
كتب: أحمد السماحي
من المسلسلات الكوميدية التى تعرض هذه الأيام على أكثر من قناة فضائية مسلسل (شهادة معاملة أطفال) تأليف محمد سليمان عبدالمالك، إخراج سامح عبدالعزيز، وبطولة (محمد هنيدي) الذي يعود بهذا المسلسل للدراما التليفزيونية، بعد آخر مسلسلاته (أرض النفاق)، الذي قدمه منذ 6 سنوات.
ويشارك (محمد هنيدي) في بطولة المسلسل ( صبري فواز، وليد فواز، نهى عابدين، جيهان خليل، سماء إبراهيم، خالد أنور، ألحان المهدي، نها صالح، محمود حافظ) وغيرهم.
وتدور الأحداث في إطار كوميدي، حيث يتعرض المحامي اللامع (عبدالستار الكف) الذي يجسده (محمد هنيدي) لحادث سيارة مأساوي، ويدخل على إثره في غيبوبة تستمر لمدة 20 عامًا.
وعندما يفيق من الغيبوبة يجد أن الحياة تغيرت تماما عن عام 2005، ويفاجئ بزواج زوجته (مقبولة) من زميله ومنافسه المحامي (سعد الحامي)، وتدور باقي الأحداث التى تقلب حياة (عبدالستار الكف) رأسا على عقب.
ورغم أن المسلسل كوميدي لكن غلب عليه فقر الكوميديا والاستظراف، والسماجة، و(الإيفيهات) القديمة، فالكوميديا أول ما تحتاج كي تكون مقنعة ومقبولة، أن تكون صادقة وعفوية.
ورغم أن (محمد سليمان عبدالمالك) واحد من أمهر كتاب الدراما، في العشرين عاما الماضية، لكن يبدو أن النجم (محمد هنيدي) تدخل كثيرا في (الورق) أو السيناريو!، فوزع إيفهاته القديمة على الحلقات نظرا لرغبته المجنونة في النجاح، بعد فشل أعماله السينمائية خلال السنوات الماضية، معتمدا على ما يعرفه ويسمعه عن تدهور ذوق الجمهور.
فأحب أن يشارك في هذا التدهور الذي سمع عنه، لكن ذكاءه خذله وأبعده عن كل تقاليد المنطق، ونسى أن جمهور المنازل مختلف تماما عن جمهور السينما.
والعبث والأستخفاف قد ينجح في السينما بحكم أن الغالبية العظمى من جمهور السينما من المراهقين والشباب، لكنه لا ينجح في التليفزيون، صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة.
خاصة لو فيه استهانة من نجم المسلسل بعقل وذكاء الجمهور، فهل من المعقول أن يحمل (عبدالستار الكف) المسدس طول الوقت، ويطلق منه طلقات نارية على (الفاضي والمليان) ودون أي سبب إلا لإعتقاد بطل المسلسل (محمد هنيدي) أن هذه الطلقات ستكون محببة للجمهور، وتضحكه!.

هنيدي والشيخ مبروك عطية
إفلاس (محمد هنيدي) في خلق مواقف تفجر الكوميديا جعله يلجأ في الحلقة الـ (12) التى عرضت أول أمس إلى اقتباس مشهد كامل من الداعية الإسلامي الدكتور(مبروك عطية) الذي عرض في أحد برامج الشيخ عام 2016.
وذلك عندما أثارت متصلة تدعى (زينب) دهشة (مبروك عطية)، بعد أن حكت له أنها سرقت أثاث ابنتها من منزل زوجها، وجمعت عددًا من الرجال لضربه، وجلب شهود زور للشهادة ضده في المحكمة، وحرمانه من رؤية أولاده.
وسألت المتصلة، هل ما فعلته حرام؟، وبدوره رد عليها مبروك عطية قائلًا : (جرى إيه يا زينبو! هو فاضل إيه تاني معملتيهوش؟).
مضيفًا: يحرق الجواز على اللي بيتجوزوه لو كان بالطريقة دي.. هتولعي انتي واللي جابوكي بسبب اللي عملتوه ده يا زينب!).

هنيدي وأم حنان
(محمد هنيدي) اقتبس هذا المشهد كاملا في الحلقة (12) حيث زارته (أم حنان) في مكتبه، وهى مربوطة الأيدي، تريد رفع قضية على زوج ابنتها حنان، ودار بينها وبين (عبدالستار الكف) هذا الحوار:
أم حنان: عايزة أرفع قضية على (معتمد) جوز بنتي حنان، زعق لبنتي وأنا محدش يزعق لبنتي أبدا.
عبدالستار: هل زعق لها بألفاظ نابية؟!
أم حنان : ما يقدرش!

عبدالستار: هل لطش لها بالأقلام؟!، عشان يكون فيه وقعة ضرب!
أم حنان: هي اللي ضربته، وحرمته كمان من العيال!
عبدالستار في دهشة واستغراب: طب وبعدين؟!
أم حنان: مافيش أديته حتة دين علق
عبدالستار في حالة دهشة : أديته إيه يا فندم؟!
أم حنان: حتة دين علقة!

عبدالستار: يعني ضربته وأديته حتة دين علقة، وحرمته يشوف عياله، وعيزين ترفعوا عليه قضية يا أم حنان؟!
أم حنان : وأخوها (بيجو) مسمعتش عنه في الموقف؟!
عبدالستار: لأ ما سمعتش!
أم حنان: لم أصحابوا كلهم وخد العفش، وأديله حتة دين علقة.
عبدالستار وهو منزعج: أنتوا هريتوا الرجل علق.
ويلفت نظر عبدالستار أفندي أن أم حنان مكسورة الأيدي فيقول لها: الكسر ده أنتي اتخانقت مع حد؟
أم حنان: لأ لزوم الشغل عشان أخد معاش أبويا

عبدالستار: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا أم حنان.
أحببت تفريغ المشهد كاملا لكي نثبت واقعة إفلاس (محمد هنيدي) والاقتباس من الشيخ (مبروك عطية) في محاولة لاجتراره موقف كوميدي فكاهي على غرار ما يفعله الشيخ المعروف بخفة دمه في الفتاوى التي تحمل المفارقة.
في النهاية مسلسل (شهادة معاملة أطفال) لا يليق بفن ومكانة ونجومية محمد هنيدي، والمؤلف محمد سليمان عبدالمالك، والمخرج سامح عبدالعزيز، حيث لم يبذلوا أي محاولة لإحترام أسمائهم الكبيرة، أو مراعاة الجمهورالذي يحبهم ويقدرهم، في تقديم كوميديا هادفة بعيدا عن (التهريج) والأسفاف الذي شاهدناه!.