(عمر غباش): سعيد بتقديمي شخصية الشاعر (مبارك العقيلي) من خلال (مواعيد عرقوب)
كتب: أحمد السماحي
(عمر غباش) فنان إماراتي، عبارة عن مجموعة من المواهب الفنية التى نادرا ما تجتمع في شخص واحد، فهو مؤلف، وممثل، ومخرج مسرحي أكاديمي، حاز على شهادة البكالوريوس من جامعة (سنترال واشنطن) في الولايات المتحدة عام 1988، في اختصاص الآداب والفنون المسرحية.
استهل مشواره المسرحي حينما كان طالباً في المرحلة الإعدادية، إذ شارك بالتمثيل في مسرحية (عائلة بوسلطان والحرامي) وعمره 11 عاما، وفي عام 1980 شارك في تأسيس مسرح دبي التجريبي.
و(عمر غباش) أدواره قليلة لكنها متميزة للغاية، ويؤدي أدواره بإحساس قوي، وذوق فني يتحكم في الحركة والصوت وتعبير الوجه.
ولم يصل (عمر غباش) إلى النجاح في أدواره لمجرد قدرته على التمثيل، ولكن بالتجربة الحية والثقافة الدائمة، فهو يجمع بين الموهبة والدراسة والثقافة.
الموهبة منحة إلهية لا دخل لأحد فيها، والثقافة ضاعفت إمكانياته، والدراسة حددت طريقة الأستفاد الفنية الصحيحة من احساسه وعواطفه.
وفي أدوار (عمر غباش) تتضح بصدق موهبة تمتزج بوعي كبير وثقافة دقيقة، تساعده على أن يكون راسخ القدم، وهو يؤدي أدواره فيحيل المسرح إلى عالم من الفن الأصيل الرائع.
عمر غباش ومبارك العقيلي
(عمر غباش) يعيش هذه الأيام في جلباب شخصية الشاعر (مبارك العقيلي)، وذلك من خلال مونودراما (مواعيد عرقوب) التى قام بتأليفها وإخراجها، وستعرض خلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم الأربعاء 18 سبتمبر في دبي على مسرح (مؤسسة العويس الثقافية).
تتحدث المسرحية عن سيرة حياة الشاعر العربي (مبارك العقيلي)، وهو شاعر موهوب ولد في منطقة الرياض في السعودية، وتنقل بين السعودية ودبي وعمان والبحرين، حيث استقر به المقام في دبي.
وقد عاش الشاعر في الفترة ما بين 1875 إلى 1955، وعاصر الوجود العثماني في منطقة الأحساء في السعودية، والأنتداب البريطاني في منطقة الخليج.
كما عاصر العديد من الشخصيات، وتفاعل مع العديد من الشخصيات القيادية في المنطقة والعديد من المثقفين، وكان يتميز بجزاله شعره سواء باللغة العربية الفصحى، أو في شعره النبطي.
وكان لـ (مبارك العقيلي) سبق كتابة أول مسرحية شعرية في الجزيرة العربية، وأول قصة قصيرة.
وتستعرض مسرحية (مواعيد عرقوب) رحلة حياة (العقيلي) والأحداث التى مر بها، ومعاناته بسبب فقده لوالده وهو صغير.
(عمر غباش) ومواعيد عرقوب
شهريار النجوم دق باب الفنان متعدد المواهب (عمر غباش)، وكانت لنا هذه التصريحات السريعة حول المسرحية، حيث أعرب عن سعادته الغامرة بعرض المسرحية في دبي بعد عرضها يوم 31 مايو الماضي في مهرجان (شتوتغارت الدولي للمسرح) في ألمانيا.
وصرح أن المسرحية عمل مونودرامي يتصدى فيه عبر الأداء والتأليف والإخراج إلى السيرة الذاتية للشاعر(مبارك العقيلي)، ومعه حسن يوسف مخرج مساعد، وعبدالله الشعيبي مساعد مخرج، ومحمد جمال فني إضاءة.
ومن خلال المسرحية يعود بالزمن إلى الوراء ليجسد شخصية هذا الشاعر العربي المهم، ليقدمها للأجيال الجديدة التى لم تعش هذه الحقبة الزمنية الجميلة التى كانت مليئة بالرموز المهمة في كل مجالات الحياة السياسية والإجتماعية والفنية والأدبية والرياضية.
وأضاف (عمر غباش): من خلال المسرحية، نسلط الضوء على إسهامات هذا الشاعر المبدع سواء في الشعر النبطي، أوالشعر العربي الفصيح، والذي غلبت على قصائده الحكمة والتأمل مع القوة اللغة والبيان، وتتجلى النزعة الدينة في الكثير من قصائده ودرج أحيانًا على محاكاة شعر الأقدمين في منهاجهم.
سعودي المولد إماراتي الهوى
عن سر اختياره لشاعر سعودي وليس إماراتي لتقديم مونودراما عنه قال (عمر غباش): مبارك العقيلي شاعر سعودي المولد، إماراتي العيش والهوية، وعاش معظم ايام حياته في دبي.
ومنزله الذي بناه في دبي لازال قائما، وتم تحويله لمتحف باسمه، كما أنه مات ودفن في دبي سنة 1957.
وأكد (عمر غباش) أن سبب اختياره لشخصية (مبارك العقيلي) لتقديمها، بسبب أنه تنقل بين عدة دول في الخليج، وهذا يساهم في ربط هوية أهل منطقة الخليج في بعضهم البعض.
كما أن له مواقف عربية وقومية مهمة، وكان كذلك له سبق كتابة أول مسرحية شعرية، وأول قصة قصيرة في الجزيرة العربية.
(عمر عباش) و(درب الخضر)
مونودراما (مواعيد عرقوب) هى خامس مونودراما يقدمها (عمر غباش) على التوالي، بعد أن قدم عام 2017 مونودراما بعنوان (درب الخضر) التي تناول فيها السيرة الذاتية للشاعر الإماراتي الراحل (راشد الخضر) أحد أعمدة الشعر النبطي في الإمارات.
وصاحب العديد من القصائد التي ظلت محفورة في ذاكرة الناس، وكان الخضر شاعراً رحالاً ومعروفاً بكثرة تنقله بين دولة الإمارات والبحرين والكويت والسعودية وعمان، ومن أعمال المونودراما التى قدمها الفنان (عمر غباش) أيضا: (الحلاج وحيدا) و (سلك)، و (ظل الإمبراطور)، كما شارك في حوالي 25 مسرحية، من تأليفه وإخراجه، فضلا عن مشاركته في تمثيل عدد كبير من المسرحيات الآخرى.