يعتبر برنامج “من نورالخيال وصنع الأجيال” تأليف الشاعر الكبير فؤاد حداد، والذى قدمه الشيخ سيد فِي شهررمضان عام 1968 مِن خلال “إذاعة البرنامج العام”، إخراج فتح الله الصفتي، محطة هامة في مشوار نجمنا الكبير، ولا ندري سر عدم طرحه على أسطوانات ” C.D ” حتى الآن؟، فالبرنامج يتضمن حوالي ثلاثين أغنية نادرة، وفيه وصف الشاعر القاهرة العظيمة وما مر بها مِن أحداث عبرالتاريخ، وقام سيد مكاوي بتلحين الأشعاروقدمها فِي شكل الراوي، وقدم خلال الحلقات الثلاثين العديد مِن الأصوات المعروفة، فضلا عن مجموعة من المواهب الشابة آنذاك والّتي شاركته فِي الغناء.
وأعجبت سيدة الغناء العربي بهذه الحلقات، وكانت – وكما صرح الشيخ سيد مع الإعلامية الكبيرة سامية صادق فى أحد برامجها الإذاعية – تدندن فى منزلها بمقدمة البرنامج الغنائية الشهيرة التى تقول:
أوَل كلامي سلام، ولزقيني الكلام
أيام في حضنك أنام، القلب الأبيض هنا
يا مصر يا أمنا وأطلع فى نور الآدان
إذا دعا الولدان للمدرسة والميدان
الإنسانية هنا .. الإنسانية هنا
كما نالت أغنية “الأرض بتتكلم عربي” أشهرأغاني هذا البرنامج إعجابها أيضا، وفى إحدى الأيام إتصلت هاتفيا بالشيخ سيد، وطلبت منه أن يلحن لها أغنية، فأعرب لها عن سعادته البالغة بهذا اللقاء، وإشترط عليها أن يكتب كلامات الأغنية الشاعر الكبير أحمد رامي، لأنه كان محبا له ومعجبا بشعره، ويعتبره صاحب فضل كبير في الإرتقاء بالأغنية المصرية، ووافقت أم كلثوم على شرطه.
وبدأت جلسات العمل بين مكاوي ورامي، التى استمرت فترة طويلة، وفي هذه الأغنية وكما صرح الشيخ سيد غيرت أم كلثوم شطر لرامي فى الأغنية وهو “لما الهوى جمع قلبين على الوداد والحنية”، وكتبت بنفسها شطر آخر بدلا منه وهو ” وفين حلاوة قربك فين، فين الوداد والحنية”.
وبعد ظهور الأغنية حققت نجاحا كبيرا، لكن قلة قليلة انتقدتها وأعتبرتها لا تتناسب من حيث الكلمات مع التطور الذى حدث في الأغنية، وقالوا أن مصطلحات مؤلفها الذى لقب يوما بشاعرالشباب، والذى كان وراء نجاح أغنيات أم كلثوم الرومانسية فى رحلتها الطويلة مع رياض السنباطى كانت مصطلحات تنتمى إلى سنوات تألق أحمدرامى فى الأربعينات والخمسينات، ولم يكن متوقعا فى السبعينات وبعد أن غنت أم كلثوم لأحمد شفيق كامل، ومرسى جميل عزيز، وعبدالوهاب محمد، أن تعود بأغانيها لذلك الزمن الذى تغيرفى كثيرمن مفرداته وصوره.