

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة
ساءني جدا رد ما يطلق عليه الإعلامي (عمرو أديب) على تصريحات الفنان الكبير (محمد صبحي)، الذي أكد رفضه القاطع لتقديم أي عمل فني حتى لو كان مبهرا إذا تعارض مع الحقيقة أو شوه الوقائع.
وكان قال (محمد صبحي) خلال مداخلة هاتفية ببرنامج (حضرة المواطن) الذي يقدمه الكاتب الصحفي (سيد علي) بقناة (الحدث اليوم): (كممثل، قد يعرض عليّ فيلم أو مسرحية عظيمة فنيًا، لكن إن كانت مخالفة للحقيقة لا يمكن أن أقدمها)، معتبرًا أن الصدق هو الشرط الأول لأي عمل يتناول سيرة الرموز.
ووجه الفنان (محمد صبحي) عتابا خاصا للفنانة (منى زكي)، قائلا: (ألوم تلميذتي وحبيبتي منى زكي – وأنا أفتخر بها – أن تقع في مثل هذه الوقيعة)، في إشارة إلى تحميل الفن مسؤولية أخلاقية عند تناول التاريخ، وشدد (صبحي) على أن (أم كلثوم) قامة فنية لا يمكن النيل منها، محذرا من اختزال الرموز في روايات سطحية أو مغلوطة تُسيء لتاريخ الفن المصري.
وهنا أُذكر (عمرو أديب)، أنه لم تكن موهبة (محمد صبحي) أمرا عابرا في حياته، لذا حرص على أن يصقل موهبته بالدراسة، فهو من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم عين معيدا في المعهد، ولكنه قرر لاحقا أن يتفرغ للفن بعيدًا عن التدريس، وركز في رحلته الفنية التي تميزت بتنوع أدواره بين التمثيل والإخراج والكتابة، في مسيرة حافلة بالإنجازات والتميز.
وفي مطلع الثمانينيات أسس (صبحي) فرقة (ستوديو 80) مع الكاتب لينين الرملي، وقدما مجموعة من أهم المسرحيات، منها: (تخاريف، أنت حر، الهمجي، وجهة نظر).
كما أبدع لاحقا في مسرحيات أخرى مثل (ماما أمريكا، لعبة الست، سكة السلامة 2000، كارمن)، وله أعمال سينمائية مميزة، أما في الدراما التلفزيونية، فكان له حضور طاغٍ بأعمال عديدة ومؤثرة منها: (رحلة المليون، سنبل بعد المليون، يوميات ونيس المكون من ثمانية أجزاء، فارس بلا جواد).

(صبحي) يواصل العطاء الفني
كما أنه لا يزال يواصل العطاء الفني وتعد مسرحية (فارس يكشف المستور)، من أحدث أعمال (صبحي)، وهى عمل كوميدي استعراضي غنائي شارك فيه عدد كبير من النجوم الشباب، وهي تأليف مشترك بين صبحي وأيمن فتيحة، وديكور محمد الغرباوي، وأشعار عبد الله حسن، وموسيقى شريف حمدان.
ولابد لي من تساؤل: ما الذي أخطأ فيه الفنان الكبير في تناوله الموضوعي لفيلم (الست)، الذي أحدث ضجة كبيرة فور عرضه، وكاد يتسبب في (حرب أهلية)، بسبب التجرأ على أيقونة مصرية وتشويه سيرتها الذاتية من جانب شرزمة لا تنتمي إلى الفن بقدر ما تحمل من أجندات خاصة أفقدتها الضمير المهني!، وغاصت في وحل الرزيلة في تبجح مدعية أن هذا فن يحمل وجهة نظر خاصة؟
ناهيك عن روح البغض والكراهية التي يحملها صناع فيلم (الست) – لا أستثني أحد (كاتب، ومخرج، وممثلين، إنتاج) – تلك النفوس المخربة، بحيث سمحوا لأنفسهم بتزييف سيرة سيدة عظيمة ضربت لبلدها (مصر) أروع الأمثلة في البطولة والفداء، بما تملك من حس فن راقي ومسئولية تدرك قيمة الوطن والتراب الذي تنتمي إليه.
ياعم هذا الولد – (كلامي موجه للمستشار تركي آل شيخ) -: الشعب المصري كله غاضب من الآثار السلبية التي جرها فيلم (الست)، وهذا حقه، عندما هب في غيرة وشجب واستنكار لهذا الفعل الدرامي الرجيم، ومن ثم لا يمكن اختصار الأمر في أنها وجهات نظرا تقتصر على مؤيد ومعارض، إنها مسألة كرامة وطنية.
معالي المستشار لا أشكك في احترامك للفن المصري، ولست مؤمن بنظرية المؤامر، لكني ألفت نظرك إلى أن (عمرو أديب) يسئ لك ولجنسيته السعودية الجديدة، عندما تجرأ وخرج عبر برنامجه (الحكاية) ليهاجم الفنان (محمد صبحي)، مشيرا إلى أنه يريد أن يثير الراى العام كي يتخطى أزمته مع (السواق).
ما هذه الخفة والاستهار بفنان عظيم، قدم للمسرح المسرحي أعمال عظيمة ستظل راسخة في وجدان الجمهور المصري والعربي، ولم يضبط يومها بجرح مشاعر الجمهور حتى في أفلامه – على قلة مستواها الفني – حتي يخرج علينا (عمرو أديب) لينال على طريقة (ردح النسوان) في الحواري المصرية التي تربي ونشأ وترعرع في كنفها.
وألفت نظرك يا سيادة المستشار (تركي آل شيخ) إلى أنه لم ينل من (صبحي) وحده، بل ذهب (عمرو أديب) للنيل من الشعب المصري عندما قال: إن هناك أشخاصا لا ينتقدون فيلم (الست) انتقادا موضوعيا، وإنما ينتقمون منه لأغراض أخرى، وهذا تبجح آخر وافتئات على شعبه الذي غضب جراء تشويه عمل فني ينال من أحد رموزه الوطنية.

ألا تخرس هذا اللسان الزالف
ياسيد (تركي آل شيخ)، لقد أصبح (عمرو أديب) بمثابة شوكة في ظهرك، عندما يخرج كالطاووس في كل مرة يقطر السم من فمه بسلاطة لسان زالف، لمجرد المساس بأي عمل ترعاه أو تدعمه هيئة الترفيه السعودية، ألا تخرس معاليكم هذا اللسان الزالف الذي يقوم في كل مرة بتورطكم والزج باسمكم واسم هيئة الترفيه في كل صغيرة وكبيرة؟
معالي المستشار (تركي آل شيخ): أسعدني توضيحكم المحترم – ولو أنه تأخر قليلا – حول حقيقة ما تم تداوله حول ارتباط (موسم الرياض) بفيلم (الست)، حيث أكدتم أن ما ينشر في بعض المنصات الإعلامية والحسابات غير دقيق ولا يستند إلى معلومات صحيحة.
ويأتي هذا التوضيح في ظل تداول واسع لادعاءات تشير إلى دور إنتاجي أو فني لموسم الرياض في الفيلم، وهو ما نفيته بشكل قاطع، مشددا على ضرورة التمييز بين الرعاية والدور الإنتاجي الفعلي.
في بيانك التوضيحي يا سعادة المستشار (تركي آل الشيخ) قلت: إن (موسم الرياض) لم يشارك في إنتاج أو إخراج أو إعداد فيلم (الست)، وأوضحت أن العلاقة الوحيدة كانت في إطار الرعاية فقط، وجاءت بعد اكتمال العمل على الفيلم دون أي تدخل في تفاصيله الفنية أو الإدارية.
ثم أشرتم إلى أن الزج باسم (موسم الرياض) أو اسمه الشخصي ضمن عملية صناعة الفيلم يعد أمرا غير دقيق، ولا يعكس الواقع المهني أو القانوني المرتبط بالعمل، وأكدتم أن فيلم (الست) إنتاج مصري بنسبة 100%، وتم تنفيذه عبر شركات إنتاج مصرية، كما أن المخرج والكاتب وأبطال العمل وجميع القائمين عليه مصريون.

تشويش الرأي العام
وأضفتم: أن أي محاولة لربط الفيلم بجهات خارج إطار الإنتاج الفعلي تعد مغالطة إعلامية، وتؤدي إلى تشويش الرأي العام دون سند حقيقي، ثم بينتم أن الفيلم حاصل على التراخيص الرسمية من الجهات الرقابية في جمهورية مصر العربية، وأن أي ملاحظات رقابية محتملة تبقى من اختصاص الجهات المصرية المختصة فقط.
أثمن ما أشرتم إليه: بأن (موسم الرياض) كان أول من كرم الفنانة القديرة (أم كلثوم) – تلك حقيقة دامغة، وأمر يحظى بالتقدير والاحترام – لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال وجود ارتباط إنتاجي أو فني بفيلم (الست)، وأكدت أن تكريم الرموز الفنية يندرج ضمن رؤية ثقافية عامة، ولا يرتبط بمشاريع سينمائية بعينها.
وفي نهاية تصريحاتكم الدقيقة أكدتم على أهمية تحري الدقة قبل نشر المعلومات، داعيًا إلى الفصل الواضح بين الرعاية والدور الإنتاجي، حفاظًا على المصداقية المهنية واحترامًا للجمهور، وهنا مربط الفرس، عليك أن توجه كلامك إلى (عمرو أديب)، بتحري الدقة قبل نشر المعلومات حتي لايخرج كـ (الدبة) التي تقتل صاحبها ويتجرأ على قامة فنية وجمهوره الذي كان واحدا منهم قبل حصوله على الجنسية السعودية.
رجاء يا سعادة المستشار (تركي آل شيخ): لتكن تعليماتكم الواضحة والصريحة بكف أذى (عمرو أديب)، هذا المارق عن الصف المصري محتميا بجنسيته السعودية، فكم ترتكب جرائم باسم الحرية غير المسئولة التي يتشدق بها هذا الرجل، بعد أن فقد انتمائه لوطنه الأم في سبيل إثبات انتمائه السعودي.