كتب : أحمد السماحي
يعشق المخرج التونسي الكبير (رضا الباهي) تقديم تجارب سينمائية مختلفة، آخرها فيلمه الجديد (جزيرة الغفران) الذي سيعرض في مهرجان (كان) السينمائي في دورته الجديدة القادمة، وهو بطولة (كلوديا كاردينالي، كاتيا جريكو، باولا لافيني، أليساندرو شيافو، كاميل كاتيارد)، فضلا عن نجوم تونسيون مثل (علي بن نور، باديس الباهي، محمد علي بن جمعة، ومحمد سياري)، وتدور أحداث الفيلم بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي، ويستعرض مشكلة صعوبة التعايش بين الأديان والملامح البارزة لهذا الاختلاف، وقد تمّ تصويره في جزيرة جربة ومحيطها.
رضا الباهي أقدم على تجربة مهمة عام 1983 حيث حاول الجمع بين سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) والموسيقار العبقري (زياد الرحباني) من خلال فيلم سينمائي، فتعالوا بنا نقرأ تفاصيل الخبر الذي نشرته مجلة (الموعد) اللبنانية في شهر ديسمبر عام 1983، وجاء نص الخبر كالتالي: لم يعرف حتى الآن إذا كانت سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) قد وافقت على أن يكون الفنان اللبناني (زياد الرحباني) ابنا لها في الفيلم الذي سيأخذ طابعا عالميا، والذي سيخرجه التونسي (رضا الباهي)، ويتم تصويره بين تونس وباريس.
وكان دور البطولة في فيلم (الذاكرة العمياء) قد عرض على (فاتن حمامه) مع استعداد الشركة المنتجة لأن تدفع لها أجرا قدره خمسون ألف دولار، وستكون معها النجمة العالمية (جولي كريستي)، وستجسد (فاتن) في الفيلم دور أم تعاني من تمرد ابنها الدائم، نظرا لاختلاف ثقافتهما وظروف العصر، وسيجسد (زياد الرحباني) ابن المطربة الكبيرة (فيروز) دور الابن المتمرد.
(فاتن حمامه) سعدت باختيار (زياد) للعب دور ابنها فى الفيلم، نظرا لإعجابها الشديد بفكره الموسيقي، وألحانه المتميزة للغاية، لكنها اعترضت على الأجر نظرا لأن المبلغ المعروض عليها هو تقريبا نفس أجرها في السينما المصرية.