رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(فقرة الساحر).. نجح أيضا (إياد صالح) في السرد من وجهة نظر كل شخصية

أصبح الساحر أكثر تطورا مع تطور الخدع البصرية والتكنولوجية
علا السنجري

بقلم الناقدة: علا السنجري

عندما كنا صغار كانت تستهوينا (فقرة الساحر) وتشد انتباهنا كيف قام بهذه الألعاب، والآن أصبح الساحر أكثر تطورا مع تطور الخدع البصرية والتكنولوجية، وكذلك تطورت طرق النصب والاحتيال مع تطور العصر، والتي اعتبرها هى (فقرة الساحر) بجد، مع اختلاف المسميات والطرق ، وهذا ما أبرزه المؤلف إياد صالح في مسلسل فقرة الساحر .

(إياد صالح) في هذا العمل يتحدث عن ثلاثة من الشباب كانوا زملاء في الدراسة (ميكس وألفي) لم يفترقا وقاما معا بعملية تزوير شهادات الخبرة لراغبي الهجرة، ويتقابلان مع زميلتهم (لمى) التي تعرف ما كانوا يفعلون اثناء الدراسة، و التي تجيد أعمال أنظمة الكمبيوتر والهاكر.

ليتفقوا الثلاثة في العمل معا في عمليات النصب، ينجحوا في أكثرها، لكن هناك رجال مافيا وغسيل أموال يطلبوا منهم مساعدتهم في الحصول على ذهب (خالد) أكبر رجل في غسيل الأموال، إلا أنهم يستطيعوا النصب عليهم جميعا والحصول على الذهب منهم.

هناك رسالة يريد (إياد صالح) توصيلها من خلال عمليات النصب التي يقوم بها الأبطال

رسالة مؤلف (فقرة الساحر)

هناك رسالة يريد مؤلف (فقرة الساحر) توصيلها من خلال عمليات النصب التي يقوم بها الأبطال، فكل من (ألفي و ميكس) و(لمى) حريصين على العلاقة الصداقة بينهم وأوفياء لها، رغم مثلث العشق المعتاد.

اتنين أصحاب يقعوا في حب نفس البنت ،احدهم كتوم ويعبر بالافعال وهو (ميكس/ طه دسوقي)، والآخر صرح لكنه لا يريد إلتزام بزواج لحلمه في السفر، لا يستطيع أحد أن يحدث وقيعة بينهم، وكان هذا واضحا عندما قام (جلال) بالقبض عليهم، ومحاولته في أن يحصل على اعتراف من أحدهم ضد الآخرين.

رغم احترافهم النصب إلا أن كل منهم يحترم  دور العائلة في حياته، مهما فعل كل منهم عينه دائما على مصلحة أهله، (ميكس) يقدر ما فعلته والدته معه ولا يريد تركها لوحدها أبدا.

الحلقة الأولى كانت تمهيد لقصة الأبطال الثلاثة

تمهيد لقصة الأبطال الثلاثة

رغم أنه من داخله كان يعاني من معايرة أصحابه لأصطحاب والدته له للمدرسة، لخوفها عليه لأنه وحيدها، (ألفي/ علي قاسم) يحاول إثبات أنه ناجح أمام والده، الذي كان يسخر دائما من فشله من الحصول على عمل، وحلمه الدائم للسفر بسببه، لكن (ألفي) يصارح والده بما يدور داخله ليتصالح معه.

كذلك (لمى/ أسماء جلال) التي توفي والديها في حادث، وقامت عمتها وزوجها بتربيتها، رغم حبها لهما إلا أنها لم تعبر عن ذلك، لشعورها أنها خيانة لوالديها، كل من الأصدقاء والأهل يشكلون الكثير لدى الأبطال.

الحلقة الأولى كانت تمهيد لقصة الأبطال الثلاثة، رغم الإطالة في حدث بيع اللوحة، لنصل في نهاية الحلقة للقبض عليهم، لتبدأ الحلقة التالية في التعمق أكثر، الأبطال الثلاثة وما قاموا به عندما كانوا صغار ،بالنصب على عم (سيد البقال) وكيف كشفتهم (لمى)، واستغلتهم لتسافر معهم رحلة المدرسة.

(إياد صالح) قدم العمل بطريقة سرد (رايح جاي) بين الماضي والحاضر ،من السطح للعمق، لندخل المشاهد أكثر في عالم الأبطال الثلاثة، دون تشتت ذهن المتابع، وأن كان موعد العرض لم يكن مناسبا ،حلقة كل أسبوع لا تتناسب مع سرعة الأحداث.

(طه دسوقي) موهبة تمتلك الكثير من الصدق

(طه دسوقي).. الكثير من الصدق

نجح أيضا (إياد صالح) في السرد من وجهة نظر كل شخصية من الأبطال الثلاثة دون ملل، أو إعادة للحدث، فهو يحكي نقاط مختلفة لكل منهم توضح دوافع ما قام به.

التنقل بين الماضي والحاضر لم تجيده الكتابة وحدها، بل زاد نجاحا مع الإخراج تامر محسن، فهو يجيد الإخراج في السرد الذي يبدأ من النهاية ليصل بك للبداية.

النقل بين الماضي والحاضر بسهولة مستخدما مهارته في التحكم في التصوير والإضاءة والموسيقى، وإجادته في السيطرة على مواهب التمثيل واختيارهم الصح،حتى اختياره للاطفال جيد جدا ،كل ذلك في حركة دقيقة مثل عقارب الساعة.

(طه دسوقي) موهبة تمتلك الكثير من الصدق، فهو تلقائي، فهو قادر على التمثيل الجاد بنفس قدر إجادته للكوميدي، (علي قاسم، وأسماء جلال) مباراة بينهم في الأداء، على الرغم أنه جاء كما هو معتاد من كل منهم.

(وليد فواز) الشرير اللذيذ، أداء لشخصية (جلال) بسهولة وتمكن

(وليد فواز) الشرير اللذيذ

(وليد فواز) الشرير اللذيذ، أداء لشخصية (جلال) بسهولة وتمكن لرجل أعمال غير محددة جاء من خلفية إصلاحية كما ذكر في الأحداث، (بسمة) من وجهة نظري هي فاكهة  المجموعة بظهورها فجأة بعد التحقيقات، توضح أنها لعبة مقابل مهمة نطلبها منهم، ملابسها واكسسواراتها تظهر شخصيتها.

(إسماعيل شرف الدين) أداء هادىء لشخص محايد في اللعبة، (أحمد زاهر) رائع جدا في الدور الشرير على غير ما اعتدنا منه، صوت هادي أغلب الوقت والصوت العالي للضرورة، يقوم بتعذيب موظف لديه بدم بارد دون مبالغة، ملامحه بلا تشنج.

كل من شارك في العمل أدائهم جيد جدا، (عابد عناني) التابع الوفي، (دونا إمام) في دور (جيسي)، (محمد علي ميزو) موهوب جدا في دور (بكر)، في الحلقة الأولى جاء اختيار كل من (أسامة عبد الله، وباتع خليل ونادر جودة( جيد ومناسب تمامًا لأدائهم، كذلك (محمد عبد الهادي) في دور والد (ألفي).

الفنان القدير (فتوح أحمد) في دور الحاج (عبد الحميد)، تاجر السيارات والآثار، قدم تصرفاته بشكل عشوائي ليثبت أنه جاء من طبقة اجتماعية بلا ثقافة، مستخدما طريقة كلامه وتناول الطعام يوضح ذلك.

العمل بكل عناصره بداية من الكتابة المتميزة، والإخراج والتصوير والديكور والموسيقى وملابس يعتبر، فعلا فقرة ساحر مبهرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.