أحمد فراج دعا لـ (صباح) بالهداية فطلبت الطلاق ! (2/2)
* فراج يثور على صباح بسبب تمثيلها، ودلعها في (من رمش عيونك ياه، وأكلك منين يا بطة، والحلو ليه تقلان أووي)
* صباح ترفض تأدية فريضة الحج لهذه الأسباب!
*أحمد فراج يطلب من صباح إنجاب ذرية تحمل اسمه، والأطباء يعطونها دواء يمنع الحمل!
* صباح تتصل بجريدة أخبار اليوم وتخبرهما خبر الطلاق قبل أن يقع.!
كتب : أحمد السماحي
الحب لمسة من السحر تمس القلوب فتطهرها، وتضيئها وتغفل بها عن خطايا وذنوب الدنيا فلا يرى العشاق فى حياتهم غير ربيع يتجدد، حتى عذاب الحب يستعذبه العشاق، لكن يبقى غرام نجوم الفن كأنه سر من الأسرار يغلفه الكتمان، وأحيانا ينفضونه كأنه رجس من أعمال الشيطان، لا يهمهم غير أن تظل الستائر الكثيفة تخفيه وتخبئه عن عيون الفضوليين، لكن بعضهم يخرج أحيانا عن صمته ويستدعى المأذون ويسمح للصحف بنشر الخبر.
عندما أحبت (صباح) المذيع الشهير (أحمد فراج) وتزوجته كانت تشعر أنها أخيرا وجدت الرجل الذي تستند إليه، والحب الحقيقي الذي سيعوضها مرارة الزيجات السابقة، وكان حب (صباح وأحمد فراج) مثار تندر واندهاش من كثيرين كانوا لا يفهمون كيف ينسجم المذيع الديني مع الدلع والجمال والشقاوة، كيف يتفاهم هذا الملتزم المثقف مع صاحبة الأنوثة المتفجرة البعيدة عن الثقافة؟!
فى الحلقة الماضية توقفنا معكم عند بداية الحب، وسر رفض عائلة (صباح) لهذا الزواج؟، وكيف غير الحب مطربة (من سحر عيونك يااه) على مطربة محتشمة الملبس، ولماذا أهدت (الشحرورة) زوجها سيارة خاصة في عيد زواجهما الأول، وسر إصراره على ترك السيارة والركوب معها في سيارتها، وغيرها من الأسرار وهذا الأسبوع نستكمل باقي قصة الغرام كما جمعناها من مجلات هذه الفترة.
نقاش وخلاف
الأيام الحلوة سرعان ما تنهزم أمام صخرة الزمن، بعد عامين من الهناء والسعادة لم تخلو من منغصات عادية تحدث في كل بيت، عاد (أحمد فراج) ذات يوما إلى المنزل وكان وجهه مكفهرا وغاضبا أشد الغضب وسألته (صباح): مالك يا حماده؟! فقال لها بغضب وحدة : أنا لا أرضى أن أتعرض لنقد الأصدقاء من تمثيلك أدوار لا تتناسب مع مركزك كزوجة لي!، قالت له بهدوء ودهشة: أنا لا أفهم قصدك؟ ثم هذا تمثيل وأنت جربته وعارف أنه أشبه باللعب!، قال لها: عارف بس الناس متعرفش! ردت عليه: مالي ومال الناس، أنا متجوزك أنت مش متجوزة الناس، فرد عليها بحدة: طب وملابسك؟! ردت بصوت مليئ بالغضب: مالها كمان!، قال: ضيقة! والناس علقت عليها، صباح بنرفزة: ناس تاني!، أنا ملابسي زي ملابس كل زميلاتي، وزي ملابس كتير جدا من سيدات مصر والعالم العربي.
مراجعة السيناريوهات
كان كل سؤال يسأله (فراج) ترد عليه صباح بحجة تقنعة حتى قال لها: وأغنياتك كلها حول الحب والشكوى من الحبيب الذي هجرك!، وهنا انفجرت صباح بضحكة هيستيرية مليئة بالمرارة والأسى وقالت: كل أغنيات الحب تدور حول هذه المعاني، وكلنا كمطربيين بنغنيها، هل معقول أن أغني أغنيات عاطفية ولا يكون فيها كلمات مثل (حبيبي، وبحبك، حياتي، وروحي)، فقال لها وقد بدأت ثورته تهدأ: لقد التقيت بصديق لي، بادرني بقوله: كيف تشرف على إدارة مناقشات دينية في برنامج مثل (نور على نور) وزوجتك تغني (من رمش عيونك ياااااه)، أو (الحلو ليه تقلان أووي)، أو (أكلك منين يا بطة) وتغنيها بدلع شديد!، ياريت تخف من دلعها ومن أغنيات الحب والكلام الفاضي!
وهنا ارتفع صوت صباح لأول مرة منذ زواجهما وقالت: ميهمنيش كلام صحبك ولا زميلك، والحب مش كلام فاضي، الحب هو الحياة، وظل الاثنان يتناقشان حتى الصباح، وانتهت المناقشة بقرار وهو أن يراجع (أحمد فراج) سيناريو كل فيلم تشترك فيه (صباح)، قبل أن توافق عليه ويجري التعديلات التى يراها هو قبل أن تتعاقد على الفيلم، ولأن النجمة الحسناء كانت في حالة حب فقد وافقت على قرار (فراج) وكان غرضها وقتها أن تخفف من غضبه، ولكنها لم تعمل أي شيئ اعترض عليه بعد الاتفاق، فظلت ترتدي ما يحلو لها، وتغني أغنيات الحب بطريقتها الخاصة المليئة بالدلع والشقاوة.
دعاء بالهداية
مرت أسابيع وبدأت الحياة العاطفية والرومانسية تعود إلى طبيعتها بين (صباح وأحمد فراج) وذات يوم سهرت (الشحرورة) فى أحد الاستديوهات لانشغالها في بطولة أحد الأفلام، ورجعت متأخرة للمنزل، فوجدت زوجها مازال صاحيا، فألقت علية تحية المساء، وأخذت حمام، ودخلت غرفتها تنام، وبعد دقائق أذن الفجر، وقامت للصلاة في حجرتها، وسمعت (أحمد فراج) بعد الصلاة يدعو قائلا: (اللهم اهدي زوجتي.. اللهم اهدي زوجتي.. وأرجعها عن الطريق الذي تسير فيه!).
وغضبت (صباح) بقوة وخرجت له وسألته: لماذا تردد هذا الدعاء بصفة منتظمة فى الفترة الأخيرة؟، كيف تطلب لي الهداية بهذا الأسلوب الذي يجرح كرامتي؟!، ثم أنني لست كافرة أو أرتكب ذنوب، أنا فنانة محترمة وبسعد الناس بفني، وبدأت الخلافات تشتد بينهما، خاصة أنها كانت تستيقظ كل صباح وهو يدعو هذا الدعاء على مسمعها، واشتد غضب (الصبوحة) ووقعت على الأرض مغشيا عليها، وحملها (أحمد فراج) وأدخلها غرفة النوم، واستدعى أحد الأطباء لكنه عجز عن وصف حالتها، خاصة أنها عضويا لا تشكو من شيئ، مما جعل الموسيقار (فريد الأطرش) يقترح سفرها عند أحد الأطباء في لندن.
ترفض الذهاب إلى الحج
سافرت (صباح) إلى لندن وصحبها (أحمد فراج) ونجح علاجها ونصحها الأطباء هناك بتناول دواء معين، لكن هذا الدواء يمنع الحمل، وهنا انفجر (أحمد فراج): يعني ايه مفيش حمل؟!، حيث كان يطالبها برغبته فى إنجاب ذرية تحمل اسمه، وتدخل الموسيقار (فريد الأطرش) وهدأ الزوج المجروح، وأفهمه أن هذا الدواء ستأخذه فترة معينة وتتوقف عن أخذه بعدها، وبعدها يمكن أن تحمل وتنجب بشكل طبيعي، وهدأت ثورة (فراج).
وبعد عودتهما من (لندن) فأجأها ذات يوم باقتراح قال لها: أنني أريدك أن تسافري معي إلى الأراضي المقدسة لتؤدي فريضة الحج، فقالت لها: لست مستعدة لأداء الفريضة هذه الفترة، لابد أن أكون مستعدة لها، ومرة ثالثة أو رابعة ينفجر فيها (أحمد فراج) قائلا: حد يرفض يذهب للحج!، فقالت لها الصبوحة: مش رفض بقولك مش مستعدة نفسيا هذه الفترة!، ودبت الخلافات واشتدت، مما جعل (أحمد فراج) يترك منزل الزوجية ليعيش مع أسرته.
استدعاء لمياء وبداية النهاية
في ليلة رأس السنة عام 1963 كانا فى حفلة دعيا إليها عند إحدى الفنانات وكانت الخمر تشرب على كل الموائد، وقال (أحمد) لـ (صباح): تعالي نجلس بعيدا عن الخمر، وظل يتنقل بها من مائدة لأخرى حتى ضاق فقال لها: هيا بنا، وقامت معه (صباح) صامتة وغادرا الحفل مبكرين، بعدها بأسبوع فوجئ (فراج) بـ (لمياء) شقيقة زوجته الكبرى تأتي من لبنان، فوجئ أنها في البيت، وقال له بعض أصدقائه: إن وجود شقيقة زوجتك الكبرى معناه أن النهاية قد اقتربت لأن (صباح) لا تستدعي شقيقتها إلإ لطلب الرأي والمشورة، ورأي شقيقتها معروف من الأول، واغتاظ (فراج) مما فعلته (صباح)، وبدأت الخلافات تأخذ طريقها الواضح وتدخل (فريد الأطرش)، والمنتج (صبحي فرحات)، وأكثر من صديق وصديقة، ورأي (أحمد) أن يذهب إلى بيت والدته كما يحدث في كل مرة تثور فيها أزمة.
صباح تكتب خبر طلاقها
بعد تردد رأت (صباح) أن تحسم الأمر هذه المرة فأتصلت بجريدة (أخبار اليوم)، وأبلغتها خبر انفصالها عن زوجها (أحمد فراج) ولم يكن الطلاق قد تم بعد، وفى اليوم التالي وبعد أن قرأ (فراج) الخبر، اتصل بها فى منزلهما ففوجئ بها سافرت إلى الأسكندرية، واتصل سعاة الخير بالشحرورة وسافر بعضهم إليها فى الأسكندرية ومنهم (برلنتي العشري) زوجة المنتج (حسن رمزي) والمذيع (طاهر أبوزيد)، والموسيقار (فريد الأطرش) وحاولوا حل المشكلة ولكن المشكلة لم تحل، وتم الطلاق يوم الاثنين الأول من أبريل عام 1963، وشهد على الطلاق (سيد مرسي) مدير الإعلانات بشركة الإعلانات المصرية وصديق (أحمد فراج)، وشهد معه على الطلاق وكيل مكتب محامي (صباح).
وبهذا الطلاق شعرت (صباح) أنها هربت من جنة (أحمد فراج) الذي حولها بعدم ثقته في نفسه وإزدواجية تفكيره إلى (نار وجحيم)، فكانت معه تشعر أن كل خطواتها محسوبة وكل كلماتها مراقبة وكل ملابسها عارية، وكل حركاتها موضع سؤال أو تحقيق دقيق.