بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ إعادة إنتخاب السيد الرئيس لفترة ولايه جديدة، وننتظر جميعا طبقا للدستور تغيير (الحكومة) وحركة المحافظين وتغييرات رؤساء الهيئات والمصالح، وقد تكون حرب غزة وتوابعها على الأمن القومي المصري شغلت القياده السياسية.
إضافة إلي ضغوط اقتصاديه أخرى، شغلتنا عن إجراء هذا الاستحقاق الدستوري، وترقب الشعب ذلك بين روايات التغيير الكلي والشامل والزج بكفاءات وشباب يلائم هذه المرحله بضغوطها وتحدياتها وقسوتها علي جموع الجماهير.
ثم هدأت هذه الحكايات وفجأه قدمت (الحكومة) استقالتها وتم إعادة تكليف د. مصطفي مدبولي بتشكيل الحكومة، ولم تظهر كما تعودنا مقابلات سيادته مع المرشحين للوزارة وتم تداول أسماء لوزارات هى أكبر بكثير من هذه الأسماء.
وظل التغيير او التعديل سرا استراتيجيا حتى الآن رغم عدم خطورة طرح أسماء المرشحين أو المغادرين للوزارة، فهذه سنة العمل العام حيث يعطي الكادر ما لديه لفترة ثم يترك منصبه لكادر آخر يضيف جديدا.
ورغم حاجة المرحله لكفاءات وخبرات تواجه حجم التحديات الخارجيه والداخليه إلا أنه لم تتضح بعد ملامح التشكيل الذي سيعرض علي مجلس النواب قبل عيد الأضحى.
ورغم أن أوجه الضغط على الجماهير عديدة وتستدعي وجوها جديده ذات ثقه تريح الرأي العام اللاهث خلف أي خبر ييسر عليه أمور حياته الصعبه من غلاء وانقطاع متكرر للخدمات، وفقدان الأمل في تحسن أو تخفيف لأحمال المعيشه لا أحمال الكهرباء ولا أحمال الدعم المتآكل والآخذ في التناقص والإلغاء.
وكنت أتمني من إعلام رئاسة الوزراء أن يعلن أسماء المرشحين لحقائب (الحكومة) وأسس اختيارهم والخطط المكلفون بها خاصة الحقائب الخدميه لزرع بصيص من الأمل في أنفس بسطاء هذا الشعب ولم يحدث هذا.
إعلان أسماء التشكيل
وكنت أتمني أن يخرج علينا هذا الإعلام أيضا بأن لكل حقيبة أهداف وتحديات في هذه المرحلة، وأن تكليف الوزراء الجدد مبني على هذه الأهداف والتحديات.
بل كنت أتمني أن يتم الإعلان عن نواب لرئيس الحكومة للخدمات والإقتصاد والرقمنة، ليشرف كل نائب علي عدة وزارات متخصصة متقاربة في المحتوي المقدم للجماهير ولم يحدث أيضا.
وحيث أن أمور التشكيل الوزاري تسير في تكتم وسريه حتى إعلان أسماء التشكيل، دعونا نطلب من السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء أن يكون لإعلام (الحكومة) القادم خطه وسياسه تحريري تتواصل مع الشعب وتحاول طمأنته وبث الأمل داخله والاستماع له وتفنيد الشائعات.
ومواجهة حقائق غلاء الأسعار ورفع الدعم وارتفاع أسعار الخدمات المتقطعه وتعاظم الدين الخارجي وخدماته وماذا سيحدث في أمور التعليم من تغيير لعله إستراتيجي وليس مرتبطا بشخص فيتغير فور مغادرة الشخص الوزارة.
كما يتواصل الإعلام جماهيريا ليقول هل غلاء المعيشه في تصاعد مستمر أم له سقف سيتوقف عنده، ثم لماذا كل مليارات (رأس الحكمة) و(رأس جميلة)، وبيع مقرات الوزارات وأراضي الدولة.
وكل دخول الدولة ومواردها لم توقف هذا التوحش في تكاليف المعيشه وأين تذهب كل هذه المليارات؟، وإن تكن قادرة على إحداث تغيير مجتمعي إيجابي فما جدواها؟ وهل سيظل تعليمنا بجميع مراحله تنقصه الجودة؟، وهل ستظل خدماتنا الصحيه بعافية او تقدم للقادرين فقط؟
الهوة بين طبقات الشعب
وهل انتشار البطاله بين الشباب سيستمر؟، وهل ستزداد الهوة بين طبقات الشعب فيزداد الاغنياء غني والفقراء فقرا؟، وهل سيظل إعلامنا بعيد عن تفاصيل ومعاناة الحياه اليوميه ولايقدم مايدعم التفاؤل في غد أفضل؟
وهل ستظل صور القصور والشقق الفاخرة وأخبار النجوم وإنفاقهم مسيطره علي الشاشات محبطة لكل الفئات الغير قادره علي مواجهة معاناة قوت اليوم والغد؟
لقد تحمل الشعب كثيرا قرارات اقتصاديه وصبر على أمل أن يلتقط أنفاسه ولايظل يلهث طيلة سنوات كثيرة، أليس هناك من أمل أليس هناك أحد يحنو عليه أم سيترك لمفرمة الغلاء حتي لا يتمكن من إلتقاط أنفاسه.
سيدي رئيس الحكومة، ضع خطة لخطاب إعلامي جماهيري متواصل صادق، فالناس تئن والشائعات تتزايد وفصحاء المصاطب والشوارع ترعرعوا في رواياتهم، وحقوق كثيرة تناقصت وعم الخوف من الغد وانتشر اليأس لدي الشباب!
تحرك حتي لا نفقد ولاء وأمل وحماس شبابنا لعلنا نحتاجهم في غد قريب، ولعلنا نقترب من جماهيرنا أكثر، ولعلنا نطبطب عليهم رحمة بهم ولعل القادم افضل وأخف وطأة، ولعل أحد يسمع مانهمس به هنا، ولعل كله خير، حمي الله مصر.. وتحيا دوما مصرنا.. آمين.