روح (أنغام) تسكن أغانيها في (تيجي نسيب)
كتب: أحمد السماحي
يوم الأربعاء الماضي احتفلت صوت مصر (أنغام)، التى صُنعت من فاكهة الحب، ومن ذهب الأحلام، بإصدار نسخة جديدة من ألبومها الرائع (تيجي نسيب) بتقنية (Dolby Atmos).
بالإضافة إلى إطلاق فيديو كليب الأغنية الرئيسية (تيجي نسيب)، بحضور عدد من صناع الألبوم، مثل الفنان (أكرم حسني، الشاعر أمير طعيمة وزوجته، الموزع حسن الشافعي، الملحن محمود الخيامي..
والمخرج طارق رفعت، والموزع الموسيقى طارق مدكور، ومهندس الصوت والموزع أمير محروس) وغيرهم، وذلك في إحدى سينمات منطقة السادس من أكتوبر.
والحقيقة أن ما فعلته (أنغام) يحسب لها، ويؤكد مدى عشقها لفنها، واحترامها لجمهورها، كان يمكن لغيرها أن يكتفي بالنجاح الكبير الذي حققه من خلال أغنيات الألبوم طوال موسم الصيف.
ولا يتعب نفسه في تصوير كليب جديد بمبالغ طائلة، ولا تقديم نسخة بتقنية (Dolby Atmos)، أي طرح الأغاني بتقنية وتكنولوجيا صوتية جديدة تنقل الموسيقى إلى مستوى جديد من الوضوح بطريقة ثلاثية الأبعاد.
لكن لأن (أنغام) مهمومة بحكم معرفتي بها منذ سنوات طويلة بعملها، فهي تعشقه وتجد في تفاصيله متعة شديدة.
أنغام تغير قاموسها الغنائي
في هذا الألبوم تحدت (أنغام) نفسها، وقدمت ألبوم غيرت فيه كثير من الأشياء التى يخشى منها كثير من المطربين، أولها: إنها قامت بإنتاج الألبوم على نفقاتها الشخصية، وليس من خلال شركة إنتاج.
ثانيا: طرحت ألبوم عاطفي مليئ بالأغنيات العاطفية الرومانسية الدافئة التى حركت فينا المشاعر الصادقة النقية، في موسم الصيف، وقد طرحت الألبوم دفعة واحدة، وفي يوم واحد.
ثالثا: غيرت قاموسها الغنائي بالتعاون مع بعض الشعراء، والملحنين، والموزعين الجدد الذين يدخلون مملكتها الغنائية لأول مرة، فمن الشعراء تعاونت مع (أكرم حسني، ومصطفى حدوتة، وهالة الزيات، نور عبد الله، آمار مصطفى).
ومن الملحنيين مع (محمد الشرنوبي، مصطفى العسال، أحمد الناصر، محمود الخيامي).
ومن خلال هؤلاء فضلا عن المبدعين الآخرين الذين تتعاون معهم بصفة منتظمة مثل (أمير طعيمة، ونادر عبدالله) قدمت حالات ومواقف مختلفة عن العلاقات العاطفية، المتدفقة بأسمى المشاعر الإنسانية.
هذه الحالات التى تنبع من الوجدان، وتحاكي الروح عن الألم، والحزن، والرحيل، والفقدان، والحب المرضي، والالتقاء، حالات مليئة بالمشاعر المتناقضة التى تكتسح البشر.
ورغم طرح ألبوم (تيجي نسيب) في موسم الصيف الماضي، لكن أغنيات هذا الألبوم ومنذ طرحه وحتى الآن مازالت تهدهد وتطبطب على مشاعرنا.
فضل أنغام على بناتي
الحقيقة أنني أدين لـ (أنغام) بفضل كبير حيث صالحت بناتي على الغناء العربي، فهم مثل كثير من أبناء جيلهم يسمعون أغنيات غربية، وللأسف الشديد يسمعون أيضا أغنيات (راب، ومهرجانات)!
أقول للأسف (راب، ومهرجانات) لأن ما يقدم في مصر تحديدا في هذا اللون سيئ للغاية، ولا يتطور إلا بصعوبة شديد، وبمجهودات فردية من بعض صناع هذا اللون الغنائي المستحدث علينا في مصر.
وجاء ألبوم (تيجي نسيب) لـ (أنغام) ليجذب أسماع بناتي من خلال كل أغنياته، وليس أغنية واحدة، ولا اثنين، ولا ثلاثة كما كان يحدث من قبل.
وبدأوا يناقشونني في موضوعات الألبوم العاطفية الأكبر من سنهم بكثير، واكتشفت فجأة أنهن لم يعدن أطفال، وكبروا بدليل مناقشتهم لهذه المشاعر العاطفية الرومانسية.
وأعتقد أن السبب في أن أغنيات هذا الألبوم وصلت لهذا الجيل من الصبايا، والشباب، راجع إلى أن روح (أنغام) سكنت أغانيها، فقدمت ألبوما مختلفا من حيث الموضوعات، والألحان، والتوزيع.
حيث تعاونت مع مجموعة من أفضل نجوم التلحين، والتوزيع الموجودين الآن على الساحة الغنائية فمن الملحنيين تعاونت مع (إيهاب عبدالواحد، عزيز الشافعي، تامر عاشور، محمد الشرنوبي، مصطفى العسال، أحمد الناصر، محمود الخيامي) فضلا عن المبدع الراحل (رياض الهمشري).
ومع الموزعين المتميزين (مصطفى نجم، تميم، نادر حمدي، محمد العشي، مادي، خالد سليمان، وحسن الشافعي)، فضلا عن الموزع العبقري طارق مدكور.
أغنية وكليب (تيجي نسيب)
لو توقفنا اليوم عند أغنية (تيجي نسيب) التى قدمتها (أنغام) بطريقة الفيديو كليب، نجد أنها تتحدث عن حالة عاطفية وصلت لنهايتها، أو في طريقها للنهاية، وأنا أعتقد أن الحبيبة في حالة حيرة وتردد، بدليل أنها قالت (تيجي نسيب).
ولم تقل (لازم نسيب، أو خلاص هسيبك)، وتبدأ الأغنية بطريقة (الفلاش باك) السينمائي،أي تقول في البداية (تيجي نسيب)، ثم تشرح الأسباب التى جعلتها في هذه الحيرة والتردد العاطفي، لدرجة أنها تقول (تيجي نسيب)، فتقول هذه المسكينة أن:
احتمالات الفراق كل يوم بتزيد ما بينا
حتى لحظات الاتفاق بينا قلت سنة سنة
الملل لا يحتمل، راح الأمل خد حتة منا
بقا بعدنا أريح لنا، بقا كرهنا باين في عينينا
وما يزيد هذه الحالة العاطفية تعقيد وصعوبة، أنها ذكرت أن الحبيب شخص أناني لا يهمه غير مصلحته، وعلى استعداد أن يضحي بأقرب الناس له!.
وليس هذا فقط، فالأخ المحترم بينه وبين حبيبته (في حاجات ما بتتحكيش)، ماهي هذه الحاجات الله أعلم!، بس أكيد حاجات سيئة بدليل أن الحبيبة خلاص رفعت الرايا البيضا، وقالت له:
مبروك عليك، مبروك اللمعة اللي في عينك
مبروك خلاص، أنت انتصرت
وأنا انكسرت وانهزمت وبإيديك، حرام عليك)
من يستمع إلى الأغنية لابد أن يتوقف عند لحن المبدع (إيهاب عبدالواحد)، والتفاصيل التى أدهشتنا الموجودة في اللحن، وجعلتنا نعتقد أننا نسمع لحن غربي متميز، حتى آتى صوت الناي، وإيقاع المقسوم في التلت الثاني من الأغنية ليذكرنا بأننا نستمع إلى أغنية عربية.
وكان توزيع الموزع المتميز (حسن الشافعي) رائعا، خاصة في استخدامه الوتريات، المليئة بالغموض، مع كوردات البيانو الكلاسيكي حادة الصوت، فقدم لوحة تشكيلية من النغمات التى أجاد توظيفها في هذه الأغنية الرائعة.
أما أداء (أنغام) يا سادة يا كرام، فحدث ولا حرج، فهي في كل الأغنيات وليس في هذه الأغنية فقط، هي الصدق يمشي على قدمين، وأضافت كعادتها من إحساسها الكثير من المصداقية على أغنيات الألبوم.
وعليكم مراقبتها هنا في أغنية (تيجي نسيب) في جملة (تيجي نبيع.. تيجي احنا الاتنين نضيع) واسمعوا أنفاس (أنغام)، التى أصبحت غناء وهى تقول هذه الجملة.
أما عن الكليب فجاء يترجم الحالة العاطفية التى تحكيها الأغنية، وكان المخرج (أحمد علاء) موفقا جدا في استخدمه الصورة التى جاء معظمها ليلية لتعكس حالة الاكتئاب والحزن الذي تعاني منه بطلته التى على وشك الفراق مع حبيبها.
وأطلت (أنغام) في الكليب بأربع إطلالات مختلفة، وجسدت بصدق الحالة الدرامية، مع أبطال الكليب.
والسؤال الذي أريد طرحه لكل صناع الدراما أين أنتم من أنغام؟! فلايوجد نجمة مصرية لديها كم الصدق الموجود عند (أنغام) عندما تجسد حالة درامية، وقد نجحت بقوة من خلال تجاربها الدرامية السابقة التى قدمتها سواء في المسرح أو التليفزيون أو الإذاعة.
جدير بالذكر أن ألبوم (تيجي نسيب) تضمن 12 أغنية متنوعة وهى (وبقالك قلب، هو انت مين، موافقة، إيه الأخبار، خليك معاها، اسكت، أقولك إيه، كان برئ، القلوب أسرار، ماكنش وقته، بنعمل حاجات، وتيجي نسيب).
وحققت (أنغام) بهذا الألبوم، نجاحًا كبيرًا على مختلف المنصات الموسيقية وتصدر تريندات السوشيال ميديا فور طرح أغانيه، وكسر حاجز الـ 50 مليون مشاهدة واستماع على مختلف المنصات.