الصحافة والفضائيات أشعلوا نيران حملة التنمر على ميرفت أمين !
كتب : أحمد السماحي
تعرضت أيقونة الجمال التى تذكرنا بعصر الرومانسية وسينما الأحلام، الفنانة الكبيرة (ميرفت أمين) خلال الساعات الماضية لحملة (تنمر) كبيرة من قِبل بعض من جمهور المغامرين على السوشيال ميديا الخارجين على القانون والشرع والأخلاق وكافة القيم الإنسانية التي تحض على المحبة والسلام، وذلك عقب ظهورها الأخير في عزاء المخرج المبدع (علي عبد الخالق) دون مكياج حيث جسدت الحزن في اسمى معانيه على الراحل العظيم معانيه دون أي نوع من التكلف، الصورة التي التقطها شخص ما بلا ضمير لنجمتنا في عزاء المخرج ونشرها متاجرًا بحزنها، جعل اسمها (تريند) عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تم تداول الصورة بشكل واسع على المواقع الإلكترونية وفي الفضائيات خلال الساعات الأخيرة الماضية.
والحقيقة أن ما حدث لهذه النجمة الراقية المحترمة وصمة عار في جبيننا جميعا، وانتهاك سافر للخصوصية، وإني لأعجب لشعب بهذا الرقي أن يملك هذا الكم من الطاقات المخربة والعدوانية، إني أعتقد أن هذه الطاقة العدوانية نوع من الشماتة في الفن والنجوم، حيث يعيش معظم الجمهور المصري والعربي في حالة تنمر دائم بالنجوم، فرغم عشقه لهم وفنهم إلا أنه ينتظر سقطه لأي نجم منهم ليظهرعقده وأمراضه النفسية.
ظهرت (ميرفت أمين) خلال العزاء بدون مكياج، لأنها سيدة صادقة وحقيقية ومتسقة مع نفسها وليست (فيك) أو مدعية، كان من السهل على هذه الجميلة أن تضع علي وجهها بعض (الرتوش) المكياجية التى تجملها، وتذهب للعزاء، ولكنها واثقة من نفسها، و(شبعت) من الجمال والغزل في جمالها من أكبر الشعراء والنجوم، وتعلم جيدا أنها ذاهبة إلى مسجد للعزاء، وليست ذاهبة لفرح أو عيد ميلاد، فظهرت بالشكل المناسب في المكان المناسب.
وهذا شيئ يحسب لها وتحترم عليه وبسببه، لكن ماذا نفعل في العقد والأمراض النفسية، وناس تركوا كل ما يخصهم من مشاكل وأمراض وأطلوا بوجههم الكئيب مختفين وراء أجهزتهم يهاجمون صورة قريبة جدا لوجه واحدة من أيقونات الجمال المصري، والشاهدة على عصر من الرقي والذوق، وأعتقد أن أي شخص منا لو تم إلتقاط صورة له بنفس القرب ستظهر أشياء في وجهه لن تعجبه مهما كان وسيما أو جميلا!.
عتابي ليس على هؤلاء التافهين، ولكن على الصحافة والإعلام، الذين أصبح وقودهم الذين يشعلون به مواقعهم وبرامجهم مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن ما تبثه هذه الصفحات من سموم، وتفاهات، أنا شخصيا مذهول ومندهش من هذه الخاصية (القطيعية) التى يتمتع بها إعلامنا الموقر الذي لا يتعب نفسه للحديث عن المهضوم حقهم من النجوم، أو الذين يعانون من البطالة، أو الذين غابت شمس نجوميتهم، أو المواهب الجديدة التى تسير نحو المستقبل بخطى ثابتة.
أو حتى الحديث عن مشاكلنا الإجتماعية بصراحة، ومناقشاتها مع أولى الأمر والوزراء والمسئولين، ووضع حلول لها، لكن أن يتركوا كل هؤلاء ويتحدثون عن (سفالة) البعض على (السوشيال ميديا) فهذه الإضاءة على هذه (السفالة) هى ما يريده هؤلاء التافهين، لأنهم يشعرون أنهم انتصروا في معركة التفاهه وجعلوا أكبر المواقع الإلكترونية وأهم البرامج الفضائية تتحدث عن بذاءتهم وسفالتهم.
هذه الحملة الإعلامية المشينة على صورة (ميرفت أمين) جعلت نجمنا شديد الموهبة (توفيق عبدالحميد) الذي ألمه ما حدث لزميلته العزيزة، أن يعلن على صفحته على (الفيس بوك) ابتعاده عن العصا التى يتوكأ عليها حاليا، ولا يستطيع الاستغناء عنها بسبب الألألم المبرحة التى يعانيها في ظهره حتى لا يعييره أحد بهذه العصا!.
عيب والله ما حدث، وعيب أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي هى مصادرنا، لأننا جميعا نعلم أن هناك جيوشا إلكترونية أو (لجان إلكترونية) أو (الذباب الملون) سلاحها الهواتف، وساحة معاركها منصات التواصل الاجتماعي التي باتت بمرور الوقت تشكل خطرا كبيرا على حياتنا، فضلا عن تذكية الاحتقان السياسي والطائفي والفني والإجتماعي.
يا زملاء المهنة وأهل الأعلام الكرام اهتموا بعملكم أكثر، وركزوا في البحث عن القضايا المهمة التى تهم رجل الشارع البسيط من مأكل وملبس وتعليم وصحة!، وإذا كنتم تريدون تقديم المتعة والتسلية بالحديث عن النجوم فعليكم بمناقشة قضاياهم التي يطرحونها في أعمالهم، وليس الحديث عن تفاهات ونميمة، أو اللعب معهم كما نشاهد حاليا في برامج مهمة!
وفي النهاية عزيزتي النجمة الجميلة (ميرفت أمين) لا تهتمي بهذه التفاهات من حفنة قليلة على السوشيال ميديا حاقدين ومحبطين وفشلة، فحبك مزروع في قلوب مئات الملايين من المحبين على مستوى العالم العربي، فأنت يا سيدتي الجميلة صاحبة الطلة المحببة، والمشاعر المرهفة الرقيقة، ويكفي (ميرفت أمين) كانت فتاة أحلام أجيال متعاقبة من الشباب، ورمزا من رموز الحب، وشاهدة على عصر من الجمال والرقي والذوق والأخلاق.