رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع
نجح عاشق المسرح (خالد جلال) ان يحول أربعين متر من ارض كانت مخزن إلى بقعة ضوء وتنوير

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

رغم انني اعرف أن اليقين يقترب من مستحيل وقد أكد ذلك المؤرخ المفكرالبريطاني (ارنولد توينبي) وأوضحه العملاق نجيب محفوظ في قصة قصيرة تحمل اسم (الحوادث المثيرة)، مع ذلك لقد أدركت يقيناً أن الاستاذ (خالد جلال) المخرج والمبدع والمُسيس يدرك باليقين، أن المسرح مهما صادف من تباين يظل هو بطل من أبطال تنمية الوعي والولاء والانتماء. وأن مقولة شكسبير (أعطني مسرحاً أعطيك شعباً عظيماً) لها من الصواب الكثير 

نجح عاشق المسرح (خالد جلال) ان يحول أربعين متر من ارض كانت مخزن إلى بقعة ضوء وتنوير وقاعة عرض صغيرة الحجم، لكنها بحجم السماء فيما تقدم من نور وخبرات وتنوير.

وتفريخ لمواهب تنطلق لتصبح نجوماً كما حدث مع كثير من شباب في كل مجالات الابداع من تمثيل وإخراج وسينوغرافيا وموسيقى وديكور وملابس، نجح في صناعة كتائب من شباب عاشق لما يقدمة ملتزم مؤمن بقيمة الكلمة والمسرح ورسالته 

اتابع منذ سنوات كل ما يقدمه (خالد جلال) وأشاهد كيف نجح في مهنية واعية زراعة فكرة تقديس خشبة المسرح واحترام الجمهور اتابع كم التفاني من كل من يقف على خشبة المسرح والاجتهاد.

أجد نفسي استمتع بكم الاتقان والالتزام الكاشف لقدرات مواهب عشقت المسرح، وتدرك أنه بداية لنجومية حققها من قبلهم شباب يقفون الآن مع النجوم في كل الاعمال السينمائية والدرامية، وأتذكر منهم (سامح حسين، محمد فراج، بيومي فؤاد، محمد ممدوح، نضال الشافعي، إيمان السيد، علي ربيع، محمد سلام وهشام إسماعيل).

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع
(حواديت) عمل كتبة بوعي (خالد جلال) ليقدم لنا سلبيات وآفات من خصال انسلت إلينا

عمل كتبة بوعي (خالد جلال)

(حواديت) عمل كتبة بوعي (خالد جلال) ليقدم لنا سلبيات وآفات من خصال انسلت إلينا، لكنها أساءت لمجتمع كامل قدم ذلك بحرفية وإدراك يجعلنا نندهش ونحزن ونضحك والهدف أن نستوعب من كل حدوتة قيمة مضافة ويحدث بالحتمية ان تلامس ما بداخلك.

فلكل منا حدوته فقد توقظ إحساس بالفطنة لسلبيات وأساليب ومطالب مثل مبالغات الاسرة في متطلبات الزواج وكيف يتم تجريف العريس وإحساسه  بالعجز والقهر وقصة ولادة (أحمد أيمن حسين).

والأداء المتميز للنجوم والتباين بين من جاء ليسرق ومولد طفل جديد كم من ضحك ودهشه يقدم بنضج ودون مبالغات يجعل المشاهد يتوحد ما مايقدم امامه يتابع بشغف،  فكل حدوتة قيمة بذاتها ليست لتسلية فقط وليست حدوتة لتنام بها ولكنها طلقة للتوعية واليقظة والتشريح طلقة تجعلك تفكر وكأنك أمام مرآة لتتعرف على ذاتك بل ومن حولك.

حواديت (خالد جلال) دعوة لإعمال العقل مطلب كل من عمل بالتنوير من كانط لنيتشة  لابن رشد لمحمد عبدة وصولاً إلى طة حسين وسلامة موسي  وزكي نجيب محمود.

حواديت (خالد جلال) تحمل الكثير انها تيار صاعق.

يجعلك تفكر وتندهش وتتتعظ وتضحك حتى تدمع العيون، والعجيب هو تناغم جمهور هذا العرض مع الإرسال القادم من على خشبة العرض، فالتقدير لحظي من إصابة الهدف إن كان بالضحك أو بالدهشة أو الفهم.

أماكن التصفيق واختيار كيف ومتي شعرت أنني أشاهد المسرح الإنجليزي أوإحدى مسرحيات الستينيات والسبعينيات، حين كنت أشاهد (المخطاطين) ليوسف إدريس أو (سكة السلامة) سعد الدين وهبة، أو (انت اللي قتلت الوحش) علي سالم.

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع
استمتعت بسمفونية نجحت فيها فيها كل مفردات الإبداع في الإحساس بالمتعة

سمفونية الإبداع في الإحساس

استمتعت بسمفونية نجحت فيها فيها كل مفردات الإبداع في الإحساس بالمتعة بعمل قدم وفجر مواهب جعلتني اقترب من يقين انها نجوم قادمة، تؤكد أن مصر لاتنضب مصر التاريخ الفني الكبير، تؤكد في (حواديت) أنها غنية بالمواهب فقط الفرز والاختيار والتنقيب كما يفعل (خالد جلال).

فقدم كتيبة إبداع أتذكر منهم (ياسمين عمر، صلاح الدالي، نادين خالد،  احمد شاهين، طارق الشريف، أحمد الشرقاوي، أحمد هاني، ياسمين سراج، محمد عادل، حسام سعيد)كل من شارك في هذا العمل هو نجم في الأداء وضلع في مثلث إبداع.  

أبدع مهندس الديكور (محمد الغرباوي) بتقديم وحدات صغيرة متنقلة يتم تحريكها بنجوم العرض، وترك التأثير يأتي من قيمة الكلمه وأداء الممثل وتِيرة الإضاءة.

قدم (أحمد الشرقاوي ورنا يحيى) إعداداً موسيقياً من نسيج الأحداث يتناغم معها ويعبر عن مكنون المشاعر للشخصيات بين الحزن والمعاناة والكوميديا في كل حدوتة.

كل ذلك، في عرض بمسرح صغير حجماً ولكنه حين تستمع ليقظة الجمهور وسعادته تدرك أنك في مسرح كبير بكل مفرداته، رغم عدم وجود شواية ولا ميكانيزم للديكورات الضخة ولا كمبوشه للملقن ولا ستارة فقد البلاك إظلام المسرح لتغيير المشهد والديكور مجهود ودقة في التنفيذ يدركها من يعرف المسرح.

وأتخيل لو مثل هذا العرض له ميزانية بحجمه، لقد اعتمد فقط على شباب عاشق لما يقدمه ومخرج وكأنه وهب حياته لتفريخ النجوم ولديه ما يقوله لنا، تقديم مسرح بلا نجوم تبتلع ميزانيات الإنتاج.

حسين نوح يكتب (خالد جلال).. و(حواديت) الإبداع
قدم شباب يصبحون نجوم ويقفون بين الكبار متحققين

مصنع تفريخ النجوم

فقدم شباب يصبحون نجوم ويقفون بين الكبار متحققين، ونعرف جميعاً أنهم أبناء مصنع تفريخ النجوم لـ (خالد جلال) رجل قرر أن يسجل اسمه بحروف من دهب في تاريخ المسرح المصري، بطريقة هو يعرفها والكبار وعياً وعشقاً للمسرح.

خرجت من مسرح الإبداع بعد العرض البديع في حالة من السعادة ورغبة في عودة للإنتاج المسرحي مرة أخرى، فتلك هى الاعمال التي أريد ويريد أي فنان أن يكون أحد المشاركين فيها، لتبقى في cv شاهدة نفتخر بها.

شكراً الأستاذ (خالد جلال)، فقد اثلجتم قلبي، وتأكدت أن مصر تنطلق وتستحق فنون بحجمها ألف مبروك للمسرح المصري وللإبداع والمبدعين.    

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.