عاصي الحلاني يدور حول نفسه من خلال (ضحكة حبيبي) !
كتب : أحمد السماحي
بدأ المطرب اللبناني (عاصي الحلاني) الموسم الصيفي بكليب جديد طرحه أول أمس بعنوان (ضحكة حبيبي)، كلمات عبير أبو إسماعيل، ألحان سليم سلامة، توزيع هادي كريم، ميكس وماسترمصطفى عبد الرضا، وسليم سلامة، وإخراج أحمد المنجد، والذي سبق وتعاون مع (الحلاني) في أكثر من كليب منها (حبيبي، بعشقك)، جاء الكليب الجديد صيفيا بجدارة، فقد اختار المخرج أجواء نهارية تطل على البحر مع اختيار ملابس كجوال صيفية للمطرب والموديلز تليق بالمكان والجو الصيفي، ونجح (المنجد) في تقديم كليب صيفي جيد مليئ بالبهجة والجمال، والأجمل أنه قام بتصويره في لبنان التى تحتاج كل الدعم والمساندة الآن، ولم يسافر إلى تركيا مثلا أو أي بلد أوروبي لإخراج الكليب الذي حقق نجاحا كبيرا واقترب من المليون و600 ألف مشاهدة في يومين فقط.
أما (الأوديو) فليس فيه جديدا، من حيث الكلمات واللحن والتوزيع، فالكلمات التى كتبتها (عبير أبوإسماعيل) عادية، وسبق وقدمها أكثر من شاعر غنائي من قبل، وتغنى بها أكثر من مطرب، بداية من فريد الأطرش (يا بوضحكة جنان) مرورا بـ (ضحكة عيون حبيبي) لعمرو دياب، ووصولا لـ (بعشق ضحكتك) هاني شاكر، وغيرهم، فهي تتحدث عن حبيب يتمنى إلا تغيب ضحكة حبيبته، التى هى عنده بالدنيا كلها.
والغريب والمثير في الموضوع أن الحبيب يطلب من حبيبته أن تكون بلهاء! وساذجة! (ومعندهاش دم !) بحيث تظل تضحك على طول حتى لو أغضبها فيقول لها (لو مرة قلبي زعلك، ضل ابتسم)، وهنا استوقفتني في الكلمات جملة حلوة هى (يا عيون ملياني حكي، بكل الدني ما بدلن، عيونك ما خلقو للبكي).
وجاء لحن (سليم سلامه) بسيطا بساطة الكلمات، وبالتالي لم يفرد (عضلاته) في اللحن، وقدم لحنا يشبه ألحان كثيرة جدا استمعنا إليها مؤخرا، وبالتالي لا يستحق التوقف عنده كثيرا، ووضع الموزع (هادي كريم) توزيعا راقيا وشيك مليئ بالجمال أبرز فيه صوت (الحلاني) الذي غنى الأغنية بشكل متميز، لكن حتى الآن وبحكم متابعتي لمشوار (عاصي الحلاني) من بدايته أجد أنه يفتقد الأغنية (الضاربة) التى تعيد له أمجاده القديمة التى قدمها في الماضي مع المبدع الكبير الموسيقار (سمير صفير) الذي قدم للحلاني أجمل ما غنى حتى الآن، باستثناء بعض الألحان المتناثرة التى قدمها المطرب لنفسه مثل (يا ناكر المعروف،أدمنت هواك، رنين الذهب، باب عم يبكي)، أو التى قدمها له غيره من الملحنيين مثل (طول عمري بسمعهم، سكن المكان، سيبوني اتكلم) ألحان الراحل حسن أبوالسعود، (بحبك وبغار، مثل الكذبة) بودي نعوم، و(لالي، هذا مو عدل) لمروان خوري.
والسؤال الذي يحيرني الآن هو: (سمير صفير) موجود ربنا يعطيه الصحة والعافية، وأعتقد أنه مازال قادرا على الابداع والعطاء، ومطربنا جميل الصوت والخلاق (عاصي الحلاني) موجود وفي أحلى سنوات عمره، لماذا لا يكررا التعاون مجددا، خاصة أنهما قدما سويا أجمل الأغنيات التى لا تنسى، والتى تظل علامة فارقة في مشوار الاثنين، فمن منا ينسى (يا ميمة، يا ليل الهجر، ع كتاف البيدا، يا لبنان تأخرنا، أمشي لحالي، أحبك جدا، ويلي منهم، صحرا وليل، كيد عزالك، مجنون، المهرة، تسلملي عيونك، شوق الصحاري، ردوا يا أهل الله، بليل الشوق، أحلى العيون، تعالا، مالي صبر، ما خليت، عذبوني وعذبوه، لا تصدق) وغيرها.!
أتمنى أن تعانق ألحان المبدع (سمير صفير) حنجرة (الحلاني) مجددا حتى نستمتع بهذا العناق الذي سيكون حارا للمستمعين، ووقتها سيكون عنوانه (عطر المحبة)، خاصة أن صفير والحلاني (للوفا عنوان).