار والهنا والسعادة لأولادها.

و(شفت صدورنا) وتنفسنا الصعداء عندما صفعت (أسامة) بالقلم، فكدنا نصفق في أماكننا، لما فعلته (بطة) في زوج ابنتها الأناني النصاب المريض نفسيا.

أما باقي الأبطال فقد أبدعت الفنانة المتميزة (مها نصار) في دور (نانسي) الصديقة الخائنة للصداقة، ولبيئتها الاجتماعية، واستطاعت أن تجعلنا نكرهها بقوة، وهذا قمة النجاح.

أما النجم اللبناني (نيكولا معوض) فنجح في كسب عداوة (الفانز) الخاص بـ (ياسمين صبري) وعدائنا بأدائه البسيط الهادئ الواثق المليئ بالشر والبرودة، فكان باردا، له قدرة على النفاذ والاختراق إلى أعماق أحاسيس إنسانية متشابكة ومعقدة واستدعائها، ومن ثم إخضاعها لمقتضيات العمل الفني.

أما أداء (نضال الشافعي، وعزت زين، وهند عبدالحليم، وعابد عناني، وأحمد جمال سعيد، وهالة فاخر، وسمر مرسي، وهاجر عفيفي) فكانوا في منتهى الطبيعية والإخلاص، وقدموا أداءا بسيطا سلسا، وإن كان  السيناريو لم يقدم لهم المشاهد التى تجعلهم يحلقون في السماء.

كانت المخرجة (شيرين عادل) صاحبة رؤية، وحفرت مجرى شديد التفرد والاختلاف لرؤيتها

شيرين عادل.. المبدعة

في هذا المسلسل كانت المخرجة (شيرين عادل) صاحبة رؤية، وحفرت مجرى شديد التفرد والاختلاف لرؤيتها، وأوحت لنجوم العمل بطرق تعبير جديدة، بدليل أن الأبطال الرئيسيين للعمل (ياسمين صبري، نيكولا معوض، وفاء عامر، مها نصار) كانوا مختلفين عن ما سبق وشاهدنهم.

خاصة الفنانة (ياسمين صبري) التى كانت متميزة للغاية، وملائمة تماما للدور من حيث الشكل والمضمون، فصدقناها فورا، ووقعنا في غرامها مثل (أسامة) من النظرة الأولى.

وفي النهاية لابد من تحية واجبة للمطربة رقيقة الصوت (جنات) بصوتها المرهف، الذي جمع بين الإحساس العميق والدقة العالية في الأداء، وقدمت واحدا من أهم (التترات) هذا العام، وكانت صادقة جدا في الإحساس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.