* يشرفني الترويج للسياحة في مصر لأن الحضارة المصرية والأهرامات لا توجد إلا في مصر
* 90% من شغلي أنا (الاستايلست) الخاص به، ولا أستعين بـ (ستايلست) إلا في أضيق الحدود
* أنا مع ما يفعله (هاني شاكر) فى من يغنون المهرجانات وأسانده بقوة
* أسست أنا وزملائي من التونسيين (أسامة فرحات، ونور شيبا) مؤخرا نقابة في تونس
حديث أجراه : أحمد السماحي
متجددة ومتطورة ولا ترسو على شاطئ غنائي واحد بل تتعدد الاتجاهات والقوارب عندها، فهى تهوى الغوص وتحدى الأمواج دائما مهما كانت عالية بفعل شدة العواصف والأنواء، صوتها مليئ بالبهجة والسعادة، وعلى إيقاع الحروف رسمت صورا صوتية لمعانى الفرح وصدق الإحساس الذى لا يعرف المناطق الرمادية كما تقول دائما: (بحب في غرامك/ ألاقي كلامك / محدد أوصادي/ كلام مش بيحود/ يا أبيض يا أسود/ لكن مش رمادي)، طافت شوارع الموسيقى عبر منحنياتها ودهاليزها الوعرة على اختلاف أشكالها وألوانها، وغرقت في بحار الشعر حتى الثمالة، وصنعت أسلوبها المتميز الغنائى على جناح الإحساس الذى يزين الكلمات بالضوء الساطع والبريق الأخاذ الذى لا يعرف الزيف.
هى (لطيفة) .. التونسية بنت حضارة (قرطاجنة) التي ولدت بمنطقة سيدي عمر في ولاية منوبة لأب عسكري حارب في المغرب العربي، وأم سيدة بيت تملك حسا فنيا فطريا لا تخطئه عين أو أذن، لذا فقد ولدت بجينات تعشق التحدي والصمود والإصرار، ومنذ نعومة أظفارها أصبح طريقها الوحيد هو الفن الذى وجدت فيها العاشق والمحب والصديق وحياتها التى لا تخلو فيها لحظة واحدة إلا من طرب يجلب الفرح للنفس والصفاء للروح، ويحلق في الآفاق بمداد إبداعي لا يقارن، قدمت كل الألوان الغنائية الكلاسيكية منها والحديثة، وتربعت بمجهودها الفني على عرش الغناء الذي يخطف القلوب قبل الآذان، واحتلت مكانة كبيرة فى قلب الجمهور المصري والعربي بفرط من موهبة هادرة وذكاء حاد وبصمة غنائية مغايرة للسائد والمعهود، وعقدت صداقة وطيدة مع أذن المستمع ونظره، ومن قبل خطفت قلبه العاشق في دنيا الهوى والغرام.
مؤخرا قدمت كليب (الأستاذ) مع المخرج اللبناني (فادي حداد)، وقام ببطولته التمثيليه الفنان (أحمد كرارة)، عن هذا الكليب الذي حقق نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية وصلت إلى حوالي 5 مليون ونصف (فيو) على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) حتى الآن، ورأيها فيما يفعله المطرب (هاني شاكر) نقيب الموسيقيين مع مغنيين المهرجانات كان هذا الحوار سريع الطلقات:
* هل تحكين لنا عن ظروف غنائك لأغنية (الأستاذ)، كلمات تامر حسين، ألحان (عزيز الشافعي)؟
** منذ خمس سنوات كان من المقرر أن نلتقي أنا والملحن (عزيز الشافعي) في أغنية، لكن حالت الظروف دون ظهورها للنور، ومنذ هذا الوقت وبيني وبينه اتصالات تليفونية، وعندما أسمعني أغنية (الأستاذ) أعجبتني جدا كفكرة جديدة تمجد الرجل الذي يتمتع بالحب الحنان، وموضوع مختلف يتحدث عن السند والضهر في الحياة ، لذا قررت غنائها.
* ألست معي أن الدلع والتدليل كان (زيادة عن اللزوم) ورجعت بالمرأة لعصر الحريم والست (أمينة) خاصة في الكوبليه الذي تقولين فيه (لطبعه الحامي أنا ميالة، والنبي ده أنا ما أقدر على زعله، ولا بعمل حاجة غير ما أرجعله) وغيره؟
** قالت ضاحكة بصوت عالي: عندما يكون الرجل في منتهى الرجولة والحنان والصدق و(مالي هدومه)، ولا يغير من نجاح المرأة التى تشاركه حياته، ويكمل نجاحها ولا يسيطر عليها، هذا الرجل وكما ذكرت فى الأغنية (حبيبي لما يعدي نوسعله) لأنه يستحق كل الحب والدلع والتدليل جراء طباعه وصفاته الجميلة تلك.
* قمت بتصوير الأغنية ككليب مع المخرج (فادي حداد) في منطقة سقارة الأثرية هل كان الغرض من التصوير وسط الأهرامات الترويج للسياحة في مصر؟
** يشرفني طبعا الترويج للسياحة في مصر لأن الحضارة المصرية والأهرامات لا توجد إلا في مصر، والمفروض أن أي مطرب أو فنان لديه القدرة على الترويج للسياحة في كليبه أو عمله ينفذه على الفور، لأننا في حاجة إلى هذا الترويج خاصة بعد تراجع السياحة في الفترة الأخيرة نظرا لظروف انتشار فيروس كورونا المستجد فى العالم، وبالمناسبة كانت (أهرامات سقارة) هى أول أهرامات آراها فى أول زيارة لي للقاهرة، وقبل احترافي الغناء، لذا ظلت محفورة في ذاكرتي حتى حققت حلمى بتوثيق المكان في اليوم الذي صورت فيه الكليب.
* اللوك الذي ظهرتي به في كليب (الأستاذ) كان فكرتك أم فكرة الاستايلست؟
** فكرتي و90% من شغلي أنا (الاستايلست) الخاص به، لا أستعين بـ (ستايلست) إلا في أضيق الحدود، لأنني أعرف ما الذي لدي من ملابس، وما الذي يناسبني، وفى كليب (الأستاذ) اشتغلت على ثلاثة (لوكات) أنا و(فادي حداد) الذي كان سعيدا بما اخترناه من (لوكات)، وأعتقد لو كنا استعنا بـ (ستايليست) لم تكن ظهرت النتيجة بالشكل التى ظهرت به، وخاصة أن الملابس والألوان والإكسسورات تناسب أجواء الصحراء وأهرامات سقارة، وفوق كل ذلك تعكس سحر الحضارة المصرية العريقة التي ماتزال تحمل الغموض والدهشة من فرط روعتها وبهائها الأخاذ.
* من فترة قدمتي (ديو) غنائي مع المطرب الشعبي (أحمد شيبا) بعنوان (ياللي) ما الدافع وراء غنائك هذا الديو؟
** لأنني متجددة، وأعشق التحدي بطبعي ونشأتي، ولا أحب أن أكرر نفسي، فضلا عن حبي للغناء الشعبي، وليس المهرجانات (أؤكد ليست المهرجانات) لأن الغناء الشعبي شيئ، والمهرجانات شيئ آخر، ولقد سعدت جدا بالتعاون مع (شيبا) في أغنية (ياللي) التى حققت نجاحا كبيرا خاصة في تونس، ولا تنسى أنه صوت (شيبة) يتمتع بالشجن المحبب في الغناء الشعبي.
* ما رأيك في المعركة الدائرة هذه الأيام بين (هاني شاكر) نقيب الموسيقيين وأولئك الذين يغنون ما يسمى بالمهرجانات؟
** أنا مع ما يفعله الأستاذ (هاني شاكر) وأسانده بقوة، لكن عندي وجهة نظر في من يغنون المهرجانات: (هذا النوع من الغناء فرض نفسه خلاص على المجتمع وأصبح له تواجد على كل المستويات، ولكن لابد أن يوضع قانون نقابي لهؤلاء الناس، يمنعهم من تلويث المجتمع بسمومهم الكلامية المتدنية المبتذلة المليئة بالبذاءات التى ينفثونها في وجه المجتمع على جناح الإسفاف والتردي.
وأن يكون لدى هؤلاء وعي بما يغنونه، كما لا يصح أن يغني مغنى بـ (الفلاشة) عيب أن يحدث هذا في مصر، وفى الوقت الذي يغني هذا المغنى ويملأ جيوبه بالفلوس، نجد خريجي الكونسرفتوار الذين درسوا لمدة عشر سنين جالسين في منازلهم لا يشتغلون!.
* ما مدى صحة إنك تؤسسين نقابة للموسيقيين في تونس؟
** صحيح تماما، لأنه عيب جدا ألا يكون في أي بلد عربي نقابة للموسيقيين، أو لا يكون فيها نقابات لكل من يبدع فى المجتمع، لأن الفن هو القوى الناعمة والسلاح الأقوى من الرصاص والدبابات وحتى الطائرات، الفن سلاح ليس هناك أقوى منه في التأثير، ويؤسس أجيال، وعندما لا يكون هناك نقابة تحافظ على حقوق هؤلاء المبدعين يكون هنالك ظلم وعدم احترام، وإهانة لهذا المبدع الذي يلعب دور قائد مجتمع.
لهذا أسست أنا وزملائي من التونسيين (أسامة فرحات، ونور شيبا) مؤخرا نقابة في تونس، حيث لم يكن هناك نقابة للحفاظ على قيمة الفنان وخلق فرص عمل شريفة له، فعندما تتابع برامج اكتشاف المواهب وتجد مواهب تونسية غير طبيعية فى هذه البرامج آخرها (مهدي عياش) من أروع الأصوات ولا تجد أحد يأخذ بيدها فلابد أن يصيبهم الإحباط، ودورنا في النقابة أن نمد لهم يد العون من خلال خلق فرص عمل، ومن خلال البرامج والحفلات والمهرجانات لهذه المواهب الواعدة التي تبشر بالأمل في مستقبل الأوطان، وكذلك الإنتاج لهم، خاصة أنه لا يوجد شركات إنتاج حقيقية في تونس.
* هل لديك تجارب تمثيلية محتملة قادمة سواء في المسرح أو السينما أو الدراما؟
** التجارب الفنية القليلة التى قدمتها سواء فى السينما من خلال (سكوت هنصور) مع يوسف شاهين، أو (حكم الرعيان) فى المسرح مع منصور الرحباني، أو مسلسل (كلمة سر) مع سعد هنداوي، هذه الأعمال قدمتها مع مجموعة من العمالقة، وحققت نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا، كل هذا يجعلني أدقق فى اختياراتي القادمة، وأتمنى أن أجد عمل فني جديد في أي من هذه المجالات لأدخل كواليسه، خاصة أنى أحببت السينما بقوة، وعشقت المسرح الغنائي، وأحببت مؤخرا الدراما، وكلها فنون ترتبط ببعضا بعضا وتعبر بصدق عن حقيقة الواقع الذي نعيشه حاليا .. لما لا أعيد التجربة إذا جاءت على جناح الصدق الفني والتعبير الحقيقي عن الواقع.