(عابد فهد): (فارس) رهاني الدرامي في الماراثون الرمضاني
كتب : أحمد السماحي
(عابد فهد).. نجم مثل قطعة الصلصال يتشكل في كل عمل جديد يقدمه، بشكل الشخصية التى يجسدها، ويؤديها بتمكن باهر، وجاذبية طاغية، وصدق يقنعنا ببشريتها، حيث يؤمن بكل كلمة ينطقها، وينفعل بها جسديا وعقليا وشعوريا.
ويوظف (عابد فهد) نبرات صوته في خلق إيقاعات جديدة على الأذن، فتكون كل جملة وكأنها مازورة موسيقي محسوبة، يساعده في هذا نظرات عينيه المرتعبة حينا، والحنونة كثيرا، والذاهلة مرات.
هذه النظرات التى تتكلم في لحظات الصمت، وتتراسل مع الإيماءة والإشارة وإيقاع الخطوة، وتشكيل الجسد في مجموعه لتخلق لحنا مركبا من الأداء التمثيلي يطربك، ويشجيك، ويثبت عبقرية أداء عابد فهد.
(عابد فهد).. النار بالنار
في عمله السابق (النار بالنار) كان لـ (عابد فهد) أثر ملحوظ على أداء كل النجوم، فالممثل كالآلة الموسيقية يلتقط من الآخر ويتراسل ويتناغم معه، وإلا كانت النتيجة النشاز.
و(عابد فهد) توهج، وتوهج معه كل نجوم المسلسل حتى الكومبارس، وربما كان السبب أنهم جميعا أحسوا أن القضية التى يناقشها المسلسل انتقلت من الواقع إلى الشاشة.
وشعروا أن عالمهم التمثيلي لم يعد وهميا بل يجسد واقعا ساخنا يحيط بهم فكانوا جميعا يؤدون، وكأنهم يلامسون أسلاكا كهربائية عارية، ولهذا تم التلاحم بين الفن والحياة، وتدفقت شحنات الصدق من النجوم، وسكنت قلب الجمهور.
(عابد فهد).. نقطة. انتهى
يعيش (عابد فهد) هذه الأيام بكل طاقاته الفنية المتفجرة، وإحساسه العفوي الصادق، وبركان موهبته التى لا تخمد أبدا، في ثياب (فارس يوسف) بطل مسلسل (نقطة.. انتهى) تأليف فادي حسين، إخراج محمد عبد العزيز، إنتاج شركة (الصباح).
و(فارس/ عابد فهد) هو البطل الذي يحمي مبادئه على جواده، ويسير به مواجها عالما مليئا بالعنف والكراهية والجشع والطموح والجنس.
و(فارس) هو الرجل الذي يحاول أن يحقق هدفا نابعا من أعماق نفسه، ينمو في قلبه كزهرة عملاقة، مليئة بالأشواك والظلال، تقود خطاه بصور قدرية لا مهرب منها وتجعله يصطدم بحقائق الدنيا، وحقيقة نفسه ومن حوله.
وعندما ينجح (فارس) أخيرا في الإمساك بلحظات صدق يجدها طارت كفقاعة من الهواء في يديه، تاركة إياه فريسة لصراع جديد، ولهدف جديد، ولوحدة قاسية مع نفسه تحكم قضبانها حوله بإحكام.
و(فارس) يعيدنا إلى البطل كما قدمته التراجيديا اليونانية قبل آلاف السنين، ترسم ظله أمامه، وتضع على وجهه خطوط الزمن والألم والمعاناة والصراع، وتجعله يقول دون أن تنفرج شفتاه أنه الباحث عن الحقيقة.
وهو في هذه الحالة يقع فريسة سهلة لعصابة تعرف كيف تنسج المؤامرات، وكيف تستغل ضعف الأخرين!.
والدوائر، تدور والأجساد تقع، وخيوط القدر تتشابك وتتعدد، ثم تنفصل بسهولة محيرة لتكشف لنا منطقا رهيبا لا قبل لأحد بمقاومته أو الوقوف بوجهه.
(عابد فهد).. وشخصية (فارس)
عن دور (فارس)، والمسلسل ككل دق (شهريار النجوم) باب (فارس) الشهير بـ (عابد فهد)، وكانت لنا هذه التصريحات الفنية التى تعتبر أول تصريحات من نجمنا السوري المبدع عن المسلسل.
في البداية أعرب (عابد فهد) عن سعادته الغامرة بمسلسل (نقطة. انتهى) الذي يعتبره رهانه القادم في المارثوان الرمضاني.
وما يضاعف من سعادته أن أن دور (فارس) من الأدوار المليئة بالمشاعر المتناقضة، التى تحمل بداخها العديد من الصراعات، فضلا على أن شركة (الصباح) لم تبخل على العمل ككل، ووفرت له كل الإمكانات ليخرج في أفضل صورة.
وعن هذا الدور يقول (آل باتشينو العرب): أجسد شخصية (فارس) وهو صيدلي، ملتزم، محب لزوجته التى تعمل في نفس مهنته كصيدلانية، ونظرا لغلاء المعيشة يعطي فارس بعض الدروس للطلبة.
وفي أحد الأيام تتعب والدته وتطلب منه دواء ما، فيضطر للعودة إلى الصيدلية الخاصة به، فيجد لصا ملثما يسرق فلوسا من الصيدلية، فيدخل مع هذا اللص في معركة حامية الوطيس.
وتنتهي المعركة بموت هذا اللص، لنكتشف أن هذا اللص هو (لؤي) حبيب شقيقته، وفي نفس الوقت شقيق زوجته التى يحبها وتحبه بجنون.
ويدخل فارس في صراع حاد بينه وبين نفسه، هل يعترف بجريمة القتل غير المقصودة، أم يخفي هذا الاعتراف؟!
وفي نهاية الأمر يقرر أن يدفن جثة (لؤي) في مكان ما، وبعد أن يقوم بدفنه، يأخذ هاتفه، ويرسل منه رسائل لكل من يتصل به، ويعيش (فارس) صراعا حادا بين الحقيقة والهروب بعد هذه الخطيئة.
لكن فجأة يظهر له ما لم يكن في الحسبان، حيث يكتشف أن هناك عصابة قامت بتصوير عملية القتل!، ويتم ابتزازه من هذه العصابة.
ماذا سيحدث بين (فارس) وهذه العصابة المبتزة، هل تنجح في ابتزازه؟ ومن هم أفراد هذه العصابة؟ وهل سيخبر (فارس) زوجته بأنه قتل شقيقها؟، أسئلة عديدة تجعل (فارس) في حالة لهاث طول الوقت.
والسؤال: هل ينجح فارس من الهروب من قدره؟، هذا ما ستجيب عليه نهاية حلقات مسلسل (نقطة. انتهى) الذي يشارك ببطولته مجموعة من النجوم منهم:
(أنس طيارة، عادل كرم، ندى أبو فرحات، صالح الحايك، وفاء طرييه، خالد السيد، جورج شلهوب، محسن غازي، بياريت قطريب، رولا بوحسون، سامي نوفل، ميرنا المير، هلا يماني، تيم عزيز).