* فرقة اسكندريلا توقفت لأنه لايوجد أحد فى (ضهرنا) لا شركة إنتاج ولا جهة ما تتبنى مشروعنا
* لم نكن نقدم أغنيات سياسية ولكننا نقدم ما يشعر به الناس، نتكلم عن الواقع الذي نعيشه
* لست مطربا ولا أمتلك إمكانات المطرب! ولكني مؤلف موسيقي
* أعتبر الفن ثورة هامة وكبيرة وأهم وأحسن من السياسة!
* دور الفنان أن يعبر عن ظروف مجتمعه ويسلط الضوء على ما يمس الناس
حوار : أحمد السماحي
إذا كان الشاعر يحرض على الحب، والموسيقي تحرض على الحياة، فالمؤلف الموسيقى (حازم شاهين) صاحب التجربة الموسيقية والفنية المختلفة لا يحرضك على كليهما فحسب، بل على الانتماء والحرية والشغف بما هو حولك، فحازم مؤلف موسيقي وملحن ومطرب مصري، درس الموسيقى فى معهد الموسيقى العربية قسم آلالات، وتخصص فى آلة العود، وتخرج عام 1999، ويعتبر حاليا واحدا من أهم عازفي العود فى العالم العربي بشهادة أستاذة هذا التخصص، بدأ مشواره كعازف عود فى المعهد، ثم مع فرقة (عبده داغر)، ثم عازفا وأستاذا في (بيت العود) الذي أنشأه الموسيقار (نصير شمة).
حبه لـ (للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم) جمعه مع أصدقاء له فى (بيت العود) مثل (أشرف نجاتي، وشادي مؤنس) فكونوا فرقة (إسكندريلا)، وقدموا (C.D) رائعا يحمل مجموعة من الأغنيات التى عبرت عن رأيهم فى الحياة والحب والثورة، لم يلحن أغنيات نضالية وتعبوية أو أغنيات حب تافهة، بل اختار نصوصا اجتماعية تمس المواطن العادي لشعراء غير الشعراء الذين يملأون حياتنا ضجيجا بلا فائدة، بكلماتهم المستهلكة التى يكتبونها من على قارعة الطريق.
فغنى لعائلة حداد (فؤاد، وأمين وأحمد)، كما غنى لـ (نجيب شهاب الدين، ومصطفى إبراهيم، وزين العابدين فؤاد) وغيرهم، هؤلاء الشعراء الذين يبحثون عن ذواتهم وحيواتهم، عن حريتهم وأحلامهم الهاربة، عن الديمقراطية، ويثورون ضد الظلم والقهر، وقدموا أغنيات تلامس المساحة الإنسانية وتنتصر للحياة والإنسان، وتفند واقعا متآكلا لا تغلبه سوى الأحلام.
حازم شاهين لم يقتصر عطائه على فرقة (إسكندريلا) فقط، ولكنه قدم ثلاث ألبومات موسيقية الأول بعنوان (العيش والملح) عام 2006، وألبوم (حاجات واحشاني) عام 2009، كما أطلق في باريس ألبوم مشترك مع الفنانة السورية (ميسم جلال) عبارة عن لقاء بين العود والفلوت بعنوان (لقاء) عام 2018.
حازم يحضر حاليا لألبوم موسيقى إنتاج الموسيقار العبقري (زياد الرحباني) أحد الذين أثروا جدا في وجدان هذا المؤلف الموسيقي المصري المبدع الذي يحلم دائماً بربيع وفجر جديدين، ويبحث عن ضوءٍ يلوح في أفقٍ بعيد.
عن هذا الـ (C.D) الجديد وعن سر توقف فريق (إسكندريلا) كان لـ (شهريار النجوم) هذا الحوار:
* فى البداية يهمنا معرفة سر توقف حفلات فرقة (إسكندريلا) خاصة أن كثير من الجمهور والمعجبين بها يسألون عن سبب عدم وجود حفلات منذ فترة طويلة ؟
** الفرقة موجودة وكل أعضائها على اتصال دائم ببعض، لكن صادفتنا مشاكل في التمويل والإنتاج، حيث لايوجد أحد فى (ضهرنا) لا شركة إنتاج ولا جهة ما تتبنى مشروعنا، وبالتالي توقفنا عن تقديم أغنيات جديدة.
* ألا تكفى إيرادات حفلاتكم لعمل أغنيات جديدة ؟
** كنا نغنى فى الماضي حفلات كثير بالمجان، وبالتالي لم ندخر فلوس، وعندما بدأ يكون لنا اسم يجذب شريحة كبيرة من الجمهور، تم منعنا من الغناء على المسارح المصرية، بشكل غير مباشر، حيث يرى البعض أن ما نقدمه غير ملائم للفترة الحالية، فضلا عن منعنا من الظهور في البرامج الفضائية بقرار رسمي غير مكتوب.
* تقصد كما حدث للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في فترة من الفترات، ممنوعين وغير ممنوعين ؟
** بالضبط كده!
* هل ما حدث سيجعلك تتوقف عن تقديم أغنيات سياسية من خلال فرقة (إسكندريلا) ؟
** على فكرة لم نكن نقدم أغنيات سياسية منذ البداية، ولكننا نقدم ما يشعر به الناس، نتكلم عن الواقع الذي نعيشه، سواء مشاكل فقر أو حب أو ثورة، في شكل أغنيات اجتماعية نعبر فيها عن رأي، ورأي الناس الذين نراهم يوميا في الشارع، لأننى أرى أن دور الفنان أن يعبر عن ظروف مجتمعه الذي يعيش فيه، ويكون مسئول تجاه المستمع مسئولية فنية ويسلط الضوء على ما يمس الناس ويترجم ما يحدث في الشارع العربي بلغة فنية جديدة ويرتقي بمشاعر الناس ولا يهبط بها، لأنى أعتبر الفن ثورة هامة وكبيرة وأهم وأحسن من السياسة!.
* هل التباعد وعدم ظهوركم في برامج أو حفلات قلل التوهج الفني لفرقة إسكندريلا ؟
** بالتأكيد، فحضورك بشكل مستمر سواء من خلال الحفلات أو الأغنيات الجديدة أو حتى البرامج الفضائية يجعلك فى دائرة الضوء، لكن الابتعاد بالتأكيد قلل كثيرا من توهج (إسكندريلا) .
* أعلم أنك بصدد التحضير لألبوم موسيقي جديد سيطرح قريبا بالأسواق ماذا عن هذا الألبوم ؟
** الألبوم من إنتاج الموسيقار المبدع (زياد الرحباني) أحد الذين أثروا في مشواري وفكري الفني، وهو يتضمن 6 مقطوعات موسيقية مختلفة هى (مجنون أمنيات، رقصة السوق، النيل، ذكر، زكريا أحمد إلى مالا نهاية، الرأسمالي) وهذه المقطوعة الأخيرة سيكون عليها كلمات أدندنها بصوتي من كلمات الشاعر (فؤاد حداد).
* هل الرتم الشرقي هو الذي سيكون غالبا على مقطوعات الـ (C.D) ؟
** بالتأكيد.
*هل سيكون شبيه بـ (C.D) بالأفراح للموسيقار المبدع زياد الرحباني ؟
** ليس شبيه بـ (الأفراح)، ولكن يتضمن مقطوعات موسيقية مختلفة، منها الكلاسيك والتخت الشرقي والإلكتروني.
* هل قصدت من خلال مقطوعة (الرأسمالي) الموسيقية الإلكترونية مخاطبة الجيل الحالي ؟
** إطلاقا : (الفن جاب كده) بمعنى أنني لم أقصد شيئا وعندما ستسمعها ستجدها شبه الكلام الموجود حول الموسيقى الخاصة بها.
* لماذا ألفت مقطوعة موسيقية باسم (زكريا أحمد إلا ما لا نهاية) ولم تؤلف مقطوعة بإسم (محمد عبدالوهاب أو القصبجي أو السنباطي) مثلا ؟
** وأنت تعمل أحيانا تأتيك فكرة فتشتغل عليها، وهذا ما حدث جأتني جملة موسيقية لـ (زكريا أحمد) فضلت أقولها لمدة ساعتين بتنويعات مختلفة، وبأكثر من طريقة ولا يوجد لها آخر ولا تمل منها، وجملة فتحت جملة أخرى لدرجة أني عملت معارضة لهذه الجملة، لهذا أطلقت على المقطوعة (زكريا أحمد إلى مالا نهاية).
* شيئ رائع أن ينتج فنان بحجم (زياد الرحباني) ألبوم موسيقي لفنان مثلك وهو يعمل في نفس المجال كيف أقنعته بالإنتاج لك ؟
** الحقيقة إننى لم أقنعه بشيئ!، لكنه مقتنع بي جدا كفنان، وكل الحكاية أنه بعد أن علم بما حدث لفرقة (إسكندريلا) نصحنى بعمل شيئ آخر فى مجال الموسيقى، فقلت له نفسي أعمل (C.D) منذ فترة أحضر له، فقال لي بود شديد: (نعمله احنا)!، ولم يسألني عن أي شيئ! ولا إذا كان الألبوم موسيقى بحتة أم غناءا! وأعطاني الفلوس ولم يسمع شيئ حتى الآن!.
* هذا الإقتناع الشديد بك يجعلني أسألك كيف بدأت علاقتكما ؟
** علاقتي بـ (زياد الرحباني) بدأت منذ وعيت على الدنيا، وكانت السيدة (فيروز) مدخلى إلى هذا المبدع، بعد ذلك أحببته هو كموسيقى وفنان، وأثر في تجربتي الموسيقية والغنائية مثل كثير من الشباب المصري والعربي العاشقين لهذا المبدع الموهوب، وعندما احترفت الموسيقى عرفت أنه أحد عباقرة الموسيقى الحالية، وعندما حضر إلى مصر أول مرة فى عام 2010، انتهزت الفرصة وقابلته كمعجب وفنان فى نفس الوقت، رغم أنى طبعي خجول، ولا أحب اقتحام حياة أحد، لكن حبي لـ (زياد) وضع تاني ومنع خجلي.
وتعرفت عليه وأعطيته (C.D) لأحد أعمالي الموسيقية، ورقم تليفوني، وفوجئت به سمع الـ (C.D) واتصل بي وناقشني فما سمع، وتقابلت معه مرة ثانية وأعطيته بعض أغاني لفرقة (إسكندريلا) حيث لم نكن لدينا فى هذا الوقت (C.D) خاص بنا.
بعد سنوات وعندما قدم حفلة ثانية في مصر عام 2013 كلمونى وطلعت غنيت معاه، بعد ذلك غنيت معاه في لبنان في مهرجان بيت الدين والحمامات.
* هل ترى مستقبلك الفني في العزف أم التأليف الموسيقى أم التلحين أم الغناء ؟
** كل هذا أنا! ومستقبلي في كل هذا، لأنى ببساطة كل هذا، فأنا لا أعتبر نفسي مطربا ولا يوجد لدي إمكانات طربية، لكني مجرد مؤدي، وبعيدا عن كل هذا أعتبر التأليف الموسيقى هو الأساس.
* ماهو حلم حازم شاهين الفني ؟
** أن تصل أعمالي الموسيقية والغنائية للناس في أفضل وأجمل إطار، بمعنى أن أقدم أعمالي بالطريقة المناسبة لها، فمثلا ما يحتاج تعزفه الأوركسترا السيمفوني ينفذ كما حلمت به، وهكذا.