وائل الإبراشي .. فارس الإعلام المعجون بالمهنية
كتب : محمد حبوشة
الإعلام مهنه كالطب والمحاماة والهندسة والتمريض بل أخطر، فالطبيب قد يخطئ مع مريض ولكن الإعلام عندما يخطئ يؤثر في آلاف أو أن رسالته تصل إلى آلالاف أو الملايين، واليوم أصبحت مهنة الإعلام أشد خطوره في ظل الإعلام المجتمعي، فالإعلامي المهني الوطني هو وحده من يملك القدرة على تغيير وجهات نظر الرأي العام الجمعي حول قضية بعينها، و ظني أن أهم المعايير الواجب توافرها في الإعلامي، أولا: الموضوعية، إن كل إعلامي في تخصصه وميدانه يسعى إلى تحقيق الموضوعية في أدائه، وما ينتجه من قوالب ونصوص أو قوالب فيلمية أو فنية، فمثلا الموضوعية لابد أن تتوفر عند المصور فهو يسعى بكاميراته لينقل كل ما هو موجود بموضوعية دون تحريف باختيار اللقطات المناسبة، وتسليط الضوء على مشاهد دون غيرها بالتركيز والتكرار، وعليه فإن الإعلامي يجب عليه تبني الموضوعية ضمن أولوياتها
وظني فارس الإعلام الراحل (وائل الإبراشي) والذي كان يتمتع بمهنية شديدة، هو واحد من أولئك الإعلاميين الذين كانوا يلتزمون الموضوعية في كل كتاباه أو برامجه رغم حدته في لغة الخطاب التي اتهمت كثيرا بإشعال الحرائق في كثير من القضايا، ولكن بحكم أنه كان صحفيا من طراز رفيع فقد التزم التوازن من بداية إمساكه بالقلم، وهى قدرة الصحفي على احترام العقل والوعي الجماهيري وتحليله بالتجرد والحياد في جمع المعلومات عن موضوع معين ليضمن الشمولية في عرض الأفكار حتى ولو كانت الحقيقة صادمة، لكنه إضافة إلى ذلك كان يحرص على عرض الآراء ووجهات النظر المختلفة مع أهمية احترام الرأي الآخر بالاستقلالية عن جماعات المصالح وجماعات الضغط، ومن هنا كان – رحمه الله – يمتلك أسلوبا يعتمد منهج الدقة والتشويق بلغة خاصة به وحده.
نعم كان (الإبراشي) في حريصا للغاية على الدقة في جمع المعلومات عن الموضوع المطروح، ويدرك جيدا أنها تلعب جزءا مهما في العمل الإعلامي وبدورها تعمل على التأثير على جمهور المتلقين في الرسائل المعروضة لديهم، ففي أي لقاء صحفي يجب توافر الدقة؛ لتجنب المقاضاة القانونية كما هو الحال في الأشكال الإذاعية والتلفزيونية، وكان هدفه الأول والأخير أنه يجب عدم تقديم محتوى من شأنه الإضرار بالمصلحة العامة للجمتمع، أو من شأنه التحريض على العنف، والتمييز، والكراهية أو التعصب، أو ما يضر النسيج الوطني وإشاعة الذعر، فإن الإعلام يرافق عمليات التنمية السياسية عادة، ومن ثم يواجه تحديات تجعل جميع الأطراف بالنهاية مقدمون على عملية الانتخاب الطبيعي في القدرة على البقاء والاستمرار.
المهنية عند (وائل الإبراشي) كانت تنطلق من مفهومه في أن قدرة وسائل الإعلام تكمن في أن تحافظ على استقلاليتها وأن تعبر عن تعددية حقيقية تعكس أحوال المجتمع والواقع، وفي قدرة وسائل الإعلام في أن تكون محلية، قادرة على الإشباع الإعلامي لمجتمعها، وقادرة على تمثل المجتمع، وقادرة على تحفيز المجتمع لتمثلها والثقة بها، ومن ثم كان حريصا جدا على تقديم تغطية شاملة للأحداث التي يتناولها في برامجه، وإحاطة جارية لكل ما يحدث في البيئة الداخلية والخارجية للمجتمع في سياق يعطيها معنى، انطلاقا من إدراك دفين بداخله بأن المهنية تكمن في قدرة وسائل الإعلام أن تكون منبرا للرأي والنقد وأن تحافظ على دورها كناقد بناء وايجابي، ومن هنا تولد لديه حس وطني يعتمد على قدرة وسائل الإعلام في أن تعرض أهداف المجتمع وثقافته وقيمه، وأن تسهم في التغيير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي النافع.
كما أن (وائل) كان لديه قناعة ويقينا راسخا استمده من عمله كصحفي تخصص في فن التحقيق بأن المهنية تكمن في قدرة وسائل الإعلام في التعبير عن وظيفتها الرقابية والتعبير عن الرأي العام، والتوازن بين صياغة الرأي العام والتعبير عنه، والمهنية في قدرة وسائل الإعلام على خلق صلات تفاعلية مستمرة مع الجمهور؛ من خلال التفاعل المباشر وغير المباشر والردود وخلق الناقشات العامة وصياغة التعدد والتوافق المجتمعي في نفس الوقت، لعل تميز الخبرة العلمية المتبعة في تقييم الأداء المهني لوسائل الإعلام بين المعايير المهنية العامة التي تحكم العمل الإعلامي، والتي قد تنظمها المؤسسة الإعلامية أو المجتمع الإعلامي وتعلن عنها للجمهور من جهة، وبين قواعد السلوك الأخلاقي المرتبطة بالإعلامي والتي يحكم من خلالها على مدى التزام الإعلامي بالأخلاقيات المهنية، والتي تتركز فيما اتفقت عليه معظم مواثيق الشرف الصحافي والإعلامي والتي يصعب في أحيانا كثيرة قياسها أو التحقق منها.
آمن (الإبراشي) طوبلا إن الإعلام المرافق لعمليات التنمية السياسية عادة يواجه تحديات صعبة تجعل جميع الأطراف تخضع في نهاية الأمر إلى عملية الانتخاب الطبيعي في القدرة على البقاء والاستمرار والاستقرار والتكيف، وكما أن مرحلة التحول في أجواء التنمية السياسية تحدث الوعي الاجتماعي والمدني بأهمية الحريات الإعلامية ودورها الفاعل، فان هذه المرحلة تتطلب إجراء جراحة عميقة في التفسير السياسي والمدني لفلسفة الدولة لكي تصبح أكثر كفاءة في التكيف مع بقية أطراف المجتمع، هذا الأمر يتطلب إعلاما مهنيا ومحترفا يقدر قيمة القدر المتاح من الحريات ويعرف كيف ينميها، ويعرف قبل كل شيء أن ينخرط في تنمية حقيقية لمهنيته تنال الموارد البشرية والمؤسسات وبيئة العمل وبالتالي جودة المنتج الإعلامي.
هنالك حكمة عالمية تقول: (ليس أحد أفضل من الآخر إذا لم يكن يعمل أكثر من هذا الآخر)، وفي مجتمعنا يعود عدم تقدير مهنة الصحافة وجرأة الناس في تقييم موادها بالشكل الذي يمكن أن تؤثر سلبيته على العقل الجمعي وترسخ الصورة الذهنية السلبية لممارسي هذه المهنة، إلى ندرة الجمعيات المهنية أو ضعف تأثيرها، وليس هذا ما كان يسعى إليه الصحفي والإعلامي (وائل الإبراشي) بل كان يعي أن من يقرؤنه أو يشاهدونه أن المهنية في الإعلام ليست فقط جودة المنتج بل التزام الممارس نفسه بأخلاقيات المهنة، ولا يمكن أن نردد كممارسين للمهنة ما يتردد غالبا من أن إعلامنا بلا مهنية دون أن نكون كإعلاميين لدينا قانون لأخلاقيات المهنة قبل كل شيء، ولهذا غلب الأخلاقيات دائما في كل ممارساته، وبحكم قربي منه كنت أشعر أن هدوءه المعهود وطيبة قلبه ناجم عن أخلاق رفيعة تحكمه في أدائه رغم أنه كان يبدو عكس ذلك على الشاشة مقاتلا شرسا يعرد خارج السرب.
ومن المهم أن تدرك المؤسسات الإعلامية أن الأخلاق المهنية ليست مرتبطة بالممارسة السليمة للمهنة كقواعد فنية فحسب، بل إنها تنبع أساسا من سمو أهداف المهنة، ولعل (جون هوهنبرج) في تعريفه لأخلاقيات المهنة يوضح هدفها إذ يقول (هى تلك الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي والمتمثلة أساسا بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة، تماما كما كان يفعل (الإبراشي) في برامجه مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام لا غير، عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح الأخطاء في حال وجودها.
ولذلك لم يكن يقبل – رحمه الله – من أن تنفصل أخلاقيات الصحفي عن أخلاقيات مهنته، فالهدف الأول لوسائل الإعلام هو الثقافة وخدمة المجتمع، فإذا لم يؤدها الصحفي فانه لا يستحق أن يعمل في هذه المهنة، وهنا تكمن الإشكالية، حيث أن هناك بعض الاعتبارات تترك لشعور الصحفي بمسؤوليته أمام مجتمعه، وهذا ما هو متعارف عليه في مجتمعنا، لأنه حتى الآن لم يصدر نظام لأخلاقيات المهنة يلتزم به كل الممارسين بينما في مجتمعات أخرى لا يمكن الاستناد على ضمير الصحفي فقط، بل يتوجب الالتزام بتشريعات محددة، لذلك فإن الحكم بمهنية إعلامنا أو عدم مهنيته لا يمكن الجزم به في ظل عدم تنظيم المهنة أولا وقبل كل شيء.
تجنب الإبراشي وهو القابض على جمر الحقيقة المرة طوال حياته القيام بأي عمل يمكن أن يشكل إساءة لسمعة المهنة و كرامتها: و قد نقد الدكتور سليمان صالح الأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، هذا المبدأ وقال أن صياغته سلبية حيث تطالب الإعلاميين فقط عن الامتناع عن القيام بأي عمل يشكل إساءة لسمعة المهنة و كرامتها كالرشوة على سبيل المثال، ولكنها لا تتعدى ذلك إلى مطالبة الإعلاميين بالعمل على المحافظة على سمعة المهنة وكرامتها أو بناء صورة ايجابية للمهنة، ولهذا صنف (أنتوني سميث) هذا المبدأ من أخطر الجرائم المهنية، إذ أن قبول الصحفيين لأي نوع من الرشاوي المباشرة أو غير المباشرة هو أكثر ما يمكن أن يسئ إلى كرامة المهنة و مصداقيتها و احترام الجمهور لها، ومع ذلك فإن هناك الكثير من المؤشرات على تزايد الفساد بين الإعلاميين في كل أنحاء العالم ومن بين أخطر أشكال الفساد قبول الرشاوي.
طوال حياته المهنية لم يعمل (الإبراشي) مثل كثير من الصحفيين والإعلاميين بأنشطة العلاقات العامة: إن الكثير من الصحفيين يحصلون على أعمال أخرى في العلاقات العامة بالإضافة إلى عملهم الصحفي و هذا ما يؤثر على ما يكتبونه من أخبار خاصة إذا تعلقت هذه الأخبار بالمؤسسات التي يعملون بها، أو التي استعانت بهم كمستشارين وقد قامت بعض الصحف الأمريكية بطرد صحفيين عملوا في وظائف أخرى غير صحفية على أساس أن ذلك يؤثر على ما يكتبونه لصحفهم وهذا بالفعل يخلق صراع مصالح لدى الصحفي، كما أنه حظر على نفسه التعامل مع أية جهات خارجية أو داخلية خاصة أجهزة المخابرات، مع أنه هناك اتجاه آخر يرى أن هناك استثناءات تبيح للصحفي أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية لتحقيق هدف معين، لكنه تجنب أي عمل يخل بمصداقية الوسيلة التي يعمل بها كصحفي أو إعلامي يسئ إلى سمعتها، هذا المبدأ هو مبدأ عام، ويترك لضمير الصحفي و لالتزامه الأخلاقي أن يحدد بنفسه الأعمال التي يمكن أن تخل بمصداقية الوسيلة التي يعمل بها الصحفي أو يسئ إلى سمعتها.
خدمة الحقيقة والدقة والموضوعية كلها عوامل كانت تحكم ضميره – رحمه الله – لذا كان التناول الحريص لمصادر المعلومات هو منهجه ، فضلا عن حماية الشرف للكرامة وعدم انتهاك الحياة الشخصية، وعدم تلفيق المعلومات، وتقليل الضرر إلى أدنى حد ممكن، بحكم تصرفه كصحفي بشكل مستقل، على أن أن يكون الصحفي عنده متحررا من أي التزام لأي مصلحة عدا حق الجمهور، لأنه كان يدرك أن على الصخفي أن يتذكر دائما أنه معرض للمساءلة من قبل الرأي العام، رغم أنه يصعب التقيد بهذه المبادئ وذلك لاختلاف الظروف التي تعيشها كل دولة واختلاف نظمها الإعلامية الراجعة لنظمها السياسية ومدى حرية الإعلام بها.
(إذا كانت النفوس كبارا .. تعبت في مرادها الأجسام)، وعند هذا لا يمكن لأي شخص في أي عمل أن يكون ناجحا ما لم يؤمن بعمله وهدفه؛ إذ يسوقه هذا الإيمان إلى تحقيق الهدف والمثابرة، ولذا فإن (وائل الإبراشي) كان من الإعلاميين الذين ملئوا الساحة الإعلامية، وكان هو المذيع الناجح الذي يمسك بخيوط اللعبة الإعلامية، وإن كان إعلامنا المعاصر قد خرق القاعدة، فتدخل الجمال والميوعة في تعيين المذيعات في القنوات الفضائية العربية بعيدا عن الإجادة والإلمام والإحاطة بأسس الإعلام، لهذا كان عليه كمذيع أن يسعى بكل جد ومثابرة إلى صقل موهبته، وتوسيع ثقافته وزيادة قدرته الإعلامية، وإلا فإنه سيتوقف في منتصف الطريق.
رحل أمس عن عالمنا أحد أعمدة الإعلام المصري، وأكثرهم مشاكسة في السنوات الأخيرة، الإعلامي وائل الإبراشي، عن عمر يناهز الـ 58 عاما، بعد صراع مع المرض، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد معاناته قرابة عام مع الفيروس اللعين، وهو الذي بدأ حياته المهنية بالعمل في الصحافة لعدة أعوام بجريدة (روزاليوسف) ثم عمل في جريدة صوت الأمة، وبعد ذلك انتقل إلى العمل في تقديم البرامج من خلال برنامج العاشرة مساء، واتهم في عهد النظام السابق في 66 قضية نشر آخرها قضية التحريض على عدم تنفيذ قانون الضرائب العقارية، ونال فيها البراءة بعد أيام من أحداث 25 يناير.
كما وصف (الإبراشي) بأنه (قلم التحقيق غير العادي) في مجال الصحافة، لذا كان يبحث بكل الطرق عن الحقيقة ويقدم كافة المعلومات في أي قضية كانت يتناولها بحس بحثي عميق، ويحرص على عرض الرأي والرأي الآخر، ونقل تجربته في الصحافة بنجاح كبير إلى التلفزيون، وأصبح النجم الذي ينتظره الجمهور، وحقق عبر تاريخه المهني الكثير من النجاحات، سواء على المستوى الصحفي من خلال عمله في بلاط صاحبة الجلالة، حيث سجل باسمه أكثر من سبق صحفي، مثل (قضية لوسي أرتين، وغرق عبّارة السلام، ومقتل المجند سليمان خاطر، ومذبحة بني مزار، وسر عداء مبارك للفريق الشاذلي، ومعاناة مرضى الإيدز في مصر، وأسباب اغتيال السادات، وسلسلة الهاربين في لندن، وتحقيقات اللاجئين في الجولان، وتفجير كنيسة القديسين، والتعذيب في السجون، ومبادلة الجاسوس جبرائيل بـ 25 سجينا مصريا).
وفي التلفزيون ساقته الظروف ليكون البديل الأكثر نجاحا في البرامج التلفزيونية، والمنقذ الذي يتم اللجوء إليه في المواقف الصعبة، ففي سبتمبر 2012، أسندت إليه قناة (دريم) مهمة تقديم برنامج (العاشرة مساء) ليكون البديل لـ (منى الشاذلى)، وبحسب تصريحات لـ (الإبراشي) نفسه فإن رحيل الإعلامية منى الشاذلي عن برنامج (العاشرة مساء) وضعه في مأزق شديد؛ لافتا إلى أنها نجحت في أن تضع هذا البرنامج على القمة وجعلته من أهم البرامج التلفزيونية ليس في مصر فقط؛ بل في العالم العربي بأكمله، لكنه لم يجعل البرنامج يقف عند ذلك النجاح، واستطاع وضع لمسته الخاصة، وتحقيق إنجاز جديد بالبرنامج، ليصبح الأكثر مشاهدة.
ولم يكن إنقاذ (العاشرة مساء) هو أول مهمة إنقاذ للإعلامي الكبير؛ حيث سبق وأن قام بها في عام 2010، وقدم برنامج (الحقيقة) بديلا للإعلامية الشهيرة هالة سرحان، وكان هذا الأمر تحديا كبيرا له لأن هالة سرحان كانت أول من قدمت برامج (التوك شو) فى مصر، ثم نجح في المهمة بعد المشاهدات المرتفعة التي حققها البرنامج، وفي عام 2018 لجأت إليه قناة ON.E ليكون بديلا للإعلامي (عمرو أديب) الذي رحل عن برنامج (كل يوم) بعد نجاح كبير حققه على مدار حلقاته، ليعود أخيرا في آخر ظهور له عبر قناة التلفزيون المصري ف يرنامج (التاسعة) بعد تجديده، حيث لم يكن هناك أحد أجدر بالثقة مثل (الإبراشي) زاد من جحم المشاهدات للتلفزيون المصري من جديد.
ومن المفارقات المذهلة أنه ظهر خلال آخر لقاء له أثناء تقديم برنامج التاسعة، وتحدث عن الفنانين الذين أصيبوا بكورونا بعد عودتهم من مهرجان الجونة العام الماضي، وقد حذر سابقا من التهاون في الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، قائلا (يجب أن نحترس جميعا.. فيروس كورونا لن يجمد الحياة وسيستمر معنا)، لكن الفيروس اللعين خطفه منا في عز نضجه وتألقه رحمه الله.