بقلم : عمر علي
منذ أسبوع تقريباً عرض في دور العرض فيلم (ماكو) بعد سلسلة طويلة من التأجيلات وبعد فترة طويلة من انتهاء تصويره ، الفيلم من بطولة (بسمة ونيقولا معوض وناهد السباعي وسارة الشامي وفريال يوسف ومحمد مهران وعمرو وهبة)، وعن قصة لأحمد حليم الذي كتب السيناريو والحوار بمشاركة محمد الحفناوي وكان من إخراج هشام الرشيدي.
يحكي ماكو حول المخرجة رنا بهجت التي تتسلم جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كبير خارج مصر ، ولكن أثناء تسلمها للجائزة يحدث خطأ ويصبح الفائز بدلاً منها هو زوجها المخرج شريف ناهي وبناء على هذا تتوتر علاقتهما ، وتعود رنا إلى مصر بمفردها لتبدأ رحلة البحث عن فكرة جديدة لتقدمها في فيلم جديد ، يحدث بالتزامن مع انضمام الباحثة (غرام نوح) إلى شركتها وفي أول إجتماع لرنا مع أفراد الشركة لمناقشة الأفكار تعرض عليها غرام أن تقدم فيلماً عن عبارة (سالم إكسبريس) التي غرقت في مطلع التسعينات ، تعجب رنا بالفكرة فتقرر اصطحاب طاقم الشركة والبدء في تصوير الفيلم وأثناء تصوير الفيلم تحت الماء يحدث لهم جميعاً مفارقات كثيرة تودي بحياة أغلبهم.
بداية تجدر الإشارة إلى قوة الفكرة والنوع الذي تم تقديمه في الفيلم وهو نوع (أفلام سمك القرش) أو كما متعارف عليه في هوليود Shark movie ، وهو نوع جديد تماماً على السينما المصرية يتم تقديمه لأول مرة ، وكما يتم تقديم هذا النوع لأول مرة فإن الكثيرين من طاقم الفيلم خلف الكاميرا يقدمون فيلمهم الروائي الطويل الأول أيضاً مثل كتاب الفيلم أحمد حليم ومحمد الحفناوي والمنتج محمد الشريف والمخرج هشام الرشيدي ومدير التصوير محمود بشير والمونتير محمد عاشور والموسيقار هشام خرما ، ويحسب لهم جميعاً المغامرة بشكل ونمط سينمائي غير مألوف والإصرار على التفكير خارج الصندوق.
ولكن هل هذا يعني أن الفيلم خالي من العيوب ؟ بالتأكيد لأ ..
تقديم الشخصيات جاء متسرعاً إلى حد كبير ولم يكن هناك رسم واضح لكل شخصية على حدة ، ولم يتم الاستفادة بشكل كافي من تنوع الشخصيات داخل حبكة الفيلم ، الخط الفرعي للأحداث وهو الخاص بشخصية منذر رياحنة وفريال يوسف وهما الوحيدين الذين لم يكونوا تحت الماء مع باقي الشخصيات وظلوا على المركب ، كان من الممكن الاستفادة أكثر من هذا الخط الدرامي في تصعيد ذروة الحدث وتعقيد النهاية وليس الاكتفاء بالنقل بينه وبين الخط الرئيسي لباقي الأبطال.
الشخصية الوحيدة التي تم تقديم مبرر واضح لأفعالها والاهتمام برسم تاريخها هى شخصية غرام التي جسدتها ناهد السباعي ، أما باقي الشخصيات فلم يتم ذلك معهم مع أن الدراما كانت تستدعي ذلك ، وإهمال هذا الجانب هو ما أدى في رأيي إلى إرتباك شديد في الوصول إلى النهاية التي قدمت بشكل متسرع وعجيب ودون الإجابة على أسئلة درامية ظلت معلقة بلا مبرر، ألا وهو كيف استطاع بعض الأبطال النجاة من سمك القرش (ماكو) وكيف مات البعض الآخر نتيجة افتراسه لهم؟ وكيف استطاعت (رنا) صناعة فيلمها دونهم بعد أن نجت؟.
على مستوى التجربة البصرية كان الأمر أفضل بكثير فمدير التصوير محمود بشير والمخرج هشام الرشيدي استطاعوا تقديم صورة مميزة في كل جوانبها بدءاً من اختيار ألوان الفيلم وطريقة تصميم الإضاءة تحديداً في المشاهد التي تم تصويرها تحت الماء ، كما استطاع المخرج توجيه ممثليه بعناية فائقة جعلتهم جميعاً في أفضل حالاتهم.
إجمالاً فإن (ماكو) تجربة سينمائية تستحق التشجيع رغم عيوبها الواضحة.