تكريم الموسيقار (عمر خيرت) بحضور نجوم عالميين في الرياض

كتب: أحمد السماحي
تحتضن العاصمة الرياض، الخميس القادم الموافق 13 فبراير، ليلة تكريمية استثنائية للموسيقار الكبير (عمر خيرت)، وذلك ضمن فعاليات (موسم الرياض 2024-2025)، على مسرح (بكر الشدي)، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه (GEA) ، وتنظيم شركة بنش مارك .
يأتي هذا الحفل الاستثنائي كتكريم لمسيرة موسيقية ملهمة امتدت لعقود، قدّم خلالها الموسيقار الكبير(عمر خيرت) إبداعات خالدة شكلت وجدان الأجيال وأثرت المشهد الموسيقي العربي والعالمي.
فمن خلال ألحانه الفريدة التي تمزج بين الكلاسيكية والحداثة، استطاع أن يخلق هوية موسيقية مميزة تجمع بين الأصالة والتجديد، مقدّمًا أعمالًا تجاوزت حدود الزمن، وظلت محفورة في ذاكرة عشاق الفن الراقي.
يعد هذا التكريم احتفاءً بعطاء لا ينضب وإرث فني زاخر بالمقطوعات التي تروي حكايات من الإبداع، ليكون الحفل بمثابة رسالة تقدير لإنجازاته التي أضفت بريقًا خاصًا على الموسيقى العربية وألهمت أجيالًا من الفنانين والموسيقيين.
يأخذ الموسيقار (عمر خيرت) الحضور في رحلة موسيقية ساحرة، مقدمًا 24 مقطوعة موسيقية من روائعه الخالدة، يؤديها 140 عازفًا محترفًا بقيادة المايسترو (وليد فايد)، و والمايسترو (Matthew Freeman)، في عرض موسيقي مبهر يجمع بين الأصالة والتجديد.
وعلى مسرح (بكر الشدي)، يتناغم العزف مع تصميم الإضاءة المميز، ليخلق تجربة فنية غامرة تحاكي المشاعر وتخاطب الحواس.
ويتميز الحفل باستخدام تقنية Immersive Audio التي تمنح الجمهور تجربة صوتية متكاملة، حيث تحيط بهم الألحان من كل الاتجاهات، مما يجعلهم يعيشون تفاصيل كل نغمة وكأنهم داخل الأوركسترا نفسها.
كما يشارك في الحدث أربعة فنانين عالميين هم Pedro Eustach, Maxim Vengerov, Jonathan Antoine, Jian Wang، ليضفوا بعدًا جديدًا على الأداء ويمنحوا الحفل طابعًا فريدًا يعزز من تأثير الألحان وقوتها.
ويعد هذا الحفل واحدًا من أبرز الفعاليات الموسيقية المرتقبة في موسم الرياض، حيث يمتزج إرث (عمر خيرت) الموسيقي بالتقنيات الحديثة، ليُقدَّم بروح عصرية متجددة، في ليلة تحتفي بالفن والإبداع وتكرّم موسيقارًا أثرى المكتبة الموسيقية العربية بروائعه الخالدة.

(عمر خيرت).. أسرة موسيقية عريقة
من المعروف أن الموسيقار (عمر خيرت) نشأ لأسرة مثقفة محِبَّة للفنون، فعمُّه (أبو بكر خيرت) المهندس المعماري الأشهر ومؤسس الكونسرفتوار المصري الذي أثرى المكتبة الموسيقية المصرية بأعمال سيمفونية مازالت حتى اليوم حاضرة في الأذهان.
أما جده (محمود عبد الرحيم خيرت) فكان أحد أعيان مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان محاميا، وكان مهتما جدًّا بالفنون، وشاعرًا وأديبًا ومترجمًا ورسامًا وموسيقيًّا.
وكان لديه صالون دائم للفنون يجمع رموز الفن والثقافة في ذلك العصر بالقاهرة أمثال (فنان الشعب سيد درويش، والمثَّال محمود مختار، والأديب مصطفى لطفي المنفلوطي).
ووالد (عمر خيرت) كان مهندسًا معماريَّا متخصصًا في العِمارة الإسلامية وبناء المساجد، وكان أيضًا عازفاً للبيانو وظل مواظبًا على العزف عليه حتى وفاته.
وبدأت علاقة (عمر خيرت) بالبيانو بالكونسرفتوار في دفعته الأولى عام 1959 م حيث درس العزف على البيانو على يد البروفيسور الأيطالي (كارو) إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية.
انتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية (ترينيتي بلندن) إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
وانضم (عمر خيرت) في بداياته لفرقة (ليى بُتي شا – Les petits chats) التي كانت فرقة مصرية لموسيقى الروك، نشأت في مطلع ستينيات القرن الماضي وكان من ضمن أشهر أعضائها الفنان عزت أبو عوف.
وعمل (عمر خيرت) في الفرق كعازف درامز والتي كان لها أثر واضح في مؤلفاته مثل: (الخادمة) و(رابسودية عربية) وغيرها.

ليلة القبض على فاطمة
كانت بداية (عمر خيرت) في الموسيقى التصويرية من خلال فيلم (ليلة القبض على فاطمة) قصة سكينة فؤاد، وإخراج بركات، وبطولة (فاتن حمامه، وشكري سرحان) عام 1983.
وبعد النجاح الكبير الذي حققته موسيقاه التصويرية، بدأ مشواره مع الموسيقى التصويرية، والغناء، من هذه الأعمال (العرافة والعطور الساحرة، بانوراما العبور القصيد السيمفوني.
وفي مجال الموسيقى التصويرية كانت أشهر أعماله في المسلسلات (غوايش، البخيل وأنا، اللقاء الثاني، ضمير أبلة حكمت، الخواجة عبد القادر، دهشة، الداعية مسألة مبدأ الجماعة..
وأولاد الحلال، الجانب الآخر من الشاطئ ، العميل 1001 ، بنت أفندينا، ملح الأرض، القضاء في الإسلام (9 أجزاء)، الامبراطور، عندما تثور النساء، وجه القمر، يا رجال العالم اتحدوا،ع الحلوة والمرة، سنوات الشقاء والحب، ألف ليلة وليلة، الثعلب، وعصر الفرسان ) وغيرها.
وفي الأفلام السينمائية (الهروب من الخانكة، قضية عم أحمد، النوم في العسل، السفارة في العمارة، النعامة والطاووس، إعدام ميت، مافيا، الرغبة، سكوت ح نصور، امرأة تحت المراقبة، أولى ثانوي، الممر) وغيرها من الروائع.